لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

"كبداية, ما الذي تعرفونه عن العقود الملزمة؟" سألتنا آرين.

لا يعرف الكثير من الناس عن العقود الملزمة, حيث أن الشائع هو العقود بين طرفين أو أكثر, وليس بين الفرد ونفسه.

ولكن في أكاديمية الأمل, وخاصة في صف النخبة, فمن المؤكد أن الغالبية من الناس يعرفون عنها.

"أنتِ, فيلا." أشارت المعلمة آرين نحو فيلا, التي جلست بجانب أخيها رون.

"العقود الملزمة هي نفس عقود المانا العادية, ولكن الفرق أنها تحدث بين الفرد ونفسه, ولا يمكن أن يحدث أي تدخل خارجي فيها." تحدثت بلهجه هادئة وبطيئة.

"صحيح, ولكن ما الذي يدفع المستيقظين إلى القيام بمثل هذا الشيء؟ لماذا يقيدون أنفسهم باستخدام عقد طواعية؟" لا تزال ملامح آرين نفسها وهي تسأل.

"هناك عدة أسباب, منها زيادة قوة الفرد في وقت قصير, التضحية بشيء للفوز في معركة او للنجاة… لا يوجد حدود للامر, أنه يعتمد على خيال وعقل الفرد."

بمجرد أن أنتهت أجابة فيلا, أومأت آرين برأسها أعترافًا, وأستخدمت المانا الخاصة للكتابة على اللوح الرقمي.

كتبت بسرعة شديدة ولم تهتم بخطها على الاطلاق, ولكن اللوح الرقمي جعله قابلًا للقراءة وأوضح بشكل تلقائي.

"المقدمة الأولى: العقود الملزمة هي وسيلة ضرورية ومفيدة للغاية للمستيقظين فوق الرتبة A-, أنها شيء أساسي لكي يصبح الفرد من النخبة.

العقود الملزمة لا تقتصر فقط على الاشياء المادية مثل التضحية بذراع او عضو على سبيل المثال, بل يمكن التضحية بإحصائية كاملة, مهارات, مهارات وراثة, فن قتالي, وحتى معلومات وذكريات.

كلما كانت التكلفة أكثر بالنسبة إلى المستخدم, تكون المكافأة التي سيحصل عليها أفضل, سنتكلم عن موضوع المكافآت لاحقًا, آما الآن فسوف نكمل الشرح عن التضحية.

أولًا, يجب أن تعرفوا كيف يتم تحديد قيمة التضحية. سأعطيكم مثالًا على ذلك:

عندما يضحي مبارز بقدرته على امساك السيف إلى الابد, لنقل أن تضحيته بقيمة 75% (قيمة أفتراضية), وسيحصل على فوائد تعادل قيمة ال75% او أكثر بقليل.

أما أن ضحى ساحر بقدرته على استخدام السيف إلى الابد, فإن تضحيته بقيمة 5% أو ربما لا شيء حتى, وسيحصل على مكافئة تساوي النسبة. "

بينما كانت المعلمة آرين تتحدث وتشرح, كان الطلاب خلفها مشغولين بتدوين وكتابة ملاحظات عن كل ما خرج من فمها.

قد يكون حفظ شرحها الآن أمرًا سهلًا, ولكنهم جميعًا أدركوا كيف ستتراكم المعلومات في وقت لاحق, سيحتاجون إلى هذه الملاحظات لاحقًا.

حتى كاسيان أخرج جهازًا لوحيًا من مخزونه وبدأ يكتب بشكل سريع.

عندما وصل إلى الفندق أمس, كانت الساعة حول الرابعة عصرًا فقط, لذا فقد قرر أستغلال وقته لفعل عدة أشياء, ومنها شراء أشياء قد يحتاجها اليوم.

بما أنه أخذ بطاقة بنكية بلا حدود من سيرافينا, فلا داعي لأن يكون بخيلًا, سيصرف المال كما يريد بلا خجل.

***

=+=

مرت ساعتين تقريبًا, ولم تبقى إلا دقائق قليله على نهاية الدرس.

شعرت ببعض الملل أثناء النظر إلى اللوح الرقمي المليء بالكتابات العشوائية, ولكني لا أزال احاول مواكبة آرين.

بما أن أحصائية الحكمة عندي أعلى من مستواي, وعقلي الحالي يعود لشخص عبقري في العلوم, فان التعلم سهل جدًا.

ربما لو كنت أملك المانا, لوصل تحكمي فيها إلى مستوى يتفوق على داريان حتى, لو…

على أي حال, الملل لن يقل عندما يكون التعلم سهلًا.. بل العكس تمامًا.

"يبدو أن الدرس قد شارف على الأنتهاء, سأبقي موضوع المكافآت للمرة التالية, وداعًا في الوقت الحالي."

أعادت المعلمة آرين جميع أغراضها المبعثرة إلى خاتمها, وخرجت من القاعة قبل أنتهاء الدرس بدقيقتين.

