لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

====

=+=

أول شيء في الصباح كان الأستيقاظ طبعًا, ثم ذهبت لأفتح الباب الذي يتم طرقه منذ فتره.

من حسن حظ هذا الشخص أني حظيت بنوم خفيف اليوم, وإلا لأضطر إلى قضاء نصف ساعة أخرى لإيقاظي.

عندما فتحت الباب, وجدت رجلًا في منتصف العمر بشعر أصفر شاحب, وعيون زرقاء ذهب لونها.

أرتدى نظارات طبيه سميكه, قميص أزرق وبدلة بلون البيج, بدا رجلًا محترمًا.

'لقد تركته يطرق الباب لنصف الساعه…' أنزلت رأسي في حرج.

ظننت أن بروس سيرسل شخصًا صغيرًا غير مهمًا, ولكن هذا الشخص..

رأيت شيئًا أسوء من الأستياء في عينيه, الأحتقار. سلمني حقيبة متوسطة الحجم, وأغلق الباب ببطء.

"أرتدي هذه الملابس بسرعة. سأنتظرك في الأسفل بعد ربع ساعة." رأيته ينقر على نظارته قبل أن يُغلق الباب تمامًا.

صوته عميق وبارد تمامًا, بدا غير مهتم ولكنه لم يكن كذلك.

تنهدت, ذهبت لأستحم بشكل سريع ثم أرتديت الملابس التي أعطاها لي.

من المؤكد أن بروس أعطاه القياسات, حيث كانت ملائمة كما لو أنها صُنعت من أجلي.

بنطال أزرق غامق متين وثقيل, قميص من نفس اللون, وأخيرًا رداء طويل وصل إلى أسفل ركبتي, تم تزيين الأكمام بلون ذهبي وخيوط أمتدت على الذراع.

ثم قفاز بني جلدي, وحذاء أسود.

عندما يتضمن اللباس الرسمي للمدرسة حذاء وقفاز, فيجب أن تعرف كمية الهراء الموجودة في هذا المكان.

عندما ذهبت إلى المدرسة الأبتدائية والأعدادية في القرن الواحد والعشرين, الرداء الموحد كان عبارة عن قميص فقط.

ولم يشدد المعلمين عليه إلا في الأسابيع الأولى, لكي يتأكدوا من أن يذهب جميع الطلاب لشراء القميص.

وبعد أن تربح المدرسة ما تريد من المال, يتوقف التشديد على الملابس, وتعود حرية الطلاب.

ولكن الآن… حتى الحذاء؟ والملابس غير مريحة على الأطلاق, أنها ثقيلة جدًا.

عرفت أنه تم وضع أثقال داخلها, من المؤكد أن بروس أمر بذلك.

في هذا العصر, طبعًا ستكون هناك طرق لجعل الملابس ثقيلة دون التغيير على شكلها.

عشرات الكيلوغرامات على الأحذية, والبنطال أكثر من ذلك, أما المعطف….

ما يعادل بضع مئات من الكيلوغرامات, كمية تجلعني أريد قتل نفسي بعد كل ثانية من حملها.

شعرت بأنهاك بمجرد المشي, هل يريدني أن أُشارك في صفوف القتال وانا ارتدي هذا؟ الن يجعلني مهزله فحسب؟

تنهدت, وبدأت أمشي كأمرأة حاملة إلى الطابق الأول, كل خطوة أصدرت صوتًا غريبًا, ولكني أستمررت.

أن أراد بروس مني فعل هذا, فهناك سبب بالتأكيد. أنه يمزح كثيرًا ولكن ليس فيما يتعلق بالتدريب.

قررت أن أستخدم الدرج بدلًا من المصعد لكي أعتاد أكثر على هذا الوزن, لا أريد أن أظهر بهذا الشكل في الأكاديمية. وأيضًا خوفًا من سقوط المصعد.

