الفصل 157 : الدخول إلى كهف الاستنتاج العظيم! أراضي الموت الثلاث في بحر الضباب الشيطاني.
_______
"هل... هل انتهت المحنة بهذه البساطة؟"
اتسعت عينا دنغ آي، وكاد أن ينتزع لحيته بالكامل من شدة الصدمة.
محنة رعد من المفترض أن تستمر لساعات، وأنت أنهيتها بلكمة واحدة؟
أما الراهب السماوي نيان شوان، فقد كان مصدومًا بالقدر نفسه، وبدا كأي شخص عادي رأى شبحًا. لم تكن صدمته بسبب سحق لو تشانغ شنغ لسحابة الرعد بلكمة واحدة، بل بسبب الأسلوب الذي استخدمه!
أليست هذه هي الحركة الأولى من 《قبضة النور العظيم》 الموصوفة في كتب معبد النور العظيم القديمة – التاتهاتا ينقل الدارما؟
كيف له أن يتقن هذا الأسلوب؟
لقد ظل الراهب السماوي نيان شوان ملازمًا للو تشانغ شنغ رافضًا المغادرة، بهدف إقناعه بمرافقته إلى أطلال معبد الرعد الصغير للحصول على إرث "قبضة النور العظيم".
ومن كان يظن أنه قد تعلم القبضة بالفعل!
هل يعني هذا أنه يوجد مكان آخر في العالم الخارجي يمكن من خلاله الحصول على "قبضة النور العظيم"، غير أطلال معبد الرعد الصغير؟
عندما رأى نيان شوان أن لو تشانغ شنغ قد أنهى محنته بالكامل وأعاد جنين الداو إلى جسده، طار نحوه على الفور، ووضع كفيه معًا وسأل: "أيها المحسن لو، هل ما استخدمته للتو هو 《قبضة النور العظيم》 التي نقلها بوذا التاتهاتا بنفسه؟"
"هذا صحيح!" اعترف لو تشانغ شنغ بذلك بصراحة تامة.
بقوته الحالية، حتى لو استخدمها علانية، ما الذي يمكن لمعبد النور العظيم أن يفعله؟
إذا لم يعرف هذا الراهب حدوده وأصر على طلب نسخة من المخطوطة، فلن يمانع لو تشانغ شنغ في أن يذيقه طعم قبضة العدالة.
رأى لو تشانغ شنغ الراهب نيان شوان واقفًا في ذهول، فبادر بالقول: "في الحقيقة، قبل الأمس، لم أكن أتقن هذا الفن القتالي الفريد."
"إذن..."
"الليلة الماضية، زارني التاتهاتا في المنام وعلّمني هذا الفن، لذا لم أتعلمه إلا منذ وقت قصير!"
الراهب السماوي نيان شوان: "..."
'تتعلم قبضة النور العظيم في ليلة واحدة؟ أبهذه السهولة يُعامل إرث بوذا التاتهاتا؟ حتى في معبد الرعد الصغير قديمًا، كانت هذه المهارة الفائقة معروفة بصعوبة إتقانها. بدون حكمة عظيمة، ومثابرة عظيمة، وفهم عميق للبوذية، من المستحيل تعلمها!'
ولكن عندما تذكر الرؤيا الغريبة التي حدثت للو تشانغ شنغ الليلة الماضية، صمت نيان شوان مرة أخرى.
في النهاية، لم يقل نيان شوان شيئًا آخر، وغادر وهو في حالة من الذهول والضياع. كان مظهره يوحي بأنه شخص تخلى عنه بوذا، وتحطم قلبه البوذي.
بناءً على طلب لو تشانغ شنغ، غادر دنغ آي معه أيضًا. في البداية، كان الهدف من إبقاء دنغ آي بجانبه هو تعلم فن التشكيلات منه.
