7 - وعي قد بدأ بالزوال.!

-








إنه حقا غبي.

الحارس قد اقترح مساعدتي مستعينا بجانبه الإنساني و العاطفي و مهملا العقلاني، و لكنه كان مخطئا من البداية. لقد صدق كليا كلمات سجين ينتظر الإعدام، عادة حراس السجون و المجرمين يجب أن يكونوا أعدائا مليئين بالحقد و الكراهية لبعضهم، و لكنه وثق بكلماتي بذون تفكير.

هل هو عديم الحذر أو أنني بدوت مثيرا للشفقة إلى تلك الدرجة، لو كان الأمر راجع للأول فإنني قد اكتشفت رسميا نوعية جديدة من البشر، فئة تستحق عالما منفرذا لها يجمع أصحاب القلوب البريئة. و لو حدث الأمر بسبب الأمر الثاني فإن هذا لأمر مفرح بالنسبة لي، فهذا يدل على أن مهارتي التمثيلية لم تصدأ أو تضمحل رغم عدم استخدامها لسنين عدة، ثمن وتوقك بكلماتي قد كلفك كثيرا أيها المحترم.

أنا قمت بالنظر للموقف أمامي.

جتة الحارس قد مزقت لأشلاء، أطرافه قد انتشرت في حواف الغرفة. جسده السفلي قد تعرض لعنف قوي للغاية، رأسه قد انفصل على جسده ليرمقني بحزن و مرارة بادية على محياه.

لم أكتفي بجعل المدى مثالي، بل وجهت السهام التلاتة لنقاطه الحيوية.

و بهذا فإنني قتلت أول شخص لي في حياتي الكسولة، لكن للأسف ليس لدي وقت لأغرق في المشاعر الآن .

فور سقوط الحارس على الأرض، خنجر ذو لون أحمر سقط هو الآخر، أنا قمت بتخبئة الخنجر في ملابسي لأبدأ بتنفيد الخطوة الأخيرة، الهرب.

و أنا أتقدم بحذر كطفل رضيع لا يعرف المشي، صراخ هب و دب في الجهة المقابلة للممر، و في نفس الوقت ضوء ساطع غطى الفتحة الخارجية .

فور وصولي لنهاية الممر، معركة طاحنة بين الحراس ضد مقاتلين يرتدون لباسا أبيض ذو نقش فتان، ما آتار اهتمامي و هو تغلبهم على الحراس بخطوة واحدة فقط .

أحدهم قد قام باستعمال تعويذة من عنصر الضوء، "الإستدعاء". تمكنك من استدعاء وحش ضوئي. و كلما كانت المانا أكبر حصلت على وحش أعتى و أقوى، أنا أشك أنني أستطيع استدعاء كلب بطاقتي المثيرة للشفقة.

الحراس سقطوا في حالة ذعر.

الضوء المطلق من دائرة الإستدعاء، قد أعمى جميع الحاضرين لثانية واحدة. بينما كان اهتمام الجميع على دائرة الإستدعاء فإنني حملت الخنجر بيدي اليمنى، حارس واقف يعترض طريقي،

سيييك..

صوت خافت متل تقطع الطماطم، لكن ما تم تقطيعه هو شيئ أهم بكثير، أنا قمت باستخدام الخنجر لأفصل رأس الحارس على جسده.

أنظار الحراس مازالت مركزة على دائرة الإستدعاء.

إلتفتت لتظهر تعابير خوف طفيفة قبل أن تختفي، في المكان الذي كنت أنظر إليه فإن صوت مرعب قد صدر من دائرة الإستدعاء.

كررررراكك..

صوت شبيه بزمجرة تنين، الحراس حدقوا إلى دائرة الإستدعاء و أفواههم مفتوحة للغاية.

" يا لل--هول .."

"قوموا بوضع دروعكم، إرفعوا سيوفكم"

الحراس كانوا في فوضى عارمة، للأسف أن عدوكم ليس الأشخاص الذين ظهروا الآن أو ذلك الوحش فقط.

أنا قمت بالتقدم نحو أحد الحرس، لأغطي فمه بيدي. الرجل قام بفتح عينيه بشدة، لتظهر ملامح متسائلة.

"كيف استطعت الهروب؟!"

أناقمت بسحب الخنجر و لأقوم بطعنه في عنقه، للنقاط الحيوية. العنق،القلب،الأرجل، مرة واحدة، مرتين. لم أعطيه الفرصة ليقاوم أو يضهر أدنى حركة.

أنا قمت بالتحديق لأعين الرجل، بعد خمس توان تقريبا توقف جسده عن الحركة.

في الوقت المناسب، فإن التنين قد سحب نفسه من الأرض بشكل كلي.


هذه أول مرة أرى فيها تنينا أمامي، بطول يصل للعشرة أمتار تقريبا، التنين قام بإطلاق صرخة مدوية هزت الأرض. وحوش الإستدعاء من عنصر الضوء هي الأدنى في ترتيب الوحوش، و رغم تسميته بالوحش الضعيف. إلا أنه المسيطر على هذا المكان بجدارة.

هذا تنين حقيقي، ذلك الشكل الذهبي و تلك الأجنحة المبهرة أخرست الأفواه، و ذلك الشكل الخارجي العنيف لكاف لزع بذور الرعب في قلوب البشر.

الحراس قد تراجعوا بخطوات قليلة للخلف، أشخاص اعتادوا على الزراعة كمهنتهم سابقا في قريتهم.

لربما هذه أول مرة يدركوا هذا الأمر.

بأن الحراس هي مهنة قاسية حيث يواجه فيها المرء مخلوقات خيالية مثل هذه.