ولكن حقًا؟ هل يريدني أن أذهب هكذا؟

بهذه الاوزان لن أواجه مشكله عن المشي او الركض, ربما قتال من هم أدنى رتب بفارق كبير, ولكن قتال الطلاب في صف النخبة؟

سأضطر إلى أستخدام وصية الكسل بأقصى أخراج طاقة ومهارة السيف الثانية بشكل متكرر لكي لا افشل بشكل ساحق.

عندما وصلت إلى الطابق الأول, بدأت أتعرق, ولكني بدأت أمشي بشكل عادي مرة أخرى.

أني اعتاد على هذا نوعًا ما, ولكني لا أزال اشعر بالضعف.

"يبدو أنك وصلت, لقد تأخرت بسبع دقائق عما أتفقنا عليه, ولماذا استخدمت الدرج؟"

أنه يسخر مني… من المستحيل أنه لم يلاحظ حقيبة الملابس التي أن سقطت على سيارة ستدمرها.

"خفت أن يسقط…" لهثت قليلًا وانا امشي, رأيت تعبير داريستان المشوش.

هذا الشخص هو أيفور… أحد معلمين المدرسة.

تقدم أيفور وبدأ يمشي أمامنا, وقادنا نحو سيارة سوداء مظلمة.

لقد أشرقت الشمس قليلًا, ولكن الوقت لا يزال مبكرًا.

"سأدخلكم الأكاديمية, وأرشدكم نحو غرفكم الجديدة, وضعت مسبقًا بطاقة التعريف, ومفتاح الغرفة, وخريطة الأكاديمية في جيوب ملابسكم.

لديكم حوالي الثلاث ساعات لفعل أيًا ما تريدونه, ولكن يجب أن تدخلوا إلى الصف الأول لليوم تمام الساعة الثامنة.

وضعت البرنامج التعليمي الأسبوعي معكم أيضًا, مرفق بأسماء المعلمين, اماكن الصفوف, ساعات البدء… والمزيد."

أيفور هو من جلس عند المقدمة وقاد السيارة, لم يحضر سائقًا معه على ما يبدو أنه ليس من النوع الذي يوظف أشخاص لهذه الاشياء على أي حال.

بعض الناس مثل أيفور, حتى مع المال والمكانة التي يملكونها, فأنهم لا يستخدمون غيرهم كثيرًا.

أيفور… معلم صفوف: فنون الحرب, أساليب الجندي, الجغرافيا, والنجاة. حائز على الصف الأسطوري: صياد.

رتبته S- وقد يخترق قريبًا, بسبب صفه النادر فأنه يعتبر من النخبة ولا يقلل من أحترامه حتى الأعلى رتبة.

يفصل بينه وبين سن الأربعين عدة أشهر فقط, أنه شخص عملي للغاية, ولكنه طيب القلب.

سبب ظهوره كشخص بارد هو ببساطة مقتل كل من عرفهم في موجات وحوش مختلفة, وفقدان عينه اليسرى لأحد الوحوش أيضًا.

لقد وضع عينًا أصطناعية هناك, لا يمكن أستخدامها للرؤية, هي فقط للمظهر ولكي لا يُرعب الناس برؤيته.

أنه متقن للخناجر والأقواس والأسلحة النارية, يعرف 12 فن مانا, وثلاث فنون قتالية من الرتبة A.

لقد شارك في عشرات الغارات على موجات الوحوش, مر بتجارب لا تصدق وعاش في ظروف لا يمكن تخيلها.

في مرحلة معينة من حياته, ما تعرضت انا له في جبل الضباب كان حياته اليومية, وذلك أستمر لشهرين تقريبًا حتى وجد فرصة للعودة إلى المدن.

وفي أكاديمية الأمل, هو معلم ممتاز يعلم أكثر من أربع مواضيع منها: النجاة, فنون الحرب, أساليب الجندي, جغرافيا المجال البشري…

هذه هي كل المعلومات التي أعرفها عنه… أنها كثيرة وذلك لانه أول معلم صممته, قبل بروس حتى.

أنه شخص مهم للغاية, ومن المتطلب أحترامه. وقد جعلته يطرق على بابي لنصف ساعة.

