وفي تلك اللحظة، بينما كان أبو عمر غارقًا في بحر أفكاره وقلقه، متسائلًا عن كيفية بدء رحلة مجهولة مع ابنه، انبعث صوتٌ من ظلام الغرفة كأنه همسٌ من عالمٍ آخر. "أخفت مما أخبرك به ذلك الخرف؟"

قبل أن يتمكن أبو عمر من استيعاب مصدر الصوت أو حتى الرد، شعر بقوة غامضة تُشلّ حركته، كأنّ جسده تحوّل إلى حجر. عيناه فقط كانتا حرتين، تتحركان بِفزعٍ في محاولةٍ يائسةٍ لفهم ما يحدث. من كان صاحب هذا الصوت؟ وكيف دخل إلى غرفته دون أن يشعر به؟

تجسّد الظلام في زاوية الغرفة، مُتشكّلًا شيئًا فشيئًا في هيئةٍ آدميةٍ غامضة. كانت ملامحُه غير واضحةٍ في البداية، لكن مع كلّ لحظةٍ تمر، كانت تزداد وضوحًا، حتى بان وجهٌ شابٌ ذو نظراتٍ ثاقبةٍ وعينين تُشعّانِ بذكاءٍ مُخيفٍ.

ابتسم الشاب ابتسامةً ساخرةً، وقال بصوتٍ هادئٍ لكنّهُ مُحمّلٌ بِالتهديدِ: "لا تُجهد نفسك يا أبا عمر، فلن تتمكّن من الحراكِ دون إذني."

حاول أبو عمر أنْ يتكلم، أنْ يسأل، أنْ يستغيث، لكنّ لسانهُ كان مُعقودًا، وصوتهُ محبوسًا في حنجرتهِ. كان كالطائرِ العالقِ في شبكةِ صيّادٍ ماكرٍ، يرى حتفهُ يقتربُ دون أنْ يتمكّن من فعلِ أيِّ شيءٍ.

اقترب الشاب من أبو عمر بِخطواتٍ وئيدةٍ، وعيناهُ تُشعّانِ بِقوّةٍ غريبةٍ. توقّف أمامهُ مباشرةً، وقال بِصوتٍ كالفحيحِ: "أرى في عينيكَ الخوفَ يا أبا عمر، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ. فقصّةُ جاسر مُخيفةٌ بالفعل، خاصّةً عندما تُروى بِلسانِ عجوزٍ خرفٍ كأبي سلطان."

وأضاف بسخرية: "لكنْ لا تقلق، فالحكايةُ ليست كما رواها لكَ تمامًا. هناكَ بعضُ التفاصيلِ التي أغفلها، أو ربّما نسيها بِفعلِ الشيخوخةِ."

مال الشاب بِرأسهِ قليلًا، كأنّهُ يُحاولُ قراءةَ أفكارِ أبي عمر، ثمّ قالَ: "أنتَ تتساءلُ الآن، من أنا؟ وكيفَ أعرفُ كلَّ هذا؟ وما الذي أريدهُ من عمر؟ أليسَ كذلكَ؟"

وقبل أن ينطق الشاب بِحرفٍ آخر، شعرتُ، أنا الكاتب، بِاضطرابٍ في نسيجِ الزمانِ والمكانِ داخلَ الروايةِ. لم يكن هذا مُخطّطًا لهُ! تدخّلتُ بِسرعةٍ، مُجسّدًا نفسي بين أبي عمر والشابِّ الغامضِ. ظهرتُ كظلٍّ مُتألّقٍ، يملأُ الغرفةَ بِضياءٍ غريبٍ.

رفعتُ يدي، وأمرتُ بِصوتٍ يتردّدُ صداهُ في أرجاءِ الغرفةِ: "هُوِّي أيها الأغبياء! ليس هذا وقتَ كشفِ الأسرارِ."

تجمدت حركةُ الشابِّ، وارتسمت على وجههِ علاماتُ الدهشةِ والغضبِ. أمّا أبو عمر، فبقيت عيناهُ مُسمّرتينِ عليّ، مُحاولًا استيعابَ ما يحدثُ.

