قعقعة قعقعة قعقعة(صوت الصدام)
كان القتال بيني و سَيرا يسري بالفعل لأكثر من خمسة دقائق ،فلقد كان محتدماً للغاية مع أنه لم يتجاوز اللكمات والركلات إلا أن القوة والسرعة التي نفعلها بها كانت مخيفة على أقل تقدير فلو كان هناك شخص عادي يشاهدنا لما رأى إلا الوميض اللحظي لكلينا.
'والآن حان الوقت لاختبار عضوي الجديد'
وفور قراري هذا إبتعدت عن سَيرا وفتحت مسافة آمنة لتَجريب ذلك.
كانت سَيرا متفاجئة من توقفي عن قتالها وهي تنظر لي برتباكٍ و استجواب.
"لا تقلقي لم ينتهي الأختبار بعد ولكن هذه المرة سيكون القتال بالهجمات بعيدة المدى "
" بالتأكيد،لا توجد مشكلة في ذلك"
"إذن لنبدأ بعد العد لثلاثة، واحد٫ إثنان٫ ثلاثة!"
ما أن أكملت العد حتى ظهر بجانبها العديد من قطع الجليد ذات الحواف الحادة التي تقدر بالألاف، لكن وقبل أن تكمل هجومها ومن فوقها،تحتها وأمامها ظهر ثلاث سلاسل وهمية لتقييدها تماماً ويختفي هجومها كذلك.
' حسناً، كما هو متوقع هذا العضو مكسورٌ حقاً' لقد كانت تلك السلاسل الوهمية الثلاث امتداد للعضو الجديد وهو ما يأكد شكِ كون السلاسل التي أطاحت بتاراكا لم تكن جراء الهالة التي أطلقتها أنذاك وإنما كان هذا العضو هو من تسبب في ذلك دون ملاحظتي لذلك. كانت سَيرا متجذرة في مكانها فهي لم تستطع حتى الرمش ناهيك عن الكلام. لذلك ازلت القيود عنها والذي لم يتطلب إلا إرادتي كما العمل مع باقي جسدي ، لقد سقطت على الأرض فور تحررها من الأغلال و لتستلقي على ظهرها.
"هـ - هذا كان مخيفاً ومرعباً للغاية!"
بلكاد إستطاعت التكلم والخوف يملأها مما حدث لها لتو. كان بشرتها شاحبة للغاية وجسدها يرتجف كذلك. حقاً هل الأمر بهذا السوء؟ أعني لقد كان أباها في نفس الموقف سابقاً لكن لم يظهر عليه هذا الرعب الشديد ،لذلك ما الذي كان مختلفاً هذه المرة؟ ،لا يوجد إلا اختلافان إولاً اختلاف القوة بينهما والثاني كوني هذه المرة تحكمت بهذا العضو بنشاط.
………
لقد كان ذلك بعد ساعة من ختباري الصغير ونقل سَيرا إلى الغرفة النوم التي عدلتها خصيصاً لها بواسطة 'النظام'.
"حسناً،تزامن سَيرا مع جسدها الجديد جيد، فلقد بلغ 87.35%، لكن هذا مازال منخفضاً نوعاً ما ويجب رفعه قليلاً،لذلك فالنضعه في قائمة المهام للغدِ"
كانت أمامي شاشة 'النظام' التي تعرض بيانات معركة اليوم بينما أجلس على المقعد في مكتب داخل القاعدة .
لقد نقرت على زر الرجوع وذهب إلى قسم المهام وتحديداً مهام جديدة لوضع تزامن سَيرا كمهمة للغد. بعد ذلك قلَّبت في المهام الموجودة حالياً لدي ولفتت إحداها إهتمامي.
"مؤجلة -الذهاب إلى سجن الأبعاد وفحص السجين رقم 12"
قرأتها بصوت عالي بينما أتذكر ذلك السجين، لقد كان أخر شخص سجنته وكان قبل وقت ليس بالبعيد من إنتقالي لهذا العالم، لذلك كنت قد سجنته دون فحص دقيق لانشغالي بتنفيذ خططي للانتقال أنذاك ويبدو أن الوقت قد حان لذلك.
