لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

بعد الأستحمام ووضع كمية صغيرة من أعشاب العلاج في الحوض, نهضت وأسترحت لمدة نصف ساعة قبل الخروج.

لم أنتهي من التدريب لليوم, ذهبت إلى مبنى تعليم صفوف النخبة وأظهرت بطاقة التصريح التي حصلت عليها من بروس, ودخلت بلا مشاكل.

هناك موظفة أستقبال في ساعات عمل الليل لأرشاد الطلاب مثلي, وأيضًا لتسجيل كل شيء نفعله بعد ساعات الدراسة الرسمية.

أجهزة المحاكاة عبارة عن أجهزة ضخمة تشبه الأنابيب نوعًا ما, هناك مقبض غير بارز يجب أن نضغط عليه, ثم سيفتح الأنبوب ويفسح مجالًا للدخول.

قبل عدة سنوات, كان أرتداء ملابس خاصة ألزاميًا لأستخدام أجهزة المحاكاة بشكل مقبول, ولكنها تطورت كثيرًا منذ ذلك الوقت وأصبحت قابلة للأستخدام في بأي طريقة.

العالِم الرئيسي الذي طور هذه الأجهزة كثيرًا وجعلها أفضل هو في الواقع المعلم فيكتور ادوم.

هذه الاشياء ليست صدفة بالطبع.

العالمة التي لا يوجد شخص يتفوق عليها في العلوم الطبية, والمعلم الأفضل, والمهندس الأفضل, وشخص خاض تجارب أسثنائية, و السياف الأفضل, جميعهم معلمين لصف النخبة.

مدير المدرسة بدعم من آمون تواصل معهم جميعًا وأقنعهم واحدًا تلو الأخر بالتعليم, بعضهم مثل أيفور كان ينوي الدخول إلى هذا المجال بنفسه, وبعضهم مثل آرين التي تطلب أقناعها الكثير من الجهود.

الوحيد الذين فشلوا في أقناعه للأقامة بشكل دائم هو بيرين, حيث سيستقيل عندما يتخرج داريان.

لأستثمار الكثير من المجهودات لتوظيف أولئك المعلمين… من الواضح مدى أهمية هذه الأكاديمية للحكومة.

وبالفعل, السبب الأكبر وراء كون البشر الجنس الذين يملكون أفضل المحاربين الفرديين هو وجود هذه الأكاديمية. (الإحصائية لا تشمل الشياطين.)

أخترت الأعدادات الأفتراضية, وجعلتها بحيث تكون الأكثر واقعية كما طلب بروس مني.

ثم عندما دخلت, وجدت نفسي وسط حديقة عشبية واسعة, لا يوجد شيء على مد البصر إلا الأعشاب وشمس صفراء دافئة تتدلى من السماء.

المكان المثالي للراحة.

أول ما فعلته هو الأستلقاء على الأرض, واخذ بعض الراحة. لا ضرر من فعل ذلك.

يريدني بروس أن اقضي ساعة بالتوقيت الخارجي, أي ثلاث ساعات هنا.

ولا يوجد مجال لان اقضيها كلها بتدريب وصية الكسل أبدًا.. انا كسول أكثر من فعل ذلك…

ليس الأمر أني اتهاون, ولكن ذكريات التدريب لفترات طويلة في جبل الضباب تجعلني اشعر بالغثيان كلما تذكرتها.

أغلقت عيني, أنشغلت أذناي بسماع صوت الرياح الجميلة وهي تتخلل الأعشاب, وأنفي برائحة الزهور الجميلة.

ولكن هناك صوت زنين غريب, كما لو أن ذبابة تحاول دخول اذني, أو رجل عجوز يصرخ بصوت عالي من مكان بعيد.

<أيها الطالب الكسول! أبدأ العمل حالًا!>

ربما اتخيل, لا يمكن أن يدخل أحد في هذه المحاكاة الخاصة, ربما تم وضع برناج أصوات أفتراضي لدعم الواقعية.

<أنهض بسرعة!>

سقطت كومة من الطين فوقي فجأة ودفنت رأسي بالكامل تحتها, أختنقت لثانية.

رفعت رأسي على الفور وبصقت, دخل بعضها إلى فمي! بدأت ألهث الهواء.

فتحت عيني ورأيت صورة أمامي, لم اراها قبلًا لأني أغلقت عيوني.

كانت الصورة لبروس, لا شيء في عيونه إلا الغضب.

