-


حياتي كانت و لا تزال تافهة و بدون أي معنى يذكر .
و لأكون صريحا ليس لدي دكريات لأتحدث عنها لكونها تحمل مجموعة من المآسي المخبأة
من أسوئها يوم تم تلفيق تهمة تزوير الأموال من قبل دلك الشخص الذي كنت ألقبه بصديقي المقرب
شعوره بالعجز أمام المدير و أمام العاملين جعله يرمي بتقل مشكلته بدون أي تردد .
لم أستطع الدفاع عن نفسي وسط تلك النضرات المليئة بالسخرية و الإحتقار
لكن يمكنني القول أن السبب الرئيسي لعدم نطقي بأي كلمة هو دموع صديقي المتناثرة
طردت من الشركة، و بالرغم أنني كنت منذهلا بشكل مفرط إلا أن وعي مازال قائما .
"لما قمت بتلفيق تلك التهمة لي؟"
"لما أنت غاضب بهذا الشكل ! ألست بصديقي المقرب؟"
"هل كوني صديقك المقرب يخولك التضحية بي؟"
"في ذلك اليوم الذي أصبحنا فيه أصدقاء مقربون، هذا يعني أن مشاكلي هي مشاكلك"
هذه هي الإيجابة التي تلقيتها عندما دهبت للقائه .
هذه إحدى الذكريات المريرة، إلا أنها صححت نفسي بشكل كلي، أنا أتكلم بجدية
فقد أرتني أن كلمة "صديق" هي لقب يستغله ذلك الشخص ليضحي بك كلما تأزمت عليه الأمور
هذه ذكرى سيئة لكنها حملت معها منفعة نوعية لمستقبلي الضبابي
أنا إنسان منطقي لأبعد حدو أدرك تمام المعرفة أن كوريا في أوج عطائها
و كوني عاطل في هذه الحقبة يعني شيئا واحدا فقط "قمامة" .
أنا مجرد قمامة بشرية تقف عائقا في سير البلاد نحو الإزدهار، لكني لم أهتم بهذه النقطة كثيرا
فمنذ نعومة أضافري و أنا أتلقى أسوء المعاملات من قبل والدي، لقد تعرت للعنف الجسدي
بشكل لا يقاس بكلمات فقط، أنا لا أمزح، فلو رأى قاتل متسلسل ما عانيته
لرأف بحالي، لقد قرأت في كثير من الكتب لعلم النفس أن أشخاص مثلي سيانون منعقدة نفسية
كبيرة بحيث سيكونون قادرين على اتخاد خيارين، الإنتحار أو اغتصاب الأطفال لمحاكاة ما قسوه .
شخصيا لقد تخليت عن كل شيئ في حياتي، من عواطفي إلى ميراثي .
لا أتدكر آخر مرة ذرفت فيها دموعا، أو تملكتني نوبة غضب
كرجل منطقي يعتمد تفاعلي مع المواقف أمام بعقلي و مبتعدتا عن جوارحي .
لقد بدأت أشعر أنها ضحلت لعدم استعمالها، رغباتي الحياتية كانت صفر بدون مبالغة .
لست بشخص قانع بالقليل، لكن لنقل أنني فقدت الإهتمام بكل شيئ
ليس هناك شيئ يستهويني بعد الآن، أمي كانت دائما تتصل بي لأحضر الذكرى السنوية لموت أبي
لكن جوابي كان دائما "تبا له"، لأغلق السماعة بدون تررد .
قد تكون كلمات مشينة و رديئة ليقولها إبن لوالده، لكن للأسف لم أدق ذلك الحن ان اللأبوي قط .
فمن شدة إدمامي لهذا الرجل قمت بالتبول على قبره .
فكأب فقد فشل فشلا ذريعا، و كزوج فقد خلق تعاسة لا تقاس بتعدادية زوجاته .
لست بشخص فقير، فالشركة التي كنت أعمل فيها كانت بمتابة دوام جزئي بالنسبة لي .
