20 - أسطورة حرب التوحيد

وأَخيرا وصل هونتر و كاثرين إلى أرغونيا، بدا ذاك السكون والهدوء غريبا بالنسبة لهونتر وحذر أختهُ من ذلك متسللين ببطئ وثبات في أنحاء القرية، إلى أن وجدوا بيت الزعيم الذي كان واضحا للعيان لكونه البيت الأكبر في القبيلة، الذي وجدوا أمامه حارسين نائمين، لمحَ هونتر أحد الحراس يملكُ مفاتيح حول خصره فتوقعَ أن يكون كريغ قد تم وضعهُ في زنزانة فأخبر أخته بذلك لتأخذ المفاتيحَ بسوطها الأسود، ليدخلوا إلى بيت الزعيم دون شعور الحراس وكما الخارج كان الداخل ساكنا هو كذلك، وبعدَ وقتٍ من البحث، يجد الأخوان شقيقهم محبوسا كما توقعَ هونتر تماما كان أحد المفاتيح التي أخذوها تخص الزنزانة، نظر كريغ لهم ليتفاجئ قائلا :

- كاثرين! هونتر! ما الذي تفعلانه هنا؟

وبينمَا كانت كاثرين تفتح الزنزانة أخبرتهُ أن خيالا من خيالة الماتين والذي أرسلهم الملك في وقت سابق للبحث عنه قد رأى هذه القبيلة تمسك به، وبعد أن خرج كريغ عانقتهُ كاثرين عناقا حارا قائلة:

- لقد اشتقتُ لك، أنا سعيدةٌ أنك بخير

وكذلكَ فعل هونتر، لتسألهُ كاثرين بعدها عن الأشخاصِ الذي برفقته، جوابُ كريغ الصادِق كان صادما لأخته لكنه كان مفرحا في ذات الوقت :

- إنهم أصدقائي، والأشخاص الذي أنقذوا حياتي

شعرتْ كاثرين ببهجة وسرور داخلها قائلة :

- أخي كريغ أصبح لهُ أصدقاء! ،لقد كانت رحلةً مفيدة بعد كل شيء

لتبتسمَ كاثرين في وجه نالي والبقية شاكرةً إياهم

ولكن وفي الوقت الذي حاولوا الهروب وأمام الباب المؤدي للخارج، وجدوا لومبار ينتظرهم قائلا:

- لن أدعكم تخرجون

وفي نفس تلكَ اللحظة ستل كريغ سيفهُ مشهرا إياه في وجهِ لومبار قائلا لأصدقائه :

- تراجعوا سأهتم به

ركض الأخير بإتجاه زعيم أرغونيا وفي تلك الثواني القبيلة سمعَ لومبار يثحدت قائلا :

- هلم إلي أيها الأمير، لأعلمك أنه دائما يوجد من هو أفضل منك

كانَ هذا اخر شيئا تذكره كريغ قبل أن يجد نفسهُ أرضا مغطى بالدماء بعد أن أسقطهُ لومبار بضربةٍ واحدة ،ليوجه الأخير كلامهُ إلى رفاق كريغ المصدومين :

- يا لغبائكم أتظنون أنني قد أسمحُ لكم بأخذ أسلحتكم معكم إلى الزنزانة لو لم أكن متأكدا من هزيمتكم

ثم يحدث لومبار حارسيه أمام الباب واللذان ظهر أنهما كانا يدعيان النوم فقط لأن زعيمهم قد أخبرهم بالسماح لكاثرين و هونتر بأخذ المفاتيح بعدما ما رأوهم قادمين، كانَ كل ذلك خطةُ لومبار الذي أمر الحارسين بحملِ كريغ ومعالجته، علت وجوه سينساتي والبقية الخوف والتردد متجمدين في مكانهم غير قادرين على الحراك كان ذلك شعور غريب بالنسبة لشجاعة سينساتي و إريك اللذان أدركا وللمرة الأولى أن لومبار يختلفُ اختلافا كبيرا عن أي شخص قد سبقَ لهم مواجهته، التفت الزعيم وقال لهم :

- اتبعوني!

استغربَ الجميعُ من ذلك لكنهم نفذوا ما اخبرهم به ، ليدخلوا معهُ إلى غرفته وكان يتم علاج كريغ الغائب عن الوعي أمامهم، قدمَ لهم الحراس الطعام والشراب، نظر اريك مطولا إلى الطعام ثم سأل الزعيم قائلا :

- هل صحيحٌ أنكم تأكلون لحم البشر؟

أخذ الزعيم قطعة من اللحم وأكل منها ثم رد على تساؤل اريك قائلا :

- إنه مفيد للصحة، أليس كذلك!

دفعَ الجميعُ صحن الطعام الخاص بهم دفعةً واحدة قائلين :

- شكرا لك، سنكتفي بالشراب فقط

وبعد ترددٍ من الجميع سأل سينساتي لومبار والحيرة بادية عليه :

- ما المفترضُ أن يعنيه هذا أيها العم، البارحة سجنتنا والٱن تقدمُ لنا الطعام في غرفتك!

