الفصل 53 - سطوة التحالف القتالي! رسالة الحياة والموت من ملك التنين.
_____
"أمرك يا سيدي!"
تغيرت وجوه الأتباع، وبدأوا يصفعون أنفسهم بقوة "با! با!". وسرعان ما تورمت وجوههم لتصبح كوجوه الخنازير.
"كما توقعت، حتى بوابة النسر السماوي سقطت!" تنهد لينغ ووتشينغ في قلبه.
في هذه الأثناء، همس تشو مينغ في أذنه: "هذا هو ابن ملك النسر من بوابة النسر السماوي، يين لي. يُعرف بلقب ملك الصقر الصغير لأنه الأكثر براعة في ممارسة 'مخلب النسر السماوي' بين أبناء جيله."
"محقق لينغ الإلهي يريد التدخل في شؤون عصابة ملك التنين، أخشى أن هذا يخالف بعض القواعد." في هذه اللحظة، اقترب تشي تيانينغ، رئيس قاعة 'يي' للتحالف القتالي.
كان يرافقه رجل قصير وبدين.
كان لينغ ووتشينغ يعرف هذا الرجل، إنه نائب زعيم عصابة الخيول، تساو يون. الآن، ربما ينبغي أن يُدعى رئيس قاعة 'بينغ' للتحالف القتالي.
"أنا، لينغ، أحقق في قضية كبرى، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بفرع عصابة ملك التنين هذا. أرجو منكم جميعاً أن تتسامحوا!"
تحت نظرات تشو مينغ المندهشة، تراجع المحقق الإلهي لينغ ووتشينغ بشكل غير معهود.
في رأي تشو مينغ، لم يكن لينغ ووتشينغ يخشى قادة عدة قوى من الدرجة الثانية. الشيء الوحيد الذي جعله حذراً هو قائد التحالف القتالي الذي يقف خلف هؤلاء الأشخاص!
"كيكيكي..."
دوى صوت ضحكة تشبه رنين الأجراس الفضية.
استدار تشو مينغ لينظر، فرأى امرأة ذات قوام رشيق ومتناسق، وعينين ساحرتين تسلبان العقول، تتقدم وهي تتمايل.
ولماذا يصف قوامها وعينيها فقط؟
لأن رأس هذه المرأة كان مغطى بالكامل بعدة طبقات من الشاش الأبيض، حتى يديها كانتا مغطاتين بقفازين أبيضين. لم تكن هناك أي بقعة من بشرتها ظاهرة باستثناء عينيها!
"إنها هي..."
حدق تشو مينغ بها مذهولاً.
لقد عرف هذه المرأة، إنها سيدة برج الضباب والمطر – حورية اليشم الساحرة، شياو شيسان نيانغ!
كانت هذه المرأة غامضة للغاية، فباستثناء المحظيين القلائل الذين تربيهم، لم يرَ أحد وجهها الحقيقي قط!
بصفتها المسيطرة الخفية على برج الضباب والمطر، والذي يسيطر بدوره على تسعين بالمئة من بيوت الدعارة في مدينة سانهي، كان من الطبيعي أن يتخيلها الجميع على أنها امرأة فائقة الجمال.
وقد أكدت كلمات محظييّها هذا الأمر، حيث قالوا جميعاً إنها جنية نزلت من السماء، بوجه يمكن أن يُجنّن جميع الرجال.
لكن للأسف، هذا الجمال الفائق كان من نصيب هؤلاء المحظيين فقط، مما جعل عدداً لا يحصى من المسؤولين والأثرياء في مدينة سانهي يضربون صدورهم ندماً!
لطالما حلم تشو مينغ أيضاً بليلة واحدة مع شياو شيسان نيانغ، لكنه للأسف لم يتمكن من إيجاد الفرصة، وكان هذا أعظم أسف في حياته.
"للأسف، لقد وصل المحقق الإلهي متأخراً!"