"هاه؟! كيف تستطيع مشاهدتي؟"

<أنت أحمق فعلًا…> صفع جبهته. <هذه أجهزة محاكاة تابعة للأكاديمية, يستطيع أي معلم مراقبتك أن أراد, ليس مهمًا الآن, أبدأ

العمل على الفور. سأراقبك.>

تنهدت, لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا…

بما أنه ليس في المحاكاة بشكل كامل مثلي, فأنه يشاهدني اتحرك بسرعة مقللة بثلاث اضعاف على الارجح, هل يبطئ كلامه وتحركاته عمدًا لكي أراه بشكل عادي؟ ضحكت بمجرد التفكير بالأمر.

<أبدأ الآن.>

تحدث بنفس نبرته المعتادة, أومأت برأسي وأخرجت جور من المخزون. "كما تريد."

ثم بدأت أمارس حركات وصية الكسل الأفتراضية, أنها الأحماء.

هذه هي المرة الأولى التي أتدرب فيها على وصية الكسل بشكل حقيقي أمام بروس, لذا فحاولت تقديم أفضل ما لدي.

ولكن… هناك شيء ناقص, شعرت بشكل غريب أني اتحرك بلا فائدة, أشعر بنفسي أتقدم ولكن ليس بالسرعة المعتادة…

توقفت, ونظرت إلى شاشة بروس.

<ماذا تفعل؟ لماذا توقفت؟> سألني بجدية, يبدو أنه لاحظ شيئًا.

"تقدمني هنا أبطأ بكثير…" خطرت لي فكرة فجأة. "هل استطيع الحصول على عناصر افتراضية هنا؟ أو وضع نفسي تحت تأثيرات أفتراضية؟" سألت.

لم يجبني بروس, بل بدا أنه يعبث ببعض الاشياء باستخدام يده, في اللحظة التالية ظهرت شاشة أعدادات أمامي.

<يمكنك جعل جسدك الافتراضي ابطئ, أسرع, متعب, نشط… أفعل ما تريد بشرط إلا تعيق تقدمك.>

أومأت برأسي وبدأت أبحث عن خانة الكسل, كانت موجودة حول النهاية عند الأعدادات.

عندما وجدتها, رفعتها إلى الحد الأقصى, ثم أغمضت عيناي.

أصبح كل شيء ثقيل, وبدأ جسدي يترنح, والعالم يدور, وصداعي وصل إلى مرحلة غير مسبوقة.

ولكن… أشعر بشيء غريب.

"هذا النعاس ليس حقيقيًا, لن يفيدني على الاطلاق, بل ربما يشوه فهمي ويعيق تقدمي… جميع المشاعر التي اشعر بها في هذا المكان مزيفة, لن أستطيع التقدم هنا للأسف." شرحت الأمر لبروس أثناء اعادة مستوى الكسل إلى المعتاد.

وضع يده على ذقنه وبدأ يفكر.

<لا توجد طريقة للتحايل… كما هو متوقع من فن قتالي أسطوري, أن كان الأمر هكذا… زد ساعات التدري ثلاثة إلى اربعة وصف, أي ساعة ونصف في الواقع. وقاتل أعداء افتراضيين.>

"ألن يكون ذلك خطيرًا على الطفر-"

قاطعني دون اهتمام وقال: <لا تقلق حول ذلك, الأعداء الأفتراضيين ليسوا بقادرين على ابداء نية قتل, وحركاتهم لا تصل إلى درجة جعلك تنزف أبدًا, من المستحيل أن تتحفز الطفرة منهم, ولكنهم سيضربوك كثيرًا. فقط كن حذرًا وأخبرني في حال شعرت بأي شيء.>

أومأت برأسي عندما سمعت تعليماته.

<وأيضًا, لا تستخدم وصية الكسل أبدًا في القتال, عليك العثور على وسائل أخرى, حاول اختراع أي شيء حاليًا لزيادة مرونة عقلك في القتالات.>

تجعدت حواجبي قليلًا, ولكني لا زال أومئ برأسي, ليس الامر اني اشك بقدرات بروس التعليمية, بل عرفت أني سأتلقى ضربًا مُبرحًا.

كما قال, الأعداء الأفتراضيين لن يصلوا إلى درجة جعلي انزف أبدًا, ولكنهم سيضربون وضرباتهم تؤلم كثيرًا.

عندما اختفت شاشة بروس, ظهرت حولي ثلاث دمى معدنية فضية, جسدها مزين بخطوط زرقاء غامقة.

قوتهم الجسدية حول الرتبة B+ وأكثر بقليل, تقريبًا مثلي.

تذكرت أحد شروحات جور القديمة لي لسبب ما.