أجسادهم قد تجمدت كليا، الحراس لم يقوموا بأي شيئ، إن أردت رأي فهم يستحقون مديحا لكونهم لم يهربوا من هنا حتى الآن.

أنا قمت بالصراخ فجأة، أنا قمت بإمساك جثة ذلك الحارس لأبدأ بهزها بطريقة هيستيرية.

"لقد سقط الحارس فجأة، إنه الوحش، إنه يرسل موجات عن بعد. إنها النهاية"

"ماـذا"

لحظة فزع و قلق.

من غريزة البشر، إن تعرضوا لضغوط مرعبة فلن يهتموا بتلك التفاصيل الصغيرة، أنا استغللت هذا الأمر. لدرجة أنهم لم يدركوا أنني سجين بحكم الإعدام.

تركيز الحراس قد تم تشتيته، بأمر من المستدعي. حلق التنين بسرعة مهولة، إنهم لم يملكوا حتى وقتا للصراخ، خمسين حارس قد تفجرت جمجمته بلمحة، لأكون صريحا لقد رفعت من الكمية التي يستطيع قتلها الوحش بمجرد كلمات بسيطة.

الدروع الخشبية لم تكن لها أي منفعة.

الناجون قد تفاعلوا بشكل بطيئ، بالأحرى ردة فعلهم قد انخفضت بشكل كبير بسبب الرعب.

عشرة حراس قد فقدوا الأمل ليسقطوا على ركبتهم، عشرين حارس قد ألقوا كل ما سيبطئهم ليحاولوا الهرب، كان مشهدا تنحبس له الأنفاس.

لأكون صادقا، لقد تلدذت بهذا المنظر.

إلتففت لأرمق خمسة حراس متشبتين بالشجاعة و الإرادة للقتال، إنه سيكون من المزعج بقاء ذرة من الأمل في واحد منهم.

فور استرجاعي للمانا بشكل كلي، شكلت تلات أسهم لأوجهها للمانطق الحيوية لتلات حراس، ليسقطوا بدون حراك.

الإتنان أسقطوا أسلحتهم و دروعهم ليبدأوا بالركض.

"هنا، اهربا إلى هنا."

"أوه، أه. أأأه!"

الحارسان قام بالتقدم نحوي بدون تردد، عندما يكون البشر في خطر، عندما يتم إخبارهم بأن يهربوا في هذا الاتجاه فإنهم ينفذون ذلك الأمر بدون أن يدركوا الأمر.

أنا قمت بمحاولة تهدئتهما.

"هدئا من روعكما، الوحوش المستدعاة لها مهلة محددة، و بعدها ستختفي"

لأرافقهما لمكان معزول.

"لو اختبأتما في ركن هادئ فستكونان بخير"

الحارسان قام بتهدئة أنفسهما، و الإستنشاق بشكل خافت.

"أحسنتما، هيا أكملا، واحد هوووو، إتنان هووو"

الحارسان واصلا تطبيق إرشاداتي، لأقوم بسحب الخنجر ببطئ.

في اللحظة التي كان فيها الحارس الأول على وشك إطلاق نفسه، قمت بطعنه تلات مرات، الدماء ملأت فمه، الصوت الوحيد الذي تستطيع سماعه و هو صوت الإختناق الشديد.

مهلا، ردة فعل الحارس التاني بطيئة للغاية، لقد ظننت أني سأواجه معضلة في قتل الآخر، إلا أن خنجري كان سريعا لأقطع عنقه، صوت السعال قد عم ذلك الركن الهادئ، ليسقط بعد مدة قصيرة و يفقد آخر أنفاسه.

في نفس الوقت الذي توقف فيه الحارس التاني عن التنفس. الوحش قد اهتم بجميع الحراس.

"هوووو،هوووو"

التعب قد أثقل على جسدي، أنا مجرد بشري كسول يحافظ على طاقته و قد أقسمت ألا أبدرها في أمور تافهة، لكن لا أعتقد أن موقفا يحتم عليك حياتك بتافه، أنا قمت بالإتكاء على الحائط المتهالك، لأشعر بالبرودة صادرة منه تتخلل إلى جسدي النحيف، إنها الحرارة المنسبة لنيت مثلي، الحرارة المفرطة قد أكدت لي على أنها مثيرة للإشتمئزاز.

أنا أخمضت أحاسيسي قليلا، لأغمض عيني لبرهة من الزمن، لقد مررت بأقسى أنواع العنف في هذه الأيام القليلة الماضية.

للأسف لم أستطع فعل ذلك، "نظف كل شيئ قبل أن تنام". هذا شعاري الحياتي، أنا مازلت في وكر العدو.

أحتاج للهروب و معرفة خطواتي القادمة و كيفية مواكبة هذا العالم المنتهي صلاحيته.

أنا قمت برفع حواجبي بهدوء قليلا.

قلبي الذي كان ينبض بشدة بدأ يهدأ شيئا فشيء.

تنفسي قد هدأ ليعود إلى سابق عهده.

أنا قمت بالنهوض لأبدأ بتفتيش جيوب الجتت من حولي، هذه ليست سرقة، هذا العالم يعترف بالقوي و يهمل الضعيف، و كوني مازلت على قيد الحياة فهذا يتبث أنني أقوى و إرادتي أقوى منهم.

إلتفتت قليلا، كل ما رأيته هو رجل بمنتصف العمر واقف أمامي.

شيئا فشيئا، وعي قد بدأ بالزوال.




-



رأيكم بالفصل؟! قرائة ممتعة.







2017/09/16 · 591 مشاهدة · 1142 كلمة
RyuGi
نادي الروايات - 2024