توجهَ بعدها كريغ الى القصر وبالتحديد الى قاعة العرش حيث ينتظرهُ والده الملك بيرت والحقد والغضب يشغل تفكيره، دخل كريغ إلى غرفة العرش ويجدُ أباه بيرت مستويا على العرشِ الضخمْ، يتزحزح الملك من عرشه ويطلُب من ابنهِ أخذَ مكانِه قائلاً له :

{عندما سَتُصبِحُ الملك سَيغْدو هذَا العَّرشُ لك}

رد عليه كريغ الجالسُ على العرشِ :

{ أوتعلم يا أبي!،عندما سَأصِيرُ الملكَ سأُغيرُ هذا العرش ،إنهُ مُضْجِرا جداً}

ضحك الملك من هذا الكلامِ ورد على كريغ :

{لا ،لن يمكنك ذلك!، فالعرشُ أهَمُ منَ الملكْ ،فحتى الرجلُ الذي يعدُ الملك الاول للقارة والذي عرف أنه اقوى رجل فالتاريخ اسكندر مكاندي لم يتمكن من تغييره ،لأنكَ إذَا غيرتهُ سينقلِبُ عليك الشعبُ ولن تحظى بحُبهم لكَ}

يقفُ كريغ غاضبا من على العرش ولأول مرة ينظر إلى وجه أبيه لتلتقي عيون الطرفين ببعضهما البعض {الحُب؟ عن أي حُبٍ ثتحدث؟أهو نفسها الحبُ الذي لأجله تزوجت ديالا؟ أهو نفسهُ الذي جَعلكَ تَعْفُو عن تلك العاهرة حتى بعد قتلهَا لأمي؟ وإكتَفيتَ بنفيها إلى مملكَتِها فقط؟اذا كنت تعني ان هذا هو الحب فإذن افضل ان لا اكون محبوبا }

بعد هذا الكلام من كريغ خيمَ صمتٌ رهيب على قاعة العرش ، وخرج َ كريغ منصرفا والغضبُ يعلو وجههُ أما الملك بيرت فبقي مُتَسمرا في مكانِه ،مُدْرِكا أن قرارهُ وحُكْمَهُ قبل 15 سنة قد كان لها وقعٌ سلبي على شخصية إبنه.

• والحُكمُ أو القرار المقصود هنا هو أنه قبل 15 سنة،ديالا قتَلت ايڤا أمامَ ناظري كريغ ، لكن وبالرغم من ذلك كان حكم الملك عليها غريبا فقد قرر إرسالها إلى مملكتها بيتفورت مانعا إياها من العودة إلى العاصمة أو رؤية بناتها مجددا ، خلف هذا الحُكمُ موجة استياءٍ كبيرة لعدد من الاشخاصِ أولهم وأهمهم كريغ

وبالعودةِ إلى قِصتنا وَفي نفسِ الليلةِ وبعد نوم الجميع ، وقف رجُل غريبٌ على هونتر غرفته فصرخ الاخير مفزوعا فدخل عليه الحارسين اللذين يحرسان باب غُرفتهِ {ما الأمر أيُها الامير لماذا صرختْ هل أنت بخير}

رد عليهم هونتر وهو متفاجئ {لقد كانَ هُنا منذ قليل!؟}

استغرب الحُراس من كلام هونتر {من تقصد أيها الامِير؟!}

أمسكَ هونتر رأسه ُ وهو مستغرب قائلا للحرس {لا بأس ،لابأس!أظن أنني كُنت أحلم ، تستطيعون الذهاب الان }

عاد بعدها الحراسُ لمزاولة عملهم وبقي هونتر ممسكا رأسه مدهوشا يثحدت مع نفسه {لا !لا يمكن ان يكون مجردَ حُلم أنا مُتأكد أنني رأيتُ رجلا غريبا يقف أمامي ، لكنني في نفسِ الوقت أحسستُ أنهُ قريب مني!}

وبَعد حديث طويلا مع نفسه عادَ هونتر إلى النومِ عازما على إخبار أخيه عن ما حصل عند الصباحْ