"«سجن الأبعاد»"
فرقعت أصابعي أثناء ترديد اسم القدرة. بقيت الغرفة كما هيه،ومع ذلك وقفت من المقعد وسرت إلى الجدار خلفي وعبرت من خلاله دون أدنى مقاومة . ما كان خلف الجدار كان مجموعة من الزنازين ،ما كان داخل هذه الزنازين هو حجرات تتسع لشخص واحد لتحافظ على جسد السجين وحالته اللاواعية والتي كانت فارغة باستثناء تلك المرقمة من الواحد إلى الإثنى عشر، تمشيت ببطء حتى وصلت إلى الزنزانة التي تحمل الرقم الثاني عشر. فتحتُ باب الزنزانة ودخلتها وعندما كنت على بعد متر من الحجرة اخترقتها ثلاث من السلاسل الوهمية التي سميتها 'بسلاسل الوجود' ولتقييد الجسد بداخلها.
اقتربت أكثر من الحجرة التي لم تكن تحوي على ايِّ فتحة ووضعت يدي على الجزء العلوي منها ونشطت «تغيير» بصمت ليتحلل إلى غبار ويظهر الجسد القابع تحتهُ. كان الجسد لصبي في السادسة عشر من العمر تقريباً مع شعر اسود ووجه متوسط. لقد كان نائماً وغير واعي ،لقد أخرجت جسده من الحجرة ووضعته على الأرض ومتكئاً على جدار الزنزانة.
ضربته على خده عددت مرات لستيقظ وبعد نصف دقيقة من الضرب ستعاد وعيه وفتح عينيه وهو ينظرُ حوله برتباكٍ في الغرفة والسلاسل الوجود التي تقيده وثم ركز بنظره عَليَّ وعيناه تشع بالغضب ,الإزدراء والرغبة بالقتل وهو يحاول الوقوف لكن دون جدوا فجسده لا يزال يتعافا من حالته السابقة.
هل تتسائلون كيف فتح عينيه وهو مقيد بتلك السلاسل؟ بطبع لأني قد أتقنت أستخدامها نوعاً ما، فسابقاً كنت قد حللت تأثيرها على سَيرا وكانت النتيجة هي كون هذه السلاسل تقيد كل من الروح٫ حركة الجسد والطاقة التي تخص الهدف ، فكل سلسلة تعمل على تقييد شيء معين ،ولم يكن هذا كل شيء يمكن تقيده بها والأهم يمكنني بعد التدريب عليها قليلاً أن أحدد ما تقيده تلك السلاسل بفعالية. ولذلك ما تم تقيده في هذا الشاب هو الروح والطاقة لذلك يمكنه التحرك بحرية.
لقد حدقنا في بعضنا بصمت لعشر دقائق تقريباً وليقطع هذا الصمت بصراخ الشاب.
" أنت أيها الوغد ماذا فعلت بي!؟ "
حسناً كان ذلك مفاجئاً بصراحة ، فرغم الغضب في صوته كان من الواضح أنه مخلوطٌ باليأس والرعب ولكن لم ذلك؟ فحتى في الوقت الذي كنت قد ألقيت القبض عليه فيهِ لم يكن هناك لمحة واحدة من ذلك وحتى عندما أستيقظ للتو كان الأمل والازدراء يملأ عينيه. إذن ما الذي تغير لينفع هكذا؟ حسناً لا يهم لنقل ما لدي أولاً.
