لا بأس." تحدث بيرين عندما أنتهى آداء جين. "حدك الأقصى حاليًا هو 20 حركة, وذلك فقط عند أدائها بشكل بطيء, ولكن هذا جيد جدًا بالنسبة لشهر واحد من التدريب." بدا أنه سعيد للغاية خارجيًا, ولكنه متفاجئ داخليًا.
بلا مُعلم أو مُرشد, ولا حتى شخص ليستعين به عند تعلم الأشياء التي يصعب فهمها, وصل جين إلى هذا المستوى.
كما أنه كان مشغولًا على الارجح في معركة وراثة ستارهولد الأخيرة, ولم يُكرس كل ما لديه لسيف الصباح.
ولكن الآن… مع وضع 100% من تركيزه على الفن القتالي, ووجود معلم أتقن الفن بشكل مثالي مثل بيرين, سيتقدم جين بشكل صاروخي.
سيصبح موهبة ترفع من شأن البشر وتقضي على باقي المخلوقات إلى الابد, أو تستعبدهم.
على الرغم من استخدام جسد شيطاني - امر يكرهه بيرين بشدة - إلا أنه اُعجب ايضًا باستخدام قوة العدو ضدهم, كما أن عقل وروح جين بشرية.
أما عن داريان؟ الأمر ليس مهمًا حقًا, من قال أنه لا يمكن أستقبال وريثين في نفس الوقت؟
ومن سيمنع بيرين؟ لا يوجد بشري قادر على ذلك إلا آمون, ولا يوجد سبب لأن يحدث ذلك.
كما أنه هناك سبب أضافي ليقبل جين.
"جين, بمجرد توقيع عقد الوراثة هذا, سيتم قبولك كمستخدم لسيف الوراثة رسميًا, إما وراثيًا… ذلك ليس مهمًا." لم يتردد حتى عند ابداء عنصريته.
"أما هذا…" تحدث عندما أخرج عقدًا آخر من اللامكان. "هذا عقد تبني غير مُباشر, وفيه بعض البنود الأضافية أيضًا."
"...."
"...."
"...."
عم الصمت في الغرفة فجأة, لم يعرف جين كيف يرد على هذا العرض, بينما حاول بيرين أن يبحث عن سبب الأحراج الذي انتشر في الجو.
بالنسبة له, لم يجد شيئًا خاطئًا في هذا العقد.
"ل-لقد قابلتك قبل أربع دقائق تمامًا." أرتجف جين قليلًا عندما تكلم.
"حقًا؟ هذا سبب توترك؟ لقد كنت أتوقع مجيئك منذ أسبوعين تقريبًا هذا سبب سرعة الأمور, فقط وقع ولا تقلق…" تقدم بيرين في تلك اللحظة.
وبلا وعي, تراجع جين إلى الخلف كما لو أنه يبتعد عن كائن غريب.
"..."
"حقًا؟" أظلمت تعابير بيرين. "أقرأ العقد على الأقل…" سلم العقد إلى جين من بعيد في النهاية.
.
"في حال تم ألغاء الاندماج بين جسدي الأصلي وجسد أب الدمى في المستقبل, سأحصل على اسم مورنينجستار, ولكن حاليًا سأبقى جين مارش… ولا أستطيع الزواج وأنجاب أطفال من هذا الجسد, فقط الجسد القديم…" قرأ جين البنود بصوت عالي, وشعر ببعض الغرابة.
"أعني.. لا مشكلة, ولكن ما سبب رفضك لهذا الجسد كثيرًا؟ أتفهم أنه لمتعاقد شيطاني ولكنه لا يزال انسانًا إلى حد كبير من ناحية الجسد." لم يفهم جين عقلية بيرين تمامًا.
<المتعاقدين>: أسم يطلق على الكائنات الحية التي تتعاقد مع الشياطين, تخدمهم مقابل الحصول على قوة شيطانية فريدة من نوعها.
يمكن أن يكون المتعاقدين: بشر, أقزام, عفاريت, وحوش… ولا توجد معلومات عن تعاقد شيطان مع آخر.
لذا على الرغم من أن الجسد الذي اندمج معه جين لمتعاقد شيطاني, إلا أنه لا يزال بشريًا في الغالب.
لم يكن يعرف إلى أي مدى وصلت عنصرية بيرين, بالنسبة لهذا الرجل فإن لمس المخلوقات غير البشر أمر قذر مهما نظفوا أنفسهم, تنفس هوائهم أمر مقرف, والنظر نحوهم يشوه البصر.