أخرجت انفاس الراحة, وأعدت جهازي اللوحي إلى المخزون, ثم حاولت النهوض.

"..." لا يزال الأمر صعبًا نوعًا ما, الوزن هائل.

صررت على اسناني, ونهضت بشكل سريع.

"ماذا يحدث معك؟" سمعت صوت داريستان خلفي, حاولت تجاهله حاليًا.

"سيأتي معلمك الآن, هل انت متحمس؟" سألني ببعض الحسد, لا أزال احاول تجاهله.

ليس الأمر أن هناك حقد بيننا او شيء من ذلك القبيل, بل كنت احاول الأبتعاد قبل أن يغطينا حشد من الطلاب, ولكني فشلت بشكل فظيع.

المشي في هذه الملابس مزعج حقًا…

أغمضت عيناي, ثم فتحتهما, أول ما رايته أمامي هو أيلينا باتروف تظهر من اللامكان.

أغلقت عينها اليسرى, وحول عينها اليمنى ظهر تشكيل بنفسجي دائري مصنوع من المانا, عند النظر اليه شعرت ببعض الغثيان.

"لعنة المانا هذه… غريب للغاية." سمعت تمتماتها الهادئة, كما لو أني موضوع تجارب.

ه-هذا سيء للغاية…

أن وضعت عيناها علي للتجارب, فلن تتركني حتى تحصل على عينه دم, يا للازعاج.

ولكن من الجانب المشرق, الطلاب الذين كانوا على وشك الأقتراب للكلام والتعرف أبتعدوا بمجرد رؤيتها.

"أنت تقتلين علاقاتي الأجتماعية…" تظاهرت بالحزن وانا لا أزال انظر إلى الدائرة البنفسجية حول عينيها.

كم أتمنى أن املك المانا…

لقد عرفت هذه الدائرة جيدًا بما أني عرفت أيلينا باتروف, انه فن مانا مُقعد يجعلها قادرة على رؤية اشياء لا يمكن رؤيتها عادة.

أحصائياتي الجسدية, معلومات عني, عن أصولي, عن عمري…

يمكنها حتى معرفة أن كنت مرهقًا أم لا. رأيت تعابير وجهها تتغير إلى الذهول فجأة.

"كيف يمكنك أرتداء مثل هذه الملابس؟" سالتني, وفي اللحظة التالية بدأت تقترب مني لأخذ نظرة أوضح.

"لا يجب أن يكون أرتداء مثل هذه الملابس والأبقاء على التركيز أمرًا ممكنًا للأشخاص في مثل رتبتك, أنت تملك أسرارًا… أُريد شرائها منك." وضعت يدها على كتفي كما لو أنها تتفحص بضاعة من نوع ما.

عندما سمعت عرضها, توسعت أبتسامتي.

بالطبع تركتها تتفحصني طواعية عمدًا, وذلك لأغراء الفضول العلمي لديها.

لن أترك أي شخص يتفحصني ويحصل على أسراري بلا سبب, أنا لست غبيًا إلى تلك الدرجة.

أردت مساعدة للتعامل مع الطفرة الجينية في دمي, بعد كل شيء فإن خبرتي في الطب الشرعي أو علم الوراثة الشرعي بشكل عام لا تكفي للعثور على حل سريع.

لا أُريد أن أهمال وأطالة الأمر لكي لا أواجه أي حوادث غير ساره في المستقبل, او لا ينفجر عقلي دون سابق أنذار.

مجرد التفكير بذلك جعلني أرتجف, ولهذا قررت أن أبحث عن شخص أكثر خبرة مني في هذا المجال.

وبما أني لا اريد تسرب أي أسرار, فيجب أن ابحث عن شخص موثوق.

عند رؤية النظرة المهووسة على وجه أيلينا, فإن كلمة "موثوق" ليست أول ما يخطر على العقل, ولكني متأكد أنها لن تسرب معلوماتي الخاصة بسهولة على الأقل.

أيلينا باتروف… خبيرة في علوم المانا, الطب الشرعي والوراثي, وقليلًا في الصيدلة.

تخصصات تحتاج إلى عدة سنوات من الدراسة الجامعية للوصول إلى مستوى متوسط فيها… كاسيان السابق تعدى المستوى الجامعي للصيدلة وهو في سن الرابعة عشر, واتقن القليل في باقي التخصصات العلمية في السادسة عشر.

أما أيلينا, فقد أتقنت الكثير من التخصصات في سن مراهقتها, ووصلت إلى مستوى الدكتوراه في سن الثامنة عشر.

وكل هذا لسبب واحد: احصائية الحكمة.

أحصائية الحكمة أحد أهم الأحصائيات التي يجب على كل الصفوف الأهتمام بها, فهي مسؤولة عن:

1- سرعة التفكير.

2- سرعة الحفظ.

3- سرعة الفهم.