====

"شاشة الحالة لا تقيس الأحصائيات بنفس الطريقة عند الكل." شرح جور لي.

لم اكن جاهلًا بالأمر, ولكني تظاهرت بالجهل كذريعه للحصول على الراحة, أن أخبرته بمعرفتي سيعيدني إلى التدريب.

"مثلًا, عندما استيقظت انت, أُرجح أن قوتك الجسدية كانت في الرتبة F تقريبًا, ولو كنت تأكل جيدًا لكانت F+ او D-, وهذا لأنك تملك موهبة جسدية أسطورية في الواقع, لكنها لا تستطيع تعويض أفتقارك للمانا حقًا لذا لا تغتر." سخر مني في النهاية, تظاهرت بأني لم أسمع.

أن قاطعته سيسقط علي جذع خشبي, لا اريد هذا.

"ولكن عندما استيقظت لاول مرة, ماذا كتبت شاشة الحالة عند مستواك؟ على الرغم من أنك كنت في الرتبة F غالبًا."

أنتظرت قليلًا للتأكد من أني أستطيع الأجابة, ثم رفعت يدي كطالب على الرغم من عدم وجود شخص غيرنا هنا.

المزاح مع نفسي من أجل أضحاك نفسي, هذه هي الطريقة الوحيدة لكي اتفادى الجنون في هذا المكان.

"هاها, نعم انت." من المفاجئ أن جور ضحك أيضًا, كرهت ذلك, لا اريده أن يضحك. أريد أغضابه أن امكن.

"عندما أستيقظت لأول مرة قوتي كانت في الرتبة G+."

توسعت أبتسامة جور الدافئة قليلًا.

"أترى؟ على الرغم من أنك كنت تستحق الرتبة F على الأقل, إلا أنك أستيقظت برتبة G+, وهذا لأن شاشة الحالة تقيس الأحصائيات بشكل مختلف بالنسبة لكل شخص.

بالطبع لا يمكن القول أن شخصًا في الرتبة B يستطيع هزيمة شخص في الرتبة A بسبب الأختلاف في الرتب, طريقة القياس تكون مختلفة ولكن ليس لتلك الدرجة.

يمكن قول أن شخصًا قوي مثل الرتبة B+ سيكون مصنفًا في الرتبة B-, هذه هي حدود النظرية, ولكن هناك بعض المخلوقات الأستثنائية, المخلوقات التي اراها مخيفة أكثر من الشياطين حتى."

تجعدت حواجبي قليلًا عند سماع تصريحه الأخير, مخلوق أخطر من الشياطين؟ في العادة كنت لأمرر الأمر على أنه كلام شخص متهور, ولكنه ليس كذلك بوضوح.

بيلفجور أمامي هو الشخص الذي دمر عشيرة شياطين الكسل بأكملها, أنه يفهم الشياطين تقريبًا كما افعل انا.

اردت سؤاله عند تلك المخلوقات, ولكني خفت من سقوط جذع على رأسي أن قاطعته, كما أنه سيخبرني عن ذلك المخلوق على الارجح بنفسه.

"من حسن حظ جميع المخلوقات الحية أن ذلك العرق لا يملك القدرة على الاستيقاظ وزيادة قوته, وإلا لأُجبر حتى الشياطين على الهجرة من جميع الكواكب مثل سائر الأجناس, وهذا العرق هو: الحشرات!"

====

أستلقيت على الأرض العشبية, الكدمات زينت جسدي بشكل ليس جميلًا للغاية, وجعلتني العن بروس في كل لحظة.

تلك الدمى كانت تستخدم فنونًا قتالية! القضاء عليها استغرق مني ساعة كاملة, ولولا <نعمة الرياح> و <مجال الجاذبية> لجور لما فعلتها أبدًا!

ولكن في المقابل, أصبحت أفضل قليلًا في القتال دون وصية الكسل.

مسحت أماكن الكدمات بجزء العريض البارد من جور لكي أخفف الألم أرتجف السيف قليلًا ولكني لم اهتم. نظرت إلى شاشة عرض بروس التي ظهرت منذ تدمير آخر دمية.

<ممتاز, الآن بدون سيف.> لوح بيده وأختفى جور بشكل غريب, ثم ظهرت ثلاث دمى أخرى.

تعرضت للضرب المبرح لساعة ونصف… عندما انتهيت أصبح جسدي كاملًا مصبوغ باللون الأحمر.

لهثت الهواء بجشع, التدريب السابق أفضل بكثير من هذا… يجب أن أكون نائمًا بحلول هذا الوقت.