أما عندما تدخل الطاقة الشيطانية إلى داخل الجسم وتندمج مع العقل والجسد؟ الأمر مثل كومة قذارة متنقله بالنسبة إلى بيرين.
لولا أن عقل جين بشري, لربما تعرض للتطهير فور عبور الباب الزجاجي في الخارج.
"أعتبره أجراء شكلي." تكلم بيرين, وتنهد جين.
وفي النهاية, قرر التوقيع. بدا الامر غريبًا بما أنه بلغ التاسعة وعشرين من العمر هذا العام, وسيبلغ الثلاثين في غضون خمسة اشهر تقريبًا.
أنه في عمر يفترض أن يكون أبًا فيه, ولكنه تعرض للتبني للتو…
لن يخسر شيئًا, بل سيحصل على مكانه نبيلة - دون نسب نفسه لمورنينجستار حاليًا. - وسيتلقى رعاية بيرين الكاملة.
كما أنه سيكمل أهدافه الحالية, وينشر الأسطورة التي أراد جلبيرت نشرها. ولهذا وافق.
أيضًا, أذا بقي حيًا في المستقبل بعد أنتهاء هدفه, وأراد الزواج وبناء عائلة, فلن يفعلها في جسد ليس له على أي حال. ذلك غريب جدًا.
سيتقاعد, ويبحث عن طريقة لشفاء جسده القديم الذي تعرض للسحق الكامل, ويلغي الأندماج.
سيدفن هذا الجسد بعد تدمير نواة المانا ليستريح إلى الابد, ويترك العالم القتالي.
ولكن ذلك بعيد عن الحاضر, ولا فائدة من التفكير في الأمر, لذا فقد وقع العقد دون الكثير من التفكير.
—
=+=
"وصلتني توصية من ألكسندر سابقًا, ولكن حتى سيرافينا؟" تحدث بروس بعد أن قرأ الرسالة كاملة.
"ألكسندر؟ ماذا قال؟" شعرت بشعور غريب, وبهجه نوعًا ما, هناك شخص لا يزال يدعمني.
"شيء لا يجب أن تعرفه حاليًا" رد بروس بشكل حازم.
"سنقوم ببعض الأجرائات لاحقًا للتأكد من شيء ما, لقد قررت بالفعل قبولك بمجرد وصول توصية ألكسندر, أما صديقك هنا.." تذكر بروس محتويات الرسالة الأخرى.
"وريث موونهولد الأخير, أنت عينة نادرة حقًا. تُريد الدخول إلى الاكاديمية بأسم وهوية مُزيفة؟"
أومأ داريستان برأسه.
"لن يكون الأمر صعبًا, وأود فعله بما أنه توصية من سيرا, وسيكون ذلك في مصلحة الشمال البشري بشكل عام, ولكني لا أزال أُريد معرفة مقوماتك."
لم يرد داريستان هذه المرة أيضًا, أكتفى بالأيماء مجددًا.
أنه صاخب للغاية ويصعب كبحه في العادة, ولكنه هادئ ومطيع للغاية أمام كبار المجتمع, أهو الأحترام أم الخوف؟
عم الصمت في الغرفة بعد ذلك, وكل ما سمعناه هو بروس يعيد ملئ الكوب الخاص به, وشرب الشاي بصوت عالي.
"م-متى سنبدأ؟" أرتعش جانب فمي قليلًا, ليس من الخوف بل الأحراج, ماذا ننتظر؟ غرفة تدريب خالية موجودة هناك.
"أوه؟ هل انت جاهز بالفعل؟ لنبدأ أذن!"
"..."
"..."
**
=+=
"سنبدأ معك أولًا" تحدث بروس مع داريستان, أنه الأول على ما يبدو.
"هاجمني دون استخدام أي شكل من اشكال المانا, فقط جسدك وسلاح أن اردت." بمجرد أن تحدث, أخرج بروس سيفًا قصيرًا من مخزونه ورماه نحو داريستان.
"من طريقة تحركك, أظن أن هذا النوع من الأسلحة يناسبك تمامًا."
أمسك داريستان السيف وبدأ يتحرك بأفضل ما لديه على الفور, شعرت ببعض الذهول عندما رأيته.
أندفاعه سريعه كفيله بقطع رؤوس محاربين أقوياء أقتربت من بروس كثيرًا.
"أهذا أفضل ما لديك؟" تحدث بروس, لم يتغير وجه داريستان, بل زاد تركيزه.
وعلى الجهة الأخرى, عبست انا.
