كانت كلمات الرجل كالسكاكين، حادة ومباشرة.
كايا (تتقدم ببطء، عيناها تضيقان بخطورة): "ماذا تقصد؟؟"
رين (يضع يده على سيفه بحذر): "ولماذا تعتقد أننا سنصدقك؟"
لكن الرجل فقط ابتسم بسخرية خافتة، وكأنه كان يتوقع هذا.
ثم، ببطء، مد يده اليمنى، ورفع كم معطفه…
وكشف عن ندبة ضخمة تمتد من كتفه إلى معصمه.
الرجل الغامض (بصوت بارد، لكنه يحمل حزنًا دفينًا): "لأنني كنتُ أول من تم التخلص منه."
توقفت إيلا عن التنفس للحظة، بينما تبادل رين و كايا النظرات.
الرجل الغامض: "حين بدأ المشروع، كنا اكثر عشرة أطفال… كنا جميعًا نملك نفس العيون، نفس الدماء، لكن…"
نظر إلى يوري مباشرة، وعيناه تلمعان بشيء معقد.
الرجل الغامض: " أنت وحدك كنتَ "المفتاح". "
لم يكن أحد يتحدث…
حتى رين، الذي عادة ما يواجه كل شيء بالسخرية، كان الآن صامتًا.
إيلا (بهمس، لكنها لم تستطع إخفاء التوتر في صوتها): "ماذا تعني بالمفتاح؟"
ضحك الرجل الغامض قليلاً، لكن ضحكته كانت مليئة بالمرارة.
الرجل الغامض: "كنتُ الأقوى بينهم، أو هذا ما اعتقدتُه… لكنني لم أكن "المفتاح"."
ثم، ببطء، أشار إلى يوري.
الرجل الغامض: " لأنك كنتَ الوحيد القادر على البقاء. "
كانت هناك مرارة حقيقية في صوته.
الرجل الغامض: "كل من خضع للتجربة… إما مات، أو أصبح وحشًا بلا عقل."
ثم خفض نظره، وكأنه يرى أشباح الماضي أمامه.
الرجل الغامض: "لكن أنت… كنتَ الوحيد الذي احتفظ بإنسانيته، وبقوته في آن واحد."
أصبح الهواء في الكهف أثقل، كأن الحقيقة نفسها كانت تثقل صدورهم.
لكن يوري، رغم كل الألم في جسده، رغم الضعف الذي يسحبه نحو الظلام…
كان يسمع كل كلمة.
الرجل الغامض (بصوت أكثر هدوءًا): "كنتُ هناك حين وُلدت، يوري."
توسعت عينا إيلا، بينما شد رين قبضته.
الرجل الغامض: "رأيتُ كيف اهتز المكان بطاقة لم يفهمها أحد… رأيتُ كيف الإمبراطور نفسه شعر بالخوف لأول مرة."
ثم، همس بكلمات جعلت الدماء تتجمد في عروقهم.
الرجل الغامض: " لأنك لم تكن مجرد تجربة ناجحة… بل كنتَ شيئًا لم يكن ينبغي أن يوجد في هذا الكون. "
كان الجميع يحدق فيه الآن، لكن الرجل لم يكن ينظر إلا إلى يوري.
الرجل الغامض: "لهذا السبب أراد الإمبراطور التخلص منك… ولهذا السبب لا يزال يخشاك حتى الآن."
ثم، ببطء، ركع بجانب يوري، وهمس بصوت بالكاد يُسمع.
الرجل الغامض: "وأنا… فشلت في حمايتك حينها."
كانت هناك لحظة صمت ثقيلة، ثم…
تحرك يوري.
لم يستطع الجلوس، لم يستطع الكلام، لكن…
عيناه، التي كانت نصف مغلقة، تلاقت بعيني الرجل الغامض.
كان هناك شيء في داخله…
شيء بدا كما لو أنه كان موجودًا منذ البداية، لكنه لم يدركه حتى الآن.
ثم، ببطء شديد، رفع يده المرتجفة… ووضعها على يد الرجل الغامض.
لم تكن هناك كلمات.
لكن في تلك اللحظة…
كان ذلك كافيًا.
لأن الدماء التي كانت تجري في عروق يوري، كانت تحمل ذاكرة قديمة… ذاكرة أخ أكبر، لم يُكتب له أن يكون كذلك.