وفِي صباح اليومِ التالي وكمَا إعتاد كريغ الذهاب إلى غودلاند وذَلك لكي يغير جو العاصمة الكئيب وثانيا والاهم من ذلك تنفيذُ طلب أمه إيڤا التي كانت قد أخبرته قبل 15 سنة بأن يجد خالهُ ليخبرهُ حقيقة ابتعاده عنه والعديد من الاشياء عنها ،لكن كريغ لا يعرفُ شيء عن خاله فليس لديه غير القلادةِ التي أعطته إياها أمه وأخبرته ان خاله سيتعرف عليه وسيأتي إليه من خلال القلادة ، لذا ركب كريغ على حصانه وايتمون بغية الانطلاق ،ولكن وقبل ان يتحرك قدم إليه نائب أبيه الملك ألفونس ليبرت والذي يحترمهُ كريغ كثيرا ويقدره {هيي!كريغ توقف أريد الحديث معك}

التف كريغ بحصانهِ عائدا ويترجل عن حصانه

{ما الامرُ يا ألفي ؟هل هناك مشكلة!}

يتجهُ ألفونس صوب كريغ ويضع يده على كتف الاخير

{إنه أمرا متعلق بهونتر !}

رد عليه كريغ مفزوعا :

{ماذا تقصد انه متعلق بهونتر؟!ما الأمر ألفي إنك تخيفني }

وفي نفس اللحظة التي كان يثحدتُ فيها هذين الاثنين قدم هونتر إلى عين المكان ملوحا بيديهِ {هاي كريغ ،هاي الفي }

اطمئن كريغ عند رؤية اخيه ولم يستطع إخفاء فرحتهِ بإبتسامةٍ عريضة ،يقف هونتر أمام أخيه

{من الجيد أنك لم تذهب بعد ،أريد الثحدث معك في شيء ما }

وقبل أن ينهي هونتر كلامه هذا لمح كريغ ان اخيه يرتدي ضمادةً على يده اليمنى يمسكها كريغ ويسأل أخاهُ

• {ما الذي حدث ليدك!؟ انها مجروحة ؟

يقاطعُ ألفونس حديثَ الاخوين قائلا لكريغ

• {هذا ما كنت على وشك الثحدث معك فيه،ففي نَفسِ الوقت الذي تمت مهاجمتك فيه ، توجه ثلاتة أشخاص وهاجموا هونتر لكنه قاومَ ببسالة واضطروا للهرب في الاخير }

يُقاطع هونتر كلام ألفونس قائلا له :

• {لكن لا أظن أنهم هربوا لأنَني قاتلتهم ببسالة ، بل لأنهم نالوا مبتغاهم }

رد كل من كريغ وألفونس على كلام هونتر في الوقت نفسه { ماذا تقصد؟}

أجاب هونتر على تساؤل الاثنين مخبرا إياهم بالتالي :

• لقد لاحظت من بداية القتال أنهم كانوا يستهدفون أن يجرحوني لا غير وبعد ان حاولت ان أصد خنجر أحدهم بيدي أصابني وتخلل بعض من دمي في الخنجر فإبتسموا ولاذو بعدها بالفرار قائلين لبعضهما البعض "لقد أنجزنا مهمتنا لنذهب "!

رد ألفونس على هونتر {أتقصد ان هدفهم كان دمك؟}

اجاب هونتر بتحريك رأسه ، أما كريغ وقف غاضبا ينظر إلى الارض ممسكا قبضتهُ ويتمتمُ مع نفسه {ما الذي تُخطط له تلك العاهرةُ من جديد يا ترى}

صعدَ كريغ بسرعةٍ إلى حصانه {ألفي أتركُ هونتر في عهدتك }

لكن هونتر يوقف أخيه مخبرا إياه {لكن هذا ليس ما أردتُ الثحدث معك فيه !}

يخبر كريغ هونتر أنه مسرع الان ويعده بأنه سيستمع إلى كل ما لديه عندما يعودُ من غودزلاند

2022/03/05 · 88 مشاهدة · 811 كلمة
Hafidmatin
نادي الروايات - 2025