" كاين سيزارك ،،،هذا هو اسمي "
نظر كاين متطلعا انعكاس الشكل الموجود على المراة ، كان يقف عاري الصدر ، بشعر ذهبي مبلل و عينان خضراء كالياقوت . بفك محدد ايضا
" ليس سيء ،، على الاقل حصلت على هيئة وسيمة في هذا العالم "
اومأ كاين بسخرية ، ثم على الفور اتجه نحو الخزانة وارتدى قميص ابيض مع بنطال رمادي اللون .
اثناء تجفيف شعره و تمشيطه ، قام بترتيب الاشياء المتشابكة في ذهنه .
" لا يزال موقفي غامضا ، لكن لنرتب الامور ببطىء "
"اولا انا ، او بالاحرى كاين سيزارك ، نبيل من الدرحة المنحطة ، على الارجح هذا ادنى ترتيب للنبلاء لكن لا يزال افضل من العامة ، حاليا اسكن في القصر الوحيد للعائلة واخر احدى ممتلكاتها في ‘مدينة أورورا ' بالتحديد في نهاية شارع الزهور "
" والدي هذا الجسد توفيا بالفعل ، توفي والده قبل سنتين تقريبا ، ثم لحقت به والدته بفتره قصيره " تمتم كاين بنبره منخفضة ، كان يجمع ذكرياته مع عائلة كاين في هذا العالم ، كانت اسره متناغمة حقا الذي دفع ثيون للحسد قليلا .
" لكن للاسف يبدو انه لم يسمع الكلمات الاخيرة لوالديه ، حضر فقط جنازتهما ،،،،"
ارتدى جورب ابيض ونهض " يبلغ الثاني والعشرين ، كان يكمل دراسته الجامعية في جامعة برنفورد في العاصمة ، كان في العشرين من العمر عندما توفي والداه ، لذا سمع بالاخبار فقط ثم جاء مسرعا للاسف جاء متاخرا قليلا ،،"
" حسنا انها الخلفية المناسبة لي ، ، ، بلا عائلة ولا اشقاء ، هاه " قال بسخرية
دق دق
دقات الباب من خلفه قاطعت افكاره
" سيدي ، الفطور جاهز ،،"
" جيد ، بضع دقائق وساخرج "
" حسنا ،،"
رد كاين ، ثم قام بترتيب ملابسه ، ثم خرج من جحره .
المنزل الذي فيه حاليا هو تقريبا اخر ممتلكات العائلة بالاضافة الى محل مستئجر في شارع المجاور . تذكر كاين ان والداه في هذا العالم انفق معضم امواله من اجل استضافته في ارقى جامعة في هده المملكة ، جامعة برنفورد قسم الاداب و التاريخ القديم ، عاد قبل اسبوع الى مدينة اورورا انه سيىء الحظ بما فيه الكفاية لاستحواذ ثيون على جسده .
قضى اربعة سنوات هنالك مما استنزف اموال والده تقريبا. على الاقل كان كاين بار بوالديه ، كان طالب متميز و بدرجات متفوقة ، لدرجة انه احتل المرتبة الثالثة من بين المتخرجين هذه السنة ، لذا يمكن القول ان جهود والده قد نالت نصيبها ، الامر المؤسه انه لم يعد حيا ليشهد تفوق ابنه العزيز .
" المثير بالاعجاب انه على الرغم من فقدان عائلته ، الا انه استمر و بل حفزه اكثر للتفوق ، انه ابن جيد ،،،" تمتم كاين بصمت ، كان يسخر داخليا من نفسه في حياته السابقة .
" لكن على كل لا تزال معرفتي بهذه البيئة ضحلة لايمكنني الاعتماد على ذكريات كاين سيزارك فقط ، احتاج لبعض الكتب ، اتذكر انه بوجد مكتبة في هذا القصر ، حسنا تم تحديد بعد الفطور سازورها "
بالسير داخل ممرات القصر ، كان صغير مقارنة بتسميته قصر ، يوجد بعض المزهريات التزيينية على جانب المرر لكن كان يمكن رؤية بعض الغبار عليها ، بالعودة الى ذكرياته ، كانت هنالك خادمين فقط في هذا القصر ياكمله لخدمته حاليا .
