غادر قطار اللانهاية محطة بيوانغ بهدوء تحت جنح الظلام، متجهًا شرقًا.
ألقت كيكي نظرة على لين شيان وسألت: "لماذا هذه العجلة؟ لا يزال هناك الكثير من الأماكن التي لم نبحث فيها".
أجاب لين شيان ببرود: "الإمدادات لا حصر لها، لكن الجشع قد يكلفنا غاليًا. بالإضافة إلى ذلك، قد لا يكون تانغ هاي ميتًا. أخشى أنه قد يسبب المزيد من المشاكل".
"ليس ميتًا؟!" قطبت كيكي حاجبيها. "ظننت أنك قتلته".
"لم أفعل..." زفر لين شيان بعمق وروى ما شهده في وقت سابق. "أشك في أن تانغ هاي لديه نوع من القدرة، وما رأيناه قد يكون طفرة منها".
التفت لين شيان إلى لوه شاشا ولوه يي، وسأل: "ما مدى معرفتكما بالقدرات؟".
بدا لوه يي مذهولاً وهز رأسه بجدية. "ليس كثيرًا... أعرف فقط أنني في يوم من الأيام أصبحت أقوى بكثير فجأة".
"يا أخي، ألا تتذكر؟" تدخلت شاشا، مقدمة معلومة أساسية. "عندما تحول فنغ يومينغ إلى تلك الحشرة لمهاجمتك، قال إنك منخفض المستوى. وذكر أيضًا شيئًا عن تطور القدرات عندما تقتل كيانًا غريبًا أو مستخدم قدرات آخر".
حك لوه يي رأسه. "الآن بعد أن ذكرتِ ذلك، لقد قال ذلك بالفعل".
"حقًا؟" شهقت تشين سيكسوان. "هل يمكن للقدرات أن تتطور؟".
قال لين شيان بتفكير: "يجب أن تكون قادرة على ذلك. إذا كان هناك تسلسل هرمي، فمن المحتمل أن فنغ يومينغ لم يكن في أدنى مستوى. لقد كان قويًا بشكل لا يصدق ولم يخشانا نحن الثلاثة، حتى مع علمه بأننا مستخدمو قدرات. هذا يشير إلى أنه كان واثقًا من قوته".
لاحظ لين شيان أن كيكي صامتة على غير عادتها، فرفع عينيه ليجدها تبتسم له بمكر، وتعبيرها غريب. طالبها قائلاً: "إذا كنتِ تعرفين شيئًا، فابصقيه!"، مدركًا أن ابتسامتها غالبًا ما تسبق بعض الكشف الصادم.
"إذا أخبرتك أنني أعرف كيف تتطور القدرات وأن هناك العديد من الفئات منها، هل سترغب في سماع ذلك؟" مازحت كيكي بصوت خفيف.
ساد الصمت الغرفة، والتفتت كل الأنظار إلى كيكي في مفاجأة.
قطب لين شيان حاجبيه. "ما هو المقابل؟".
ابتسمت كيكي بمكر، وانحنت، وهمست بشيء في أذنه. دلك لين شيان صدغه على الفور في سأم. "حسنًا، أوافق".
"جيد! تذكر، لقد وعدت~" قالت كيكي بمرح، قبل أن تبدأ في شرحها.
"أولاً"، بدأت وهي ترفع إصبعًا، "بعد الليلة القطبية الأولى، تم توثيق أكثر من عشرة آلاف حالة من البشر المتحولين على مستوى العالم—على الرغم من أن هذا مجرد جزء صغير من بيانات ما بعد الكارثة. بعد يوم نهاية العالم، أنشأت الحكومة الفيدرالية على وجه السرعة مكتب أبحاث خاص يسمى مشروع الملاك. كان الغرض منه دراسة هذه الطفرات وربما استخدام قواهم لكشف أسرار الهاوية وإنقاذ العالم".
"كيف تعرفين هذا؟" سألت تشين سيكسوان، مندهشة.
هزت كيكي كتفيها بتعجرف. "اختراق الشبكة الداخلية للحكومة الفيدرالية ليس بالأمر الصعب. بالإضافة إلى ذلك، إنها نهاية العالم—من سيوقفني؟".
"واصلي"، قال لين شيان ونظرته الحادة مثبتة عليها. شك في أن خلفية كيكي كانت استثنائية—سواء كانت وريثة شركة لينغلونغ أم لا، فإن قدرتها على تأمين مروحية إنقاذ بعد الليلة القطبية لم تكن من قبيل الصدفة.
