الفصل 155: إلى الشمال
ارتجفت يد هينت.
[لورد لوسيون؟ مع أنه ليس على نفس الجانب معك، لكن ألم تقل إنك ستحاول إقناعه؟]
علّقت بيثيل بحذر، وهي تلاحظ نظرة هينت أصبحت أكثر شراسة.
[مستحيل. إن قمع الخصم هو مسألة منفصلة.]
'نعم هذا صحيح.إن قمع الخصم هو مسألة منفصلة.'
وافق لوسيون على الفور على كلمات راسل.
[هل هذا ما يسمى بقمع الخصم…؟]
كانت بيثيل في حيرة تامة.
يمكن لأي شخص أن يرى أن هذا استفزاز.
لم تكن متأكدة إن كان عليها النظر إليه من منظور معلم أوتلميذه.
"كبادرة حسن نية، لأنك لست عدوًا، سأخبرك شيئًا واحدًا"
قال لوسيون، آملًا في دفع المحادثة سريعًا. أراد أن يبدأ بالكشف عن المنظمة التي تقف وراء 'نمط الغراب' الذي كان يبحث عنه.
"نمط الغراب الذي تبحث عنه. هناك منظمة واحدة فقط تحمل هذا الرمز، وهي 'يد الفراغ'."
لم يتغير تعبير هينت، رغم المفاجأة المتوقعة.
"هذا مخيب للآمال."
"لماذا؟"
"اعتقدت أنك ستتفاجأ."
"إن اسم تلك المنظمة هو شيء يمكنني سماعه من هذا الرجل."
كان هينت لا يزال حادًا، وأشار بإصبعه الحاد المظهر نحو جارتيو.
"لكن للسؤال عن هذا الاسم، عليك استخدام يدك. وإنه أمرٌ مُرهقٌ للغاية."
وعلى الرغم من غضب هينت، شعر لوسيون بالسعادة لأن الوضع كان يتقدم بطريقة تسمح بالمحادثة.
مع انه لم يكن مناسبًا تمامًا للأجواء، لكن قطعة أو قطعتين من الماكرون من شأنها بالتأكيد أن تخفف من حدة الأجواء قليلاً.
"يبدو أن لديك الكثير من الأسئلة لي. تفضل. أوه، وتوقف عن بذل الجهد وضع السيف أرضًا."
قال لوسيون مازحًا.
"ما هو هدفك؟"
سأل هينت.
"أريدك أن تعرف أنني مشعوذ لطيف، غير ضار، لم تره أنت ولا الآخرون."
"أنا مبارك بالنور. اعلم أنك إن استخدمت السحر الأسود أمامي، فسأُقبض عليك."
"لا تكن غريبًا جدًا. لم أصبح مشعوذًا لأنني أحببت ذلك. أليس كذلك؟ التجلي ليس شيئًا أستطيع القيام به فقط لأنني أريد ذلك."
.لا، ليس كذلك.
صوت خافت يهمس في الظلام.
.لقد أردت ذلك. لقد تمنيت ذلك.
.إذا رفضتنا، سيجعلنا ذلك حزينين، حقا حزينين.
_...أممم.
حاولت راتا إنكار ذلك، لكنها تذكرت وقتًا عانى فيه لوسيون من قدرته على رؤية الأشباح.
تذكرت راتا ذلك، فترددت. وبدلًا من ذلك، شعرت بالحزن دون سبب واضح، فقالت شيئًا آخر.
—إن لوسيون مشغول الآن. أخبروا راتا لاحقًا. ستنقل راتا الأمر.
[إنه تمثيل، فلا تتأثر. إن كان من أجل لوسيون، فاصمت. ألا ترى أن هناك شخصًا أمامه يحظي ببركة النور؟]
تحدث راسل إلى الظلام نيابة عن لوسيون.
حينها فقط ساد الصمت في الظلام، وخففت نظرة هينت الشرسة قليلاً.
"نحن لينا نفس الغاية."
تحدث لوسيون فجأة.
"ماذا… ؟"
"أنا أيضًا أطارد يد الفراغ. وينطبق الأمر نفسه على الساحر الواقف بجانبي." قال لوسيون، مشيرًا إلى بيتر الذي حدّق ببرود في هينت.
حتى لو لم يظهر هامل ذلك، لكن من المؤكد أنه يشعر بعدم الارتياح بسبب النور الآن.
لقد إنزعج بيتر حقا من ذلك الفارس.
"لماذا... تبحث عن يد الفراغ؟ أنت مشعوذ أيضًا"
سأل هينت، دون أن يدرك ذلك.
