تتحدث القصة عن شاب أسمه فريد ، هو وحيد لأهله ، من عائلة ميسورة الحال ، كان يدرس ليصبح شيف عالمي حين أكتشف أنه للأسف دون المال سيكون طريقه صعباً جداً و طويل ، فحتى أبسط نوع من علب السكاكين المطلوبة لمهنة الشيف قد تكلفه دخل أسرته لعدة أعوام ، مثل معظم الشباب في أول العشرينات كان فريد يبحث عن طريق سريع لجمع المال ليستطيع تحقيق حلمه بسرعة.


بعد عام من البحث وجد فريد عمل كطباخ خاص لرجل غني ، ما لم يعرفه فريد في ذلك الوقت أن هذا الرجل هو مجرم يعمل في تجارة المخدرات و السلاح ، في مساء أحد الأيام و بينما كان فريد ينظف السكاكين سمع صوت صراخ ، كان الرجل الغني يحاول الاعتداء على فتاة ، كان الرجل يبدو ثملاً و لذلك تدخل فريد لمساعدة الفتاة و لكن أنتهى الأمر بأنه طعن الرجل دون قصد و قتله ، خاف فريد و صدم لكن ما أيقظه سريعاً من صدمته هو صدمة ثانية ، حيث أتضح أن الفتاة مدمنة على المخدرات و لم تهتم بموت الرجل بل زحفت فوق جثته و أخذت تفتش ثيابه بحثاً عن المخدرات حتى عثرت عليها .


الصدفة الكبرى هي أن في لحظة شجار فريد و الرجل الغني كان هناك قاتل مأجور أرسل لقتل الرجل الغني و كان هذا القاتل يراقب عن بعد ما حدث .


أما بالنسبة لفريد فبعد أن أدرك أن للمخدرات علاقة بين الرجل و الفتاة قرر الانسحاب وخصوصاً أنه ليس بغبي فالصورة واضحة إذا جائت الشرطة لن تصدقه و خصوصاً مع وجود الفتاة المدمنة و كيس المخدرات لذلك أفضل حل هو المغادرة دون ترك دليل عنه .


كانت دهشة القاتل المأجور كبيرة و هو يشاهد فريد يقوم بتنظيف السكين و إعادتها لمكانها ثم تغير ثيابه و المغادرة كما لو كان لم يقم بطعن رجل للتو ، خصوصاً أن فريد كان هادء و دقيق في توضيب أشيائه.


ماحدث بعد ذلك كان بسيطاً جداً، القاتل المأجور قابل فريد و عرض عليه العمل معه في منظمة للقتلة المأجورين ، بعد أن علم كم سيقبض من مال لم يتردد فريد بقبول العمل إطلاقاً ، و هكذا أصبح فريد قاتل مأجور .


بعد خمس سنوات ..


لم ينجح فريد بفحص الشيف مما دفعه لترك التعلم ، المدخول العالي من عمليات القتل لا يمكن تبريره لشاب ترك تعليمه و عاطل عن العمل مما دفع بفريد للانتقال بعيداً عن والديه و هكذا أنتهى الأمر بفريد طباخ في مطبخ عام في قرية بحرية صغيرة ، حيث كان يرسل المال لوالديه و يخبرهم أنه شيف عالمي بينما هو يعمل كطباخ في النهار و قاتل مأجور في الليل.


كانت الأمور على خير حتى حدث ما لم يكن في الحسبان ، في عامه الثلاثين توفي والده بحادث سيارة مما دفع والدته للسفر لتقيم مع ابنها الوحيد ، لم يجد فريد أي طريقة لرفض والدته ، منذ تلك اللحظة بدأت المشاكل .


والدة فريد تدعى سوسن و هي سيدة رقيقة محترمة مؤمنة و أم فاضلة ، لديها صفات سلبية أيضاً و من أهم هذه الصفات هي الفضول و المبالغة و الخوف الشديد ، هدفها الحالي بعد وفات زوجها هو سعادة ابنها فريد _سعادة فريد من وجهة نظرها و ليس من وجهة نظره_ و إيجاد زوجة لابنها.


2018/02/10 · 507 مشاهدة · 505 كلمة
M.G.D1
نادي الروايات - 2024