وقف الجميع في صمت، حتى القائد نفسه حدق بالرجل الغامض، وكأنه أدرك أنه ليس مجرد شخص عادي.
القائد (ينهض، يتراجع خطوة، صوته منخفض لكن حذر): "...أنتَ…"
لكن الرجل لم يتحدث.
فقط نظر إلى القائد وكأنه لا يشكل أي أهمية.
ثم، ببطء، التفت إلى يوري، الذي كان لا يزال غائبًا عن الوعي، والدماء تغطي جسده.
وقف أمامه للحظة…
ثم انحنى ببطء، ومد يده، ولمس جبهته بأطراف أصابعه.
وفجأة…
اشتعل جسد يوري بطاقة غريبة، لكنها لم تكن قاتمة هذه المرة… بل كانت هالة بيضاء خافتة، كأنها تحاول الحفاظ على حياته.
إيلا (تحدق بدهشة، وهي تشعر بالطاقة): "ماذا… ماذا تفعل؟!"
رفع الرجل الغامض رأسه، وحدق في إيلا لثانية…
ثم قال كلمة واحدة فقط.
الرجل الغامض (بصوت هادئ): "إنقاذه."
وفجأة…
اختفى الجميع في دوامة من الظلال.
حين فتح رين، كايا، وإيلا أعينهم، وجدوا أنفسهم في كهف مظلم، الجدران كانت مغطاة بنقوش قديمة، والأرض ملساء كأنها منحوتة بدقة.
أما يوري، فقد كان مستلقيًا على حجر مسطح، جسده لا يزال مغطى بالجروح، لكنه لم يكن ينزف بعد الآن.
وقف الرجل الغامض بجانبه، يراقب أنفاسه بعمق، وكأنه يدرس شيئًا لا يستطيع أحد غيره رؤيته.
رين (ينظر حوله بحذر، صوته منخفض لكنه ممتلئ بالتوتر): "أين نحن؟"
كايا (تعقد ذراعيها، لكنها تبقي عينيها على الرجل الغامض): "وأفضل سؤال… من أنت؟"
لم يتحرك الرجل فورًا.
لكن بعد لحظة، استدار ببطء، وعيناه كانتا مليئتين بشيء لا يمكن تفسيره.
الرجل الغامض (بهدوء، لكنه حازم): "أنا الشخص الذي يجب أن يكون قد مات منذ زمن طويل."
تبادل رين، كايا، وإيلا النظرات، لكن قبل أن يتمكنوا من قول شيء…
فتح يوري عينيه ببطء.
كان لا يزال ضعيفًا… لكنه كان واعٍ.
وفجأة، حين وقعت عينا الرجل الغامض على يوري وهو يستعيد وعيه، ابتسم للمرة الأولى.
ثم، بصوت خافت لكنه ثقيل، قال:
الرجل الغامض: " وأنا… أخوك. "
في اللحظة التي نطق فيها الرجل الغامض كلماته الأخيرة، تجمد الهواء في الكهف.
حتى رين، كايا، وإيلا، الذين واجهوا الموت مرات لا تحصى، لم يعرفوا كيف يستجيبون.
رين (يرمش بسرعة، يضحك بارتباك): "هاه؟! هل قلتَ… أخوه؟!"
كايا (تنظر إلى الرجل بعينين حادتين، صوتها منخفض لكنه مشحون بالغضب): "لا تلعب معنا."
إيلا (تضع يدها على صدرها، تشعر بشيء غريب في الهواء): "لكن… طاقته قريبة من طاقة يوري."
أما يوري، فقد كان لا يزال مستلقيًا على الحجر، جسده لم يكن قادرًا على التحرك، لكن عينيه…
عينيه لم تبتعدا عن الرجل الغامض.
كان هناك شيء في داخله… شيء لم يفهمه بعد، لكنه لم يكن قادرًا على إنكاره.
هذا الرجل… لم يكن يكذب.
تنهد الرجل الغامض، ثم استدار ببطء، نظر إلى الجدران المغطاة بالنقوش القديمة، وكأنه يستعيد ذكرى مدفونة منذ زمن.
الرجل الغامض (بصوت هادئ، لكنه يحمل ثقل الماضي): "أنتَ لستَ الوحيد، يوري."
لم يتحرك يوري، لكن قلبه بدأ ينبض بقوة.
الرجل الغامض: "قبل ولادتك بسنوات، تم تنفيذ مشروع سري في المملكة، مشروع يهدف إلى خلق أقوى محارب في التاريخ."
أدار رأسه، وعيناه الآن مثبتتان على يوري.
الرجل الغامض: "أنا و انت كنا جزءا منها."