حين فتح يوري عينيه، كان في الأكاديمية، مستلقيًا على سرير طبي، جسده ملفوف بالضمادات.
أمامه، كان يقف أورفين، بينما كان رين، كايا، وإيلا يجلسون على مقاعد قريبة، جميعهم يبدون قلقين بشدة.
ثم… بدأ النقاش.
رين (بصوت منخفض، لكنه يحمل غضبًا مكبوتًا): "إذن، التوأم الشرير أقوى مما كنا نتوقع… وهذا يعني أن الأمور قد خرجت عن السيطرة بالكامل."
إيلا (بقلق، وهي تنظر إلى أورفين): "أورفين، قل لنا الحقيقة… هل هناك أي طريقة أخرى لتحرير قوة يوري دون الحاجة إلى كسر الأختام؟"
تنهد أورفين، ثم نظر إليهم جميعًا، وكأنه يفكر بعمق.
أورفين (بهدوء، لكنه جاد): "هذا ما كنت أحاول اكتشافه منذ زمن… لكن الحقيقة هي أن الأختام ليست مجرد قيود، إنها شيء أكثر تعقيدًا بكثير."
كايا (تضغط على قبضتها، وهي تنظر إليه بحدة): "ماذا تعني بذلك؟"
نظر أورفين إلى يوري، ثم قال بصوت ثابت:
أورفين: "الأختام ليست مجرد قيد لقوته… إنها ما يبقيه بشريًا."
تجمد الجميع.
حتى يوري، رغم ضعفه، شعر بقلبه يتباطأ للحظة.
رين (بهمس، وهو ينظر إلى أورفين بصدمة): "هل تقول إن يوري… قد يصبح شيئًا آخر إذا كسر الأختام كلها؟"
أورفين (يومئ برأسه، وعيناه مليئتان بالجدية): "نعم… وإذا حدث ذلك، فلن يكون هناك شيء قادر على إيقافه. لا حتى الإمبراطور نفسه."
سقط الصمت في الغرفة.
لأنهم جميعًا أدركوا الآن…
أن تحرير قوة يوري لم يكن مجرد قرار، بل كان اختيارًا قد يدمر كل شيء.
جلس الجميع في الغرفة، الصمت يخيم عليهم بعد كلمات أورفين الثقيلة.
رين (يفرك جبينه، وصوته محمل بالتوتر): "رائع… إذن إذا حررنا قوة يوري بالكامل، فقد يتحول إلى شيء لا يمكننا إيقافه؟ هذا أسوأ مما كنت أتخيل."
إيلا (تنظر إلى أورفين بقلق، ويديها متشابكتان): "لكن… يجب أن يكون هناك حل آخر، صحيح؟ لا يمكن أن يكون هذا الخيار الوحيد!"
أخذ أورفين نفسًا عميقًا، ثم مشى ببطء عبر الغرفة، وكأنه يفكر بصوت عالٍ.
أورفين (بهدوء لكن بجديّة): "هناك احتمال واحد… لكنني لا أستطيع الجزم به بعد."
كايا (بصوت منخفض، لكنها تراقب يوري بحدة): "وما هو؟"
أورفين: "الأختام ليست مجرد قيد، بل هي جزء متصل بطاقة يوري نفسها. إذا استطعنا إعادة تشكيل تلك الطاقة بدلاً من كسرها، فقد نحصل على نتيجة مختلفة."
رين (يرفع حاجبه بسخرية): "إعادة تشكيل طاقة غير معروفة؟ يا له من حل بسيط."
أورفين (يرد بجفاف): "إذا كان الأمر بهذه السهولة، لما كنا في هذا المأزق."
بينما كان الجميع مشغولين بالنقاش، كانت إيلا تشعر بشيء غير مفهوم بداخلها.
شيء… مخيف.
منذ أن اكتشفت أنها أحد الأختام، شعرت وكأن طاقتها نفسها أصبحت غير مستقرة.
لكنها لم تقل شيئًا… ليس بعد.
بينما كانت تحدق في يوري، شعرت بثقل في قلبها… وكأنها قد تكون السبب في معاناته.
إيلا (تفكر في نفسها، وهي تعض شفتها): " إذا كنتُ حقًا جزءًا من حبسه… فهل يعني هذا أنني كنت أؤذيه طوال الوقت؟ "
ثم، حين رفعت رأسها، رأت كايا تحدق بها بصمت، لكن نظرتها لم تكن عادية.
كانت نظرة مليئة بشيء آخر… شيء يشبه الغيرة.
لم تكن كايا من النوع الذي يظهر مشاعره بسهولة، لكن منذ أن بدأ الحديث عن الأختام، كانت تشعر بشيء غريب داخلها.
كل الأنظار كانت على إيلا…
إيلا المفتاح، إيلا القيد، إيلا التي قد تكون الحل الوحيد ليوري.
كايا (تفكر في نفسها، وهي تنظر إلى يوري): " لماذا هي؟ لماذا ليست أنا؟ "
كانت تعلم أن يوري يهتم بإيلا، حتى لو لم يكن يظهر ذلك بوضوح.
لكنها كانت ترفض فكرة أن تكون إيلا أهم شخص في هذه المعادلة.
ثم، فجأة، قررت التحرك.
كايا (بهدوء، لكنها مليئة بالتصميم): "يوري، تعال معي."
رفع الجميع رؤوسهم نحوها، ورفع رين حاجبه باهتمام.
رين (يبتسم بسخرية): "أوه؟ إلى أين تأخذينه؟"
لكن كايا لم تجب، فقط نظرت إلى يوري مباشرة، وعيناها تخبره بأنها لن تتراجع.
وبدون أي كلمة أخرى… وقفت، وخرجت من الغرفة، متوقعة أن يتبعها.
للحظة، تردد يوري، ثم نهض ببطء، وخرج خلفها.
تركت إيلا تنظر إليهما وهما يغادران، وشيء ثقيل بدأ يخنقها من الداخل.
في حديقة الأكاديمية، تحت السماء المظلمة، وقفت كايا بصمت، تنتظر يوري الذي تبعها ببطء.
حين وقف أمامها، نظرت إليه للحظة، ثم قالت:
كايا (بصوت هادئ، لكنها مليئة بالمشاعر المكبوتة): "هل تعتقد حقًا أن إيلا هي الحل لكل شيء؟"
لم يجب يوري، فقط نظر إليها، لكن هذا جعلها تستمر.
كايا: "كل ما سمعناه اليوم يدور حولها… الأختام، قوتها، دورها في حبسك."
ثم، فجأة، تقدمت خطوة نحوه، ووضعت يدها على صدره.
كايا (بهمس، وهي تنظر إلى عينيه مباشرة): "لكن ماذا عني، يوري؟"
للحظة، لم يتحرك يوري.
لكن قلبه… نبض بقوة لم يفهمها.
كايا (تبتسم بخفة، لكنها مليئة بالمشاعر): "هل تعتقد أنني لن أفعل أي شيء لأجلك؟"
لم يكن يوري يستطيع الإجابة… لأن كايا لم تكن بحاجة إلى إجابة.