8 - البشر هي وحوش غريزية!.

-










البشر هي وحوش غريزية بحثة، لو قمت بصنع غريزة من أجل كل حدث ممكن فإنك ستكون قادرا على مواصلة كونك مفترسا أينما كنت ومهما حدث.

أبي كان محقا في قوله، عندما كانت حياتي في خطر لقد تفعلت غرائزي للتخلص من أي بشري يهدد حياتي المقدسة بدون أي تردد، و بهذا فإنني لازلت أواكب هذا العصر المليئ بالحروب.

لكن، "أبي، أنت وغد دكي حقا...."

بمجرد صدور هدنة طفيفة، غرائزي قد انخفظت، لأكون دقيقا فقد اختفت.

و هذا أدى بي إلى وقوع مصيري في يد الآخرين.

حتى بعد موته فإن مازال يطاردني مثل شبح مزعج.

لا أدري إن كانت هذه قدرة وهبت إلي من قبل منظم اللعبة، إلا أنني أستطيع التكلم في حلمي.

أنا لا أمزح، وعي الداخلي مازال موجودا رغم فقداني للوعي الخارجي.

جلست القرفصاء، و قمت بتهدئة نفسي.

الأمر سيئ للغاية، كون ذلك الرجل قد هاجمني من الخلف قبل أن أستطيع القيام بأي شيئ، هذا يعني شيئا واحدا فقط.

إنه مقاتل مخضرم، و إن كنت سأقيس مهارته على حسب معايير قرائتي لحالة الشخص، فهو سيصنف كمقاتل بتصنيف B بجدارة.

.....اللعنة على هذا.

ضعف حواسي الداخلية قد ظهر الآن، غرائزي التي أخمضت نفسها تلقائيا فور الإحساس بسلام مؤقت، أستطيع القول أن مشاعري للبحت عن الطمأنينة قد تحكمت بي و جعلت دفاعاتي تندثر، المشاعر ستصبح فقط سما قاتلا أثناء القتال. كيف يمكن أننني ما زلت لم أدرك أمرا أساسيا مثل هذا حتى الآن.

هل سأعود لكوني سجين يتعرض للإضطهاد بدون أخد رأيه عن سبب التعديب!

إهمالي قد سبب في حدوث خطأ كبير، في النهاية هل ستكون قلة حذري هي سبب نهايتي ..؟

نهضت لأبدأ بتفحص المكان، لقد قررت تسميته بالبيت الأبيض لكون الأرضية بيضاء كالتلج.

بعد المشي لمدة طويلة، رمقت نقطة صفراء تظهر تارة و تختفي تارة أخرى.

كانت النقطة دائرية الشكل، و كلما ركزت في عمقها، يبدأ جسدي بالإهتزاز و ذلك حفز خلاياي لتفحصها.

أنا قمت بسحب الخنجر المثبت في ملابسي.

أنا قمت برفع الخنجر لألامس به خصري، بعد دقائق من التحديق في النقطة التي بلغ حجمها لجسد إنسان بالغ، لكنها بدأت حوافها تتآكل شيئا فشيئا.

و لكن قبل ذلك فإنني قفزت من الأرض و قمت بالاندفاع نحو النقطة بشكل جنوني قليلا.

أنا قمت بوضع المزيد من الطاقة في ركضي لأقوم بمد خنجري إلى الأمام مستعدا لأي خطر محدق.

جسدي اهتز قليلا قبل أن أصل إلى النقطة، لا أدري إن كانت فرضيتي صحيحة لكن لاضير من المحاولة.

"إيييه!؟"

أنا قمت بإطلاق صرخة غريبة. رجلي قد توقفت فجأة. لقد عدت إلى جسدي الأصلي.

لقد صدقت نظريتي، تلك النقطة الصفراء كانت كخط زمني يفصل بين وعي الخارجي و البيت الأبيض و هذا يجعلها قدرة فريدة ممتازة.

لكن الغريب في كل هذا، عندما نظرت للأسفل اكتشفت أن جسدي معلق بقوة في الهواء بسلاسل حديدية.

أنا لم أستطع تحمل ضغط الدم في دماغي، و قمت ببصق الدماء.

يبدوا أنني كنت على هذه الحال لفترة طويلة قد تصل ليومين، لكنني متأكد أن مدة بقائي في البيت الأبيض لم تتجاوز الساعتين.

فكيف حدث هذا الفارق الزمني الغريب، هناك احتمالات لكن أستطيع تأكيد احتمال واحد فقط.

أن ساعة واحدة في البيت الأبيض، تعادل يوم كامل على أبعد تقدير في العالم الخارجي.