يا لها من بداية.

***

=+=

مرت السيارة عبر بوابات الأكاديمية دون الكثير من المشاكل, توقفنا لدقائق قليلة فقط للتأكد من الهوية.

وبما أن معنا معلم مشهور, وبطاقات تعريفية, لم نواجه أي شكوك.

لا اعرف لماذا يجب أن نكون خائفين حقًا, ليس الأمر كما لو أنه يتم تهريبنا, سجلنا بروس في سجلات المدرسة بشكل شرعي.

ربما القليل من التدخلات هنا وهناك, ولكن الأمر لا يزال شرعيًا.

توقفت السيارة عند أحد المهاجع العديدة, أخبرنا أيفور عن رقم الغرفة والطريق لصف النخبة, ثم ذهب.

بما اننا نملك المفاتيح فلم نحتاجه في شيء آخر.

هناك حراس عند المهجع بالطبع, رتبهم B+, ولكنهم لم يوقفونا فقد خرجنا من سيارة معلم للتو.

كما أنه لن يدخل الأكاديمية شخص مشبوه دون أن يتم توقيفه عند البوابة, لذا فلا سبب حقيقي لأيقافنا.

كما أنه من المستحيل معرفة اننا طلاب جدد, لانه هناك حرفيًا الآلاف منهم في هذا المكان.

أحضر المعلمين كلهم مع مدير الأكاديمية, ولن يعرفوا اننا طلاب دخلوا المدرسة للتو.

ولكن المشكلة هي عندما ندخل إلى صف أعضائه عشرين فقط, وقد حفظوا جميعًا بعضهم البعض, فمن المستحيل التسلل.

لا داعي للتفكير بشأن تلك الأشياء الآن… تنهدت عندما رميت نفسي فوق السرير, الذي أستطاع تحمل وزن الملابس بشكل مثير للأعجاب.

السرير واسع وضخم, يمينه هناك منضدة خشبية أستطيع وضع أغراضي عليها, ومقابله بمسافه بعيدة هناك نافذه واسعة ادخلت ضوء الشمس, وتحتها طاولة خشبية وكرسي.

وبين الطاولة الخشبية والسرير أريكه وُضِعت بشكل جانبي, وأمامها منضدة يمكن وضع المشروبات عليها.

واجهت الأريكه تلفاز واسع.

هناك غرفتين جانبيتين, واحدة للحمام, والأخرى للمطبخ.

لا داعي لشرح الحمام بالطبع, أما المطبخ فقد أحتوى على كل ما هو مطلوب, ثلاجة وموقد وصنبور ماء...

الغرفة جيده للغاية, قد لا تكون مثل تلك التي حصلت عليها في قصر ستارهولد, ولكنها أفضل بكثير من الحد الأدنى الخاص بي.

تم تصميمها لكي يتقبلها النبلاء والأغنياء, ويشعر البقية بالذهول والدهشة.

هناك خزانة ملابس أيضًا, وضع فيها عدة أجواز من الملابس الرسمية للاكاديمية.

تفحصتها, جميعها ثقيلة كما توقعت, كيف تستطيع هذه الخزانة حمل الوزن كله دون التداعي؟ أنها مصنوعة من مادة مذهلة حقًا…

قضيت وقتي في التجول حول الغرفة ببطء, أشفقت قليلًا على من يسكن تحتي بما أن الضجه عالية حقًا.

ولكن لا يوجد شيء أستطيع فعله, هذه الملابس ثقيلة حقًا.

***

في الطابق السفلي..

جلس داريستان على السرير, وأغمض عينيه محاولًا التركيز.

كان يحاول تصحيح وتحسين أتقانه لفنون المانا حاليًا عن طريق التامل, وذلك يتطلب تركيزًا شديدًا.

قبل الدخول إلى صف النخبة رسميًا بعد ساعات قليلة, أراد أن يكون في أحسن أحواله.