" فانغ يونغ أليس كذلك؟ كنت قد بحت في خلفيتك سابقاً،صبي متوسط الذكاء علامات متدنيه بقدرة وحيدة وضعيفة وهي«تعزيز الرؤية» المعروف بالسيد الشاب القمامة لعائلة يونغ الذي يكرهه والداه لحد طرده من البيت، تعرضت بعدها لعملية غتيال كدت تموت على إثرها،لحد هذا كل شيءٍ طبيعي تماماً. لكن ما هو الأمر مع علاجك فجأة لجروحك جميعاً,ولم تنتهي التغيير المفاجأة هنا٫ فقدرتك تعززت، وكذلك شخصيتك الضعيفة والمنقادة هي تغيرت كذلك. قوتك زادت بإطراد لا يقارن بأيِّ شخص أخر، ناهيك عن حصولك على قدرات لا ينبغي لك الحصول عليها ولا ننسى ذِكر حظك الذي بلا معنى الذي أنقذك من كل محنه واجهتها تقريباً .لذلك هل ستخبرني بسرك مجاناً أم تريدُ أن أدفع لك مقدماً؟"
لقد ذكرت لهُ بعض ما أعرفه عنه وما أريد منه مباشرة. مثل هذا الشخص يستحيلٌ أن يوجد دون تدخل من شيءٍ أو احدٍ ما ولكن لم أتوقع منه الأجابه حقاً لقد كان مجردُ فعل لرؤية تعبيره على ما قلته.
"أنا لا أعلم ما السر الذي تتحدث عنه حقاً! ، لذلك عليك تحرير فقط.فأصدقائي وعائلتي هم بالتأكيد قلقون عَليَّ الآن كثيراً"
"أوه؟ تقصد أولئك الأشخاص الذين قمت بالتلاعب بهم؟ إن قلقك لا داعي له فلقد أرجعت كل شيءٍ لطبيعته بالفعل ولا مكان لك في ذلك البُعد بعد الآن. لذلك من الأفضل أن تتعاون معي بأخلاص، بطبع هذا إن كنت تعرف ما هو الأفضل لكَ "
"ماذا تعني بأنك ' أرجعت كل شيءٍ لطبيعته بلفعل ولا مكان لك في ذلك البُعد الآن '. لم أتلاعب بأحدٍ أبداً، بأية حال كيف أفعل ذلك وأنا لا أملك ايَّ قدرة تتعلق بذلك!؟"
"لم يعد ايٌّ من هذا مهماً بعد الآن ، لذلك أكرر لأخر مرة هل ستخبرني بما تخفيهِ أم لا؟" طلبتُ منه مجدداً وأنا أقترب منه بهدوء.
"لا أعلم ما الذي تتحدث حقاً. أنا عـ" كان يتحدث برعب وهو يشاهد قتراب يدي من رأسه بعجز لكن لم أسمح له بإنهاء كلامه مقاطعاً إياه.
"إذن لا حاجة لكَ بعد الآن " بمجر وضع يدي على رأسه ظهرت سلسلتان أخريتان لتقييد وعيه وحركة جسده كذلك.
"[نظام ـ تحليل متكامل]" رددتُ بهدوء ونبعث من يدي التي تمسك رأس الصبي موجات من الضوء الأزرق التي تمسح جسده شبرٍ شبرا دون ترك ولا أونصة واحدة.
وبعد عدة دقائق ظهرت أمامي شاشة 'النظام' لكن بخيارات مختلفة هذه المرة،وكانت على التوالي:
1_ ذكريات الجسد( تحميل- عرض -تعديل)
2_ ذكريات الروح( تحميل -عرض -تعديل)
3_ مواصفات الروح( عرض -تعديل)
4_ مواصفات الجسد(عرض -تعديل)
5_ إلغاء التفعيل
"إذن لنرى ما كنت تخبئه حقاً" ضغطت على تحميل ذكريات الروح وأغمضت عيني للتركيز على الذكريات الجديدة.
وبعد نصف ساعة من تصفح ذكريات الروح ما فهمته عن هذا الكائن جعلني متفاجئاً تماماً.
"هذا سخيف،لا هذا تعدا مرحلة السخافة بكثير، لتظن أنهُ كان منتقلاً حقيقياً وفق ذلك يمتلك نظاماً في روحه!،ومع ذلك فهذا يفسر كل التغيرات التي طرأت على شخصيته وقوته ،لكن هذا لا يفسر حظه الذي لا ينضب تقريباً ولا كيف يؤثر على عقلية وأفكار ومشاعر الأشخاص المختلفين دون أن يدركهُ أحدٌ. لذلك لننتقل لبقية الخيارات " ولأبدأ بتصفح باقي الخيارات.