مممم، لقد قررت عدم دخول البيت الأبيض بشكل مفرط.

السبب الأول، لأن طريقة الدخول الوحيدة التي أعرفها و هي فقداني للوعي في العالم الخارجي.

السبب التاني أن البقاء هناك لمدة يوم كامل قد يعادل نصف شهر في العالم الخارجي و هذا أمر غير محبب بالنسبة لي، رغم كوني فيروس بشري إلا أنني أحبد تدوق طعم كل يوم بكل دقائقه.

السبب التالت و الأهم، و هو جسدي الذي يصبح بلا فائدة طوال تلك المدة، ليس هناك مكان ذو حماية قصوى قد يسمح لجسده بالبقاء ممددا بدون حراك و دون الترض لأخطار جسدية.

السبب الرابع و الأخير، و هو كون اليت الأبيض شبيه بساحة بيضاء نقية لا يمكن للعين المجردة رؤية نهايتها، التأكيد على وجود النقطة الصفراء في نفس المكان أمر شبه معدوم.

تنهدت قليلا، بعد ذلك شيء كبير قد حطم جسدي.

"كواااااااه."

فقط بعد مرور ثانيتين أن استطاع عقلي استوعاب ما حدث.

كرة مصنوعة من الطاقة قد لامست جسدي السفلي، قدماي قد تحطمت كليا بالطبع رفقة خصري. أنا يمكنني الإحساس كليا بشعور تحطم عظامي. الألم الهائل قد جعل كل شيء مضببا أمامي قليلا.

شيء ما قد بدأ بالسيلان مني. هل هي دمائي؟ إنها على الأرجح أمعائي الداخلية. مهما كانت فإنه هذه هي نهايتي. أنا لم أجرب أبدا من قبل الموت، ولكن لسبب ما فإنني أملك شعورا قويا بأنني سوف أموت هنا.

أنا قمت بتقيء الدماء. أنا لم أملك القوة حتى لأتكلم. جسد مضبب قد دخل إلى محيط نظري الذي يختفي شيئا فشيء. الجسد قد تحرك ونصل قد طعن ركبتي.

"ا...اللعنة..."

أليس هذا قاسيا، لقد كانت قدماي محطمتان بشكل كلي و لم يكتفي بتهميش العظام بل قام بتمزيق ركبتي بطريقة عنيفة للغاية.

أليس هذا أمر مبالغ للغاية القيام به تجاه شخص مقدر له عدم المشي مجددا.

قبل أن أغمض عيناي لأقمع صراخي، فإنني استطعت رؤية الرجل الذي قام بطعني.

كان عجوزا ذو وجه تملأه التجاعيد، و كانت علامة الشيخوخة تعلوا وجهه.

كان جسده يتمايل و كانت هيئته نحيفة للغاية، بالمعنى الصحيح، كان شخصا على مشارف الموت.

إلا أن هالته لا يستهان بها، و كان حضوره مشابه للعجوز في القلعة القذر.

لكن و لسبب ما، أستطيع القول أن طاقة هذا العجود أكثر سمكا و قوة من ذلك العجوز في القلعة.

بسمة شيطانية موجودة على وجه ذلك الرجل.

قام بتحريك شفتيه قليلا ليلقي تعويذة الشفاء السماوي.

لأشعر بطاقة نقية للغاية تعالج جسدي بفعالية أكبر من إلقائي للتعويذة.

إذا الأمر هو هكذا.

عنصر الضوء يحمل سحرة ذوي قدرات عالية، بالأحرى كان علاجه بدون شوائب.

علاج ذو جودة عالية.

فور انتهاء الطاقة من معالجة جسدي، قمت بإطلاق تنهيدة قوية.

"هااااااااااه!"

بالرغم من كل شيء، أنا مازلت خبيرا عندما يتعلق الأمر بالنجاة. أنا سوف أتخلى عن فخري أو أي شيء حتى النهاية.

"أ-أنا أستسلم."

الرجل أمامي قام بقول "أوه؟" ورفع حافة فمه. تلك البسمة تظهر على وجهه بشكل طبيعي للغاية الأن.

"لابد أنك أخطاأت الشخص أيها الوقور، أنا مجرد قروي أحمق لا يدرك مكانته، إعفوا عني"

أنا حاولت قصار جهدي لأضع تعبير مثير للشفقة على وجهي.

أنا لا أهتم إن كانت هذه الطريقة صاخبة ومثيرة للشفقة. هذا أفضل بالنسبة لي. أهم جزء هو إشباع فخر الشخص الأخر. وكما توقعت ذلك الرجل قد إبتسم.

