حين لمس يوري البوابة، شعر بشيء يجذبه بقوة، كأنه يُسحب إلى بُعد آخر بالكامل.
لم يكن هناك أرض تحت قدميه، ولا سماء فوق رأسه… فقط فراغ أبيض، لا نهائي.
ثم…
بدأت الذكريات تنهال عليه.
لم تكن مجرد مشاهد… بل كانت أجزاء من الحقيقة التي كان يجهلها طوال حياته.
ظهر أمامه مشهد…
رجل ذو شعر أبيض يقف في غرفة مليئة بالكتب القديمة، وعلى الطاولة أمامه، كان هناك طفل صغير… يوري نفسه.
بجانب الرجل، وقف شخص آخر…
الإمبراطور.
لكن هذه المرة، لم يكن يبدو كملك لا يُهزم… بل كان شابًا غاضبًا، عينيه مليئتان بالكراهية.
الإمبراطور (بغضب): "هذا الطفل لا يجب أن يوجد!"
نظر إليه الرجل ذو الشعر الأبيض بهدوء، ثم وضع يده على رأس الطفل يوري، وكأنه يحميه.
الرجل الأبيض (بصوت حازم): "إنه ليس مجرد طفل، وأنت تعلم ذلك جيدًا."
لكن الإمبراطور لم يتراجع.
الإمبراطور: "إنه… سلاح. قوة لا يجب أن تنتمي لأحد!"
تراجعت الرؤية للحظة، وأصبحت أكثر ضبابية…
ثم، فجأة، رأى يوري نفسه وهو يُحمل بعيدًا، بينما القصر يحترق من حوله.
كان هناك شخص يركض وهو يحمله…
وعندما استدار، رآه أخيرًا.
الرجل الغامض، لوكير.
فجأة، عاد يوري إلى وعيه.
وجد نفسه واقفًا مجددًا أمام لوكير، لكن هذه المرة، لم يكن في البوابة… بل في مكان غريب.
كانت هناك أعمدة حجرية مكسورة، وكأنها جزء من حضارة قديمة اندثرت منذ آلاف السنين.
لوكير كان يحدق به بصمت، ثم… ابتسم.
لوكير (بهدوء): "إذن، رأيت كل شيء أخيرًا."
وقف يوري بلا حراك، لكنه كان يعلم أن هذا الرجل كان ينتظره منذ وقت طويل.
لوكير: "أنت لست مجرد شخص عادي، يوري… أنت مفتاح قديم، تم صنعه من أجل كسر التوازن في هذا العالم. "
مفتاح؟
كسر التوازن؟
لوكير اقترب ببطء، ثم رفع يده، وأشار إلى السماء.
لوكير: "الإمبراطور يخافك… لأنه يعلم أنك الشيء الوحيد الذي يمكنه إنهاء حكمه."
توسعت عينا يوري قليلاً، لكنه لم يُظهر صدمة واضحة.
لوكير (يبتسم بخفة): "لهذا السبب أراد قتلك منذ البداية."
فجأة، انفتح فراغ أبيض تحت يوري، وسُحب إلى الأسفل بسرعة جنونية!
قبل أن يختفي تمامًا، سمع لوكير يقول شيئًا أخيرًا.
لوكير (بصوت هادئ لكنه خطير): " حين تستيقظ… ستكون قد بدأت الحرب الحقيقية. "
ثم، فجأة…
عاد يوري إلى العالم الحقيقي.
فتح عينيه بسرعة، ليجد نفسه ملقى على الأرض وسط مدينة النسيان، بينما كايا، رين، وإيلا كانوا يحيطون به بقلق.
رين (بصوت مرتفع وهو يهزه): "استيقظ، لقد ارعبتنا عليك كعادتك!"
كايا (تنظر إليه بحدة، لكنها لا تخفي قلقها): "لقد كنت غائبًا لوقت طويل… ماذا حدث لك؟"
إيلا (تمسك بيده، تشعر بنبضه): "طاقتك… تغيرت."
جلس يوري ببطء، ثم نظر حوله.
لكنه لم يكن الشخص نفسه بعد الآن.
كان يعلم الآن لماذا الإمبراطور يخافه.
لماذا كل شيء في حياته كان محجوبًا عنه.
لأنه لم يكن مجرد فتى…
بل كان السلاح الذي يمكنه إنهاء الإمبراطور نفسه.
الفصل السبعون: بداية الحرب
جلس يوري بصمت، بينما كانت عيون كايا، رين، وإيلا تراقبه بقلق واضح.
لقد رأى الحقيقة.
لقد عرف لماذا كان الإمبراطور يسعى وراءه.
لكنه لم يعرف ماذا سيفعل الآن.
رين (بعصبية): "لقد كنا قلقين عليك! لقد انهرت فجأة، وكنا نعتقد أنك قد مت!"
كايا (بهدوء لكن بنبرة قاسية): "يوري… ماذا رأيت؟"
إيلا (تمسك يده برفق): "أنت مختلف الآن… طاقتك تغيرت."
نظر يوري إلى يده، وشعر بذلك التغيير الذي تتحدث عنه إيلا.
لقد أصبح… أقرب إلى الحقيقة.
لكنه لم يكن يعلم ما إذا كان هذا شيئًا جيدًا… أم كارثة.
قبل أن يتمكن أي منهم من التحدث أكثر، اهتز الهواء حولهم فجأة!
ثم…
تشكلت بوابة سوداء أمامهم، والطاقة التي خرجت منها كانت مروعة.
خرج منها رجل طويل القامة، يرتدي عباءة ملكية سوداء، وعيناه تحملان بريقًا مألوفًا… بريق الخداع.
الرجل (يبتسم بخفة وهو يرفع يده بتحية مزيفة): "كم هو رائع أن ألتقي بك أخيرًا، يوري."
كان الجميع مستعدين للقتال، لكن يوري كان يعلم أن هذا الشخص ليس مجرد مقاتل عادي.
كايا (بصوت منخفض وهي تراقب الرجل): "من أنت؟"
الرجل (يضع يده على صدره، ويبتسم): "أنا؟ مجرد رسول… أحمل رسالة من شخص يود التحدث مع يوري."
صمت الجميع، لكن رين كان أول من انفجر بالغضب.
رين (بصوت مرتفع): "أي رسالة؟ ولماذا علينا أن نثق بك؟"
الرجل (يضحك بخفة): "أوه، لا داعي للثقة… لأن الشخص الذي أرسلني هو شخص يعرفه يوري جيدًا."
ثم استدار ببطء نحو يوري ، وعيناه تحملان شيئًا غريبًا.
ثم قال كلمات جعلت الجميع يتجمد في أماكنهم.
الرجل: " الإمبراطور يريد مقابلتك… وحدك. "