ابتسمت شياو شيسان نيانغ ابتسامة فاتنة، وألقت بالشيء الذي كانت تخفيه خلف ظهرها على الأرض، ليظهر رأس دموي. كانت عينا الرأس مفتوحتين على مصراعيهما، مليئتين بالحنق والغضب.
"هوو تشي..."
وضع لينغ ووتشينغ يده على مقبض نصله، حتى ابيضت مفاصله.
أما تشو مينغ، فقد تراجع بضع خطوات بهدوء، خوفاً من أن يصيبه الأذى.
"أنتم في التحالف القتالي تتصرفون بمثل هذا التهور، ألا تخشون الانتقام الجنوني من عصابة ملك التنين؟"
أصبح تعبير لينغ ووتشينغ أكثر برودة، وانتشرت هالة قاتلة في الأجواء.
توتر الجميع على الفور.
وحده ملك الصقر الصغير، يين كونغ، وهو الأصغر سناً، قال بلا مبالاة: "قائدنا قال، إذا تجرأ ملك التنين على الظهور، فسيجعله تنيناً ميتاً!"
صُدم تشو مينغ.
ذاك هو ملك التنين!
كان من السهل تحقيق النصر بين السادة العظام، لكن قتل الخصم بالكامل كان أمراً صعباً للغاية. في العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية، لم تكن هناك أي سابقة لمقتل سيد أعظم، فقط أمثلة على من ماتوا بسبب الشيخوخة.
علاوة على ذلك، لم يكن ملك التنين، شيانغ دينغتيان، ضعيفاً بين السادة العظام.
هل أنت متأكد من أن قائدكم لا يخدع شاباً صغيراً مثلك؟ فكر تشو مينغ.
"هوو!"
أخذ لينغ ووتشينغ نفساً عميقاً، وفي النهاية، لم يقم بأي خطوة. في الواقع، لم يكن ينوي القتال من البداية، بل أراد فقط استخدام الضغط لاستكشاف المزيد من المعلومات.
أن يستفز قوة يُشتبه في امتلاكها لسيدين أعظمين بتهور، إلا إذا كان قد فقد عقله!
لم يكترث تشو مينغ لكلمات يين كونغ، لكن لينغ ووتشينغ صدقها تماماً!
يمتلك المحققون الإلهيون قدرة على رؤية الصورة الكبيرة من خلال التفاصيل الدقيقة. من خلال طاقة النصل التي لاحظها، كانت قوة السيد الأعظم في فن النصل في التحالف القتالي تفوق بكثير قوة سلف النصل الإلهي، وربما تتفوق حتى على زعيم الطائفة الشيطانية. لم يكن من الغريب أن يمتلك القدرة على قتل سادة عظام آخرين!
"أتساءل عما إذا كان قائد التحالف القتالي هو هذا الشخص؟"
لسبب غير مفهوم، ظهرت فجأة في ذهن لينغ ووتشينغ صورة شاب يرتدي رداءً أبيض، لكنه سرعان ما هز رأسه بقوة ليبعد الفكرة.
مستحيل أن يكون هو!
مستوى فن النصل لدى ذلك السيد الأعظم في التحالف القتالي، وصل على الأقل إلى المستوى الرابع، "مستوى هالة النصل".
وكم يبلغ لو تشانغ شنغ من العمر؟
كيف يمكن أن يمتلك مثل هذا المستوى في فن النصل!
"هيا بنا!" قال لينغ ووتشينغ ببرود، ثم استدار وغادر.
في هذه اللحظة، كانت المعركة قد اقتربت من نهايتها، وكان تدمير فرع عصابة ملك التنين في مدينة سانهي أمراً محتوماً. البقاء أكثر سيعني أن يصبحوا مجرد فرجة للآخرين.
تبعه تشو مينغ على عجل، وقبل أن يغادر، ألقى نظرة أخيرة ملؤها الشوق على شياو شيسان نيانغ. وفي لحظة شرود، بدا له أنها غمزت له بعينها.
