بعد السفر طوال اليوم، وصلت السفينة أخيرًا أمام الأكاديمية.
كان جميع المشاركين مستيقظين بالفعل. نظروا بذهول إلى الأبراج السبعة الكبيرة التي تقف بفخر بين ثلاثة جبال.
كان أليك وكارسيل ولارا وميا يقفون في مجموعة واحدة، فقد أصبحوا مقربين خلال اختبار القبول. ولم يقتصر الأمر عليهم، بل كان الكثير من المشاركين يقفون في مجموعات أيضًا.
حلّقت السفينة فوق الأكاديمية لبعض الوقت قبل أن تهبط على منصة كبيرة في وسط الأبراج السبعة.
بعد تلقي إشارة من نائب المدير، غادر الجميع السفينة ونظروا إلى محيطهم بنظرة مليئة بالدهشة والاحترام.
لقد كانوا أخيرًا داخل الأكاديمية الملكية المرموقة. بالنسبة لهم، كان هذا حلمًا قد تحقق!
أشار نائب المدير للجميع ليتبعوه إلى داخل أحد المباني. في اللحظة التي دخلوا فيها المبنى، رأوا قاعة كبيرة بها مسرح كبير في المنتصف.
كانت بلورة لامعة جميلة تطفو في وسط المسرح.
كانت القاعة فارغة ولم يكن هناك أحد يجلس في مقاعد الجمهور. اتجه نائب المدير نحو البلورة الطافية وصاح بفخر:
"لا بد أنكم جميعًا تتساءلون ما هذا الشيء؟ هذه البلورة الجميلة التي تطفو أمامكم اخترعها أحد الإلف. ولأنه كان من أصدقاء المدير، فقد أهدانا واحدة. هذه البلورة هي امتياز خاص متاح فقط لطلاب الأكاديمية الملكية. بعد لمس هذه البلورة، ستُنشئون اتصالًا طفيفًا مع نواة الكوكب الأصلية، وسيتمكن الجميع من رؤية المهارات المختلفة التي يمتلكونها وإحصائيات أجسادهم!"
عندما سمع الجميع كلمات نائب المدير، صُدموا جميعًا، فبغض النظر عن المهارات، إذا تمكنوا من رؤية إحصائيات أجسادهم، فسيكونون قادرين على اكتشاف نقاط ضعفهم بسهولة.
بعد بضع دقائق من النقاش الحاد، شرح نائب المدير البلورة بمزيد من التفصيل. أخبر الجميع أن البلورة ستحصي مهارات الجميع وتقيس قوتهم وسعة المانا لديهم ورتبتهم والسمات الجسدية الخاصة الأخرى قبل عرض كل شيء بالرتب.
ولأن البلورة كانت متصلة بنواة الكوكب الأصلية، فلن يتمكن أحد سوى الشخص الذي يلمس البلورة من رؤية إحصائياته. الشيء الوحيد الذي سيتمكن نائب المدير من معرفته بعد رؤية لون البلورة هو موهبتهم.
كان الطلاب الجدد جميعهم متحمسين بينما بدأ المعلم الذي يقف خلف نائب المدير بمناداة أسمائهم واحدًا تلو الآخر.
"لارا إيفر فروست"
أخيرًا، سُمع اسم مألوف. تعرف الكثير من الطلاب على هذا الاسم لأن اسم الدوق إيفر فروست كان مشهورًا جدًا. نظر الجميع إلى الفتاة ذات الشعر البرتقالي، التي كانت تسير نحو المسرح بشموخ. في اللحظة التي نودي فيها على اسمها، صمت الجميع.
وضعت لارا يدها على البلورة وفكرت في الإحصائيات.
الإحصائيات:
الاسم: لارا
الرتبة: F
القوة: F
المانا: F
الرشاقة: +F
الموهبة: رتبة SS
الحظ: +E
مهارة خاصة: رؤية ليلية
نظر نائب المدير إلى البلورة التي أظهرت لونًا برتقاليًا داكنًا وأومأ برأسه مبتسمًا.
"موهبة من الرتبة (SS)، ليس سيئًا."
نظر جميع الطلاب إلى لارا باحترام، فما يقرب من 80% من الطلاب الذين اجتازوا امتحان القبول كانوا من الرتبة (S) أو (A)، لذا عند رؤية شخص يتمتع بموهبة من الرتبة (SS) لم يتمالكوا أنفسهم من الشعور بالحسد.