ظهرت شاشة عرض بروس مرة أخرى, ويا ليتها لم تفعل…

<ممتاز, الآن بدون مهارات.>

كنت على وشك تذكير بروس بأجيال عائلته السابقة ولكني لم أفعل.

"هل تتذكر عندما تمزق بنطالك وسط الحرب قبل ثمانين عامًا؟"

أوه اللعنة, أنزلق لساني.

****

بعد ذلك التذكير اللطيف, أرتفعت قوة الدمى قليلًا وزاد عداد الألم من 100% إلى 120%, وبالطبع لم أستمتع على الأطلاق.

حاولت دمية لكمي, تجنبت ضربتها بالكاد فأكتشفت لاحقًا أن اللكمة عبارة عن فخ وكان المسعى الحقيقي هو توجيه ضربة ركبة لكسر أنفي.

هذه الدمى ماكرة وقوية للغاية, والألم أعلى من المعتادة, والمصيبة أني واجهت ثلاثة في نفس الوقت.

من حسن الحظ أني لا أزال املك تعزيز السرعة الدائم, أنه أضعف بكثير من التأثير الحقيقي ولكنه أفضل من لا شيء.

كما أني أملك أحصائية حكمة عالية للغاية, أعطاني ذلك القدرة على حفظ نمط تحرك الدمى الثابت, وتذكر الأفخاخ التي وقعت فيها وعدم تكرار الأخطاء.

بالطبع انا لست معجزة من نوع ما, تطلب الأمر الكثير من الوقت للتقدم, وعندما انتهيت صادف الأمر أنتهاء الفترة المطلوبة مني أيضًا, الأربع ساعات ونصف أنتهت!

سجلت الخروج على الفور, وشعرت بكل التعب والألم يختفيان, كدت انسى أن كل ما حدث عبارة عن مجرد محاكاة…

عدت إلى المنزل بعقل مرهق, أخرجت العديد من مكونات الطعام التي اشتريتها مؤخرًا بطلب من بروس, أعددت كمية مخيفة تكفي عدة رجال.

أعتقدت أنه بصفتي صيدلي فمن المفترض أن يكون الطبخ سهلًا, ولكنه ليس كذلك, كان علي أستخدام خبرتي السابقة من القرن الواحد والعشرين للطبخ.

ولا أزال أفتقر بعض الشيء, ولكن الامر ليس مهمًا, فبعد كل شيء.

نظرت إلى الصحون أمامي, بدت مُعدة جيدًا ولذيذه للغاية, أمسكت الملعقة وضغطت عليها أكثر من اللازم قليلًا, أرتجفت يدي.

حملت الملعقة الكثير من انواع الطعام, من المفترض أن تكون غنية بالنكهة, أو سيئة في حال كان المزيج لا يليق ببعضه.

عندما مضغت الطعام وبلعته, أزداد ضغطي على الملعقة حتى أعوجت بشكل غريب, ثم ضربتها بالأرض بقوة وأصدرت صوتًا عاليًا.

أسندت رأسي على يديّ, وتجعدت حواجبي, وتحول لون جلدي إلى اللون الأحمر.

بدأ الأمر منذ خروجي من مجتمع الدمى ولكنه لم يكن مكتملًا بعد, ثم بعد استخدامي للجرعة المركزة من الفاكهة المقدسة تسارع حتى اكتمل الآن…

"لا أستطيع تذوق أي شيء … سواء كان الطعام جيدًا أم سيئًا, لا أعرف… سواء وضعت الملح أو السكر على الطعام, لا فرق…" أردت ضرب الطاولة ولكن ذلك سيضيع الطعام.

حتى لو كان لا مذاق له, لا أزال بحاجة إلى الاكل لأعوض الطاقة التي فقدتها طوال اليوم…

أحد طرق تخفيف الضغط التي لطالما أستخدمتها هي الأكل, والآن فقدت تلك القدرة… ماذا بقي لي؟

لا اعرف, هل الأمر بسبب الموارد التي تعاطيتها؟ أم تأثير جانبي للفاكهة المقدسة؟

بحثت عن الأمر لوقت طويل, ولكني لم اجد مثل ذلك التأثير الجانبي للتركيز.

"ربما يجب أن اخبر أيلينا عن الأمر بعد حل موضوع الطفرة… أنها أكثر مني معرفة بهذه الأمور.." تنهدت, وذهبت لأخلد إلى النوم بعد يوم طويل.

***

وهكذا, مرت الأسابيع…

=====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/04/19 · 241 مشاهدة · 1856 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024