"مممم، مثير للإهتمام، لقد أصبت بنصلي نقاطك الحيوية بدقة عالية، ولكن وعيك مازال حاضرا، و لم تقم بإطلاق صرخة واحدة"

قام بفرك لحيته البيضاء بينما ابتسامته لا تفارقه.

"جيد، أنت جيد كفاية لتصبح تلميذي"

تفاجأت قليلا، لكن وجهي المثير لشفقة مازال حاضرا، أنا متأكد من موتي المحتم إن أظهرت لمحة عن الرفض، شابكت قبضتي بالأخرى.

"سعيد بخدمتك أيها المحترم"

ابتسم الرجل قليلا، ليقوم بإطلاق طاقته لكسر السلاسل الحديدية، لقد كنت في مكان مرتفع قليلا يصل للتلات أمتار.

فكانت وسيلتي الوحيدة لتخفيف قوة السقوط، هي تكثيف طاقتي الهزيلة و تكوينها على شكل وسادة.

للأسف لم أجد أي مانا متبقية، لقد جف الحوض المليئ بطاقتي لأسقط على ضهري.

كانت الأرضية عفنة و كان ملمسها لزجا، إنه بلا شك العرق المنسال مني.

بعد التأكد من سلامتي، فإنني قمت بإطلاق تنهيدة كبيرة للغاية مرة أخرى.

لقد انتهى الأمر وأخيرا. أنا قمت بالجلوس على الأرض . أنا أحسست وكأن أعصابي الحساسة قد تم وضعها في حمام ساخن لتبدأ بالذوبان الأن. هذا على الأرجح هو نتيجة استخدامي لعقلي بدون أي توقف وبأقصى قدراته طوال هذه الأيام بدون توقف.

بعد استيعابي أنني انتقلت لهذا العالم، لقد كنت مصدوما أنني أحد شخصيات اللعبة و اكتشفت أنني أضعف شخصية فيها، كوان القروي صاحب الدماء المختلطة بين نبيل و عامية، و بدون أن أدرك كل ما يحدث فإنه يجب علي إنقاد نفسي من عقوبة الإعدام، و التعرض لعنف جسدي سادي لم أرغب في تدوقه و لو في الكوابيس التعيسة.

كل هذا حدث في أيام قليلة، إنه من الطبيعي أن يكون دماغي متعبا. لقد قاسيت الأمرين دماغي العزيزي، أرجوا ألا تكون هناك خلايا ممزقة داخلك.

تقدم الرجل نحوي، و أشار إلي بيده لكي أنهض.

"ما إسمك؟"

"كوان،سيدي"

لا تزال معاملتي ذات أدب منقطع النظير، باحترام و بأدب لأكسب قلب من هو أمامي.

"كوان، منذ اليوم سوف تكون تلميذي، هل لديك أسئلة لطرحها؟"

أنا قمت بالنظر إلى الرجل بأعين نصف مغلقة، الرغبة في الاستلقاء والنوم قد أثقلت جسدي بشدة.

في بادئ الأمر أنا لست شخصا يعيش بصدق، أنا شخص يعبد الكسول.

أنا ذلك الشخص الذي قرر تمضية بقية حياته في منزل خاص و لعب ألعاب الفيديو فقط، لقد عملت كثيرا هذه الأيام.

إبتسم الرجل بخفة.

"ههه، يبدوا أن تعبك قد وصل لأشده، إتبعني"

لأكون صادقا، تعبي قد جعلني أهمل محيطي شكل كلي و ركزت فقط على خطوات الرجل أمامي.

بعد المشي لمدة تلات دقائق، رمقت مسكنا خشبيا أمامي، ليلتفت الرجل إلي بملامح مختلطة بين البهجة و البرودة الشديدة.

"من اليوم، هذا هو المسكن الخاص بك"

قمت بالإنحناء قليلا، لأسارع بالدخول.

حسنا، حسنا.

هل إنتهى الأمر الأن؟

لم أهتم بشكل المسكن الداخلي، كل ماركزت حواسي حوله و هو السرير الأبيض في الوسط.

أنا قمت بالإتكاء على السرير، بالرغم من قسوته و دنائة جودته إلا أنه دافئ بشكل غريب.

السرير كان دافئا حقا، لقد غطيت في النوم بالفعل.






-



أقدم خالص اعتداري للغياب الغير مبرر، ظروف عائلية.

أرجوا طرح أرائكم حول الفصل و بعض الدعم لأستمر في طرح الفصول، قرائة ممتعة.

2017/09/22 · 636 مشاهدة · 1457 كلمة
RyuGi
نادي الروايات - 2024