كان احدهم الرجل العجوز من الامس ، كان داخل عائلته منذ جده ، اي انه خدم والده عندما كان صغيرا ايضا ، بسبب شحة اموال العائلة اظطر والده الى تقليل عدد الخدم المجودين في القصر ثم تقليل عدد الرواب الموزعة ، مما جعل الكثير منهم يستقيلون فورا ، حتى تبقى هذا الرجل العجوز ، و خادمة اخرى ، هذا يفسر وجود بعض الاتربة هنا و هنالك ، لا عجب حتى هذا المنزل الصغير انه كبير لتولي اثنين فقط لتنظيفه
كان الرجل العجوز وفيا لوالده من ذكرياته ، بينما لم يكن لدا كان انطباع مباشر عن الخادمة ، كان يتذكر انه احضرها والده عندما كان يدرس في الجامعة في سنته الاولى .
لذا كان كاين فضولي قليلا اتجاهها ، اثناء هذا وصل الى قاعة الطعام ودفع الباب الخشبي ، دخل كاين الى الغرفة المنيره بضوء مصابيح المعلقة في اعلى السقف التي كانت تمتد بواسطة حبل حتى اصبحت معلقة في الجو .
داخل الغرفة ، كانت هنالك طاولة من ستة كراسي بدون اذرع على الجوانب بالاضافة الى سابع في قمة الطاولة
" سيكون لديك الكثير من الاخوة ، لذا اشترينا ثلاث اخرى ، ربما يكون هنالك رابع—"
هذا عندما جائت ذكرة صغيره له مع والدته ، كان والديه متطلعات الى انجاب اخوة له لكن للاسف لم يرزقا بغيره .
وقف كابن هنالك بصمت ، كانت مشاعره مختلطة قليلا ، رغم انه لم يكن كاين نفسه الا ان هذا لا يمنعه من الشعور بالحزن قليلا ،،
" ربما هذا نتيجة اخذي لهذا الجسد؟،،،"
،
" سيدي هنا ، طعامك جاهز ،، "
جذبت الذكريات كاين بعمق ، بينما لم تلاحظ عيناه الرجل الواقف بجانب الطاولة يضع بعض الصحون فوقها ، كان رجل ذو شعر رمادي تقريبا ، وجهه مليئ بالتجاعيد خصوصة قرب عيناه ، كان يرتدي نظارات ذو حواف دائرية ، مع شارب غريب مرتفع للاعلى . كان يرتدي زي خادم بسترة كانت طويلة قليلا من الخلف تحتها قميص ابيض .
" صباح الخير ، سيد كاين ،،" لاحظ نظرات كاين الغريبه ، ابتسم الرجل العجوز و قال
" اوه ، احم ،،، صباح الخير ، ادورد " ادرك كاين انه يحدق لفتره طويله .
" امم ، ، ، حسنا تفضل "
اقترب كاين من كرسي قريب و جلس وبدا بتناول طعامه ، اثناء تناوله تذكر شيء ما .
" ادورد ، اتذكر انه كان لدينا مكتبة في القصر ، اليس كذالك ؟ " قال بتسائل
" اوه ، اجل ، انها موجوده في نهاية هذا الممر ، لماذا ، هل هنالك شي حيال هذا ؟ " تفاجىء ادورد قليلا .
" لا شيء ، اذا والدي لم يقم ببيع تلك الكتب ؟ ،،" لم يستطع كاين سوى طرح سوال اخر .
