الكون ليس ملزمًا بأن يكون منطقيًا لعقول البشر…

ولكن بغض النظر عن هذه الحقيقة, لم استطع إلا أن أفكر بكلمة واحدة عندما رأيت أحدث الأخبار على هاتفي.

"تم أثبات أن العالم مصنوع من أنسجه لا تعد ولا تحصى ؟ هراء كامل!"

التأثير على احد هذه الأنسجة يمكن أن يغير طبيعة المادة أو ينشئ شيء من العدم؟ حفنة من الهراء!

أغلقت المتصفح سريعًا ونظرت إلى الساعة قبل أن أهز رأسي.

"أنها التاسعة صباحًا!, يجب أن أذهب بالفعل!"

وضعت الهاتف في جيب بنطالي ونهضت من سريري ببطء, توجهت لخزانتي لجمع بعض الملابس قبل أن أذهب إلى الحمام القريب.

أسمي هو كاسيان فال, طالب جامعي متخرج حديثًا من الجامعة المحلية بتخصص متعلق بالفيزياء النظرية, معدل فوق المتوسط بقليل.

وضعت ملابسي على الرف وتأكدت من أغلاق باب الحمام مرتين قبل أن اتوجه لأتمام العملية المألوفة, فقط لأنتهي بعد أكثر من ربع ساعة.

بصفتي شخص يبلغ من العمر 23 عامًا بشهادة جامعية, فيجب أن أبدأ بالبحث عن عمل قريبًا وهو ما أفعله بالفعل, ولكن اليأس بدأ يجتاحني.

لقد مررت بأكثر من أربعة مقابلات عمل بالفعل ولم تصلني رسالة واحدة حتى الآن, يبدو أن مجال عملي ممتلئ والحل الوحيد هو السفر بعيدًا, شيء لن افعله بالطبع.

لا اخطط لترك عائلتي بعد كل شيء, ليس في أي وقت قريب, ولكن حقيقة صعوبة أيجادي للعمل وكمية الأنتقادات التي وجهتها امي إلى اختياري للتخصص بدأت في أن تصبح مصدر أزعاج حقيقي.

توقفت أمي عن العمل منذ أن تخرجت من الجامعة, حيث قل عبء المال عليهم كثيرًا, لا استطيع أن اصف كمية أحراجي في كل مرة تذكرت مدى تعب والديّ على شهادتي الجامعية, فقط لكي اكتشف حقيقة أن سوق العمل لا يطلبني.

أعني, لقد تفحصت موضوع سوق العمل عدة مرات في السابق ولكني تجاهلت جميع الأعلام الحمراء, حيث تم اتخاذ قراري بلا رجعة بالفعل…

تنهدت, كان سوق العمل حيويًا عندما بدأت دراسة الموضوع.

في خضم شكواي الداخلية عديمة الجدوى, أنتبهت اني أرتديت ملابسي بالفعل, لا شيء رائع مجرد قميص أسود وبنطال رمادي.

نظرت إلى مظهري على المرآة, متوسط المظهر بشعر بني وعيون سوداء, ملامح عادية ووقفه متواضعه, المظهر المثالي لخطتي المثالية, وهي العمل للاربعين السنه التاليه براتب غير عادل ثم أموت وسط احفادي.

خرجت متوجها إلى الطابق السفلي, حيث رأيت ثلاث أشخاص على طاولة الطعام, ولم أتردد في الذهاب اليهم.

نظر لي والدي كما لو كنت مجرم حرب, تنهدت داخليًا عندما تذكرت اني عاطل عن العمل.

بالطبع, كانت هذه الكراهية مجرد مظهر خارجي, أهتم هذا الرجل بي أكثر من أي شخص آخر.

وضعت والدتي صحن أمامي بأبتسامه شريرة, وعرفت سيناريو اليوم بالفعل.

"حسنًا؟!"

"لا شيء… " ابتسمت بأحراج.

زادت أبتسامة أمي شرًا, وأستطعت أن اسمع الكلمات التالية بالفعل.

"هاه, لو انك أستمعت الينا وتخصصت بالطب, بدلًا من مطاردة مثل هذا التخصص الذي لم يسمع به احد من قبل!, سمعت أن ابن عمتك بدأ يعمل بالفعل قبل أسبوع!"

أظلمت ملامح وجهي, وبدأ والدي في النظر الي أيضًا.

