تحول الجو في المكان إلى صمت ثقيل.

كايا (تشد قبضتها، وتتحرك خطوة للأمام): "إذا كنت تظن أننا سنتركه يذهب وحده، فأنت مجنون."

إيلا (تضع يدها على صدرها، تشعر بالخطر): "هذا فخ… لا يمكن أن يكون غير ذلك."

لكن الرجل لم يُظهر أي خوف، بل ضحك وكأن الأمر مسلٍّ بالنسبة له.

الرجل: "بالطبع، يمكنكم رفض الدعوة… لكن، هل تعتقدون حقًا أن يوري لا يريد معرفة السبب؟"

كان الجميع يعلمون أن هذا صحيح.

يوري أراد الإجابات.

أراد أن يعرف لماذا الإمبراطور لم يقتله عندما كان طفلًا.

لماذا كان يخافه، لكنه لم يسحقه حين سنحت له الفرصة.

كل شيء كان يقوده إلى هذا اللقاء.

الرجل (يبتسم بخبث): "الإمبراطور قال إنه لن يؤذيك… حتى لو كنت أنت الوحيد القادر على هزيمته."

كلمات حملت أكثر من معنى.

لكن في النهاية…

وقف يوري، ونظر إلى الرجل مباشرة.

ثم، دون أي تردد…

أومأ برأسه.

لقد اتخذ قراره.

كايا (تصيح بغضب): "لا تكن غبيًا! إنه فخ!"

رين (يمسك كتف يوري): "يوري… لا تذهب وحدك."

إيلا (بهمس وهي تشد قبضته برفق): "لا يمكنني منعك… لكن، فقط… عد إلينا، حسنًا؟"

لم يجب يوري.

لكنه رفع يده، ووضعها للحظة على يد إيلا، قبل أن يسحبها ببطء.

ثم… مشى نحو البوابة السوداء.

قبل أن يدخل، التفت للحظة، وألقى نظرة أخيرة على رفاقه.

ثم، دون أن يتردد…

اختفى داخل الظلام.

حين خرج يوري من البوابة، وجد نفسه في مكان مختلف عن أي شيء توقعه.

كان يقف في قاعة عملاقة، جدرانها مغطاة بنقوش قديمة، والسقف كان مرتفعًا بشكل غير طبيعي.

وفي المنتصف…

وقف الإمبراطور، ينظر إليه بابتسامة هادئة.

الإمبراطور (بصوت منخفض لكنه مهيب): "أخيرًا… عدت إلى حيث تنتمي."

لكن يوري لم يتحرك.

لم يظهر أي خوف… لم يظهر أي غضب…

بل فقط وقف هناك، منتظرًا.

الإمبراطور (يتقدم ببطء): "لقد عرفت الحقيقة الآن، أليس كذلك؟"

لم يجب يوري، لكنه لم يكن بحاجة إلى ذلك.

الإمبراطور ضحك قليلاً، ثم جلس على عرشه، كأنه يعلم أن يوري لن يهاجمه.

الإمبراطور (بهدوء): "إذن… ماذا ستفعل الآن، أيها "المفتاح"؟"

المفتاح.

ذلك اللقب الذي لا يزال غامضًا… لكنه كان يعلم أن معناه أعمق مما يبدو.

الإمبراطور (يضع يده تحت ذقنه): "هل تريد قتلي؟ إنه خيارك، لكنني أريد أن أريك شيئًا أولًا."

ثم، فجأة، صفق الإمبراطور بيديه.

وانفتح باب ضخم خلف العرش…

ومن خلاله…

رأى يوري شيئًا جعله يتجمد في مكانه.

لأنه خلف ذلك الباب…

رأى عشرات، لا… مئات من الأطفال، كل واحد منهم يشبهه تمامًا.

كلهم كانوا يحملون نفس العيون… نفس الشعر… نفس النظرة الفارغة.

ثم، بصوت هادئ لكنه كالسيف، قال الإمبراطور:

الإمبراطور: " أنت لست الوحيد، يوري. "

"أنت مجرد واحد من بين المئات."

وقف يوري بلا حراك، عينيه متسعتان كثيرا قلبه كان ينبض بسرعة غير طبيعية.

أمام عينيه، في القاعة الضخمة خلف العرش، وقف مئات الأطفال الذين يشبهونه تمامًا.

كلهم… نفس العيون، نفس الملامح، نفس الشعر.

لكن الفرق الوحيد كان في أعينهم…

لم يكن هناك شيء فيها.

كانت فارغة تمامًا.

ثم… تحدث الإمبراطور بصوت هادئ، لكنه كان مليئًا بالمعنى.

الإمبراطور: "اعتقدتَ طوال حياتك أنك وحيد، أليس كذلك؟ أنك شيء نادر… قوة لا مثيل لها."

وقف من على عرشه، وسار نحو الأطفال، عاقدًا يديه خلف ظهره.

الإمبراطور: "لكن، كما ترى، لم تكن مميزًا كما كنت تظن."

ثم استدار ببطء، وعيناه التقتا بعيني يوري.

الإمبراطور: " أنت مجرد واحد من بين مئات التجارب. "

2025/04/08 · 3 مشاهدة · 514 كلمة
yury
نادي الروايات - 2025