.

.

ارين ييغر ينظر بعيون جوفاء إلى صديقة طفولته ، الحبيبة التي تشوق لعناقها في كل لحظة من لحظاته ، الفتاة التي أراد الزواج منها و الحصول على حياة رغيدة معها ، ميكاسا أركمان و هي تقطع أوصال عضلات رأسه بسيفها الحاد و الدموع تنهمر من خديها قائلة ؛

.

" أنا أسفة يا إرين "

.

ابتسم إرين و هو يتذكر أول لقاء مقدر له بميكاسا في طفولته ، استمتاعه باللعب و الضحك رفقة أرمين و تمنيه ببراءة رؤية المياه المالحة أو ما يسمى بالبحر رفقته ؛

.

تحمسه للخروج من الأسوار ثم الإنضمام لفيلق الإستطلاح حيث عاش أفضل لحظات حياته تحت إمرة القائد ليفاي ، القائدة هانجي و القائد إروين سميث ؛

.

تذكر اللحظات السعيدة ، واحدة تلو الأخرى و وعيه يتلاشى تدريجيا بعد قطع رأسه من طرف حب حياته ميكاسا ؛

.

لقاؤه الغير متوقع و الغريب مع هيستوريا ، تشاركه لحظات مؤلمة معها لكنه فعل ما باستطاعته لمساعدتها في محنتها ،

.

تذكر موت والديه ، التهام أمه أمام عينيه من طرف العمالقة و التهامه لأبيه للحصول على قوة العملاق المؤسس و المهاجم ؛

.

' إنها ذكريات مؤلمة ، علي تذكر السعيدة منها ' غمر إيرين نفسه في ذكرياته التي تبعث الراحة و السرور إلى قلبه ؛

.

" على الأقل ، وفيت بوعدي و محيت قوة العمالقة من عالمي ، هذا مريح يمكنني الموت في هناء "

.

أغمض إرين عينيه مطولا ثم فتح عينيه ليجد نفسه محاطا بظلام هامس ، يبعث القشعريرة و الخوف في روح إرين الجوفاء ،

.

نظر إيرين حوله حيث لا يوجد سوى الظلام ، لا أثر لشعاع صغير من الضوء ، لا يوجد ضوء لتدفئته .

.

كل ما فكر في إيرين عند النظر للظلام هو الوحدة ، العيش معزولا وسط الظلام ؛

.

' هل هذا هو ما يسمى بالموت ؟ '

.

' أم أن هذا عقابي لقتل العديد من الأبرياء في عالمي ؟

' إذا كان هذا عقابي فأنا أرضى به ، على الأقل أصدقائي و حبيبتي سيحصلون على نهاية سعيدة '

.

دمعت أعين إرين وهو يفكر في ميكاسا و أصدقائه ككوني و أرمين ؛

.

' هل سينسونني مع مرور الوقت ؟! '

.

' سأكتب في تاريخ البشرية على أنني الخائن إرين ييغر ، يال الأسف '

.

' هل سيكرهونني بعد معرفة حقيقة تلاعبي بذكرياتهم ؟ '

.

' هل سأبقى حيا في أذهانهم ؟ '

.

' لماذا ؟! لماذا ؟ لا أحصل على نهاية سعيدة مثل الأخرين '

.

' لماذا وقع علي الدور أن أكون أضحية ؟ '

.

' سحقاااااااا '

.

تألم إرين من وقع هته الإحتمالات و الوقائع على باله ، من احتجازه في ظلمة دامية بعيدا عن أصدقائه الأعزاء و عن كل مايحبه و يهتم له ؛

.

' إذا كان هناك إله ، لماذا تم سجني هنا ؟ أفضل محوي على البقاء معزولا هنا '

.

' لماذا لم يختر الإله شخصا أخر ؟ لماذا أنا ؟ '

.

غاص إيرين في ذكرياته و بدأ يحلم بالعيش كأب رفقة زوجته ميكاسا في كوخ أمام البحر ؛

.

يصطاد السمك رفقة أبناءه ، يحكي لهم مغامراته في فيلق الإستطلاع و يلتقي بأصدقائه في الحانة ، الشرب حتى الثمالة ، الصراخ ، الضحك و المزاح يطغى على حياته الجديدة ؛

.

