8 - الرجل الذي لا يخاف من بشر

خرجنا من السجن وأنطلقنا لأحد المقرات القديمة التابعه لمراد!

ولم نستطع حتى إلتقاط أنفاسنا والإستراحة لبعض الوقت إلا ويطرق الباب!

أخرجت سكيناً وقلت لمراد: لو كان الطارق من الإف بي أي أو من الشرطة فسأمزّق أحشائه وبعد ذلك أحشائي! لن أعود للسجن مرة أخرى..

إبتسم مراد وقال: أود فعلاً رؤيتك تفعل ذلك!

لم أتمالك نفسي وضحكت..

ثم قام مراد ونظر مع الشبّاك فإذا بأعين مراد تتغيّر لتصبح على حال مخيف!

لم أرى تلك النظرة على وجه مراد من قبل إلا وهو مستعد للقتل..

فتح مراد الباب وإذا برجل يضحك بشراهه ويحضن مراد ويبارك له خروجه من السجن..

كان هذا الرجل هو جهور..

لم يكن يعرفني جهور بحكم منصبه الرفيع ومنصبي المنخفض جداً..

ولكن مراد كان يعلم من يكون ليث!

الرجل المندفع الذي لا يحسب حساباً لخطواته..

الرجل الذي لا يخاف من بشر! هكذا كان يلقبًني مراد..

مهما كان الذي أمامي فهو لن يقوى على ليث وعلى غضب ليث وقوته وصلابته!

وفي تلك الأثناء كنت على إستعداد لأنقض على رقبة جهور وأمزقها بأنيابي..

ولكن مراد نظر لي نظرة جعلتني أفهم مالذي يجري من حولي..

إن جهور يحاول التودد لمراد، كي لا ينتقم منه بسبب خيانته وغدره!

فلا يوجد رجل عاقل يتمنى بأن يكون مراد عدواً له! ولا حتى أنا..

هلّل مراد ورحّب بجهور! وكأن شيء لم يكن..

صحيح نسيت أن اُخبركم بأن مراد لديه عدة شخصيات!

فمراد الصديق يختلف عن مراد القاتل عن مراد الهادئ وعن مراد الغاضب!

فهو يتنقّل بين تلك الشخصيات بكل عبقرية وإحترافية وعلى حسب الموقف الذي أمامه..

لدرجة أنني في بعض الأحيان لا أعلم من هو الرجل الذي أمامي.

2020/05/05 · 236 مشاهدة · 252 كلمة
sirazizr
نادي الروايات - 2024