"ألم يكن عاطلًا لمدة سنة؟ والا تعلمون أن متوسط المدة التي يقضيها الخريجون قبل العمل هي اكثر من سنه؟ لقد مرت ثلاثة أشهر فقط منذ تخرجي!"

تحدث بنبرة من القهر, حسنًا كان كل شيء داخليًا, كان الأمر بأكمله مجرد طريقه أستخدموها لأغاظتي, مثل الألعاب في مراهقتي المبكرة والنظارات في سن ال19-21.

كان الامر بأكمله عبارة عن حلقه مكرره ولكني لم امل منها أبدًا, أعتقد أن هذا أصبح جو عائلتنا بالفعل, سوف امرر الامر لأطفالي بالتأكيد.

نظرت إلى كرسي الأطفال على طرف الطاولة البعيدة ولم استطع أن اكبح نفسي, 'لطيف!'

هذه هي اختي ألين المولودة حديثًا, ولم استطع إلا أن اضغط على خديها المنتفخين بلا وعي, الأمر ممتع حقًا بغض النظر وجهة نظركم.

سرعان ما اكملت أفطاري أثناء صد العشرات من الأتهامات من هنا وهناك, نهضت سريعًا لكي اريح نفسي قليلًا.

جلست على أريكة قريبة وفتحت هاتفي متجاهلًا صيحات امي بأن هذا الهاتف مصدر أدمان.

دخلت لعبة معينة, لعبة كنت العبها منذ دخولي إلى الجامعة والسبب الرئيسي لعدم حصولي على درجات اعلى بكثير, ربما تكون امي محقة بشأن الأدمان…

على أي حال, هذه اللعبة مذهلة للغاية! خصوصًا فكرتها التي لم تستطع لعبة أخرى تقليدها أبدًا!

في هذه اللعبة, تستطيع في الواقع أن تبني عالمًا من لا شيء, تصنع مفاهيم من لا شيء وان تضيف بعض المنطق عليها لتستخدمها الشخصيات, نعم سمعتوني! شخصيات !

بمجرد وضع وصف لشكل وطريقة تفكير الشخصية, تظهر على الشاشة بشكل مطابق لخيالي تمامًا!

بالطبع, كل هذه الأنجازات لا يمكن أن تتم إلا عن طريق ذكاء صناعي متقدم, متقدم بسنين ضوئية بالتأكيد!

لم يتم طرح هذا الأمر أبدًا ولكني توصلت اليه بنفسي, على أي حال, بعد بناء كل شيء من الشخصيات إلى القدرات, يجب أن انقر على زر المثلث المقلوب لتبدأ المسرحية! لعبة رائعة اليس كذلك؟

حسنًا لسبب ما, كلما أريتها لاي شخص يبتعدون عني على الفور كما لو انهم فقدوا الشغف فجأة, جعلني الأمر أتسائل عن ذوقي قليلًا…

تمت مقاطعة أفكاري عندما ظهر أشعار بالأعلى, وبخط كبير كُتب: أهلا! هل تريد أن تذهب إلى +++ اليوم؟

هذا هو صديقي الأقرب, أسمه أليوس وهو مهووس بالذهاب لتجربة المقاهي المختلفة في كل بقاع المدينة.

اعدت له الرسالة سريعًا.

<بالطبع لا مشكلة, سأنتهي من مقابلة العمل بعد الساعة السادسة ليلًا>

أعاد أليوس رمز تعبيري عشوائي قبل أن اغلق تطبيق الرسائل لكي اعود لتسلسل أفكاري.

الشخصية الرئيسية لهذا العالم هي: داريان ستارهولد! الشخص الأكثر موهبة في جيله, اصغر موقظ لمهارة وراثة وشخص ذكي جدًا, بدعم من شخصيات مبتذلة أخرى يقودهم للقضاء على ملك الشياطين وتحرير أسيا من وحوش المانا!

حسنًا, حتى انا لم اكن مبتذلًا لهذا الحد.

"موتوا جميعًا! هاهاها"

ضحكت بصوت عالي أثناء رفع احصائيات ملك الشياطين بأستمرار, لا استطيع أن اعرف أحداث هذه المسرحية حتى أبدأها لذا فلا علم لي بالنتيجة للأسف, ولكن كان من السهل التوقع عند رؤية عشرات المهارات وأحصائيات الملك الجنونية.