نحنحت كيكي.
"جمع مشروع الملاك كبار العلماء الناجين. وجدت أبحاثهم أن جميع الناجين الذين لم يتحولوا إلى زومبي خلال الليلة القطبية يتشاركون في نوع شائع من الطاقة يطرد التأثيرات الخارجية. أطلقوا على هذه الطاقة اسم قيمة موجة الروح. حتى أضعف الناجين—النساء الضعيفات أو الأطفال—كان لديهم قيمة موجة روح لا تقل عن 1. في المقابل، كان لدى الزومبي والكيانات الغريبة قيم سلبية أقل من الصفر".
"في البداية، اعتقدوا أنها آلية اختيار. ولكن دون أي نمط يمكن تمييزه، تم تصنيفها ببساطة على أنها "طاقة الحياة" للناجين".
"المثير للاهتمام"، تابعت كيكي، "هو أن مستخدمي القدرات والأفراد الأقوياء جسديًا لديهم جميعًا قيم أعلى بكثير. صنف مشروع الملاك 34 فئة قدرات متشابهة وقيمها بناءً على الوظائف والقوة التدميرية. وقاموا بربط هذه المقاييس بقيم موجة الروح ووجدوا تطابقًا إيجابيًا".
"في الأساس، تمثل قيمة موجة الروح قوة الحياة أو القدرة على مقاومة غزوات الليل. كلما كان الشخص أقوى، كانت قيمته أعلى".
"هذه هي النقطة الأولى"، قالت كيكي وهي ترفع إصبعًا ثانيًا. "الاكتشاف الحاسم الثاني هو أن القدرات قادرة على التطور. حتى أن بعض السجلات أظهرت أفرادًا بقيم تتجاوز المستوى 3 أو حتى المستوى 4 منذ البداية".
"المستوى 3، المستوى 4؟" قطب لين شيان حاجبيه. "هل تغفلين شيئًا؟".
هزت كيكي كتفيها. "لقد تصفحت البيانات، لكن بشكل أساسي، استخدم الباحثون مقاييس مثل قيمة موجة الروح، والقوة البدنية، وإنتاج الطاقة، والقدرة التدميرية، والفتك البيولوجي لإنشاء نظام تصنيف مرجح. إليكم الخلاصة:
البشر العاديون ومستخدمو القدرات منخفضو المستوى يقعون في نطاق مستوى المصدر، بقيم موجة روح تتراوح من 1 إلى 100. المستوى 3، المعروف باسم مستوى الصلابة، يدل على أولئك الذين تجاوزوا حدود البشر. يصبح قتلهم بدون أسلحة ثقيلة شبه مستحيل. تتراوح قيم موجة الروح لديهم بين 500 و 1000".
ساد الصمت الغرفة عندما انتهت كيكي. كان الجميع يستوعبون المعلومات، وحجم الاكتشافات يتغلغل فيهم.
"المستوى الرابع - مستوى الهيجان يعتبر تهديدًا إقليميًا هائلاً. يتطلب قوات عسكرية كبيرة ودبابات ثقيلة وأسلحة مدرعة مختلفة لقمعه. تتراوح قيمة موجة الروح الخاصة به من 1000 إلى 3000 وحدة من القوة القتالية"، أوضحت كيكي. "أما بالنسبة لأي شيء فوق مستوى الدمار، فلا توجد بيانات مفصلة حتى الآن. لديهم فقط توقعات نظرية بناءً على النمو الأسي".
سألت لوه شاشا، وعيناها متسعتان بالفضول: "كيكي جي، كيف تتطور القدرات بالضبط؟".
"حسنًا... قد لا يكون الأمر كما يتوقعه الجميع".
أصبح تعبير كيكي معقدًا. "مما رأيته في التقارير السرية، فإنه يشير بالفعل إلى أن مستخدمي القدرات في مستوى التطور 2 أو أعلى يمكنهم زيادة قيمة موجة الروح الخاصة بهم من خلال القتال، خاصة بهزيمة الكيانات الغريبة أو مستخدمي القدرات الآخرين. ومع ذلك، نظرًا لأن هذا يأتي من تقارير المرحلة المبكرة، فإن التفاصيل شحيحة".
"المستوى 2 وما بعده؟" اشتدت نظرة لين شيان. "ماذا عن المستوى 1؟".
