2 - ما هذا المكان.! (الجزء الأول)

-


وجدت نفسي في مكان مظلم، و بشكل غريزي بدأت بتفحص جسدي
تفقد حواسي السمع، الشم، السمع، التذوق واللمس بشكل هيستيري .
"لا تهلع فهذا سينقص من فعالية إدراكك للمحيط"
بدأ وعي بتنظيم أنفاسي المتقطعة و استدكار ما كنت أقوم به
"كنت أستخدم الحاسوب، لعبة آسفورد،!!"
و هنا شعرت بموجة باردة و حادة أصابت جسدي و كأنها تخبرني بعدم تدكر حدث أليم جدا
شيئا فشيئا أنفاسي بدأت تنحبس، أطرافي المقطعة تداخلت مع ذكرياتي .
لم تنفك رائحة الدماء الكريهة المنبعثة من أطراف جسدي المنتشرة عن الولوج .
رائحة الأمعاء المقززة، صورة أطرافي المنحنية بطريقة سيئة للغاية .
لا أعرف من قام بقتلي، لكني متأكد من شيئ واحد فقط و هو كونه منحرف سادي للغاية .
لقد أدركت أن البشر يمكنهم رؤية أطرافهم الممزقة قبل مماتهم، و هذا يجعلهم يعانون من الموت مرتين .
تنفست الصعداء، على الأقل حواسي و ذكرياتي تعمل بشكل جيد .
حاولت ملامسة ما هو قريب مني، لأجد حائطا خلفي .
لأكون صريحا أنا رغم كوني فيروس بشري إلا أني محب للحرية و لا أحبد كوني سجينا .
و تحت ضغوطات نوعية فهذا يؤدي بي إلى الشتم المتكرر .
لم أرد البقاء هنا طويلا لأهرول مسرعا للأمام فقط، و هنا أتأكد بشكل كلي أني حظي عاثر مئة بالمئة .
ساقاي محطمتان بطريقة ديكتاتورية، جلست القرفصاء و أغلقت عيناي لأشعر بالإنهزام الشديد .
أكثر ما يحيرني و هو سبب اختطافهم لشخص مثلي ذو مكانة متدنية في السلم البشري .
لا أنكر كوني وريث لأغنى شخص في كوريا، إلا أن خبر تنازلي عن الميراث .
قد انتشر كالنار على الهشيم، قد أتغاضى عن هذه النقطة إن كانوا لا يمتكون تلفاز .
لكني لا أعتقد وجود شخص عاقل لا يمتلك جهاز دكي في هذه الحقبة التي تترأسها التكنولوجية .
إخوتي الغير أشقاء هم من يتكمون في شؤون أبي حاليا، و هم وحوش كاسرة يستطيعون التحكم في سير كوريا بكل سهولة .
و إن كان المختطف يحاول استخدامي كرهينة لتهديدهم، فأنا أهتف لك بالحظ في المرة القادمة .
لأنني آخر بشري قد يهتمون به، أتنهد كلما تخيلت ردة فعل المختطف لتجاهل إخوتي لي .
و أنا في خضم التفكير، ضوضاء عارمة عمت الجهة المقابلة .
"ها هو سيدي"
"همم، هل هذا هو إبن تلك القروية الحقيرة!"
هذا لقب لا أمته بصلة، قد تكون حياتي بلا منفعة على الإطلاق .
إلا أنني أؤكد لك أن أمي ارستقراطية من عرق نبيل، و هنا تمت محاصرتي بعدة أشخاص يحملون أسلحة
لكن ما آثار اهتمامي و هو العجوز الواقف أمامي، ضوء شفاف يحيط بالمكان فور حضوره .
الأشخاص بجانبي كانوا محملين بالسيوف و كتب تحمل قوشا غريبة .
نية القتل تملأ أعينهم الحمراء بالرغبة الجامحة لقتلي، لقد تعرضت للإختطاف لمرات لا تحصى سابقا
لكن أغلبها اعتمد المختطف على جسدي، لكي تنجح المقايضة لابد من عدم وجود ضرر .
لكن في هذا الموقف حتى أنا تفاجأت كثيرا .
"إنبطح على الأرض حتى أخبررك بذلك أيها القمامة"
نفدت أمره بسرعة، العناد يثير غيض المختطفين، أنا لا أمزح أتكلم عن تجربة سابقة .
قام أحدهم بركلي على ضهري، لأشعر بوعكة قاسية لكني استطعت قمع صراخي .
للأسف أن جلدي أصبح قاسيا من شدة الضرب الذي تعرضت له .
"شكرا أبي على ضربك لي"
صدقوني هذه المرة الأولى التي أشعر بها بالإمتنان نحو أبي .
فلقد تعلمت أن أكون آلة ضرب بدون عواطف، و هذا جعل أبي يتخدني متنفسا لغضبه .
"سيدي، هل سوف تعرضه للمحاكمة؟"
"ههه، هذا القمامة لا يستحق الوقوف في ذلك المكان المقدس"
أنا مازلت صامتا، لسبب ما لا أريد تعكير مزاج ذلك العجوز .
تقدم نحوي بخطوات متباطئة ليرفع دراعه اليمنى للأعلى .
ثم قام بفعي مرات متتالية، أنا آسف حقا لكن لقد فقدت العد بعد الصفعة الأولى فقط .
لقد كانت قوة قبضته عالية جدا، لم أعد أشعر بخدودي بعد الآن .
"أيها الحشرة، القذر،صاحب الدماء العفنة، كيف تتجرأ أن تظهر أمامي"
وعي بدأ الزوال، ألتفت لأرى لحراس و أعينهم تحمل رأفة بحالي .
إن أردت التعبير عن حالتي، "مثير للشفقة"
عننف عديم الرحمة بدأ بالنزول على جسدي النحيف .
أنا منعت نفسي من الصراخ، بعد مدة من الزمن فإن الصفع قد توقف .
"أيها الحثالة،"

"قوموا بتقيده و لا تتجرأوا على إعطائه الطعام"
أرفع رأسي لأرى ذلك الضوء الشفاف قد زال لتملأ حواف الغرفة العتمة المطلقة .
بينما أنا كنت أتنفس بصعوبة قمت بسؤال حد الحراس و هو على وشك المغادرة ..



2017/09/10 · 545 مشاهدة · 689 كلمة
RyuGi
نادي الروايات - 2024