من الممتع نوعًا ما أن اترك البطل ليعاني طويلًا, فقط لكي يفشل فشلا ذريعًا في النهاية, فعلت ذلك مع جميع العوالم السابقة.

ربما اندم على ذلك لاحقًا…

على الرغم من استغراق كل عالم لعدة شهور, إلا أن رؤية كل شيء يحترق كان تعويضًا مناسبًا.

بالطبع انا لست مريضًا نفسيًا بأي حال من الأحوال, أنها مجرد لعبة ولا أستطيع أن اشعر بالتعاطف مع الشخصيات المبتذله فيها.

أعني رجاءً, عامي صريح وفتاه نبيلة ذكية ورجل كسول, اليس حزب البطل مبتذلا للغاية؟

هذا الجزء هو اقل ما ركزت فيه, حيث وجدت متعة اكثر في انشاء بعض الشخصيات الجانبية الاخرى.

اكثر ما احببت فعله هو وضع عناصر خفيه هنا وهناك على امل أن يتعثر البطل (داريان) بها لكي يحصل على معركة ملائمة امام ملك الشياطين على الأقل.

وكالمعتاد, فقدت سيطرتي قبل النهاية بقليل ودمرت توازن العالم والنهاية الجميلة تمامًا.

حسنًا, لكي أكون صريحًا فإن داريان لا يستحق أي نهاية سعيدة بأي معنى, انا من كتبت ماضيه قبل بلوغه لسن السابعة عشر واعرف اغلب الأشياء عنه.

تنهدت وبدأت في وضع بعض التفاصيل الاضافيه هنا وهناك, يقوم الذكاء الصناعي بصب الفراغات تلقائيًا ويجعل الأشياء الغبيه منطقية بشكل ما, كما أنه الذي صنع جميع الشخصيات التي لم اكتبها بنفسي.

أعني هل حقًا تتوقعون مني إنشاء 6 مليارات كائن حقًا؟

أستمر الأمر لبعض ساعات حتى انتهيت من الأمر أخيرًا, وغيم تعبير حزين على وجهي.

في الواقع, سوف يكون هذا آخر عالم لي…

لم يكن الامر مبتذلًا مثل أن اللعبة سوف يتم اغلاقها او شيء ما, ولكني اتخذت هذا القرار بنفسي, هذه اللعبة مصدر الهاءكبير ببساطة.

بالإضافة إلى اني اخطط للحصول على وظيفة اليوم, لقد خططت لكل كلمة يجب أن اقولها ومن المؤكد أنه سوف يتم قبولي, يجب أن افرغ نفسي تمامًا للعمل وأحقق توقعات والدّي الذين عملوا سنوات طويلة من أجلي, ولكي تعيش ألين بسخاء أيضًا…

سوف يكون دفع الوظيفة جيدًا على الأرجح وسوف تستقر حياتي أخيرًا, أتزوج بفتاه عشوائية وأكمل الاربعين سنه المتبقيه من حياتي كشخص متواضع لأموت بين العديد من الأحفاد, ربما اجعلهم يندمون على اختيارهم المهني قبل أن اموت-.

أومأت برأسي داخليًا, هذه هي الحياة المثالية!

نقرت على زر <بدء المسرحية> على هاتفي وأنتظرت النتيجة ببطء, حدث شيء غريب فجأة.

بدلًا من أن يتوجه الهاتف إلى الشخصية الرئيسية كالمعتاد ذهب إلى شخص آخر.

كاسيان ستارهولد - أخ داريان التوأم, شخص لم افكر فيه كثيرًا وصنعته لمصلحة ماضي داريان فقط, ماذا يفعل هنا؟

شعرت ببعض النعاس الغير قابل للمقاومة, ولم استطع إلا أن استسلم له فورًا.

"يجب أن أخذ قسطًا من الراحة, سوف أرى النتيجة عندما استيقظ لاحقًا…"

"أوه صحيح.. اليوم هو رأس السنة؟"

كانت تلك آخر كلماتي قبل نوم كاسيان فال الأبدي, وبضع ساعات قبل الكارثة…

--------

الرواية مستوحاه من The Novel Extra وكم رواية من نفس النوع.

رابط الديسكورد في خانة الدعم.

2023/12/27 · 2,429 مشاهدة · 1339 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024