الفصل 156 - لكمة واحدة تسحق محنة الرعد! السماء تتحد مع الروح، وسر نقاط الداو الروحية
_______
نهض لو تشانغ شنغ على قدميه.
نظر إليه الراهب السماوي نيان شوان بنظرة حائرة، هل سيفارق هذا المكان أخيرًا؟
حتى دنغ آي، الذي كان يغط في نوم عميق، استيقظ. بدا وكأنه نائم، لكنه في الحقيقة كان يراقب تحركات لو تشانغ شنغ طوال الوقت.
وبينما كان يتثاءب، تمتم دنغ آي قائلًا: "لا تفكر حتى في التخلي عن هذا العجوز هنا."
"أنا فقط أريد الدخول إلى كهف السماء لاجتياز محنة، لا أنوي الرحيل. يمكنكما مواصلة الراحة."
بعد أن أنهى لو تشانغ شنغ كلامه، دخل عبر بوابة النقل الخاصة بكهف السماء الشيطانية.
ولكن ما إن سمع الراهب السماوي نيان شوان كلماته، حتى انطلق خلفه في ومضة.
لقد كوّن لو تشانغ شنغ بالفعل جنين داو كامل، فإذا اجتاز محنة أخرى، ألن تكون هذه هي محنة الرعد التاسعة؟
لكن محنة الرعد التاسعة هذه هي الأخطر على الإطلاق بين المحن التسع. منذ العصور القديمة، تحول عدد لا يحصى من العباقرة والأبطال إلى رماد تحت وطأتها.
'هل هذا هو أسلوبك في التعامل مع محنة بهذه الخطورة؟ بهذه اللامبالاة؟'
والأسوأ من ذلك، أنه اختار كهف السماء الشيطانية لاجتيازها. يجب أن يعلم أن كهف السماء هذا قد أنشأه خبير عظيم من عرق الشياطين، وهو يحمل عداءً شديدًا تجاه الجنس البشري. أن تختار مكانًا كهذا لاجتياز محنتك، ألا يعني هذا أنك تستعجل موتك؟
عندما فكر في هذا، شعر نيان شوان بضرورة نصح لو تشانغ شنغ، فتبعه على الفور إلى الداخل.
"انتظرا هذا العجوز!"
هرع دنغ آي بسرعة نحو البوابة، فلم يجرؤ على البقاء وحيدًا في هذا المكان.
...
بمجرد دخوله كهف السماء الشيطانية، اختار لو تشانغ شنغ على الفور مكانًا منعزلًا وبدأ اختراقه.
على الفور، بدأ جنين الداو في بحر وعيه ينمو بسرعة هائلة.
ستة أقدام... سبعة أقدام... ثمانية أقدام... تسعة أقدام...
لم يتوقف عن النمو إلا عندما وصل إلى حده الأقصى، تسعة أقدام وتسع بوصات.
لكن هذه لم تكن نهاية الاختراق.
سرعان ما بدأت نقاط مضيئة تتفتح واحدة تلو الأخرى على سطح جنين الداو، كل نقطة تمثل "نقطة داو روحية" تم فتحها. مع كل نقطة داو روحية جديدة، شعر لو تشانغ شنغ بأن روحه تسمو درجة.
في هذه اللحظة، شعر وكأن روحه ترقص في تناغم مع السماء والأرض والكون، وأن القوى الهائلة غير المحدودة بين السماء والأرض أصبحت تحت إمرته. هذه القوة الكونية لم تقتصر على طاقة اليوان فحسب، بل شملت قوة هذا العالم نفسه بشكل أكبر. كانت طاقة اليوان مجرد إضافة جمالية مقارنة بهذه القوة العظمى.
حتى لو لم تكن هناك طاقة يوان، لا يزال بإمكان لو تشانغ شنغ تحقيق حالة "السماء تتحد مع الروح" وإطلاق العنان لقوة قادرة على تدمير السماء والأرض.
قبل فتح نقاط الداو الروحية، كان لو تشانغ شنغ قادرًا أيضًا على استدعاء هذه القوة، ولكن في ذلك الوقت كانت الحالة "الروح تتحد مع السماء"، أما الآن فقد أصبحت "السماء تتحد مع الروح".
الحالة الأولى: الروح تبادر بالتواصل مع السماء والأرض. في هذه الحالة، تكون السماء متعالية، وكأنك تتوسل إليها، فتتكرم عليك وتمنحك بعض القوة.
