كانت الغرفة ثقيلة بالصمت.

لكن في داخل رأس يوري، كانت الذكريات تتدفق مثل الطوفان.

تذكر…

تذكر الحرائق. الصراخ. الظلال التي تسحبه بعيدًا.

تذكر أن لوكير كان هناك… كان يحاول إنقاذه.

لكن الآن… عرف لماذا.

لقد كان مجرد واحد من مشروع أكبر.

الإمبراطور (يتنهد قليلاً، كأنه يحكي قصة قديمة): "منذ سنوات، تم تنفيذ مشروع سري للغاية… مشروع كان يهدف إلى إنشاء أقوى سلاح في تاريخ البشريه."

أشار بيده إلى الأطفال الذين يقفون بلا حراك.

الإمبراطور: "كل هؤلاء… تجارب فاشلة."

رفع إصبعه، وأشار مباشرة إلى يوري.

الإمبراطور: "وأنت… التجربة الوحيدة التي نجحت."

كانت كلمات الإمبراطور كالسكاكين.

لكن يوري لم يظهر أي رد فعل… لا خوف، لا غضب، لا شيء فقط كان في حاله من الصدمه.

ثم، بهدوء، بدأ يقترب من الأطفال.

حين وصل إلى أحدهم، مد يده ببطء، ولمس كتفه.

لكن الطفل لم يتحرك.

كأنه لم يكن حيًا.

الإمبراطور (يراقبه بابتسامة صغيرة): "لا فائدة من محاولة التفاعل معهم… ليس لديهم إرادة."

نظر يوري نحو الإمبراطور، وكأنه يسأل بصمت:

"لماذا أنا الوحيد الذي أملك إرادة؟"

وكأن الإمبراطور قرأ أفكاره، ابتسم بخفة، ثم أجابه:

الإمبراطور (بصوت هادئ): "لأنك الوحيد الذي استطاع النجاة من اللعنة."

جلس الإمبراطور على حافة العرش، ووضع ذقنه على راحة يده، وكأنه يتسلى بكل هذا.

الإمبراطور: "القوة التي لديك، يا يوري… ليست طبيعية. لم تكن يومًا قوة بشرية."

ثم رفع يده، وأشار إلى النقوش القديمة التي كانت تزين جدران القاعة.

كانت هناك صور لمعارك قديمة… لكن في كل صورة، كان هناك شخص واحد يحمل نفس عيون يوري، يقف في وسط الدمار.

الإمبراطور (بابتسامة خافتة): " هذه القوة ليست جديدة. لقد وُجدت منذ آلاف السنين. "

ثم أدار رأسه ببطء نحو يوري، وعيناه امتلأتا بشيء لا يمكن تفسيره.

الإمبراطور: "كل مئة عام، يولد شخص يحملها… ودائمًا ما يكون مصيره هو الشيء ذاته."

ثم، بصوت أشبه بالهمس، أكمل:

الإمبراطور: " إما أن يصبح ملكًا… أو يصبح لعنة تدمر كل شيء. "

وقف يوري في منتصف القاعة، بينما صوت الإمبراطور كان لا يزال يتردد في ذهنه.

"إما أن تصبح ملكًا… أو تصبح لعنة."

نظر نحو الأطفال الذين يشبهونه، ثم إلى النقوش القديمة…

ثم، أخيرًا، إلى الإمبراطور نفسه.

حينها، فهم كل شيء.

لم يكن الإمبراطور يسعى إلى قتله منذ البداية…

بل كان يحاول السيطرة عليه.

لأنه كان يعلم أن يوري وحده يمتلك القوة التي قد تقلب المملكة رأسًا على عقب.

الإمبراطور (ينهض ببطء، ويفتح ذراعيه): "إذن، يا يوري… حان وقت القرار."

ثم، بابتسامة باردة، قال:

الإمبراطور: " هل ستنضم إليّ… أم ستصبح لعنة تحاول قتلي؟ "

وقف يوري بلا حراك.

لكن داخله، كانت العاصفة تزداد قوة.

كل شيء، كل ذكرى، كل كذبة، كل حقيقة تم كشفها…

كانت تقوده إلى لحظة واحدة.

لحظة القرار.

الإمبراطور (بهدوء، لكنه كان ينتظر بفارغ الصبر): "ما هو اختيارك، يا يوري؟"

لكن يوري لم يتكلم.

لم يكن بحاجة إلى ذلك.

كل ما فعله… هو رفع قبضته ببطء، والطاقة بدأت تتدفق من جسده مثل عاصفة لا يمكن إيقافها.

حينها، فهم الإمبراطور.

ابتسم قليلاً، ثم تنهد، وكأنه كان يتوقع هذا الجواب.

الإمبراطور (يغمض عينيه للحظة، ثم يفتحها وعيناه تتوهجان بالطاقة): "إذا… لقد اخترت"

ثم، في لحظة واحدة…

انفجر المكان بطاقة هائلة، والمعركة الحقيقية بدأت.

2025/04/08 · 1 مشاهدة · 491 كلمة
yury
نادي الروايات - 2025