في الأصل، لم يكن لديه أي نية لإجراء محادثة، ولكن بما أن هذه كانت المرة الأولى التي يقترح فيها مشعوذ إجراء محادثة، فقد تحركت شفتاه من تلقاء نفسها.
إذا كان ما تعلمه حتى الآن، والقاعدة الاجتماعية غير المعلنة التي تنص على "يجب القضاء على جميع المشعوذين"، خاطئة بالفعل.
إذن ماذا سيحدث للسحرة الذين ماتوا حتى الآن والذين تم دفعهم إلى حافة الهاوية؟
"إنهم مجرد حثالة. علينا أن نُنظّف هذه الحثالة ونُعلّم الجميع أن ليس كل المشعوذين من النوع الذي يُجري التجارب على البشر، ويُلقي اللعنات عليهم، ويُحوّل الجثث إلى كائنات حية."
أصبح صوت لوسيون الذي كان خفيفاً في السابق أكثر جدية.
"أنا أعني."
ضحك لوسيون للحظة.
"....أنا أريد أن أعيش."
دون أن أموت على يدك.
"أكره عدم قدرتي على عيش حياة طبيعية بسبب كوني مشعوذًا، وأكره عدم قدرتي على العيش بهذه الطريقة في المستقبل أيضا"
ودون أن أموت على يد أخي أيضاً.
"لذا من الآن فصاعدا، سأعمل معك، أيها الفارس الإمبراطوري."
أحيا بسعادة.
مثل الجميع.
أنا أريد أن أعيش.
"…؟"
لقد فوجئ هينت كثيرًا بالكلمات المفاجئة.
لقد شعر بصدق كلماته.
كانت الرغبة اليائسة في العيش في صوته قوية جدًا لدرجة أنها اخترقت قلبه.
بعناية، حول هينت نظره نحوه، ساعيًا إلى فهم المشعوذ بمزيد من التفصيل.
"لذا أريدك أن تثبت أنني مشعوذ جيد جدًا."
"ماذا...؟ ما هذا الجنون؟"
"هذا ليس جنونًا. لا تنجرف وراء العواطف، فكر جيدا. أولئك الذين يستطيعون تعقب المشعوذ ليسوا أولئك الذين نالوا نعمة النور مثلك. ناهيك عن الأشخاص الذي يملكون المانا."
أشار لوسيون إلى نفسه، وقد تحول قناعه إلى اللون الأزرق.
"أمثالي من يُنعم عليهم الظلام. ألم يحن الوقت للاعتراف بذلك؟ أن مطاردة مشعوذ، أشبه بمحاولة الإمساك بنجمة في السماء."
كان وجه هينت مضطربا.
لقد بدا وكأنه يحمل تعبيرًا مترددا على وجهه، كما لو أنه يوافق ولكنه لا يريد الموافقة
لم يفكر لوسيون في مشاعر هينت لفترة طويلة.
لقد كان يعلم أنه يتعين عليه أن يهز هينت أكثر عندما يظهر أي علامة على التردد لأنه كان الشخص الوحيد الذي يمكنه التواصل معه.
"أنا لستُ مثلهم. إنهم مشعوذون فاسدون(ساقطون)، وأنا مجرد مشعوذ. اللعنة. أنا منزعجٌ لأنه لا توجد كلمةٌ تصف ذلك."
"مشعوذ فاسد؟"
سأل هينت باهتمام.
"بالطبع. لا شك أنك تفتقر إلى المعلومات لأنك كنت تقتل المشعوذين فقط. استمع جيداً. عادةً،المشعوذ لا يجري تجارب على البشر."
[بالطبع، بالطبع. المشعوذ العادي لا يفعل ذلك. ولكن عندما يأتي أحدهم لقتلي أو لإذائي، فماذا أفعل؟ بالتأكيد أستغل الوضع وأرحب به كعينة للتجارب، وأرى كيف تعمل اللعنة الجديدة عليه أو السحر الذي طورته.]
"أقصد، أنا أتحدث عن الأشخاص الذين لم يؤذني. هل تفهم ما أقصد؟"
أضاف لوسيون بسرعة بعد سماعه كلمات راسل. أراد أن يكون واضحًا، حتى لو بدا الأمر تافهًا.
'لا تضحكي يا بيثيل.'
فكر لوسيون، مخاطبًا بيثيل التي كانت تمتلكه.
['آه. أنا آسفة، يا لورد لوسيون.']
قالت بيثيل وهي لا تزال مبتسمة.
"حسنًا. فهمت ما تقصده."
