.

.

" هل ضربتك بعنف حتى أصبحت تتكلم بالتراهات ، إرتدي ملابسك و إستعد أو سأقوم بإبراحك بالضرب كالبارحة "

.

نظر إيرين إلى السمين بغضب لكن سرعان ما تمالك نفسه لكون السمين يتوفر على الأجوبة التي أحتاجها لفهم وضعيته الحالية ؛

.

تجاهل إيرين كلام السمين ثم تحدثت بنية قتل واضحة على وجهه ، اكتسبها عبر قتل الملايين من بني جنسه سابقا ؛

.

" أنا سأطرح الأسئلة ، أنت ستجيب "

.

تعرق السمين أمام إيرين من كثرة الخوف ثم أومأ له بخنوعه و امثثاله لأوامره ، كأنه يتسائل عن سبب تغير الهالة حول إيرين و يقول له فقط إطرح الأسئلة اللعينة ؛

.

نظر إيرين للسمين ثم تحدث بتعجرف لا تشوبه شائبة ؛

.

" أين نحن ؟ و في أي سنة نحن ؟ "

.

" ما هذا السؤال الغبي يا أدم ؟ هل حقا أنت مريض ؟ سأتغاضى على الأمر و أدفع تكاليف المستشفى "

.

" قلت أين نحن ؟ و في أي سنة نحن ؟ "

.

كرر إيرين كلماته مرة أخرى بنبرة تدل على عدم صبره ؛

.

" حسنا ، حسنا نحن في منطقة العوام بمقاطعة شيسو جنوب مملكة العملاق 29 ، العملاق المتحول ، في السنة 167 بعد الإنفجار العظيم "

.

" ماذا ؟! ماذا تخبرني ؟! لقد قضيت على تحول العمالقة قبل موتي ، هل تمزح معي ؟ "

.

تفاجأ السمين من كلام إيرين ثم أمسك فمه و ردد بصوت منخفض ؛

.

" أتريد قتلنا في وقت مبكر ، التشكيك بالعائلة الملكية هي خيانة يقطع رأس العوام عليها ، هل تريد قتلي أيها الغبي ؟ "

.

" العائلة الملكية ؟! "

.

ردد إيرين هته الكلمات بتعجب تم أردف ؛

.

" ما معنى هذا ؟ هل لهذا علاقة بالإلديين ؟ "

.

" هل فقدت ذاكرتك يا أدم ؟ يا فتى لم يكن علي أن أقسوا عليك البارحة "

.

" فقط أجب "

.

" لا أعرف معنى الإلديين لكن ، ما هو معروف في السجلات التاريخية ، قبل 167 ، كان سكان القارات العشر يعيشون في رخاء و هناء حتى وقوع الإنفجار العظيم حيث ظهر ما نسميهم الآن بالملوك المطلقين ، يقال أنهم يشبهون البشر لكن لهم قرون ضخمة ، أشخاص أخرين يظنون أنهم شيطان جاؤوا من العالم السفلى للسيطرة على العرق البشري "

.

أخرج السمين سيجارة من جيبه ، توجه نحو النافذة ، أشعل السيجارة ثم شرع في التدخين ؛

.

" لقد مرت عقود على الإنفجار العظيم ، تحتفظ العائلات الملكية المئة التي تنحدر من نسل الملوك المطلقين بالسجلات مخفية ، لكن ، ماهو مؤكد البشر أصبحوا عبيدا لدى هته العائلات "

.

تم أردف السمين ؛

.

" حاليا يمنع الحرب بين الإمبراطوريات منذ الحرب المقدسة ، أنا لا أعرف صراحة شيئا عنها ، فقط ، أنه سبق أن جرت حرب شاملة بين الملوك قبل 160 سنة "

.

" يقال أن الملوك المطلقة لا تموت ، أنا لا أعرف لكونها مجرد إشاعات ، يقال وجود عوالم سفلى يتحكم فيها هؤلاء الملوك "

.

" لكن ،...."

.

تكلم أيرين بعصبية ؛

.

" ماذا ؟! "

.