أفضل ما لديه؟ أنه حاليًا متساوي معي تمامًا دون احتساب المهارات.
صحيح أنه أعلى مني رتبة, واكثر خبره, ومتقن لفنه القتالي أكثر. إلا أنه لا يستخدم مانا ولا يمتلك بنية جسدية متفوقه مثلي!
"حاليًا… نعم, بدون المانا طبعًا." رد داريستان بعد لحظات.
"ما اسم فنك القتالي؟"
"رقصة القمر, أو رقصة ضوء القمر, سمها ما شئت."
أبتسم بروس عند سماع أجاباته القصيرة, أدرك مدى تركيزه من ذلك.
"أسم أسطوري حقًا, ولكني لا ارى سبب التسمية في جوهره, ما السبب؟" أسئلة بروس كانت ملتفه وغير مباشرة للغاية, مما جعل داريستان يحتاج إلى التركيز للأجابة عليها.
ضربة سيف علوية => ركلة على الركبة => عشرات التلويحات.
وعلى الجهة الأخرى, تفادى بروس كل شيء وبسهولة, كما لو أنه يستطيع التنبؤ بالتحركات, وذلك بالطبع ليس صحيحًا.
"رقصة القمر تعتمد بشكل كبير على مانا المستخدم للقيام بمحاكاة مُعينة, وأحتاج إلى سيف يُصنع خصيصًا من المانا الخاصة بي لكي أتحرك بأفضل وأسرع ما لدي."
عند سماع جواب داريستان, توقف بروس.
أوقف السيف الفولاذي بيده, كما لو أنه مصنوع من الخشب, ولكمة قوية وثقيلة أصابت منتصف صدر داريستان.
أطلق أنينًا مثل طفل, وسقط على الأرض محاولًا أمساك رئتيه بيديه, لم تتسبب تلك اللكمة بأي أضرار حقيقية, ولكنها أخرجت جميع الأوكسجين من الجسد, وجعلت المساحة حول الرئتين ضيقة, وسببت أهتزازات في الجسم من الداخل.
دون ضربات مبهرجه, مانا مبالغ فيها, او تجهيزات وترنيمات شاعرية.
لكمة بسيطة, وهذه هي النتيجة.
"ببساطة, اعتمادك كله على الفوائد الخارجية, إلا تملك شيئًا خاصًا بك؟ المانا تنتهي, الفنون القتالية تصبح عديمة الفائدة, وأخر ما ينتهي ويفقد قيمته هو الجسد.
الأجيال الثلاثة او الاربعة السابقة, جميعهم نسوا قيمة الجسد, قللوا منه, وهذه هي النتيجة!
فقط السحرة يملكون حق الأتعماد على المانا أكثر من الجسد! القتلة, المحاربين… جميعهم يحتاجون إلى ادراك قيمة الجسد أكثر!
انظر ماذا يحدث عندما تتقن الجسد بشكل كامل, لم استخدم الكثير من القوة في تلك اللكمة. فقط B+, ودون أي مانا."
نظر بروس إلى داريستان المستلقي على الأرض, الأخير يحاول تذكر كيف كان يتنفس في السابق, ولم يدرك أنه يستطيع فتح مجال للتنفس باستخدام المانا إلا بعد فترة.
لهث على الأرض بشكل مُثير للشفقة, أصبح القتال عليه صعبًا للغاية, ولكن عقله ومخزونه من المانا في قمته, أمر غريب حقًا.
"عندما تفقد المانا, فأنك لا تزال قادرًا على التحرك والقتال, ولكن عندما يصل جسدك إلى الحدود, حتى وإن امتلكت كل شيء آخر, ما الفائدة؟" سأل بروس, ولم يرد أحد.
"لقد خاب أملي قليلًا, ولكنك مؤهل للأنضمام إلى الاكاديمية الساقطة على الأقل, أذهب وأسترح في غرفة الراحة الآن."
أومأ داريستان برأسه, ونهض.
تفاجئت أنه لم يندلع غضبًا ويدافع عن نفسه, بل أحترق الفهم والألهام في عينيه, وزاد أحترامه لبروس على ما يبدو.
خرج وأغلق الباب خلفه, ثم أصبح الأهتمام موجهًا نحوي, بدأت أرتجف داخليًا.
لقد شعرت من قبل بشعور سحق الصدر وخروج الأوكسجين من الجسد عندما ضربني اليتي, ولم افتقد ذلك الشعور ابدًا.
بلا وعي مني, تراجعت خطوة إلى الخلف.