" اوه هكذا الامر ، حسنا كان السيد متردد حيال هذا ، لكنه تراجع اخيرا ، قال ربما سياتي يوم تحتاجها انت لذا تركها هنالك " ابتسم ادورد وقال ، كانت التجاعيد على وجهه تصبح اكثر وضوحا .
" هاه ، هذا جيد اذا ،،"
"يسرني انك هكذا سيدي الشاب ،،" بينما كان كاين يتنهد بارتياح ، كان قلقاً ان وضعهم المادي دفع والده لبيع تلك الكتب كذالك ، ،سماع ما قاله ادورد جعله يتنهد بارتياح و تشكل ابتسامة في زوايه فمه
هذا عندما سمع صوت ادورد بجانبه ، ادار وجهه نحوه ، وتفاجا من رؤية ادورد ينظر اليه بابتسامة واسعة ، كانت إبتسامة صادقة و سعيده ، حتى ان عيناه المجعددتين كانت تفيض ببعض الدموع الصغيره .
" ،،،،"
" ضننت انك قصد تحطمت بعد وفاة والديك ، السيد و السيدة ، في يوم الجنازة كنت كالجسد بلا روح ، لكن رغم الذي حدث لم تستسلم و تفوقت لتحصد الرتبة الثالثة في التخرج. و ها انت عدت قبل فتره و تريد ان تزور المكتبة ، السيد و السيدة سيكونون فخورون بك حقا ، انهم سعيدون في السماء الان ،،،، "
غعرادورد نظارات من عيناه و مسح زوايه عيناه ، ثم اعاد النظارات ، كان يتحدث بارتياح بينما وضع يده على كتف كاين ، يربت برفق فخورا
بينما تيبس كاين في مقعده ، كان يحدق في الحساء الموجود على صحنه ، الذي كان يعكس صورته ، لم تعكس صوره كاين سازارك ، بل كانت للشاب ثيون ، يحدق ببعضهما .
[انت خطيئتي ،،،]
اغمض عيناه اخذ نفس و فتحهما مرة اخرى ، لتختفي صورته السابقة لتحل محلها وجهه الجديد .
كان كاين يعلم ان ادورد اخطاء في شئنه ، واساء فهمه لم يكن مهتم بمراجعة او دارسة او شيء ما ، لم يكن مهتم حتى بحياة هذا الشخص ، كاين سيزارك
لكن
بابستامة صغيرة صادقة على وجهه ، رفع راسه وقال لـ ادورد : " انا سعيد لسماع ذالك "
انها المرة الاولى لكاين ، بسماع شخص ما انه فخور به .
…..
مر الفطور سريعا ، ثم خرج كاين مع مسح فمه من قاعة الطعام ، كان يتحرك وفق التوجيهات التي اخبرها بها ادورد ، مر وقت طويل منذ عودة كاين الاصلي الى هنا ، منذ اربع سنوات تماماً ، لم يرجع ولا مرة واحدة الى هنا خلال العطل بعد العام الدارسي ، كان تكلفة النقل باهضة الثمن خاصة تلك القطارات البخارية الجديدة ، ولم تكن لعائلته القدرة لشراء العربات .
من ذاكرته كان العالم في هذا العصر اشبه بـ فتره ابريطانيا خلال عصر البخار و ثوره التكنلوجيا و ترك طاقة الرياح . لذا كانت هذه الوسائل باهضة الثمن ، ولتوفير المال و التوفير على اهله ، قرر عدم الرجوع الى هنا ، هذا ايضا كان الاسف العميق في قلبه ، لم يرى وجه والديه خلال اربع سنوات ، ما رائه هو فقط جثث عديمة الارواح باردة .
بتنهدات ، كانت افكاره تمر بسرعة حتى وصل اخيرا الى نهاية الممر ووقف امام باب خشي اخر ، لم يستمر بالوقوف دفع الباب ودخل الى الداخل مع اغلاق الباب ، ثم التفت
" هذا الوقت الثمين الحالي ، احتاج ان افهم عالمي الجديد …….. "