كانت الأنقاض ثقيلة على جسد يوري، لكن عقله كان يعمل بسرعة.
إذا لم يستطع هزيمة أزرايل بالقوة وحدها... فماذا عن الإستراتيجية؟
رفع رأسه، ونظر حوله.
ثم خطرت له فكرة.
ببطء، تخيَّل نسخًا وهمية منه تقف في أماكن مختلفة من الساحة.
في لحظة، ظهر أكثر من خمسة يوري في أماكن مختلفة!
أزرايل (يضيق عينيه): "أوه... هذا مثير للاهتمام."
لكن أزرايل لم يكن غبيًا.
لوّح بذيله بقوة، محطمًا الأرض، وراكلًا بعض النسخ التي تلاشت فور لمسها.
لكن يوري الحقيقي كان قد تحرك بالفعل.
اختبأ خلف أحد الأنقاض، ثم تخيَّل رمحًا طويلًا ، وألقى به بسرعة نحو ظهر أزرايل!
لكن، في اللحظة الأخيرة، استدار أزرايل، وأمسك الرمح بيد واحدة!
أزرايل (يبتسم بثقة): "تقنياتك ممتعة، لكنك ستحتاج إلى أكثر من هذا لإسقاطي."
ثم، في غمضة عين، اختفى مجددًا، وظهر أمام يوري مباشرة، موجِّهًا لكمة جديدة نحو وجهه!
هذه المرة، لم يستطع يوري تفاديها.
بووووم!
أُرسل يوري محلقًا في السماء مجددًا، لكن قبل أن يسقط، تمكن من تخيُّل خطاف أطلقه من يده، متشبثًا بأحد الأعمدة ليوقف سقوطه!
لكن جسده كان مرهقًا، وأنفاسه أصبحت ثقيلة.
أزرايل وقف هناك، يراقبه، وعيناه مليئتان بالتحدي.
أزرايل: "هذه المعركة لم تنتهِ بعد، يا فتى."
يوري، رغم الإرهاق، نظر إليه بنفس العزم.
كانت المعركة قد دمرت جزءًا كبيرًا من الأكاديمية. الجدران تحطمت، الأرض امتلأت بالشروخ، والنيران الزرقاء التي أطلقها أزرايل كانت ما تزال مشتعلة، تلقي بوهجها المخيف على المكان.
يوري، رغم الإصابات التي غطت جسده، لم يكن مستعدًا للتوقف.
رفع رأسه ببطء، أنفاسه ثقيلة، لكنه لم يكن خائفًا. نظر إلى أزرايل، الذي وقف هناك بثقة ساحقة، كما لو كان على يقين تام أن هذه المعركة قد انتهت.
أزرايل (بابتسامة باردة): "إعترف بها، أنت لا تستطيع هزيمتي."
لكن يوري لم يكن بحاجة إلى الاعتراف بشيء.
أغمض عينيه للحظة، ثم تخيل شيئًا جديدًا... تخيل أن قبضته أصبحت أثقل، أقوى، مغطاة بدرع من الفولاذ الأسود.
فتح عينيه، وظهر السلاح في يده، لكنه لم يهاجم على الفور. كان يدرس تحركات خصمه، يبحث عن نقطة ضعف.
أزرايل لاحظ ذلك، ثم ضحك بصوت منخفض.
أزرايل: "تحاول التفكير؟ لا فائدة. قوتي المطلقة ستسحق أي خطة تحاول تنفيذها."
ثم، في لحظة، قفز في الهواء، وبدأ يتحول مرة أخرى.
جسده نما أكثر، قشوره أصبحت أكثر صلابة، وأجنحته امتدت، مظللة المكان كله. ثم فتح فمه... وبدأ يجمع طاقة زرقاء قاتمة.
رين (بصوت مرتعب): "إنه سيطلق هجومًا أكبر من السابق!"
كايا (تصيح): "يوري، تحرك!"
لكن يوري لم يتحرك.
كان يعلم أنه لا يستطيع تفادي هذا الهجوم بسهولة. إذن، عليه أن يوقفه بنفسه.
قبض على السلاح في يده، ثم قفز في الهواء نحو أزرايل مباشرة!
أزرايل (يحدق فيه بدهشة): "أنت تهجم عليّ مباشرة؟ غبي!"
ثم أطلق نيرانه المدمرة.
لكن يوري لم يبطئ.