ارتفع حاجبا هينت قليلًا.
[يبدو أنه يعتقد أن ما تقوله هراء]
وأشار راسل إلى شيء لم يكن هناك حاجة حتى إلى قوله.
تجاهل لوسيون ضحكات راسل ، وفتح فمه للحديث مرة أخرى
"المشعوذون الفاسدون. هم أولئك الذين ابتلعهم الظلام وستسلموا له، أنا مختلف عنهم"
أوضح لوسيون.
"حتى لو قلتَ إنك مختلف، فلا ضمانة لديكَ على الوفاء بوعدك، ناهيك عن الامتناع عن محاولة الهرب. إن حدث ذلك، فقد انتهى أمري. هل تفهم ذلك؟"
نظر هينت إلى لوسيون متشككًا.
إن مجرد الدفاع عن مشعوذ كان كافيا لجعل الشخص خائناً.
"بصفتي مشعوذًا، لديّ مبادئي. لن أهرب، وسأفي بوعدي"
أكد لوسيون.
"أثبت ذلك"
طالبه هينت.
"بماذا يجب أن أثبت؟"
سأل لوسيون.
"اخلع قناعك."
"أنت تقول هذا باستخفاف،"
أصبح صوت لوسيون شرسًا إلى حد ما.
"هل حقًا لا تفهم أهمية ارتدائي للقناع؟ أم لديك الثقة الكافية للتعامل مع كل ما يتعلق بي؟ إن كان الأمر كذلك، فسأزيله بكل سرور."
"…"
صمت هينت للحظة.
"ما قلته دعنا نتظاهر وكأنه لم يحدث" تحدث أخيراً.
"حسنًا." أجاب لوسيون.
"فكيف ستثبت ذلك؟"
"سأعطيك المعلومات،"
أجاب لوسيون بتعالٍ، مقدمًا المعلومات التي كان سيقدمها له على أي حال.
"معلومات؟"
"بفضل ذلك الرجل، علمتُ أن يد الفراغ قد وصلت إلى العائلة الإمبراطورية. ألا تحتاج أليها؟"
طرق لوسيون على الطاولة برفق، مؤكدًا وجهة نظره.
طق. طق.
أخذ هينت نفسًا عميقًا و تنهد، ثم حدق بزاوية إحدى عينه.
كان صوت المشعوذ وهو يطرق على الطاولة وكلماته مزعجة بالنسبة لهينت.
بدا المشعوذ وكأنه ينظر إلى أفكاره بوضوح لدرجة أنه تساءل عما إذا كان وقع تحت تأثير السحر الأسود.
"هل تخجل من طلب المساعدة من مشعوذ؟"
كرر لوسيون طريقته المستفزة، مما أثار دهشة هينت مرة أخرى.
'..إن وقاحتك تلعب دورًا أيضًا.'
كان المشعوذين الذين رآهم هينت عادةً صنفين.
إما أنهم يتصرفون بجنون ويفقدون عقولهم إلى درجة أنهم يندفعون نحوه بجنون، أو أنهم يهربون في حالة صدمة عند رؤية الضوء، إلى حد الإصابة بنوبة.
كان هذا المشعوذ مشعوذًا لم أره من قبل أبدًا.
لم يجن ولم يهرب عندما رآني.
حاول هينت تعزيز حواسه، متسائلاً عما إذا كان قد تأثر بالفعل بالسحر الأسود، لكن كل ما كان يشعر به هو حبات العرق تتصبب على ظهره.
'من الواضح أنه لا يستخدم السحر الأسود.'
واختتم هينت حديثه، وقد غمرته الرغبة في قرص خده.
"لماذا تشعر بالخجل من ذلك؟ بإمكان أي شخص طلب المساعدة. علاوة على ذلك، لا حرج في هذه القضية؛ إنها صفقة. صفقة لنصبح أنا وأنت متساويين."
أوضح لوسيون.
"لقد كنت أفكر في الأمر، لذا توقف عن التحدث بالهراء."
هدر هينت بعصبية، غير قادر على تحمل حديثه لفترة أطول.
"أوه، هل كنت تفكر؟ لم أكن أعرف."
ضحك لوسيون.
[لورد لوسيون، هل لديك أي ضغينة أو مشاعر سيئة تجاه هينت؟]
سألت بيثيل.
كانت هذه الكلمات التي لا يمكن أن تخرج منه إلا إذا كان لوسيون يستمتع بها حقًا تتدفق ببطء.