الحالة الثانية: السماء والأرض تبادران بالاستجابة للروح. هنا، تحتل الروح موقع السيادة، تمامًا مثل وجود خادم يقف بجانبك في جميع الأوقات، لا يلبي طلباتك فحسب، بل يحرص على أن تكون راضيًا تمامًا.
بعد فتح نقاط الداو الروحية وتحقيق حالة "السماء تتحد مع الروح"، فإن استهلاك قوة الروح عند استخدام نفس المهارات الروحية يقل بشكل كبير، بينما تزداد قوتها بشكل ملحوظ. بل ويمكنه حتى استخدام عدة مهارات روحية في آن واحد.
بالإضافة إلى ذلك، ازدادت القوة الكونية التي يمكنه استدعاؤها من بين السماء والأرض بشكل هائل. كلما زاد عدد نقاط الداو الروحية المفتوحة، أصبحت هاتان الميزتان أكثر وضوحًا.
إذا تمكن من فتح مائة وتسعة وعشرون ألفًا و ستمائة نقطة داو روحية وتكوين "جنين الداو المثالي"، فمن المحتمل ألا يكون تدمير عالم كهف سماوي كامل بضربة واحدة أمرًا صعبًا.
عالم كهف سماوي واحد يعادل على الأقل حجم أربع أو خمس مقاطعات في إمبراطورية تشين العظمى. حتى سيادي المحنة ذو المحن الثماني لا يستطيع سوى تدمير سطحه، ومن المستحيل تدميره بالكامل. لكن سيادي المحنة ذو المحن التسع الذي كوّن جنين الداو المثالي يمكنه تحويل هذا المستحيل إلى حقيقة.
كانت نقاط الداو الروحية في جسد لو تشانغ شنغ تتفتح بسرعة خيالية، وفي غضون أنفاس قليلة وصل عددها إلى أربعة آلاف وثمانمئة.
فوق رأسه، بدأت سحب سوداء كثيفة تتجمع بسرعة.
بين الغيوم القاتمة، ظهرت كائنات مختلفة مكونة من البرق تتصادم وتتقاتل. مع كل اصطدام، كان دوي رعد هائل يهز السماء والأرض.
"هل بدأت بالفعل؟"
خرج الراهب السماوي نيان شوان من بوابة النقل وتنهد في نفسه مع شعور بالأسف.
لكنه سرعان ما لاحظ شيئًا غريبًا.
على الرغم من أن قوة محنة الرعد هذه كانت شديدة، إلا أنها لم تصل أبدًا إلى مستوى قوة محنة الرعد التاسعة.
فمحنة الرعد التاسعة، باعتبارها المحنة الأخيرة، تُنزل ما يُعرف بـ"جحيم الرعد الهائج". في ذلك الوقت، تنطلق آلاف الصواعق معًا، وتقسم ألا تتوقف حتى تبيد جسد وروح من يجتاز المحنة، ولهذا السبب أُطلق عليها اسم "الجحيم".
لكن محنة الرعد التي أمامه الآن... تبدو وكأنها محنة الرعد السادسة.
'ألم يكوّن المحسن لو جنين الداو بالفعل؟ فلماذا يجتاز محنة الرعد السادسة؟'
أما دنغ آي، فبسبب مستوى زراعته، لم يستطع تحديد مستوى المحنة. لكنه رأى بوضوح أن الكائنات البرقية في سحابة الرعد، رغم أنها تبدو عشوائية، إلا أن مسارات طيرانها كانت تخفي مبادئ التناغم والتضاد، وكأنها تشكل تشكيلًا قتاليًا ما. بمجرد أن تدخل روح لو تشانغ شنغ إلى السحابة، ستتحد جميعها لتوجيه ضربة قاتلة له!
"هل يجب أن أحذر فتى عائلة لو؟" تمتم دنغ آي في نفسه. لكنه كان يخشى الاقتراب كثيرًا والتأثر بمحنة الرعد؛ فهيكله العظمي الهش لا يحتمل مثل هذه الضربات.
وبينما كان نيان شوان في حيرة ودهشة ودنغ آي في تردد، رأى كلاهما نسخة مصغرة من لو تشانغ شنغ، يبلغ طولها تسع بوصات، تخرج من بحر وعيه.