ففي عمر العاشرة تقربا مستواي الإدراكي قد تجاوز معظم البالغين، أذهب إلى غرفة أبي في منتصف الليل
و أقوم بكتابة الرقم السري على الخزانة، أبي مجرد مغفل بليد .
فإذا كنتم تتساؤلون عن كيفية معرفتي بالرقم الصحيح، فقد كان عيد مولدي
لا أعرف سبب وضعه كرقم سري، إلا أني لم أهتم بذلك على الإطلاق .
و كما توقعت أطنان من الأموال تعمي العين و تغري النفوس موجودة في الداخل .
لقد أحسست لأول بطعم النصر، رغم كرهي لأولائك المتفائلين أصحاب نضرة "كل شيئ بخير"
إلا أنني لم أمنع أسناني من الظهور هذه المرة، فمستقبلي سحمل رخاء و هدوء شديدين .
حوالي سبعة مؤة مليوون وون في متناولي، أي شخص رأى هذا الكم لابتلعه الطمع
إلا أن مقاومتي للرغبات تم تفعيلها في السابعة من عمري .
كل يوم أقطف جزء متوسط من المال، ذلك الأب القمامة كان ذلك جزءا صغيرا من ترواثه
حاليا أمتلك أربع مئة مليون وون، هذا ما ستطعت استحواده و هذا أكتر من كافي لعيش حياة كسولة متتبعا نضامي القاسي في العيش .
أنا شخص سلبي للغاية و لأكون صريحا لم يكن هناك يوما شعرت بإيجابية .
فالزواج من منظور البالغين شعور ينطلق من الحب لينتهي بعلاقة أبدية مقدسة .
صدقوني هذا ما كنت أؤمن به سابقا، لكن بعد أن رأيت معاناة أي مع زوجات أبي فقد توقف ذلك التفكير عن الولوج .
فهو علاقة تملكية محفوفة بالغدر من الطرفين فلما سأعيش في خوف و توجس من طعنة الظهر تلك .
هذه طريقة سير العالم، غضبك لن ينفع و اقتصاد العالم سيتدهور بعد سنوات
المنية ستصيبك مهما طال الزمن، كوريا ستدخل في صراعات دامية من أجل الطاقة
الإحتباس الحراري قادم لا محالة، كشخص منطقي لقد أدركت ضعفي في هذا العالم
كل ما يمكنني فعله هو الإستمتاع بألعاب الحاسوب التي لم أستطع تجربتها من قبل
و أنا في خضم شرب البيرة بشراهة، ألتفت لأرى مدى سوء الوضع الذي أعيشه
أتلذذ بطعم كوني الكائن الأقوى في هذا العالم .
"يا لها من لعبة رائعة، لو كانت حقيقية أتسائل هل سأشعر بالحياة لمرة واحدة"
هذه اللعبة تعتمد بشكل كلي حول فنون القتال في الصين القديمة، لكن ما يميزها
و هو إدراجها للصراعات السياسة و حروب الذكاء و التخطيط، لقد استمتعت بها بشكل لا يوصف في الآونة الأخيرة .
فالعالم في تلك الحقبة كان مليئ بالفساد و استغلال السلطة لتحقيق المبتغيات .
و لكن ما آثار شهوتي و هو عدم حصر الشخصية المسموح اللعب بها حول شخص واحد فقط .
بل يمكنك اختيار عدة شخصيات، و هذا أمر أمتعني للغاية .
فجأة صوت دوي ترك صداه في رأسي، إلتففت يمينا و يسارا لكي أجد دراعي فصلت على جسدي
بركة من الدماء ملأت غرفتي الضيقة، لم أشعر بأي ألم يذكر و فهمي لم يستوعب ما حدث .
تم صوت خشن علق في ذهني .
" سيتم نقلك لعالم آسفورد، حاليا أنت ميت في عالمك الأصلي، الحل الوحيد لإنقاد نفسك و العودة لعالمك هو التحكم بعالم آسفورد"
فتحت عيني لأجد .


2017/09/09 · 599 مشاهدة · 902 كلمة
RyuGi
نادي الروايات - 2024