………
"جيد جداً" لقد كان ذلك بعد أكثر ستة ساعات عندما رن صوتي في الزنزانة من جديد وخرجت باستنتاج كامل لما يمثله الصبي.
أولاً لقد مات هذا الفتى في عالمه السابق بحادث عندما كان في الخامسة عشرة من عمره وليستيقظ فجأة في عالمي بجسدٍ جديد كان له نفس الأسم ٫ العمر والملامح تقريباً .
ثانياً أحدٌ ما أو شيءٌ ما والذي تسسبب بما حدث له أعطاه نظاماً ، فضلاً عن كون هذا النظام المسمى 'بنظام القدرات الأسمى' يزيد من قوته بسرعة لا تصدق لدرجة أنني لو تأخرت في الإمساك به لكان وصل لمستواي أو أعلى بسنة أو سنتين على الأكثر.
ثالثاً لهذا النظام نوع من جهاز الاستشعار الذي باستخدامه يمكنه الإحاطة بايِّ شخص ضمن حدود وقيود معينه وبكل من ينوي الأذى للمضيف والحصول على جميع المعلومات كالقوة ونقاط الضعف ليصنع بذلك الموقف الذي يكون فيه إذاء المضيف مستحيلاً تقريباً،فهو ومن دون علم المضيف كان يتسبب بكل الأحداث والمغامرات التي مر بها بالتلاعب بأفكار ومشاعر الأشخاص المختلفين الذين يحيطونه والأمر نفسه ينطبق عليه، ليسير حسب القصة التي ينوي تأليفها لهُ من يقف وراء إنتقاله وحصوله على هذا النظام.
رابعاً سبب تمكني من الإمساك به عندما هاجم أحد الأنا الأخرى، رغم كل ما يمتلكه والذي لا يمكن وصفه إلا بالغش هو ما أفعله عادة بختم ذكريات الأنا الأخرى (تجسيداته) لذلك ما كان يظهر للنظام هو شاب مغرور ومتغطرس ضعيف يمكن إستعماله لشحذ المضيف كان في الواقع أحد الأنا الخاصة بي التي بأمكانها الوصول إلى قوتي الكاملة بمجرد فك الختم عن ذكرياتها ،وهذا بالضبط ما حدث. فبدفع الأنا إلى الزاوية وقتله تقريباً تم فك ختم الذكريات و المعركة التي كانت تحت سيطرة النظام تحولت كلياً من المضيف ضد الشاب المغرور، إلى المضيف الذي يقاتل بوس لڤل ماكس وليقع في يدي، وكوني كنتُ مشغولاً بستعداداتي لتحطيم كل القيود التي يفرضه العالم عَليَّ لم أتحقق إلا من خلفيته وتركته هنا.
خامساً وأخيراً لا يملك النظام الوعي تماماً ،إنما هو عبارة عن ذكاء إصطناعي متقدم للغاية.وفعلِيَ بتقييده بسلاسل الوجود كان القشة التي قسمت ظهر البعير،فلقد فصل الإتصال بين المضيف والنظام تماماً. مما تسبب بذعر الفتى ويأسه. كما أنه لا يمكن لي بقدراتي الحالية سوى تقيد الإتصال والتحليل هو أقصى ما يمكن.مما يعني وللأسف أنني لا أستطيع الحصول على نظام الغش الخاص بي حتى الآن.
"بما أني هنا بالفعل فمن الأفضل تفقد باقي 'أصدقائي' القابعين هنا" صرحت بذلك. أثناء إعادة الفتى إلى مكانه وسد الفجوة في الحجرة والخروج من الزنزانة للذهاب للقاءِ ' صديقاً ' أخر والدردشة معه قليلاً.