"آه!" نظرت إليه كيكي بتسلية. "الآن أنت تسأل السؤال الصحيح".
بتعبير جاد، راحت تتمشى في الغرفة. "هذا هو الجزء الأغرب. اكتشف مكتب الأبحاث أن القدرات على مستوى المصدر غير مستقرة بطبيعتها. يبدو أن مستخدمي القدرات في هذه المرحلة يحتاجون إلى محفز—حدث أو طقس أو تحول عاطفي—للتطور. افترض مشروع الملاك أن التحول الحقيقي أو التطور الكامل يبدأ فقط في المستوى 2. لهذا السبب يسمونه مستوى التطور أو مستوى الاختراق".
"طقس؟" تفاعل الفريق في انسجام واحد، وأصواتهم مشوبة بعدم التصديق. حمل المصطلح دلالة صوفية أو دينية تقريبًا.
"بالضبط"، تابعت كيكي. "خذ فنغ يومينغ، على سبيل المثال. أشك في أنه ينتمي إما إلى النوع 16 محاكاة الأطراف أو النوع 21 تكاثر الانحراف. في كلتا الحالتين، يحدث التطور عندما يقتلون كيانًا غريبًا أو مستخدم قدرات ويمتصون اللحم والدم من خلال الأطراف أو الأجسام المتحولة. هذه العملية لديها فرصة لإثارة التطور".
توقفت والتفتت إلى لوه يي. "ولكن بالنسبة لشخص مثلك، لوه الرجل الضخم، فالأمر مختلف. بناءً على وصفك، يجب أن تكون مستخدم قدرات من النوع 3 تعزيز الجسد—وهو نوع شائع. ومع ذلك، يتطلب هذا النوع طريقة مختلفة تمامًا للتطور إلى المستوى 2. تشير تقارير مشروع الملاك إلى تقييمات متعددة غير حاسمة لهذا المسار. طرق مثل طرق فنغ يومينغ غير فعالة تمامًا بالنسبة لك. تعتبر مسارات تطور بديلة".
"حقًا؟!" صاحت لوه شاشا، وبدا عليها الاضطراب بشكل واضح. "هذا يبدو مرعبًا!".
"من يدري"، هزت كيكي كتفيها. "من منظور علم الأحياء أو الفيزياء—حسنًا، انسوا ذلك. هذه المجالات انقرضت عمليًا الآن. دعونا نتعامل معها على أنها لاهوت".
"هناك شيء آخر"، أضافت كيكي. "قرر مكتب الأبحاث أن تطور القدرات سيف ذو حدين. بعبارة أخرى، يتشارك مستخدمو القدرات في نقاط ضعف مماثلة لعدوى الزومبي. بدون ظروف محددة، يمكنهم الاستسلام لفساد القوة، مما يؤدي إلى أخطاء تطورية أو أن يصبحوا زومبي بأنفسهم. عندما تنخفض قيمة موجة روح شخص ما إلى أقل من 1، أطلقوا على هذه الحالة اسم الفساد".
"الفساد؟".
"ماذا عن تانغ هاي؟" سأل لين شيان. "ذلك الموقف الذي شهدته للتو—هل رأيت شيئًا مثله في البيانات؟".
أومأت كيكي، وتعبيرها جاد. "لم أره فقط، بل أنا متأكدة من أن تانغ هاي يناسب النوع 32: عدوى غير مؤكدة. إنه أمر رائع".
قطبت حاجبيها، وأوضحت: "هذا النوع يكاد يكون غير قابل للاكتشاف على مستوى المصدر لأنه لا توجد تغييرات جسدية أو عقلية ملحوظة. السمة المميزة الوحيدة هي...".
"أليس من السهل اكتشافه من قبل الزومبي؟" تدخل لين شيان، متذكرًا المشهد السابق. اظلم وجهه.
"بالضبط!" أكدت كيكي. "ولكن هذا هو الفخ—هذا النوع من القدرات هو أحد أسهل الأنواع تطورًا".
"هل هذا يعني أن التعرض للعض من قبل زومبي يضمن التطور؟" ضغط لين شيان.
"نعم... ولا".
أمالت كيكي رأسها، وتعبيرها غائم. "بناءً على الحالات المحدودة، التطور ليس مضمونًا أو مرتبطًا بنتيجة محددة. من الممكن أيضًا تجربة... أخطاء تطورية".