أما الآن، فقد أصبح هو نفسه سيد تشكيلات من الطراز الأول. وبعد أن استوعب "سوترا تشكيل الأرض والكون" بالكامل، تجاوزت خبرته في التشكيلات خبرة دنغ آي، وأصبح وجوده بجانبه عائقًا.
'معبد النور العظيم مكان جيد للتقاعد، فليذهب دنغ آي إلى هناك لينعم بآخرة هادئة! وإذا احتجتُه في المستقبل للقيام ببعض الأعمال الشاقة، فلن يفوت الأوان على استعادته.'
...
بعد مغادرة كهف السماء الشيطانية، توجه لو تشانغ شنغ إلى جناح الأسرار السماوية!
بصفته تاجر المعلومات الأول بين الطوائف الثلاث والمدارس الست، كان جناح الأسرار السماوية يعرف الكثير من الأسرار. وكان لو تشانغ شنغ مهتمًا بشكل خاص بأصل شو فو.
أما بالنسبة للمعلومات المتعلقة بـ'البلاط السماوي'، فلم يكن لديه توقعات كبيرة. فجهاز المحاكاة قد أوضح الأمر بالفعل؛ لقد بحث عنه في قارة تيان يوان لمدة ثلاث سنوات دون أن يجد أي أثر، والمعلومة الوحيدة كانت بضع كلمات تركها تشانغ جياو.
إذا أراد معرفة المزيد عن البلاط السماوي، فالأمل الوحيد يكمن لدى روح ذلك العالم السري، ذلك الماكر العجوز.
بصفته الشخص الوحيد المحتمل في قارة تيان يوان الذي فتح نقاط الداو الروحية ويضاهي قوة سيادي المحنة من المحنة التاسعة، كانت سرعة لو تشانغ شنغ بطبيعة الحال مرعبة.
يقع كهف السماء الشيطانية في أقصى غرب الصحراء الغربية، على بعد أكثر من مليون وستمئة ألف لي من مقاطعة جولو حيث يقع جناح الأسرار السماوية. لكن لو تشانغ شنغ استغرق ربع ساعة فقط، أي خمس عشرة دقيقة، للوصول من مدخل كهف السماء الشيطانية إلى جناح الأسرار السماوية.
لتقريب الصورة، قد يستغرق شخص عادي وقتًا أطول من هذا لمجرد التجول حول منزله.
نعم، أصبحت قارة تيان يوان الآن بالنسبة للو تشانغ شنغ مثل التجول في فناء منزله الخلفي. باستثناء أماكن قليلة مثل "بحر الضباب الشيطاني"، و"وكر طائفة العالم السفلي"، و"أطلال معبد الرعد الصغير"... يمكنه الذهاب إلى أي مكان آخر كما يشاء.
في الواقع، حتى بحر الضباب الشيطاني لم يعد يشكل تهديدًا كبيرًا له. على الأقل، تسعة وتسعون بالمئة من أخطاره لم تعد تؤثر فيه.
لكن لا تزال هناك بعض الظواهر الغريبة للغاية التي حتى لو واجهها سيادي محنة من المحنة التاسعة، فقد يموت بصمت دون أن يدرك.
الأماكن التي تم اكتشافها حتى الآن في قارة تيان يوان هي ثلاثة: "سفينة الجحيم التاسع"، "جزيرة دفن السماء"، و"بركة التناسخ". أما إذا كانت هناك أخطار أخرى من نفس المستوى، فلا أحد يعلم.
...
وصل لو تشانغ شنغ إلى جناح الأسرار السماوية وسرعان ما تسلل إلى الداخل.
تشكيل الطائفة الدفاعي العظيم، الذي صممه جناح الأسرار السماوية بعناية، يمكنه حتى صد سيادي محنة من المحنة التاسعة للحظات.
لكن بالنسبة لخبير تشكيلات من الطراز الأول مثل لو تشانغ شنغ، لم يتطلب الأمر سوى القليل من الجهد للدخول إلى قلب الطائفة دون أن يلاحظه أحد.