في اللحظة الأخيرة، تخيَّل أن درعه أصبح أكثر كثافة، مضاعفًا صلابته، ثم استخدم قبضته ليضرب النار نفسها!
بووووووم!
انفجار هائل ملأ المكان، دفع الجميع إلى التراجع، لكن وسط الدخان والنيران، كان يوري لا يزال واقفًا.
ذراعه اليمنى كانت متأثرة بالنيران، لكنه لم يهتم. كان لا يزال قادرًا على القتال.
أزرايل (بتعبير جاد لأول مرة): "هذا الفتى... لا ينكسر بسهولة."
لكن هذا لم يكن كافيًا لجعل أزرايل يتراجع.
في لحظة، اختفى من مكانه، وظهر خلف يوري بسرعة لا تصدق، موجِّهًا لكمة عملاقة إليه.
لكن هذه المرة، كان يوري مستعدًا.
بسرعة، تخيَّل درعًا من الطاقة غطى ظهره بالكامل!
حين اصطدمت قبضة أزرايل بالدرع، اهتز المكان كله، لكن يوري استغل اللحظة، دار بجسده، وأطلق ضربة قوية مباشرة على فك أزرايل!
دووووم!
لأول مرة منذ بداية المعركة، تراجع أزرايل خطوة إلى الخلف.
الطلاب الذين كانوا يراقبون من بعيد لم يصدقوا أعينهم.
رين (بدهشة): "لقد... لقد ضربه فعلاً!"
كايا (بتعبير صادم): "إنه يجعل أزرايل يتراجع..."
إيلا (بصوت منخفض): "يوري... لا يزال لديه المزيد ليظهره."
أزرايل لمس فكّه، ثم نظر إلى يده، ورأى القليل من الدم.
حدّق في يوري للحظة، ثم بدأ يضحك.
أزرايل (يبتسم بجنون): "هاهاها... هذا مثير. لم أشعر بهذا الحماس منذ سنوات!"
ثم، فجأة، هاجم بجنون.
بدأ يتحرك بسرعة جنونية، يستخدم ذيله، أجنحته، ومخالبه في هجمات متتالية!
لكن يوري كان يرد بكل ما لديه، يتخيل أسلحة مختلفة لمقاومة كل ضربة.
رمح ضد المخالب.
درع ضد الذيل.
سيف قصير ضد جناح أزرايل.
كانت المعركة تزداد عنفًا مع كل ثانية، وكلاهما كان يدفع نفسه إلى أقصى حدوده.
لكن فجأة، شعر يوري بشيء خاطئ.
جسده بدأ ينهك.
لقد استخدم خياله بشكل مكثف، وكانت طاقته تضعف.
أزرايل لاحظ ذلك.
أزرايل (بابتسامة متوحشة): "أوه... هل بدأت تضعف؟"
ثم، دون أن يمنحه فرصة لاستعادة أنفاسه، اختفى مجددًا، وظهر فوقه، مستخدمًا كل قوته لتوجيه ضربة نهائية!
دوووووم!
انهار جزء آخر من الساحة، وغطى الدخان المكان.
الطلاب حدّقوا بصدمة، لم يعرفوا ما إذا كان يوري قد نجا أم لا.
رين (بقلق): "لا تقل لي أن هذا..."
كايا (تصرخ): "يوري!"
لكن، وسط الدخان، بدأت قدم تتحرك.
ثم...
خرج يوري مجددًا، جسده مصاب، لكنه لا يزال واقفًا.
عيناه، رغم الإرهاق، كانتا لا تزالان مليئتين بالعزم.
أزرايل لم يصدق ذلك.
أزرايل (بصوت منخفض): "...هذا الفتى."
يوري رفع يده، وتخيَّل آخر سلاح لديه...
رمح طويل، لكنه هذه المرة، ليس مصنوعًا من الفولاذ، بل من طاقة صافية.
لم يكن سلاحًا عاديًا، بل كان آخر ما تبقى لديه من قوته.
ثم، دون تفكير، ركض نحو أزرايل بسرعة جنونية، موجهًا الضربة الأخيرة بكل قوته!
أزرايل، رغم قوته، كان يعلم أن هذه الضربة ليست شيئًا يمكنه تجاهله.
أزرايل (يصرخ): "تعال إذًا!"
وفي لحظة...
اصطدم الاثنان ببعضهما البعض، وانفجر المكان بقوة مرعبة!