وأضفتُ مُخاطبًا الشابَّ: "اختفِ! ودعْ مجرى الأحداثِ يسيرُ كما خُطّطَ لهُ. غموضُكَ مُثيرٌ، لكنْ لهُ وقتهُ المُناسبُ."

نظرَ إليّ الشابُّ نظرةً مُشتعلةً بِالغيظِ، لكنّهُ تراجعَ مُجبرًا. بدأ جسدهُ يتلاشى تدريجيًا، مُتحوّلًا إلى خيوطٍ من الظلامِ انسحبت عائدةً إلى زاويةِ الغرفةِ، حتى اختفى تمامًا.

التفتُّ إلى أبي عمر، الذي كان لا يزالُ مُتجمدًا في مكانهِ. بِحركةٍ من يدي، أعدتُ الرواية إلى مسارهِا الطبيعيِّ، فتحرّر أبو عمر من قيدِهِ الخفيِّ.

نظرَ إليّ بِذهولٍ، مُحاولًا نطقَ أيِّ شيءٍ، لكنّ الكلماتِ خانتهُ. ابتسمتُ لهُ ابتسامةً مُطمئنةً، وقلتُ: "لا تقلق يا أبا عمر، كلُّ شيءٍ سيكونُ على ما يُرام. تابعْ طريقكَ، وحافظْ على ابنكَ. أمّا عن ذلكَ الشابِّ... فسأتكفّلُ بِأمره."

وقبل أن ينطق أبو عمر بِكلمةٍ واحدةٍ، رفعتُ يدي مُجددًا. "ولكن،" قلتُ بِصوتٍ حازمٍ، "بعد تفكيرٍ عميقٍ، أرى أنّ معرفتكَ بِهذهِ الأمورِ الآن لن تُفيدكَ بِشيءٍ. بل قد تُربككَ وتُعيقُ مُهمّتكَ الأساسيّة."

شعاعٌ من الضوءِ انبثقَ من أطرافِ أصابعي، مُتّجهًا نحوَ رأسِ أبي عمر. لم يشعرْ بِأيِّ ألمٍ، بل بِبرودةٍ غريبةٍ تسري في عروقهِ. بدأتْ ذاكرتهُ تَضطربُ، كأنّ صفحاتِ كتابٍ تُقلّبُ بِسرعةٍ فائقةٍ.

رأيتُ في عينيهِ مزيجًا من الارتباكِ والحيرةِ. "ماذا... ماذا يحدثُ؟" تمتم بِصوتٍ مُتقطّعٍ.

"أقومُ بِإعادةِ ترتيبِ ذاكرتكَ يا أبا عمر،" شرحتُ بِهدوءٍ، "سأمحو كلَّ ما يتعلّقُ بِاللقاءِ الأخيرِ، بِالشابِّ الغامضِ، وبِتدخّلي. ستعودُ إلى ما قبلَ هذهِ اللحظةِ، وكأنّ شيئًا لم يكن."

ومعَ كلِّ كلمةٍ أنطقُها، كانتْ ملامحُ أبي عمر تُصبحُ أكثرَ هدوءًا واسترخاءً. تلاشى التوتّرُ من قسماتِ وجههِ، وعادتْ نظراتهُ إلى طبيعتِها.

"ستذكرُ أبا سلطان، وقصّةَ جاسر،" واصلتُ حديثي، "ستذكرُ مسؤوليتكَ تجاهَ عمر، وضرورةَ إعدادهِ لِمُواجهةِ مصيرهِ. لكنْ لن يكونَ هُناكَ أيُّ أثرٍ لِما حدثَ للتوّ."

أنهيتُ عملي بِحركةٍ أخيرةٍ من يدي، فاستقرتْ ذاكرةُ أبي عمر، وعادَ وعيهُ كاملًا. نظرَ حولهُ بِاستغرابٍ، كأنّهُ استيقظَ من حلمٍ غريبٍ.