انفجرَ لومبار ضحكا ورد على سينساتي قائلا:

- في الواقع كنت سأطلق سراحكم عند إقتراب ديالا

زاد استغراب سينساتي بعد هذا الكلام وقال متسائلا:

- ولماذا قد تفعلُ ذلك؟

أبرز لومبار إصبعين من يديه ثم قال :

- لدي سببين، الأول هو أنني لا أستطيع التجرأ على إغضاب صديقي القديم، والثاني هو كرهي لتلك المشعوذة ديالا التي أتمنى موتها

تُقاطعهُ كاثرين متأسفةً :

- أنا أعتذر لمقاطعتك، ولكن من تعني بصديق قديم؟ أتقصدُ أبي؟

يُجيبها لومبار بعدما أشار لها ولكريغ الذي قد استعاد وعيه حينها قائلا :

- كنتُ أعرفُ أنكم لن تتذكروني لأنني تركتكم صغارا، أنا لومبار كرييف اليد اليمنى لملك ميروبس وقائد أركان الجيش الأسبق

صُدم جميعُ من في الغرفة وصرخوا بدهشةٍ في الان نفسه بإسثتناء كريغ طريح الفراش الذي بقى صامتا

- ماذا!، أنت أسطورة حرب التوحيد العظيم لومبار!

منْ هو لومبار ولماذا صُدم الجميع بعد سماع اسمه وما سببُ تسميته بأسطورة الحرب الأشهر في تاريخ القارة، وما الذي دفعهُ لكي يتخلى عن منصبه كنائبٍ ويدا يمنى للملك بيرت ؟

كان لومبار عبارة عن مرتزقةٍ قوي للغاية كأبيه وقد كان يُكلفُ بمهام مقابل أجر من المال ولم يكن يهتم من يوكله أو على حساب من، لكن حرب الممالك الخمس أو ما يسمى أيضا بحرب التوحيد قد غيرتْ مسار هذا المرتزقة إلى الأبد، فحين كانت الحربُ مشتدةً وكان حلفُ (بيدرفورد-ليام)بقيادة الداهية تايريس بيدرفورد قريبا من الظفرِ بالمعركة على حساب حلف (ماتين-فرانزرس)، دخلَ لومبار والذي كان مارا بالصدفة من مكان الحرب وقتل لوحده 300 جنديا من الحلف القريب من الفوز، وكان هذا في الحقيقة ما منحَ الملك الحالي بيرت الماتين الوقتَ للإنقضاض على مقر حلف (بيدرفورد-ليام) في الحرب واختطاف ابنة تايريس بيدرفورد، ديالا وهذا ما أعطى النصر بالنهاية لحلف (ماتين-فرانزرس)، وعندما شعر لومبار بضعفِ الجنود بإعتقاده انسحبَ من الحرب قائلا بإحتقار :

- يا لضعفكم!

وبعد أن انتهت الحرب وحكمت عائلة الماتين القارة ، سمع الملكُ بهذه الحادثة فبحث عن لومبار بنفسه بغرض أن يجعله اليد اليمنى له، كانت تلك المرة الأولى عبر تاريخ الممالك الأربعة التي يجعلُ فيها أحد الملوك نائبه من العامة، فما أدراك بنائب الملك الأول على ميروبس، ليحققوا معا انتصارات عظيمة وكاسحةً ضد أي تمرد أو إنقلاب، أقوى شخصين في العالم قد اجتمعا معا وبعد تجاوزه لتايريس بيدرفورد في عدد الإنتصارات بالسيف أصبحَ يطلقُ على لومبار بلقبِ سيف الإله(لقبٌ يطلق على السياف الأقوى في القارة)، ولكن وقبل 15 سنة وفي حادثة قتل ديالا لأم كريغ إيڤا، لم يتقبل لومبار قرار الملك اتجاه ديالا بنفيها إلى مملكتها فقط وهو ما اعتبرهُ نائبهُ انذاك قرارا عاطفيا بسبب حب الملك الأعمى لديالا، لكنهُ لم يستطع كره صديقه واكتفى بالتخلي عن منصبه ومنحه لتلميذه ألفونس ليبرت وقبل أن يغادر لومبار القصر تحدث معه الملك قائلا :

- أتمنى أن نستطيع إحتساء النبيذ معا مرة أخرى!

ودعَ لومبار صديقه الملك وتحدث معهُ للمرة الأولى بشكل غير رسمي قائلا :

- لك ذلك بيرت ماتين!

فأخذ يتجول في أنحاء القارة إلى أن وجدَ مكانً أحبهُ يوجد فيه أناسٌ يتغذون على لحم البشر ويمارسون الجنسَ دون قيود فتحدى زعيمهم وهزمهُ بضربةٍ واحدة ليصبحَ زعيم قرية أرغونيا

كان هذا حديث هونتر لمن في الغرفة لتعريفهم بلومبار، نظر إريك إلى كريغ طريح الفراش فقال بإبتسامة خبيثة :

- هذا يفسر إذن سبب هزم كريغ بضربةٍ واحدة

2024/01/15 · 18 مشاهدة · 1025 كلمة
Hafidmatin
نادي الروايات - 2025