سمع كايل أيضًا الطلاب يتهامسون فيما بينهم، وعلى الرغم من أنه كان يقف بعيدًا جدًا، إلا أنه وقف على أطراف أصابعه لينظر إلى لارا.
'إنها جميلة.'
اعتقد كايل أن لارا جميلة بشعرها البرتقالي وعينيها السوداوين الحادتين. لكن كايل فكر فقط في كونها جميلة لا أكثر.
بعد لارا، تم استدعاء العديد من الطلاب الآخرين ليتمكنوا من إنشاء اتصال مع نواة الكوكب الأصلية. بعد بضع دقائق، نودي على اسم كارسيل.
"كارسيل فون أينسوورث"
في اللحظة التي نودي فيها على اسمه، اندلعت ضجة أكبر. نظر الجميع إلى الفتى الوسيم ذي الشعر الذهبي، الذي سار برشاقة نحو المسرح. كان بعض النبلاء بين الطلاب الجدد يعرفون أن كارسيل هو الأمير الثاني لمملكة إسكالانت.
لم ينزعج كارسيل من كل الاهتمام الذي كان يحصل عليه، لأنه كان معتادًا على ذلك بالفعل. صعد بهدوء إلى المسرح ووضع يده على البلورة.
الإحصائيات:
الاسم: كارسيل
الرتبة: F
القوة: +F
المانا: -F
الرشاقة: +F
الموهبة: رتبة -SSS
الحظ: -D
عند رؤية البلورة تظهر لونًا أحمر، صاح نائب المدير بصوت منخفض:
"موهبة من الرتبة (-SSS).."
ولكن لأن انتباه الجميع كان مركزًا على كارسيل، فقد سمعوا كلمات نائب المدير بوضوح وشهقوا من الصدمة. كانت الموهبة من الرتبة (-SSS) شيئًا لا يظهر إلا مرة كل ثلاثمائة عام! حتى ولي العهد تم اختباره بموهبة من الرتبة (SS) فقط.
ومع ذلك، فإن امتلاك موهبة من الرتبة (-SSS) والوصول إلى الرتبة (-SSS) هما شيئان مختلفان. في الحالات العادية، قد يستغرق الأمر أكثر من مائة عام للوصول إلى الرتبة (SS)، وفي بعض الحالات ستموت في هذا العالم الخطير حتى قبل أن تصل إلى رتبة موهبتك.
بعد كارسيل، وبالصدفة، نودي على اسم ميا.
على الرغم من أن مكانتها كابنة وحيدة للكونت ألبرت كانت عالية، إلا أن الكثيرين لم يعرفوا عن الكونت ألبرت.
كانت ميا جميلة، بل أجمل من لارا. بشعرها الأزرق الداكن وعينيها الزرقاوين البحريتين، بدت كجنية هابطة من السماء. نظر إليها جميع الطلاب الذكور تقريبًا بوجوه محمرة.
الإحصائيات:
الاسم: ميا
الرتبة: F
القوة: F
المانا: -E
الرشاقة: F
الموهبة: رتبة +SS
الحظ: D
مهارة خاصة: حساسية المانا
عند سماع موهبة ميا، اندلعت ضجة أخرى، فرؤية موهبة من الرتبة (-SSS) كانت بالفعل خبرًا كبيرًا، ولكن كان هناك طالبان بموهبة من الرتبة (SS)! حتى المعلمون كانوا يعبرون عن صدمتهم ولكن تحت صدمتهم كانت هناك سعادة. هذا العام لقد تفوقوا على أنفسهم حقًا وعثروا على العديد من المواهب العظيمة.
بعد ذلك، تم استدعاء عدد قليل من الطلاب إلى المسرح، ثم أخيرًا نودي على اسم أليك.
"أليك"
نظر نائب المدير إلى أليك بنظرة فاحصة، فقد لاحظ أليك بالفعل في امتحان القبول. كان نائب المدير على يقين من أن أليك يمتلك موهبة من الرتبة (SS) على الأقل.
لم يكن نائب المدير وحده، بل نظرت الكثير من السيدات أيضًا إلى أليك لأنه كان وسيمًا بشعره الأزرق الداكن وعينيه السوداوين.
صعد أليك إلى المسرح ووضع يده على البلورة ولكن بدلًا من التفكير في 'الإحصائيات'، فكّر في 'الحالة'.