أيضًا, قال بروس أنه سيفعل شيئًا ما ليجعل الطلاب يتقبلونهم, لذا فقد شعر ببعض الحاجة لتحسين نفسه الآن.

وفجأة, سمع صوت انفجار. قفز بشكل سريع من سريره وأخرج سيف ضوء القمر منتظرًا قدوم العدو.

ثم فجأة, صوت أنفجار أضافي, آخر وأخر وأخر…

لم يتطلب الأمر منه الكثير من الوقت لأستيعاب ما يحدث. أصبح وجهه أحمرًا من الأحراج.

'لا يجب أن يعرف أحد عن هذا…' فكر قبل أن يمسك مكنسه من الجانب, وبدأ يضرب السقف.

"أفقد بعض الوزن يا خنزير!" صرخ بصوت عالي.

***

=+=

جائت الساعة السابعة ونصف, قررنا الخروج الآن على الرغم من أن الوقت مبكر, وذلك لتجنب أي حوادث مؤسفه مثل الضياع.

حصل داريستان على عنصر لتغيير لون الشعر من أيفور, ولن يستطيع أي أحد كان أكتشاف أنه يغير مظهره.

شعرت ببعض الغرابة عندما رأيت شعره يصبح أسودًا, حيث اعتدت على شكله السابق, ويبدو الآن كشخص غريب علي التعرف عليه مرة أخرى, ولكن سريعًا ما عادت الأمور كما كانت.

الصف الأول اليوم هو نظريات المانا للمعلمة آرين, التأخر ليس ممكنًا.

على عكس باقي الطلاب العاديين, فإن لصف النخبة نظام تعليمي خاص.

بدلًا من تغيير القاعة بعد كل درس والذهاب إلى المعلمين, فإن المعلمين هم من يأتون إلى الطلاب.

هناك مبنى ثابت لطلاب النخبة لا يمكن لباقي الطلاب الوصول اليه, وفي صف ثابت يتم تعليم جميع الصفوف الأجبارية.

الصفوف القتالية والعامة.

ولكن بالنسبة إلى الصفوف العلمية, فإن حال صف النخبة يتغير, يذهبون إلى أحد الصفوف الجانبية في نفس المبنى ثم يتعلمون المنهاج الخاص.

وبما أن صف نظريات المانا أجباري, فأنه يقع في الصف الثابت في المبنى الخاص.

وبما أن منهاج صف النخبة مختلف ومعقد أكثر, فان الطلاب العاديون لا يمكنهم التعلم في نفس القاعة ايضًا.

صف نظريات المانا يُناقش كل شيء عن: فنون المانا, التحكم بالمانا, زيادة المانا, تطوير جودة المانا, العقود الملزمة…

أنه عديم الفائدة كليًا بالنسبة لي, او هذا ما اعتقده حاليًا على الأقل.

ولكن أن كان كلام سيرافينا وبروس صحيحًا, فإن تعلم كل هذه الأشياء سيساعدني عند قتال شخص متقن لها.

وبما أن جميع محاربين النخبة يتقنون تلك الأشياء, فيجب أن أهدف إلى تعلمها أيضًا.

لن أستفيد بشكل مباشر, ولن تزيد قوتي, ولكن الخبرة والحكمة ستفعل…

***

بسبب تعليمات أيفور الدقيقة والخريطة التي سهل فهمها, وقدرة داريستان على فهمها بشكل صحيح أكثر مني, وصلنا دون أي تأخير.

كنا الأوائل, لاحظنا كرسيين وضعوا في الزاوية خلف البقية, من الواضح أنه تم وضعها لتبدو جديدة.

ذهبنا لأخذها, ووضعناها في أمكان عشوائية, وضعنا القبعة المصحوبة مع الرداء وأنزلنا رؤوسنا منتظرين قدوم الجميع.

الأنسجام سيكون عمليه صعبة للغاية, ولكني فكرت بالشخصيات الرئيسية أكثر, سأراهم قريبًا.

====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/04/10 · 221 مشاهدة · 1642 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024