' أتمنى لو كان الأمر حقيقيا ' تنهد إيرين بحزن ؛

.

' أتمنى لو يمكنني القيام بالأمور بطريقة مختلفة '

.

' أتمنى فقط الحصول على فرصة ثانية للقاء ميكاسا '

.

فجأة ، سطع ضوء ذهبي من المجهول ، من الظلام الدامس ، تبعه صوت رقيق يجعل القلب يذوب من كثرة جماله ؛

《 إبني العزيز ، لقد عانيت أهوال الدنيا ، لذلك سأحقق أمنيتك و سأعطيك فرصة لكي تقوم لقاء أحبابك و عيش حياتك المقدرة 》

.

أختفى الصوت و غرق إيرين في ضوء ذهبي جعله يتصبب عرقا من كثرة التوتر ، أصبح أرين ييغر مغطى بالضوء كدودة داخل شرنقة تنتظر الوقت للتحول إلى فراشة ؛

.

بعد مدة من الوقت ، فتح إيرين وجهه ليجد نفسه في وسط غير مألوف ، غرفة صغيرة الحجم مليئة بالقاذورات ، مكتب صغير مع سرير مسطح متسخ ؛

.

رائحة مقرفة توجد في المكان تجعل الأنف يختنق قسرا ، فتح إيرين النافذة من كثرة إختناقه ليجد أمامه منظرا لا يصدق ؛

.

' أين أنا ؟! '

' هل هذه مدينة في جزيرة بارادايس ؟! '

.

حدق إيرين في المنظر بتعجب ، مدينة تشبه كثيرا مدينة طفولته ، مباني عملاقة ، هندسة معمارية متقنة ، أطفال يلعبون مع بعضهم البعض و يصرخون بلغة غريبة .

.

' غريب ما هاته اللغة ؟ هل هذه إحدى لغات المارلين ؟ '

.

تساءل إيرين في تعجب و هو ينظر للأمر بنظرة متفاجأة ،

.

" بالمناسبة ، أليس طولي غير صحيح ؟ "

.

أيرين الذي نما ليكون طويلا ، لاحظ قصر قامته و يديه الصغيرتان ؛

.

' مهلا هل عدت في الزمن ؟ لا يمكن ؟ '

.

نظر إيرين إلى ملامحه عبر استخدام قطعة من الزجاج المكسور التقطها من أرضية الغرفة ؛

.

لا شعوريا ، سقطت قطعة الزجاج على الأرض من يد إيرين و وجهه الشاحب يدل على إحساس الخوف و التعجب في نفس الوقت ؛

.

" هذا ليس وجهي ؟!!! "

.

" مهلا لحظة بعد إمعان النظر أنا أتكلم لغة غريبة لم يسبق لي تعلمها "

.

تفاجأ إيرين في مكانه ، إختفى وجهه الأسيوي ذو العيون والسعر الأسود . كما حل مكانه منظر طفل أشقر ذو بشرة بيضاء ، ملابسه و وجهه مغطى بالأوساخ ، يبدو كنبيل من النبلاء ؛

' كيف بحق الجحيم ؟ هل يمكن تبادل الأجسام ؟ مهلا لقد فقدت جسدي . لقد قطع رأسي من طرف ميكاسا ، إذن هذا يعني هذا جسدي الجديد '

.

نظرت لجسدي الجديد بتعجب شديد ؛

.

' هذا الجسد حقا وسيم '

.

' بالمناسبة ، ماهاته اللغة ؟ '

.

' بل بالأحرى أين أنا ؟ '

.

فجأة ، فتح الباب بقوة شديدة ثم دخل رجل سمين ، مفلطح الوجه يبدو في الثلاثينيات من عمره ، يرتدي ملابس عادية و هو يقول ؛

.

" أدم ، أيها الغبي حان وقت الإستيقاظ "

.

" آه أنت مستيقظ " تكلم السمين مرة أخرى ؛

.

" أدم من هو أدم ؟ هل هو اسم مالك الجسد " تحدث إرين و الصدمة بادية على وجهه ،

.

.

2021/04/14 · 1,271 مشاهدة · 1025 كلمة
MrNobody
نادي الروايات - 2024