" نحن البشر الغير المختارين أو العاديين نسمى بالعوام أو الميليون ، نأمل حقا الحصول على قوة العمالقة للسيطرة على سير حياتنا و التمكن على الأقل من القيام بحركة ثورية ، لكن للأسف لا يمكننا ذلك نظرا لإفتقارنا للقوة اللازمة "

.

تكلم إيرين لا شعوريا ؛

.

" صدقني ، قوة العمالقة حقا لعنة مدمرة تجعل حياتك بائسة كحياتي "

.

" حقا أنت مريض ، أدم ، أنا أعتذر على البارحة لم أقصد جعلك متضرر ، كنت فقط غاضبا "

قاطع إيرين كلام السمين ثم قال ؛

.

" ألم تسمع بالإلديين أو المارليين ؟ "

.

" لا ، ماهذا ؟ " نفى السمين معرفته حولهم ؛

.

" فقط إنسى الأمر بالمناسبة هل توجد مكتبة قريبة من هنا ؟ "

.

ابتسم السمين ابتسامة ماكرة و قال ؛

.

" حقا هناك خطب برأسك ، إجابة على سؤالك ، لا ، العوام لا يملكون الحق في الحصول على تعليم مناسب ، يتم تجنيد الشباب و جعلهم جنودا لدى الملك المطلق سفين رافييل ، ملك العملاق المتحول في هته المملكة "

.

" المكتبة أمر محظور لنا ، يتم قتل المؤلفين و الكاتبين إجباريا بعد إكتشافهم من طرف الحراس ، حسنا كفى استجوابا و انزل للعمل ، عليك دفع ديونك بشكل جيد "

.

تم أردف السمين ؛

.

" آه ، تذكر لا تستفز الحراس قط مثل الأمس ، لو لم أوبخك أمامهم لكنت ميتا بحلول هذا الوقت "

.

خرج السمين من الغرفة و هو يتذمر ، تاركا إيرين بالعديد من الأسئلة ؛

.

' تناسخت ، نعم تناسخت ، بالطبع هشا هو الجواب '

.

' إذا هذا عالم أخر لكنه مرتبط بقوة العمالقة '

.

'كما أنه يوجد مئة نوع من العمالقة ، هذا غريب '

.

' إذن عالمي هو نقطة واحدة من بحر واسع '

.

غمر ذهن إيرين العديد من الأسئلة و النظريات ، حول ماهية الملوك المطلقين ، هل أحدهم وقع مع المؤسسة يومير العقد ؟ هل هم الشياطين الذين ذكروا في سجلاتنا ؟

.

غررررر

.

صوت معدة إيرين و هي تطالبه بالطعام . قرر إيرين تأجيل أسئلته و النزول إلى الحانة بحثا عن الطعام ،

.

نزل إيرين من السلالم ثم جلس على طاولة من الطاولات و هو ينظر للنافذة ؛

.

وجهت فتاة صغيرة كلامها لإيرين بلطف ؛

.

" أدم ، ألن تعمل اليوم ؟ والدي طلب مني مناداتك للمطبخ "

.

أجاب إيرين بسرعة ؛

.

" آه ، أنا قادم "

.

تحرك إيرين نحو المطبخ . حاليا يوجد في نزل مشهور وسط مقاطعة شيسو ، يتكون من مطبخ ، حانة و غرف للنزلاء

.

صاحب الجسد السابق أدم ويلر هو طفل عمره 13 سنة ، هرب من دار الأيتام بسبب مشاكل نفسية ثم وجد بأعجوبة عملا شاغرا في نزل أديل .

.

صاحب النزل ، الرجل السمين سام باركر هو شخص صعب المراس ، يضرب أدم أحيانا لكنه كان يهتم به في الظلال و يعتني به بالإضافة إلى إبنته هانا باركر التي تشفق على أدم و تساعده في التملص من أعمال المسح و التنظيف .

.

' لقد كان شخصا مثيرا للشفقة ' تنهد إيرين بعد رجوع ذكريات أدم ويلر إليه ،

.

.

2021/04/15 · 555 مشاهدة · 1013 كلمة
MrNobody
نادي الروايات - 2024