بعد أن أعدّ طعامه لنفسه، بدأ كايل في تناول الطعام ليخفف بعضًا من إرهاقه. لم يكن من أصحاب أفضل مهارات الطهي، ولهذا كان طعم الطعام عاديًا. ولكن بما أنه كان مضطرًا لتناوله بنفسه، لم يهتم حقًا بالطعم. كان كافيًا طالما أنه يملأ معدته.
بينما كان كايل يأكل، مر بعض الطلاب الذين يرتدون زي السنة الثالثة من المكان الذي كان يجلس فيه. كانت ملابسهم ممزقة وبدا عليهم جميعًا الإصابة، وكأنهم خاضوا للتو معركة حياة أو موت.
قال أحد الطلاب الذي بدا أنه قائد المجموعة بغضب:
"من قال بحق الجحيم إن طائر الفينيق كان مصابًا؟"
حاول طالب آخر يسير خلفه أن يشرح:
"يا زعيم، المعلومات التي قُدمت كانت خاطئة، ليس خطأنا."
ضرب قائد المجموعة بقدمه اليسرى على الأرض بغضب.
"كدت أفقد حياتي هناك، سأعاقب كل من له علاقة بهذا الأمر."
لاحظت مجموعة الطلاب المتجهين نحو مخرج الجبل وجود كايل. لكن عند استشعار هالته الضعيفة التي بدت أقل حتى من بعض الرتبة (-F) العادية، نظروا إليه جميعًا بازدراء وتجاهلوه.
كان من المعروف أن أولئك الأضعف من الرتبة (E) لن يمتلكوا أبدًا شيئًا مفيدًا. ولأن كايل لم يكن يرتدي حتى زي الأكاديمية، فقد اعتقدوا جميعًا أنه شخص عادي يتجول داخل الجبل على أمل العثور على بعض الأعشاب النادرة.
نظر كايل إلى مجموعة الطلاب وشعر بالغضب وهو يستشعر السخرية في نظراتهم، لكنه لم يظهر ذلك على وجهه.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينظر فيها أحدهم إليه باحتقار، وكان كايل يعلم أنه ضعيف. لو هاجم المجموعة الآن، فلينسَ أمر الفوز، فمن المحتمل أن يفقد حياته الضئيلة. لهذا السبب تجاهل المجموعة وعاد تركيزه إلى تناول الطعام.
بعد الأكل، وقف كايل ومدد جسده. شعر بتدفق جديد من الطاقة داخله، وبهذا بدأ رحلته مرة أخرى.
في هذه الأثناء،
فصل السنة الأولى،
"هذا كل شيء لهذا اليوم."
بعد إتمام المحاضرة، وقفت أليزا خلف المنصة.
كان جميع الطلاب الحاضرين تقريبًا مركزين لأن محاضرة أليزا قد ساعدتهم كثيرًا في تدريبهم. شعرت أليزا بالرضا وهي ترى مدى جدية الجميع وأومأت برأسها وقالت:
"قبل أن تذهبوا، دعوني أذكركم مرة أخرى بأن المشاركة في المنافسة القادمة ضرورية لأن ترتيبكم سيتم تحديده بناءً على النتائج."
كل عام، تقيم الأكاديمية مسابقة بين طلاب السنوات المختلفة لتحديد ترتيبهم. وبهذه الطريقة أيضًا، تشجع الأكاديمية المنافسة بين الطلاب، حتى يتمكنوا من مواصلة العمل الجاد ومحاولة أن يصبحوا أقوى لتحقيق مراتب أعلى في الاختبارات القادمة.
فجأة، تذكرت أليزا شيئًا ما وقطبت حاجبيها.
"ذلك الطالب، 'كايل أوهان'. إنه ليس حاضرًا اليوم أيضًا. لا أعرف ما الذي يفعله ولكن إذا كان أي منكم يعرف أين هو، فليذكره فقط بأنه يحتاج أيضًا إلى المشاركة في المنافسة وإلا فسوف يرسب في امتحانات منتصف الفصل."
بعد ذلك، غادرت الفصل الدراسي.
كانت لا تزال تجد صعوبة في تصديق أن طالبًا جديدًا كان يتغيب باستمرار عن الفصول الدراسية ويفعل الله أعلم ماذا. كان الأمر مقبولًا لو تغيب عن الفصل ولكنه لم يكن يأتي حتى إلى ساحات التدريب للتدريب مما جعل أليزا أكثر غضبًا.
بعد أن غادرت أليزا الفصل، تحدث بعض الطلاب عن كايل ولكن لأن لا أحد كان مقربًا منه، غادروا جميعًا للقيام بعملهم.
ناين، الذي كان يجلس في المقدمة، تذكر رؤية كايل يدخل المسكن المجاور له. لهذا السبب، كجار، قرر إبلاغه بالمنافسة القادمة.
.....
من ناحية أخرى، كلما صعد كايل أعلى، شعر بارتفاع درجة الحرارة المحيطة مع كل ثانية تمر. كانت ملابسه مبللة بالعرق بالفعل.
بعد التسلق لما يقرب من نصف يوم، تمكن أخيرًا من العثور على العشب المطلوب للمهمة. كان عشبًا بنفسجيًا جميلًا يستخدم لصنع جرعات استعادة المانا.
بدأ على الفور في جمع العشب ووضعه داخل حلقة التخزين. ومع ذلك، حتى بعد التسلق كل هذه المسافة، لم تظهر "زهرة الثلج الحمراء" في أي مكان، لكنه لم يثبط عزيمته.
"إنه صعب...."
لم تكن الشمس الحارقة في أي مكان وكانت الأجواء مظلمة. تنهد كايل وحدق في القمر الجميل في السماء.
قبض على قبضته وضيّق عينيه لينظر إلى القمة التي كانت مرئية في منتصف الليل بفضل ضوء القمر.
كانت تضاريس الجبل أقسى مما توقع لأنه بغض النظر عن درجة الحرارة المرتفعة، كان الأمر يزداد صعوبة كلما صعد أعلى.
مر يوم كامل بالفعل منذ أن بدأ تسلق الجبل، وخلال ذلك الوقت توقف أيضًا عدة مرات للراحة.
قرر أن يبذل جهدًا أخيرًا وصعد طريقه نحو القمة أكثر قليلًا. كان متأكدًا من أنه سيجد "زهرة الثلج الحمراء" إذا صعد أعلى قليلًا.
وبقوة متجددة، بدأ كايل في التسلق مرة أخرى. تقلصت رؤيته بسبب الظلام المحيط ولهذا السبب استخدم بعض أحجار المانا لإضاءة طريقه.
شمّ الرائحة الحادة والساخنة القادمة من قمة الجبل فشعر وكأن جسده يذوب. بالنسبة لكايل، كان وصوله إلى هذا الحد بالفعل معجزة بالنظر إلى أنه كان فقط في الرتبة (-F).