"أوه؟!" تحدث بروس بأهتمام. "لقد فكرت بضربك للتو, ولكنك تراجعت في الوقت المناسب, أهي صدفة؟" أبتسم أثناء الكلام.
"لا.. لا شيء, فالنبدأ." لم أرد أخباره أني تراجعت بسبب ذكريات غير سارة, وقررت تمرير الموضوع.
حاولت أن لا أفكر أيضًا بحقيقة أنه اراد ضربي بلا سبب.
"كما تريد, أستخدم شكل الوحش, أُريد التحقق من شيء ما." بمجرد أن سمعت ما قاله, أدركت أخيرًا سبب توصية ألكسندر لي.
الأثير… يبدو أن ألكسندر ذكر أمتلاكي للأثير لبروس, وهذا سبب قراره أن يقبلني دون أي اختبار حقيقي.
لم أتردد, أستخدمت شكل الوحش الخاص بي, وتوسعت ملابسي مع جسدي, الملابس التي حصلت عليها من العائلة ليست عادية بالتأكيد.
أنتقل طولي من 175 سنتيمتر إلى 185,
أصبحت أقصر نوعًا من السابق, ولكن أكثر قوة ومتانة بكثير.
وهذا شيء لا يحدث عادة من الجميع, شكل الوحش يجب أن يكون ثابتًا ويقدم زيادات جسدية لا تتغير.
فكرت بعدة اسباب لذلك, والأرجح أن الطفرة الجينية في جسدي قد بدأت تؤثر على شكل الوحش بالفعل.
التأثير أيجابي نوعًا ما, ولكن لا ضمان من أنه سيقى كذلك طوال الوقت في المستقبل.
شعري - الذي وصل إلى شحمة أذني في السابق - زاد طوله, ووصل إلى أسفل ظهري, هذا الجزء لا يزال ثابتًا.
نمى لي قرنين أبيضان كالمعتاد, وعيوني اشرقت بضوء اصفر خفيف, وكمية متوسطة من الأثير الأزرق السماوي ظهرت.
تحديدًا بين القرنين, تكثفت على شكل كُرة صغيرة لم تحجب رؤيتي.
"بالفعل… لم يكذب ألكسندر.." شعر بروس ببعض الذهول.
"حتى بيرين لم يملك هذا القدر عندما اخترق, وانا بالكاد أملك 5% من هذه الكمية…" كانت الدهشة واضحة في صوته, لم يحاول أخفائها على أي حال.
مرت ثواني قصيرة بالكاد شعرت بها, وعادت تعابير بروس كما كانت في البداية, كما لو أنه نسي الموضوع بالفعل.
أنه جيد للغاية في تغيير لغة جسده, كما هو متوقع منه, الشخص الذي اتقن الجسد بالكامل.
عمره فاق التسعين بالفعل, ولكنه سيستطيع أكمال تسعين سنة أخرى على الارجح بجسده هذا.
"كاسيان ستارهولد, أعرض عليك أن تكون تلميذي الرئيسي الأول والوحيد." أستقام ظهر بروس, وشد على صوته. مظهر الجد الودود أختفى بلا رجعة.
شعره, عينيه, وجهه, اطرافه, جسده, وقفته, نظراته… كل شيء أشع بالهيبة والقوة النقية, ولم اجد ذرة من المانا فيها.
حتى صوته جعلني اشعر بالصغر, وعرض علي أنه بالغ خبير قد تعرض لأشياء لا استطيع تخيلها حتى.
لقد حضر الحرب التي انتهت قبل 81 سنة, وشارك فيها ولو قليلًا, لا يمكن أن يكون عاديًا بالطبع.
حسب العادات والتقاليد, فمن المفترض أن انزل على ركبة واحدة, ويضع بروس يده على رأسي من أعلى.
حتى وإن كنت ملكًا, فإن هذه العادة ألزامية, وكنت سأفعلها.
ولكن في اللحظة التي أنخفض فيها رأسي قليلًا, ركلة من الأسفل أصابت ذقني, وجعلتني أشعر بالدوار.
"الأجساد لا تنحني من تلقاء نفسها ابدًا, تفعل ذلك فقط عند الأنهاك, أو الهزيمة, تذكر هذا."
مد بروس يده ووضعها فوق رأسي وانا واقف, لم يتركني أنحني.
وهكذا.. أصبحت تلميذًا للمرة الأولى في هذا العالم…
تقنيًا المرة الثانية بسبب وجود جور, ولكنه لم يفعل شيئًا سوى ضربي كلما أقتربت من النوم…
نعم نعم, هذه هي المرة الأولى.