"ليس هنا؟ هل يمكن أن يكون في كهف الاستنتاج العظيم؟"
مسح لو تشانغ شنغ المنطقة بوعيه الروحي لكنه لم يجد أي أثر لتشاي شينغ زي.
لذلك، توجه إلى مدخل كهف الاستنتاج العظيم ودخل إليه.
شعر التلاميذ القلائل الذين يحرسون بوابة النقل الخاصة بالكهف بدوار طفيف للحظة، وعندما استعادوا وعيهم، وجدوا أن كل شيء طبيعي ولم يعيروا الأمر اهتمامًا.
كانت فترة الدوار قصيرة جدًا، أقل من نصف نفس، فظنوا أنهم شردوا بذهنهم للحظة.
لم يعلموا أنه في هذا الوقت القصير، كان شخص ما قد عطّل بالفعل التشكيل الكاشف للهوية خارج بوابة النقل ودخل إلى كهف الاستنتاج العظيم.
يقال إن كهف الاستنتاج العظيم قد أنشأته طائفة الاستنتاج العظيم، إحدى الطوائف العشر الكبرى في العصور القديمة.
الجد الأول لجناح الأسرار السماوية، تيان جي زي، دخل كهف الاستنتاج العظيم عن طريق الخطأ قبل أكثر من ألف عام وحصل على جزء من إرث طائفة الاستنتاج العظيم، مما أدى إلى تأسيس جناح الأسرار السماوية الحالي.
يُشاع أن طائفة الاستنتاج العظيم كانت بارعة في التنبؤ والقدر، لكن من المفارقات أنها لم تتنبأ بزوالها.
لكن تيان جي زي تفوق على معلمه، حيث تنبأ بأن جناح الأسرار السماوية سيدمر على يد متغير شاذ.
للأسف، لم يكن يعلم أن تنبؤه هو نفسه جزء ثابت من المتغيرات.
بعد دخوله كهف الاستنتاج العظيم والتجول فيه، لم يجد لو تشانغ شنغ أي أثر لتشاي شينغ زي، لكنه اطلع على عدد كبير من السجلات التي تحتوي على معلومات سرية عن القوى الكبرى.
على سبيل المثال، اكتشف أن لوه سونغ في حياته السابقة كان الأب البيولوجي لـ شو زونغ وو، وهو سر سجله جناح الأسرار السماوية قبل أكثر من مئة عام.
وسر آخر عن الإمبراطورة الأرملة جي، والدة الإمبراطور الأول، التي كانت على علاقة سرية بخصي مزيف، بل وأنجبت منه أطفالًا غير شرعيين قام الإمبراطور بقتلهم لاحقًا.
هذا الأمر كان مشابهًا بشكل مدهش لبعض الأحداث التاريخية في عالمه السابق.
ما فاجأ لو تشانغ شنغ هو أن مسألة الكنز السري الذي يُشاع أن الإمبراطور الأول تركه كانت مسجلة أيضًا، لكن جناح الأسرار السماوية لم يكن يعرف موقعه المحدد.
في الحقيقة، بقوة لو تشانغ شنغ الحالية، فإن معظم الأسرار المسجلة في جناح الأسرار السماوية كانت بالنسبة له مجرد لعب أطفال. إرادته لا يمكن لأحد أن يوقفها، وإذا واجه مشكلة، فلن يحتاج إلى أي مؤامرات أو حيل، بل يمكنه ببساطة سحقها بقوته.
وإذا كانت هناك مشكلة لا يستطيع حلها بقوته، فإن ما يسمى بالأسرار لن يكون له فائدة تذكر.
ومع ذلك، فقد حفظ الكثير من المحتوى في ذاكرته.
على الرغم من أن فائدته قليلة، إلا أنه يمكن أن يعزز فهمه لهذا العالم.
كان الجزء الأكثر إثارة لاهتمامه هو المعلومات المتعلقة بالعصور الوسطى والقديمة، لكن ما تم تسجيله عنها لم يكن كثيرًا.