هل هي مهتمة بي؟
غمر الفرح قلب تشو مينغ، وكل المشاعر السيئة التي واجهها اليوم تبخرت في لحظة، ولم يبق في ذهنه سوى تلك العينين الساحرتين اللتين تسلبان الروح.
...
بعد عودة لينغ ووتشينغ وتشو مينغ إلى منزل عائلة تشو، وقرارهما بالتفكير في خطة طويلة الأمد، هبت عاصفة مفاجئة على عالم الجيانغ هو في مملكة تشاو بأكمله.
التحالف القتالي!
هذه القوة التي ظهرت كالمذنب، اجتاحت مقاطعة تشينغ في وقت قصير للغاية، وأثارت بحراً من الدماء.
ظهر هذا التحالف القتالي فجأة من العدم، لم يعرف أحد أصله، وحتى هوية قائده كانت مجهولة.
كل ما عُرف هو أن العصابات الأربع الكبرى من الدرجة الثانية في مدينة سانهي وعشرات القوى الأخرى الصغيرة والكبيرة، انضمت جميعها إلى التحالف القتالي في يوم واحد تقريباً. ولم تكتفِ جذوره بذلك، بل بدأت تمتد في جميع أنحاء مقاطعة تشينغ، وكأنها تنوي ابتلاع عالم الجيانغ هو في المقاطعة بأكمله!
كان التحالف القتالي غامضاً إلى أقصى الحدود، وكانت أفعاله متهورة، متسلطة ومتعجرفة إلى أبعد مدى.
أول ما فعله هو تدمير جرف الهلاك، والسبب كان رفضهم الانضمام إلى التحالف. كان جرف الهلاك سيء السمعة بالفعل، وعندما تم تدميره، هلل عدد لا يحصى من أهل الجيانغ هو فرحاً.
ولكن الضجة الحقيقية في عالم الجيانغ هو بدأت عندما قام التحالف بعمل كبير آخر.
وهو تدمير أكبر فرع لعصابة ملك التنين في مقاطعة تشينغ!
ولم يكتفِ بذلك، بل أطلق التحالف القتالي تهديداً صارخاً: "النقل المائي في مقاطعة تشينغ من الآن فصاعداً سيديره التحالف القتالي، ولا يُسمح لعصابة ملك التنين بالتدخل فيه قيد أنملة."
عند هذه النقطة، اهتز عالم الجيانغ هو بأكمله!
على الرغم من أن الثأر والقتل في عالم الجيانغ هو أمر لا مفر منه، وكان عدد العصابات التي تُدمر سنوياً ليس بالقليل، إلا أنه لم يجرؤ أحد من قبل على استفزاز قوة من الدرجة الأولى لديها سيد أعظم يحميها حتى الموت.
قبل بضعة أيام، ظهر سيد سرق كنوز مزاد البحار الأربعة، واعتُبر جريئاً بما فيه الكفاية. لكن لم يتوقع أحد أن يكون هذا التحالف القتالي أكثر تعجرفاً، فلم يكتفِ بذبح آلاف التلاميذ من عصابة ملك التنين، بل اتخذ موقفاً تحدياً صريحاً.
كانت أفعاله متغطرسة ومتسلطة إلى أقصى الحدود!
قيل إن ملك التنين، شيانغ دينغتيان، عندما وصله الخبر، قتل إحدى محظياته المفضلات في تلك الليلة، وحطم أكثر من عشر قطع أثرية.
وبينما كان أهل الجيانغ هو يتكهنون بكيفية رد عصابة ملك التنين، في اليوم التالي، أُرسلت "رسالة حياة وموت" من مقر عصابة ملك التنين إلى التحالف القتالي.
ملك التنين شيانغ دينغتيان، دعا قائد التحالف القتالي إلى معركة حياة أو موت بعد شهر واحد في بحيرة تيانشوي، معركة لا تنتهي إلا بموت أحدهما!
ولم يخيب التحالف القتالي آمال الجميع، وسرعان ما قبل التحدي!
في لحظة، اشتعل عالم الجيانغ هو بأكمله!