1 - "بجعةٌ تبيضُ الذهب؟”

في الفضاء الخارجي وأمام كوكب أزرق جميل توقفت المئات من السفن الفضائية وهي تحيط بهذا الكوكب وداخل هذه السفن يوجد الالاف من البشر منهم الجنود والتقنين مع المئات من المخلوقات المختلفة التي تشابه البشر إلى حد ما،لكنها تشترك في تلك النظره الخالية من المشاعر واللميئة باليأس.

وفي تلك اللحظة التي توقفت فيها السفن حول الكوكب وعلى الجزيرة الوحيدة داخل هذا الكوكب المائي وتحديداً في المنزل البسيط داخل الجزيرة يمكن روئية شاب يخرج من ذلك المنزل بعيون ملونة مثل المجرة وشعرٍ أسودَ لامع ووجهٍ مثاليٍ من جميع الزوايا ينظرُ الى السماءِ بتمعن.

"اه،انهم هنا بعد كلِ شيء "

وبينما كان يتكلم قام بفرقعةِ اصابعهِ وفجأة تحولت الجزيرة بأكملها بما في ذلك المنزل إلى الملايين من الجزيئات الشبية بالغبار،لكن بلون المعدن و يدور من حوله ويتكثف على ظهره بشكل أجنحةٍ خلابة بطول ثلاثة أمتار وعرضِ مترين وبمجرد كتمال الأجنحة وبتحريك جناحيهِ قليلاً انطلق إلى السماء بسرعة تتعدا سرعة الصوت وبعد الطيران لأكثر من 300 كلومتر توقف! وهو يحوم في الهواء، وينتظر،وبعد مايقرب الخمسة دقائق عامت إحدا السفن أمامه وتحديداً السفينة الرئيسيةُ للأسطول مصحوباً بضجيج المحركات وتيارات الهواء،وبعد ثوانٍ فُتحت إحدا بوابات السفينة التي خرجَ منها أكثر من10 أشخاص يعُومُون على ألواح مصنوعة من معدنٍ غريب ونابضٍ بالألون لقتربُ من الشاب ويتوقفوا على بعد أكثر من 100متر.

"إذاً فلنتحدث مباشرةً إلى النقطة، ما الذي جاء بكم جميعاً هنا؟"

قال الشاب ذلك وهو ينظرُ إلى المرأة التي تقفُ في مقدمة هذه المجموعةِ المسلحة بأحدث الأسلحة المضادةِ لأصحاب القدرات.

"احمم،سلف الأصل لقد أتينى بأمر الأمبراطورية لدعوتك ل_"

وقبل أن تنهي المرأةُ كلامها قاطعها الشاب وهو ينظرُ إليها بحدة.

“فل تختصري إن أمكن فوقت هذا السلف ثمينٌ كما تعلمن .”

"آسفةٌ ولكن أوامرنا تقضي بالعودةِ بك إلى كوكبنا الأم “ تكلمت المرأة قبل أن تتوقف قليلاً وهي تراقب تعابيرهُ بتمعن لتكمل قائِلةً.

"وأن تحلَ ضيفاً على الأمبراطورية"

"هذا...، يبدو جيداً جداً لكن وإن رفضت "قال ذلك وهو يبتسمُ بتسامةً لعوبة.

"الأمرُ يعود لك،لكن أوامر الأمبراطورية يجب أن تنفذ" قالت المرأة وهي تنظرُ إليه بمزيجٍ من الحذر والخوف والإثارة.

“جيد جداً،لكن هل هذا هو ختيارُ البشريةِ جمعاء؟"

قال الشاب وفي عينيهِ لمحةٌ من الإثارة كما لوكان يطلبُ شيئاً مختلفاً بسؤالهِ هذا.

"بتأكيد،لقد سبق وأن أجرت الأمبراطوريةُ تصويتاً بشأن ذلك ونتيجةً لذلك ها نحنُ هنا"

قالت وهي ومن حولها يتخذون وضعياتهم القتالية أستعداداً لما قد يكون عليه ردهُ.

“ إذا ما زال البشرُ ينظرونَ لي كما لو كنتُ بجعةً تبيضُ الذهب؟” قال الشابُ بصوتٍ ساخرٍ،كأن لم يكن هو القصودَ بذلك.

كانت المرأةُ عاجزةً عن الرد وعلى وجهِهَا تعبيرٌ غريب فبعد كلِ شيئ ماقاله الشاب أمامها كان صحيحاً ،لكنها سرعان ما جمعت شتاتَ نفسها وهي تردُ بوجهِ بوكر “هذا غيرُ صحيح،فلجميعُ متشوقٌ لعودة أمل وبطل البشريةِ بعد غيابٍ دامَ أكثر من 500 عام" قالت ذلك وفي عينيها نظرة توسل،لكن فلحقيقةِ كانت تؤخر الوجود أمامها وهي تعد الوقت المتبقي على تفعيل الفخ.

نعم فخ! منذُ البداية كانت الأوامر تقتضي بأسر أو على الأقل قتل وجلب جُثة هذا الوجود.

"أمل، بطل ،سلف والكثير من الألقاب الأخرى هل تعترفون بها حقاً؟"

"بتأكيد،لم ولن ننسى نحن البشر كل ما قمتَ بهِ من أجلنا جميعاً “ قالت المرأة بصوتٍ جاد.

”اه”

تهند الشاب الصعداء وهو يتذكرُ كُلَ ما مرَ بهِ والذي أوصلهُ إلى ما هو عليهِ الأن، منذُ أن كان في العشرينات من عمره والحادث الذي مات فيهِ والداهُ وجرح فيه هو وإخوته بجروحٍ مختلفة،وإقاضِ قواه لأيام وجودهِ في منشأةِ الأبحاث لكونهِ أول بشرٍ ذي قدرة خاصة،إلى هروبهِ منها ومقدرته على أن يكون أول أمبراطورٍ حكم الكوكب بأكملهِ وإصال البشرية إلى عصر الرخاء والسلام والتطور التكنولوجي والمعرفي، مما يسمح للبشرية ليس فقط بحتلال النجوم بل وحتى حتلال الجرات!

حكمهُ للأرض (في الضل) الذي يناهز ال500 عام أنتهى بعد مغادرةِ إلى هذا الكوكب المجهول لإكمال أبحاثه وبالأخص البحث المتعلق بقدرتهِ ،لكن كيفَ يمكن للبشر وبالأخص المستويات العليا منهم أن تتركَ مثل هذه الإوزة التي تبيضُ الذهب وشأنها!؟فمن منا لا يريدُ العمر الطويل!؟

من منا لا يريدُ أن يكون ذو قوةٍ خارقةٍ كالأبطالِ الخارقينَ في الأفلام!؟

وهذا ماعليهِ الأمر فبستخدام دمهِ كلُ ذلك ممكن ٌٌو أكثر،لكن إن كان فقدان بعض الدم هو كلُ ما عليه الأمر لكان ذلك جيد جداً ولكن هناك أكثر بكثيرٍ من ما تراه العين.

2022/03/10 · 169 مشاهدة · 662 كلمة
-_-Dlela
نادي الروايات - 2025