.
.
دخل إيرين المطبخ مهرولا رفقة الفتاة الصغيرة هانا باركر ابنة صاحب النزل .
.
نظر إيرين للمطبخ ، غرفة متوسطة الحجم بها معدات الطبخ ، أواني خزفية و معدنية بالإضافة إلى فرن كبير و بعض الأشياء الأخرى المتعلقة به .
.
حسب ذكريات صاحب الجسد أدم ويلر ، يعمل صاحب النزل سام مع العجوز ويندي كطباخين رئيسين ، العجوز التي بلغت الأسبوع السابق الخمسين من عمرها ، تجاعيد ناصعة على وجهها كما أن لها جسد هش و ضعيف .
.
لكن العجوز في ذكريات أدم ، تحضر حساءا مميزا جعل من هذه حانة أديل موقعا مميزا لبعض الزبناء الدائمين .
.
عمل أدم الحالي هو التنظيف و غسل الأطباق ، تحرك إيرين نحو جبل من الأطباق المتسخة المتراكمة ، ثم نظر إليه بتفاجئ حيث من المفترض أن يقوم بغسل هته الأطباق طوال اليوم ؛
.
" هانا ، هل أنت متأكدة من أن عملي هو غسل هته الأطباق ؟ " تكلم إرين و نظرة متفاجأة على وجهه ،
.
" أجل ، لقد أضفنا بعض الأطباق الإضافية على حصتك لتشاجرك مع الحارس بالأمس ، إتفق كل من أبي و العمة ويندي على ذلك " أردفت هانا و هي تبتسم ابتسامة خبيثة على وجهها الصغير ،
.
" لكن .."
.
قاطع سام باركر صاحب الحانة إيرين وقال ؛
.
" لا يوجد لكن ، عقابك هو التنظيف حتى نهاية اليوم ، هذا الجبل أمامك يجب إنهاؤه بحلول الساعة التاسعة مساءا "
.
" تسك ، سحقا " شتم أيرين في داخله أكثر من مرة و هو يفكر في احتمالية اخبارهم بكونه ليس أدم .
.
فكر إيرين بالإستقالة حالا و الإعتماد على نفسه ، لكنه لا يملك معرفة حول كيفية سير هذا العالم ، لذلك فأفضل حل له هو استجواب سام تدريجيا في الأيام القادمة .
.
لساعات متواصلة ، ظل إيرين يغسل الأطباق واحدا تلو الأخر ، لأول مرة في حياته ، أحس بتعب كبير يتخلل جسده مما جعله يترك الأطباق المتبقية لهانا و يصعد إلى غرفته للنوم .
.
تذكر إيرين الأيام التي كان فيها ضمن فيلق الإستطلاع تحت أوامر القائد ليفاي حيث قام جميع من في الفريق بتنظيف القاعدة الجديدة التي حصلوا عليها ، كل منهم حصل على دوره لكنه لم يكن قط متعبا و مهلكا لإيرين كتنظيف جبل من الأطباق المتسخة اليوم.
.
دخل إيرين إلى غرفة أدم و هو يرتدي كمامة على وجهه لمنعه من تنشق الرائحة الكريهة المنتشرة بها ، حمل مكنسة و دلوا مليئا بالماء ثم شرع في التخلص من القاذورات و إرجاع الغرفة لسابق عهدها .
.
تنظيف
.
تنظيف
.
استمر إيرين لمدة نصف ساعة و هو ينظف غرفته ، بعد ذلك صعدت هانا و هي تحمل في يدها الصغيرة قدرا ساخنا .
.
" هل هذه بقايا حساء العجوز ويندي ؟ " تكلم إرين و هو يمسح عرقه ،
.
" أجل ، أوني سان ، لقد طلب مني أبي أن أعطيه لك ، لم نتوقع أن تتخد عملك بجدية لأول مرة منذ مجيئك ،إممم كم مر من الوقت ؟ " ثم بدأت هانا العد بأصابعها ، " سنتين ونصف ، أظن أنه أكثر من النصف ، علمني ابن خالي بعضا من الرياضيات ، لكنني وجدتها حقا ممتعة ، شششش أبق الأمر سرا "
.
ربت إيرين على رأسها و هو يبتسم باشراق ثم قال بأدب ؛
.
" شكرا لك "
.
تفاجأت هانا من رد فعل إيرين حيث أن أدم غالبا لم يشكرها على أي شيء لكنه قام باستغلالها لتجنب واجباته ، ثم خرجت بسرعة من الغرفة و وجنتاها محمرة .
.
حدق إيرين في القمر المكتمل و هو يتناول الحساء بشراهة و هو يتساءل في نفسه ؛
.
' كيف حال البقية ؟ '
.
في اليوم الموالي ، استيقظ إيرين باكرا على صيحات هانا المتواصلة حيث سيبقى في النزل اليوم شخص مهم يجب الحرص على خدمته ، لكي لا يتم اتهام صاحب النزل بالتقسير اتجاه النبلاء .
.
حمل إيرين نفسه على النهوض ، غسل وجهه بالماء البارد ثم ارتدى ملابسه العادية للتوجه إلى المطبخ ، لكن اليوم كان غريبا بالنسبة لإيرين ، يوجد العديد من الأشخاص في المطبخ عكس الأمس ، يعمل الجميع بتفان و إخلاص ؛
.
أمسك إيرين يد هانا التي كانت مسرعة لتنظيف الحمامات ثم سألها بتعجل حول سبب هته التغيرات هذا اليوم ؛
.
تحدثت هانا و هي تقوم بالتملص من يد إيرين ؛
.
" إيرين ألم أخبرك الأسبوع السابق ؟ سيقيم عندنا ضيف مهم اليوم لليلة واحدة ، لذلك يجب أن نجعل إقامته ممتازة لكي نحافظ على حياتنا ، الآن ، إذهب العمة ويندي تبحث عنك لكي تجلب بعض الفحم "
.
لم يرخي إيرين يديه عن معصم هانا ثم تكلم بصوت يدل على عدم اهتمامه ؛
.
" هانا من هو الضيف ؟ "
.
" آه ، لم أخبرك ، إنه الأمير العاشر للمملكة العملاق 78 ، العملاق الكاشف ، إنه مبعوث دبلوماسي أظنه جاء للمملكتنا من أجل حل بعض المشاكل السياسية "
.
ثم تمتمت هانا بصوت خافت ؛
.
" تقول بعض الإشاعات أنه زير نساء "
.
أردف إيرين بدون تردد ؛
.
" لماذا إختار نزلنا بالمناسبة ؟ "
.
" أنسيت نزلنا هو أفضل نزل في مقاطعة شيسو كما أن طعامنا هو الأفضل ، سيقيم الضيف لليلة واحدة لكي يكمل رحلته نحو العاصمة الملكية " تكلمت هانا و هي تسرع نحو الحمام ملوحة يدها .
.
" أمير " ظلت هذه الكلمة تجول في أفكار إيرين ،
.
' هل لديه قوة العمالقة ؟ '
.
'ماهو هذا العملاق الكاشف ؟ '
.
' إنه نوع جديد كالعملاق المتحول ؟، علي إيجاد بعض المعلومات ، سحقا ، لا توجد أية منفعة من ذكريات هذا الشخص أدم '
.
' أظنني سأكمل تقمص الدور حاليا و سأرى ماذا سيحدث ؟ '
.
.