4- المقاومة العقلية. (في بعض الحالات فقط.)

سواء في وسط القتال, او وسط مختبر علمي, فإن سرعة التفكير ميزة مهمة جدًا ولا يمكن التفريط فيها.

والمجنون أكثر هو… أنا وأيلينا لا نزال لم نصل إلى قمة العلوم حتى مع أمتلاك عقول مثل هذه, هناك مستيقظين أخرين وصلوا الى مستويات خيالية.

المعلمة آرين على سبيل المثال, لقد تعمقت في مجال الطب كثيرًا لدرجة أن البشري الذي لا يملك أحصائية حكمة سيحتاج إلى مئة سنة لأتقان ما تعلمته في خمسة وعشرين سنة.

"أتفقنا." أبتسمت وسلمت ورقة فيها معلومات أتصالي إلى أيلينا.

"هاه؟" تراجعت فجأة وتعابير وجهها تغيرت, يبدو أنها لم تتوقع موافقتي بهذه السرعة, وشعرت كما لو أني خدعتها بطريقة ما.

تجاهلتها, وبدأت أمشي ببطء نحو باب القاعة.

منذ مدة لم أعرفها, كان المعلم بروس قد دخل القاعة, وأنتظر تجمع الطلاب عند الباب.

"درس اليوم سيكون في ساحة التدريب, تجمعوا هنا ببطء وأنتظام!" تحدث بصوت عال كما لو أنه ضابط في الجيش, إلا أنه يصرخ على مجرد طلاب.

بما أني بدأت المشي مبكرًا, فقد وصلت قبل الجميع وكنت الأول قرب الباب, وبروس واقف قربي.

"أثبت نفسك." همس تجاهي.

أظلمت تعابير وجهي, أدركت ماذا يقصد.

"بهذا؟ هل انت جاد؟" أشرت إلى ملابسي وهمست له أيضًا.

على الرغم من أن رتبتي عالية للغاية مقارنة بباقي الطلاب, إلا أني أحمل مئات الكيلوغرامات.

أشعر أن الارض تحتي ستنهار لو قفزت, ماذا سيحدث لو سقطت على طالب عشوائي الآن؟

سيكون ذلك مثل سقوط سيارة عليه… سيارة صغيرة نوعًا ما.

عندما تجمع الجميع, بدأ بروس يمشي بشكل سريع ومن المفترض أن نتبعه, وبما أني الأول في السطر فيجب على الجميع أتباعي.

وبما أني امشي بسرعة عجوز, سمعت عدة شكاوي من خلفي.

تجاهلتهم, أن لم افعل فقد أرمي معطفي هذا على أحد منهم.

حظًا موفقًا في أمساكه, لن تعود يدك كما كانت من قبل أن فعلتها..

مرت بضع دقائق حتى وصلنا إلى ساحة التدريب, التي من المفترض أن تكون مسافة أقل من دقيقة.

أنها في نفس المبنى, ولكن الطابق الثاني, مجرد درج سريع يفصل بين القاعات.

عندما دخلت, أبتسمت. آلات تدريب حقيقية!

الارض مُغطاه بمادة أسفنجية زرقاء لتفادي الأصابات عند الوقوع, سمعت عدة ضحكات خلفي, أستغرقت بعض الوقت لأدرك السبب.

نظرت إلى الأسفل, الارض تحتي تعرضت لكل الوزن الهائل الذي حملته, وبدا كما لو أني اغوص فيها.

بدأت أمشي ببطء, من المرجح أن شكلي مضحك الآن, أمشي ونصف جسدي عالق في الارض, وخلفي يمشون بشكل عادي.

حسنًا… لنرى باقي الأشياء في غرفة التدريب…

هناك عدة مرافق, بعضها مثل نادي رياضي عادي ولكن معدات مختلفة لتناسب المستيقظين طبعًا, هناك أماكن للراحة, وساحات صغيرة للقتال, وغيرها.

وحاليًا لسبب ما, كنا أمام ساحة القتال الأكبر الموجودة في المنتصف, والطلاب شكلوا دائرة حولها.

نصف جسدي داخل الارض, كان الأمر مزعجًا ولكن مريحًا في نفس الوقت, الجو دافئ للغاية هناك.

امسكني بروس ورفعني بيد واحدة كما لو أن وزني مثل الريشة, وأنزلني فوق الساحة, بما أنها صنعت من مادة أكثر صلابة فقد أستطعت المشي عليها بشكل عادي.

"كما قلت لكم منذ أسبوعين, اليوم سيكون الأختبار النصف سنوي, نتيجة هذا الاختبار ستؤثر بنسبة 30% على النتيجة النهائية لصفين القتال اليدوي والمسلح..

عندما سمعت ما قاله, أظلم وجهي…

====

لا تنسوا التعليق, نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

الفصول القادمة رح تحتوي على احداث اكثر.

2024/04/12 · 252 مشاهدة · 1541 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024