أمسكَ لومبار كأس النبيذ خاصته ووجه كلامه لهونتر :
- يبدو أنكَ تعرف الكثير عني أيها الأمير الصغير؟
رد هونتر قائلا :
- كان أبي يخبرنا عنك كثيرا، إنهُ يحترمكَ جدا
شعرَ لومبار بالألم في جرحه الموجود في عينه اليمنى قائلا لهونتر :
- هل أخبرك أن هذا الجرح بسببه؟
استغربَ هونتر من ذلك وسأل عن كيفية حصول هذا، لأن الملك لم يخبرهُ بهذه الجزئية أبدا ،رفعَ لومبار رأسهُ عاليا وبدا سعيدا لتذكره تلكَ الأيام قائلا:
- عندما أتى إلي والدك لأُصبحَ نائبه رفضتُ بدايةً لكنهُ ألحَ علي حتى ضجرت منه، ولأنني كنت واثقا من قوتي تحديتهُ في قتال إن هزمني سأصبحُ نائبه، كان شخصا قويا لم أستطع هزمه حينها جرحني في عيني اليمنى بسيفه، وفي الوقت الذي سقطت به أرضا أمسك عيني وأحاول تخفيف الدماء الغزيرة، فإذا به يمد يده لي قائلا (إنني لا أريدُ أن أُدفنَ في حلم أبي، الطموحُ هو الرغبة في امتلاك القوة سواء كانت قوةً نفسية، سلطوية أو مادية وحتى عاطفية إن السعي وراء الطموح هو ما يضعُ الإنسان في مكانة مرتفعة مقارنة بمن حوله، إن ذاتك كإنسان، شخصيتك وسماتك ورغباتكَ في الإستقلال الفكري أمور تحدد الطموح والأهداف، ولكن ماذا إن لم يكن الإنسان بلا طموح؟ هل يعني ذلك أنه لم يجد ذاته بعد؟ أم أنه لم يفهم نفسه؟ حسنا ماذا لو كان الإنسان منذ طفولته أداةً يستخدمها الأخرون لخدمة مصالحهم، هل سيجد شخص كهذا ذاته؟ أم أنه سيستمر بكونه الأداة، تعال معي يا لومبار وساعدني كي أحقق هدفي)كانت تلك الكلماتُ الصادقة من جعلتني أقبل، إنه أعظمُ شخص صادفتهُ في حياتي
في هذا الوقتْ بليموريا، اقتحمَ بعضُ من جيش الماتين ذوي الأردية الزرقاء وهم الجيشُ الأعلى مرتبة في ميروبس قصرَ عائلة مارسيل وألقوا القبض على كل من لين مارسيل وأبويه أستريد و ديانا مارسيل وسطَ إستغرابهم وعدم تقبل هذا الوضع وفي خضم تلكَ التساؤلات التي يطرحها هؤلاء على الحراس المكتفين بالصمت، دخل من الباب المفتوح على مصرعيه وبخطواتٍ ثابتة وبيديه خلف ظهره، نائبُ الملك ويده اليمنى المعروف في ميروبس بالاستراتيجي الأصفر ألفونس ليبرت، قبلَ أن يتوقفَ أمام أستريد ويجيبَ عن كل تساؤلاته بصوتٍ عالٍ كأنه يحاكمه :
- لقد تم القبضُ عليكم بتهمة محاولة إغتيال ملك ليموريا وميروبس الأول الملك بيرت ماتين وهي جريمة عقوبتها الإعدام
بدتْ على ملامح أستريد وزوجته علاماتُ الصدمة والتفاجئ ليردَ على كلام نائب الملك قائلا :
- ما هذا الكلام الذي تقوله يا نائب الملك، أنا لن أسكت عن إدعائاتك الباطلة هذه!
التفت ألفونس متجها نحو مخرج باب قصر المارسيل قائلا :
- لا يهمني ما قد تقول، لأنك لن تستطيع الكلام ورأسك مفصول عن جسدك
ويأمر الإستراتيجي الأصفر ذوي الأردية الزرقاء بأن يأخذوا لين الذي ظهر عليه الغضب العارم واكتفى بنظراتٍ حادة نحو ألفونس، ووالديه إلى الزنزانة المتواجدة في قبو القصر الملكي.