[لا. إنه مجرد تمثيل للوهلة الأولى. ألا تعلمين أن لوسيون يريد أن يكون صديقًا لهينت؟ ألم يكن يهتم به كثيرا؟]
- هذا صحيح! راتا سمعته أيضًا كثيراً، يقول: "الآن أين الأخ هينت؟ ماذا يفعل الأخ هينت؟"
أضافت راتا القوة إلى كلمات راسل.
[هل هذا صحيح؟]
أجابت بيثيل في حيرة.
نظر لوسيون إلى راسل للحظة لكنه لم يركز على الأمر.
لم يكن لديه الوقت الكافي للانخراط في تلك المحادثة الآن.
كان الوضع حرجًا، وأي خطوة خاطئة قد تكلفه حياته.
"أخبرني هل تريد ذلك أم لا؟"
"أريد ذلك."
أجاب هينت بعد تفكير طويل.
"يد الفراغ موجودة في مملكة نيوبرا"
كشف لوسيون، مقدمًا معلومات من شأنها أن تسمح للأمير الخامس والإمبراطور، اللذين سيستمعان إلى التقرير من هينت، بتكوين استنتاجاتهما الخاصة.
شهق هينت وحبس أنفاسه بقوة لبرهة.
'أنا وسمو الأمير اعتقدنا أن هذا لا يمكن أن يكون صحيحًا، ولكن هل هذا صحيح حقًا؟'
"إنهم يصنعون جنودًا لا يموتون."
واصل لوسيون حديثه، بينما لم يعد بإمكان هينت إخفاء صدمته.
"ماذا؟ ماذا قلت للتو؟"
"إن هذا يحدث داخل الإمبراطورية."
"أين! أين يحدث هذا العمل اللعين؟"
"أنا أبحث عنه الآن."
- لكن هذا ليس صحيحًا. لوسيون يعلم بالفعل. إنه في الشرق! وراتا تعلم أيضًا.
انحنى رأس راتا في ارتباك.
[لا نستطيع فعل شيء يا راتا. إذا كشف لوسيون كل شيء هنا، فستكون مشكلة كبيرة.]
عزت بيثيل راتا.
"ألن يكون من الرائع لو تمكنت من الوصول إلى هذا الحد؟"
لقد أعطاه لوسيون تلميحاً.
لم تحدث هذه الكارثة بعد. لكن كانت هناك أشياء كثيرة ستفعلها يد الفراغ.
"أيضًا..." بدأ هينت في الكلام، لكنه فجأة أخرج خنجرًا من صدره.
في تلك اللحظة، حركت بيثيل إصبع لوسيون، لكنها توقفت بعد ذلك.
حيث أن الهدف لم يكن لوسيون.
طار الخنجر نحو جارتيو وهبط بالضبط أمام وجهه.
بوب!
حذر هينت، وهو ينظر لجارتيو المرتجف.
ثم أدار رأسه لينظر إلى لوسيون مرة أخرى.
انحنى رأس هينت قليلاً، ولاحظ شخصية لوسيون الثابتة تمامًا.
كان من الصعب تحديد ما إذا كان لوسيون لم يشاهد الهجوم أم أنه شاهده بالفعل واختار عدم الرد.
كان من الصعب تحديد أي واحد كان.
"هل هؤلاء الرجال لديهم المزيد من الخطط؟"
عندما سأل هينت مرة أخرى، هز لوسيون كتفيه.
"آه، سأخبرك شيئًا آخر."
عندما فتح لوسيون فمه، ركز هينت.
"الأمة المقدسة نيفاست."
وبالمصادفة، تم القبض على كاهن نيفاست أثناء محاولته سرقة "سوار" من دار المزادات.
"إنهم يستعبدون الناس داخل الإمبراطورية."
مد لوسيون يده نحو هينت، بدا الأمر كما لو كان يغريه بأن يمسك يده لمعرفة المزيد.
'اللعنة...'
لم يستطع هينت أن ينكر أنه تأثر بالمعلومة.
ومع ذلك، بصفته فارسًا إمبراطوريًا، كان واجبه حماية وضمان سلامة العائلة الإمبراطورية، بغض النظر عن وجود النور أو الظلام.
لقد كان منزعجًا من المشعوذ، لكنه كان يعلم أنه يجب عليه اتخاذ خيار.
رغم ثقل شفتيه، تكلم هينت.
"ما اسمك؟"
"هامل." أجاب لوسيون.
مدّ هينت يده، وصافحه لوسيون.
"أنا هينت تريا."
قدم نفسه، مما أدى إلى إبرام اتفاقهم.
____
.
.
آااااه اقد هرمنا من أجل هذه اللحظة طول الفصل وانا على أعصابي