"أينَ... أينَ كُنتُ؟" سألَ بِصوتٍ مُرتبكٍ.

"كُنتَ تُفكّرُ في مُستقبلِ عمر،" أجبتُ بِهدوءٍ، "وفي كيفيّةِ مُساعدتهِ على اجتيازِ المُحنةِ القادمةِ."

هزّ أبو عمر رأسهُ بِبطءٍ، كأنّهُ يُحاولُ تجميعَ أفكارهِ. "نعم... عمر... عليّ أنْ أُساعدَ عمر."

ابتسمتُ لهُ مُجددًا. "هذا صحيحٌ يا أبا عمر. ركّزْ على هذهِ المُهمّةِ، ودعْ ما سواها لِلوقتِ المُناسبِ."

استقام أبو عمر واقفًا، وقد عادتْ إليهِ عزيمتهُ. "سأفعلُ يا... يا..."

حاولَ أنْ يتذكّرَ اسمي، لكنْ دونَ جدوى. محوتُ كلَّ أثرٍ لِوجودي من ذاكرتهِ.

"لا يهمُّ يا أبا عمر،" قلتُ لهُ بِصوتٍ خافتٍ، "المهمُّ هوَ أنْ تُركّزَ على مُهمّتكَ."

ومعَ هذهِ الكلماتِ، بدأتُ بالتلاشي تدريجيًا، مُتحوّلًا إلى ذرّاتٍ من الضوءِ امتزجتْ بِهواءِ الغرفةِ، حتى اختفيتُ تمامًا.

عادَ أبو عمر إلى عالمهِ، مُحمّلًا بِمسؤوليةٍ جسيمةٍ، دونَ أنْ يُدركَ أنّهُ كانَ قبلَ لحظاتٍ فقطْ على شفا حفرةٍ من الأسرارِ الغامضةِ.

*********

تتلاشى خيوطُ الفجرِ ببطءٍ، تاركةً وراءها سوادًا كثيفًا يُخيّمُ على الغرفةِ الصغيرةِ. لا يزالُ جسدُ شمهر مُلقىً على الأرضِ، يلفهُ الظلامُ ككفنٍ مُحكمِ. لكنْ، وسطَ هذا السكونِ المُطبقِ، يكمنُ سرٌّ دفينٌ، ينبضُ بالحياةِ رغمَ كلِّ شيءٍ.

تتحرّكُ أصابعُ شمهر بِبطءٍ، وكأنّها تستمدُّ قوتها من أعماقِ الأرضِ. تتلوى كأفاعي صغيرةٍ، تتلمّسُ طريقها في الظلامِ، حتى تصلَ إلى صدرهِ. هناكَ، تحتَ طبقاتِ العباءةِ السوداءِ، يرقدُ شيءٌ غريبٌ، شيءٌ ينبضُ بِإيقاعٍ خفيٍّ، كقلبٍ ثانٍ ينبضُ داخلَ جسدِهِ.

يضغطُ شمهر بِأصابعهِ على هذا الشيءِ، ويتمتمُ بِكلماتٍ غيرِ مفهومةٍ، كأنّهُ يُناجي قوةً خفيّةً تسكنُهُ. يشتدُّ الظلامُ حولَهُ، ويُصبحُ أكثرَ كثافةً، كأنّهُ يُحاولُ ابتلاعَهُ. لكنّ شمهر يُقاومُ، ويتشبثُ بِخيوطِ الحياةِ المُتبقيةِ فيهِ.

فجأةً، ينبعثُ من صدرِهِ نورٌ خافتٌ، يتسللُّ من بينِ ثنايا عباءتهِ السوداءِ، ويُضيءُ جزءًا صغيرًا من الغرفةِ. النورُ ليسَ أبيضَ ناصعًا، بل هوَ مزيجٌ من ألوانٍ غريبةٍ، أزرقٍ مُتلألئٍ، وأخضرٍ زمرديٍّ، وأحمرٍ ياقوتيٍّ. يُشبهُ قوسَ قزحٍ مُختصرٍ، لكنّهُ أكثرُ غموضًا وسحرًا.