عندما خرجت إلى العالم الخارجي، كان طولها يزداد قَدمًا مع كل خطوة. بعد تسع خطوات، بلغ ارتفاعها تسعة أقدام وتسع بوصات، لتصبح نسخة مكبرة من لو تشانغ شنغ.
هذا "اللو تشانغ شنغ" المكبر كان يشبه جسد لو تشانغ شنغ الحقيقي بنسبة تسعين بالمئة، وكان جسده مغطى بنقاط ضوء كثيفة.
"هذه... نقاط داو روحية! إذن، المحسن لو ليس سيادي محنة من المحنة الثامنة، بل هو سيادي محنة من المحنة التاسعة بأساس راسخ يفوق الخيال!"
كانت الصدمة تعتلي وجه نيان شوان. سيادي محنة من المحنة التاسعة، لم يكن معروفًا حتى ما إذا كان هناك وجود لمثل هؤلاء في قارة تيان يوان اليوم. لم يتخيل أبدًا أنه سيحظى بشرف رؤية أحدهم اليوم.
"ماذا؟ سيادي محنة من المحنة التاسعة؟"
بدا دنغ آي مذهولًا تمامًا. على الرغم من أنه ليس سيادي محنة، إلا أنه بفضل خبرته في التشكيلات، قضى سنوات طويلة يختلط في دوائرهم، وكان يعلم جيدًا مدى ندرة سياديي المحنة من المحنة التاسعة. حتى تشانغ جياو، الذي كاد أن يطيح بالطوائف الثلاث والمدارس الست وإمبراطورية تشين العظمى، كان مجرد سيادي محنة من المحنة الثامنة.
'إذا كان فتى عائلة لو حقًا سيادي محنة من المحنة التاسعة، ألا يعني هذا أنه الشخص الأول في قارة تيان يوان؟'
لكن ما كان ينتظرهما من صدمة أعظم لم يأتِ بعد.
"الآن وقد فتحتُ نقاط الداو الروحية، وأصبحت على قدم المساواة مع السماء، لم يعد لمحنة الرعد أمامي أي أسرار أو هيبة أو خطر! تحولوا جميعًا إلى غذاء لي!"
في مواجهة جيش الكائنات البرقية المتشكل في تشكيل قتالي، لم يلقِ جنين داو لو تشانغ شنغ نظرة واحدة عليه، بل أطلق لكمة مباشرة.
تحت قوة هذه اللكمة، تحطم الفضاء مثل مرآة، وقصفت القوة الجبارة التي لا تقهر سحابة الرعد بأكملها.
وسط الضوء اللامتناهي، ظهر مشهد لبوذا يرفع ذراعه الذهبية، ويثني أصابعه الخمسة، ويشكل ختمًا ويطلقه بقوة!
《قبضة النور العظيم، الحركة الأولى – التاتهاتا ينقل الدارما!》
بوووم!!
انفجرت سحابة الرعد التي تملأ السماء على الفور!
تحطمت كل الصواعق دفعة واحدة!
تدفقت إرادة السماء اللامتناهية وجوهر الرعد كالجبال والبحار، وغمرت جنين داو لو تشانغ شنغ على الفور.
"كما هو متوقع من محنة الرعد السادسة، إن إرادة السماء وجوهر الرعد الذي أحصل عليه منها يفوق ما حصلت عليه من المحنة الخامسة بأكثر من عشرة أضعاف!"
لم يتردد لو تشانغ شنغ وابتلع كل شيء.
لو كان سيادي محنة من المحنة السادسة، لكان ابتلاع كل هذه الكمية من إرادة السماء وجوهر الرعد دفعة واحدة سيفجره بسهولة.
لكن بالنسبة للو تشانغ شنغ، لم يشعر أنها كثيرة، بل شعر أنها قليلة جدًا.
قدّر أن صقلها بالكامل لن يمكّنه إلا من فتح بضعة آلاف أخرى من نقاط الداو الروحية. بالنسبة لجنين الداو المثالي الذي يتطلب مئة وتسعة وعشرين ألفًا وستمئة نقطة، كان هذا بلا شك مجرد قطرة في محيط.
ومع ذلك، 'فإن برجًا من تسعة طوابق يُبنى من كومة تراب'، وكل زيادة مهما كانت صغيرة هي أمر جيد في النهاية.