حين انقشع الدخان، كان الجميع يحاولون رؤية ما حدث.

في وسط الساحة، وقف شخص واحد فقط.

كان يوري.

جسده كان على وشك الانهيار، لكنه كان لا يزال واقفًا.

أما أزرايل...

فقد كان ساقطًا على الأرض، غير قادر على الحراك.

رين (بدهشة): "...لقد... لقد فاز!"

كايا (تتنفس بصعوبة): "لا أصدق ذلك..."

أورفين، الذي كان يراقب كل شيء بصمت طوال الوقت، أغمض عينيه وابتسم قليلاً.

أورفين: "يوري... لقد أثبت أنك لست مجرد فتى بلا صوت. لقد أثبت أنك محارب حقيقي."

أما يوري، فلم يكن بحاجة إلى سماع أي شيء.

لقد فعلها.

لكن هذه ليست النهاية.

لأن المملكة لن تسكت على هذا...

والحرب الحقيقية لم تبدأ بعد.

الفصل الثامن عشر: بداية العاصفة

بعد المعركة العنيفة، كان يوري مستلقيًا وسط الأنقاض، جسده مغطى بالكدمات والجروح، وعيناه مغمضتان. لم يستطع البقاء مستيقظًا بعد الآن.

بينما كان أصدقاؤه يركضون نحوه، كان وعيه يتلاشى تمامًا.

رين (يركض نحوه): "يوري! اصمد يا رجل!"

كايا (تنظر إلى حالته بقلق): "لقد استخدم الكثير من قوته... إنه فاقد الوعي تمامًا."

إيلا (تضع يدها فوقه، مستخدمة طاقتها الروحية لفحصه): "إنه مرهق بالكامل، لكنه سينجو."

في هذه الأثناء، كان أزرايل لا يزال ملقى على الأرض، غير قادر على الحراك، لكن عينيه كانتا مفتوحتين. رغم أنه قد هُزم، إلا أنه لم يكن غاضبًا... بل كان يضحك بصوت منخفض.

أزرايل (يهمس لنفسه): "ذلك الفتى... إنه ليس مجرد مقاتل عادي."

ثم أغمض عينيه هو الآخر، فاقدًا الوعي تمامًا.

لكن هذه المعركة لم تكن النهاية.

بل كانت البداية فقط.

في قلب المملكة، داخل القصر الملكي الضخم، حيث الجدران مزينة بالذهب والعرش يقبع في وسط القاعة... جلس الملك، وعيناه مليئتان بالغضب.

كان الملك رجلاً ضخماً ذو شعر أبيض طويل، يرتدي عباءة ملكية حمراء، وعلى رأسه تاج مرصع بالأحجار الكريمة. بجانبه، وقف ثلاثة رجال، جميعهم بملامح صارمة وأجساد مليئة بالندوب، يشعون بهالة قاتلة.

كان هؤلاء الثلاثة أقوى فرسان المملكة.

الملك (بصوت مليء بالغضب): "إذن... فتى مجهول، بلا عشيرة، بلا أصل... استطاع هزيمة أزرايل؟!"

انحنى أحد القادة أمامه، يتحدث بصوت منخفض:

القائد: "نعم، جلالتك. لم نكن نتوقع ذلك، لكن قوة هذا الفتى تتجاوز أي منطق."

الملك (يصرخ بغضب وهو يضرب ذراعه على العرش): "أزرايل لم يكن جنرالًا عاديًا! كيف لفتى بلا عشيرة أن يهزمه؟!"

رفع رأسه ونظر إلى الرجال الثلاثة بجانبه.

الملك (بصوت منخفض ومخيف): "لا يمكننا السماح لهذا الفتى بالعيش."

نظر إلى أقوى رجل بينهم، رجل ضخم ذو عضلات منحوتة، وشعر أسود طويل، وعينان قاتمتان كأنهما قادمتان من الظلام نفسه. كان يرتدي درعًا أسود، وسيفًا عملاقًا يتدلى من ظهره.

هذا الرجل كان يُعرف باسم "فالكير" ، أقوى فارس في المملكة، والأكثر ولاءً للملك.

الملك (بصوت حاسم): "فالكير... اذهب. أريد رأس ذلك الفتى."

ابتسم فالكير ابتسامة باردة، ثم انحنى قليلاً.

فالكير (بصوت هادئ): "كما تأمر، جلالتك."

ثم استدار، وخرج من القاعة، متجهًا نحو أكاديمية أستريا.

لقد أُطلق سراح الكابوس الحقيقي.

كان يوري مستلقيًا في غرفة مظلمة، جسده ملفوف بالضمادات، وأمامه ضوء خافت ينبعث من شمعة صغيرة.

فتح عينيه ببطء، لكنه شعر بألم شديد في كل عضلة في جسده.

إيلا (بهدوء): "لقد استيقظت أخيرًا."

نظر يوري نحوها، وجهه بلا تعبير كعادته، لكنه كان يستمع.

إيلا: "لقد أغمي عليك بعد المعركة. استغرقتَ يومين لتستعيد وعيك."

رفع يده ببطء، وشعر بألم فوري. لم يكن جسده مستعدًا للحركة بعد.

فجأة، فُتح الباب بقوة، ودخل رين وهو يبتسم ابتسامة عريضة.

رين (بحماس): "أيها الأحمق! لقد أصبحتَ بطلًا الآن!"

نظر يوري إليه، وكأنه يسأله عن ماذا يتحدث.

كايا (تدخل الغرفة بعده، متكئة على الحائط): "أخبار انتصارك انتشرت في كل مكان. الجميع في المملكة يتحدثون عن الفتى الذي هزم أزرايل."

رين (يضحك): "يوري، أنت الآن أخطر شخص في نظر الملك. إنه يريدك ميتًا."

لم يكن هذا مفاجئًا ليوري. لقد كان يعلم أن قتاله ضد المملكة لن يمر بسلام.

لكن قبل أن يتمكن أي منهم من قول شيء آخر، اقتحم أحد الحراس الغرفة، وعيناه مليئتان بالخوف.

الحارس (يصرخ): "لدينا مشكلة! هناك شخص قادم نحو الأكاديمية!"

أورفين (يدخل الغرفة بسرعة، وعيناه جادتان): "إنه ليس مجرد شخص... إنه فالكير. "

سادت لحظة صمت ثقيلة.

حتى كايا، التي نادرًا ما يظهر عليها الخوف، اتسعت عيناها.

كايا (بهمس): "فالكير... أقوى فارس في المملكة؟"

رين (بصوت منخفض): "إنه أقوى حتى من أزرايل... يوري، هذه المعركة ستكون مختلفة تمامًا."

لكن يوري، رغم كل شيء، لم يُظهر أي خوف.

حاول النهوض، لكنه لم يستطع بسبب آلامه.

إيلا (تمسكه بخفة): "يوري، أنت لم تتعافَ بعد! لا يمكنك القتال الآن!"

أورفين (يعقد ذراعيه): "هذه ليست معركة يمكنك خوضها وأنت مصاب."

لكن الجميع كانوا يعلمون الحقيقة...

فالكير لم يأتِ للتفاوض.

2025/04/08 · 0 مشاهدة · 702 كلمة
yury
نادي الروايات - 2025