يظلُّ النورُ يتوهجُ لدقائقَ معدودةٍ، ثمّ ينطفئُ فجأةً، تاركًا وراءهُ ظلامًا أشدَّ كثافةً. يظلُّ شمهر ساكنًا في مكانهِ، لا يتحرّكُ، ولا يُصدرُ أيَّ صوتٍ. لكنّ شيئًا ما قد تغيّرَ. شيءٌ ما قد استيقظَ.

في زاويةٍ أخرى من الغرفةِ، تتطايرُ ذراتُ الغبارِ، وتتشكّلُ في هيئةٍ غريبةٍ. تتجمعُ هذهِ الذراتُ بِبطءٍ، وتأخذُ شكلَ وجهٍ بشريٍّ، وجهٍ شاحبٍ، بعينينِ فارغتينِ. يفتحُ هذا الوجهُ فمهُ، ويُصدرُ صوتًا هامسًا، يقولُ: "لقد حانَ وقتُ العودةِ يا شمهر."

لا يستجيبُ شمهر لِهذا الصوتِ. لكنّ شيئًا ما في أعماقِهِ يُدركُ ما يحدثُ. يشعرُ بِقوةٍ غريبةٍ تسري في عروقِهِ، قوةٍ تُوقظُهُ من سباتِهِ العميقِ. يبدأُ جسدُهُ يتحرّكُ بِبطءٍ، وكأنّهُ يُولدُ من جديدٍ.

يفتحُ شمهر عينيهِ، ولا يرى سوى الظلامِ. لكنّهُ لا يخافُ. فقد اعتادَ على الظلامِ. بل إنّ الظلامَ يُحيطُهُ كدرعٍ واقٍ، يُخفي أسرارَهُ عن أعينِ الغرباءِ. يُخرجُ شمهر يدَهُ من تحتِ عباءتِهِ، ويلمسُ الأرضَ بِأناملهِ. يشعرُ بِبرودةِ الأرضِ، وبخشونةِ سطحِها. يشعرُ بِأنّهُ حيٌّ.

يستقيمُ شمهر بِبطءٍ، ويقفُ على قدميهِ. يشعرُ بِثقلٍ غريبٍ في صدرِهِ، لكنّهُ يتجاهلُهُ. يعرفُ ما عليهِ أنْ يفعلَ. عليهِ أنْ يعودَ إلى حيثُ ينتمي. عليهِ أنْ يُكملَ رحلتَهُ.

يخطو شمهر خطواتٍ ثابتةً نحو بابِ الغرفةِ. يفتحُ البابَ، ويخرجُ إلى الظلامِ. لا يلتفتُ إلى الوراءِ. يعرفُ أنّ هناكَ من ينتظرهُ. يعرفُ أنّ هناكَ مهمةً يجبُ أنْ يُنجزها. يمشي في الظلامِ، وحدهُ، لكنّهُ ليسَ وحيدًا. فهوَ يحملُ في قلبِهِ سرًا عظيمًا، سرًا سيُغيّرُ مجرى التاريخِ.

يختفي شمهر في الظلامِ، تاركًا وراءهُ الغرفةَ الصغيرةَ، التي شهدتْ لحظةً فارقةً في حياتِهِ. تظلُّ الغرفةُ مُظلمةً، وصامتةً، لكنّها تحملُ في طياتِها أثرًا من وجودِهِ، أثرًا سيظلُّ باقيًا إلى الأبد.

*********

في جوفِ القصرٍ العتيق، حيثُ يختلطُ ضوءُ الشموعِ بِظلالِ الأسرار، كانتْ قاعةُ العرشِ مسرحًا لِمَشهدٍ مُهيب. هُناكَ، حيثُ ينعكسُ بريقُ الرخامِ على وجوهِ الحاضرين، كانَ الصمتُ مُطبقًا، والهواءُ مُثقلًا بِهمسِ الخوف.

على أرضيةٍ من رخامٍ لامع، نقشٌ مُتقنٌ لِقصصِ ماضٍ غابر، انعكستْ أضواءُ الثرياتِ البلورية، كَأنها نجومٌ سماويةٌ هبطتْ إلى الأرضِ. وَعلى الجدرانِ، تتدلى ستائرٌ قُرمزيةٌ، مُطرّزةٌ بخيوطِ الذهب، تُخفي خلفَها حكاياتِ مؤامراتٍ وَدسائسَ وَأشباحَ ملوكٍ راحلين.

في وسطِ القاعةِ، وُضعتْ طاولاتٌ مُزخرفةٌ، نُحتتْ منْ خشبِ الأبنوسِ النادر، وَرُصّعتْ بِأحجارِ الياقوتِ وَالزمرد. وفوقَها، وُضعتْ كؤوسٌ ذهبيةٌ مرصعةٌ بالجواهر، تَنتظرُ بِصبرٍ أنْ تُملأَ بنبيذِ النصرِ أوْ بِدموعِ الهزيمة.

كانَ الملكُ، بِوجهِهِ الشاحبِ وَجبينِهِ المُقطّب، يسيرُ جيئةً وَذهابًا أمامَ مجلسِهِ المُوقّر. خُطواتُهُ الثقيلةُ على الرخامِ كانتْ تُصدرُ صدىً مُخيفًا في أرجاءِ القاعةِ، تُشبهُ دقاتِ قلبِهِ المُضطرب. على ثوبِهِ الملكيِّ، المصنوعِ منْ حريرٍ أرجوانيٍّ، رُسمتْ بِخيوطِ الذهبِ شجرةُ اللوزِ، رمزُ العائلةِ المالكةِ، وَالتي تُشيرُ أوراقُها الذابلةُ الآنَ إلى خطرٍ مُحدق.

وصلتْهُ الأنباءُ منْ جبالِ القمرِ البعيدة، حيثُ الضبابُ الكثيفُ وَالصمتُ المُطبقُ يُخفيانِ أسرارًا عميقة. هُناكَ، حيثُ تُلامسُ قممُ الجبالِ الغيومَ، وَتُضيءُ النجومُ لياليها المُظلمة، استيقظَ شيءٌ قديمٌ منْ سباتِهِ. شجرةُ اللوزِ، النذيرُ القديمُ، رمزُ الرعبِ الكامنِ في أعماقِ الظلامِ، بدأتْ تتحركُ. أغصانُها المُتشابكةُ، التي كانتْ هامدةً لِقرونٍ، بدأتْ تنبضُ بالحياةِ، وَجذورُها العتيقةُ بدأتْ تَزحفُ تحتَ الأرضِ.

"هلْ يُعقلُ هذا؟" تمتمَ الملكُ بِصوتٍ مُرتجفٍ، وَنظرَ إلى وجوهِ مُستشاريهِ الشاحبةِ. كانَ الخوفُ واضحًا في عيونِهم، وَالصمتُ هوَ جوابُهم. كانَ الجميعُ يُدركُ معنى هذا الحدثِ، كانَ الجميعُ يَخشى ما قدْ يَحملهُ المستقبلُ.

فجأةً، انكسرَ الصمتُ بِصوتٍ غريبٍ، صوتٌ عميقٌ رَخيمٌ، يَحملُ في طياتِهِ نبرةً ساخرةً وَغامضةً. كانَ الصوتُ يَترددُ في أرجاءِ القاعةِ، كَأنّهُ ينبعثُ منْ جدرانِها، مِنْ أعمدةِ الرخامِ، مِنْ كلِّ زاويةٍ مُظلمةٍ.

"ما كلُّ هذهِ الضجةِ؟" قالَ الصوتُ، "ألَمْ تَكُنْ شجرةُ اللوزِ نائمةً منذُ الأزلِ؟ ما الذي أيقظَها الآنَ؟"

*********

2025/02/07 · 11 مشاهدة · 1425 كلمة
Maher
نادي الروايات - 2025