24 - ضحية للمجتمع

(وجهة نظر جين)

بعد أن أخذت قسطًا كافيًا من النوم لتنشيط عقلي, نهضت وأنا أسمع بعض الضجة من الطابق السفلي.

نظرت إلى المكان حولي لبعض الوقت كعادة لم ألحظ أنها لدي, ثم نظرت إلى السرير المتهالك الذي كنت نائمًا عليه.

قد لا أحتاج إلى أكثر من ساعتين للنوم في هذا الجسد, ولكني لا أزال أحافظ على معدل ست ساعات على الأقل للحفاظ على صحة عقلي.

لا أرى أي فائدة من مغادرة هذا المكان أن أصبحت مجنونًا..

مقر فرقة المقاومة هو قصر ضخم بعض الشيء, ولكنه لا يزال متهالكًا كونه في الجحيم, فكرت أن هذه المدينة تم بنائها قبل مئات السنين, ثم جائت هذه الشجرة العملاقة فجأة ورفعتها إلى السماء, وحرمتها من الضوء للأبد كلعنه عنيفة.

تقشر طلاء الحائط منذ وقت طويل, ورائحه العفن لا تزال تحوم في الأرجاء حتى مع فتح النوافذ.

سجاد الأرضية أصبح ممزقًا أيضًا وأعطاني عرض واضح للخشب المتعفن تحته. 'رائعة الخشب المتعفن سوف تفقدني عقلي قريبًا..'

تنهدت وأنا أنزل إلى الطابق الأول عبر الدرج المصنوع من الأسمنت والبلاط, لا يزال صامدًا طوال هذه المدة بشكل غريب.

أردت غسل أسناني ولكن لا يوجد أي أثر لمعجون الأسنان هنا, حتى الماء يعتبر نادرًا للغاية.

رأيت جلبيرت قائد الفرقة والصيادة ليرا يناقشان شيئًا ما عند طاولة بعيدة, كان عليها بعض الأوراق والأقلام.

أيلارا الشاعر وقف بجانبهم وراقبهم بصمت, أنه ذَكَر على الرغم من أسمه, وقد يكون ذو فائدة عظيمة جدًا عند يبدأ في التحرك.

مضى شهرين تقريبًا منذ أن أنضممت إلى هذه المجموعة, ولا نزال نملك شهرين أخرين قبل بدأ المهمة, وتحديد مستقبلنا بأنفسنا..

شعرت ببعض التوتر يبتلع قلبي, ولكني لم أظهر ذلك لمن حولي ولو قليلًا, القلق مثل المرض ينتشر عبر الناس بسرعة, ويمكن أن يفشل كل شيء بسببه.

مررت عبر آشير الذي كان مُدرّع المجموعة, كان يحمل أثقال وجدها في مكان ما ويتدرب أثناء جلوسه على أحد الكراسي المتهالكه.

لم يكن الوزن شيئًا بالنسبة له, بدا كما لو أنه يلعب بدلًا من التمرن, لا ألومه منذ أن وسائل الترفيه هنا منعدمة للغاية.

دخلت المطبخ وأمسكت أحد المعلبات الموجودة على المنضدة, أنتهت صلاحيتها منذ 360 عام, ولكن طعمها لا يزال أفضل من الزيت الأسود.

كما أن جسدي مقاوم للبكتيريا, لذا فإن أكلها الآن مثل أكلها في وقت صلاحيتها, من المؤسف أن الطعم ليس مشابهًا..

كما أني مضطر لأكل أي شيء بين الحين والأخر, لم يتغير ذلك الجزء من جسدي كثيرًا..

عدت إلى الصالة الرئيسية حيث كان باقي الأعضاء الأساسيون, ونظرت عبر النافذة وتحديدًا إلى الشارع.

كلما أقتربت أكثر إلى فندق الحبر الأسود, كلما قلت عدوانية وجنون الدمى, يمكن رؤيتهم الآن يمشون عبر الشوارع من والى الفندق.

بعد العمل لأكثر من 20 ساعة, يود أغلبهم أن يستهلك الزيت ويرتاح في منزل عشوائي لبعض الوقت.

على بعد 200 متر من الفندق, تقل الرقابة كثيرًا ولا أحد موجود لأيقاف الفوضى, لذا فإن الكثير من الدمى تقاتل لأجل السرقة أو الأستيلاء على كمية الزيوت التي لدى الدمى الاخرى.

بالنسبة لفرقة المقاومة, فلا يوجد داعي لحسن الحظ من أن نذهب للعمل طوال الوقت, حيث أن جلبيرت بطريقة ما أستولى على العمل الأفضل بين الدمى.

بالنسبة لقادة مجتمع الدمى, فإن جلبيرت هو الدمية التي تصطاد المسافرين خارج الشجرة بمعدل نجاح يبلغ ال100%, كما أنه مخلص ومرضي بالكامل.

بعد كل مهمة, يحصل على مخزون زيت يكفي 10 أشخاص مرةً واحدة, كما أنه يقوم بعدة مهام شهريًا.

بسببه, لم أعمل في مناجم ومستعمرات مجتمع الدمى ولو لمرة واحدة, حيث أن مخزون الزيت يأتي الي جاهزًا, بالطبع فإن هذا مقابل قتالي حتى الموت لأجلهم بعد شهرين..

لم أكن سوف أخضع لهذا المجتمع على أي حال, لذا فإن الأمر يعتبر ربحًا لكلا الطرفين بالنسبة لي, أُفضل أن أثور دون أن أعمل على أن أثور وأنا أعمل…

دون أن أنتبه, أو لأني لم أعر أهتمامًا كثيرًا لمحيطي - وجدت أن ليرا وقفت بجانبي الآن, ونظرت معي عبر النافذة.

"مثير للشفقة, صحيح؟" تحدثت بنبرة هادئة, الأنزعاج والكآبة واضحة في صوتها.

نظرت اليها بشكل غريب, وأومأت.

تحدثنا في أوقات كثيرة سابقًا, عرفت بعضًا من ماضيها أيضًا.

"ولكن أن كنت مكانهم, ماذا ستفعل لتغير الأمور؟, أنهم لم يأتوا أقوياء إلى هنا مثلك أنت وجلبيرت وآشير, ولم يبدأوا من الطابق العلوي وأرتقوا بالرتب هناك كدمى قتالية مثلي أنا وأيلارا. لذا فلا يوجد لديهم مكان في فرقة المقاومة."

همم؟! هذه معلومة لم أكن أعرفها.

ظننت أن جميع من في الفرقة أتوا من العالم الخارجي بصفتهم أناس أختروا الرتبة A بالفعل, ولكن أتضح أنهم أرتقوا في الطابق العلوي.

أن كان هذه صحيحًا.. فماذا عن كاسيان؟..

"على الرغم من أن بعض الأضعف مشاركين معنا نوعًا ما, إلا أن جلبيرت لا يستطيع تزويدهم بمخزون زيت جاهز مثلنا, لذا فإن العمل تحت ظروف العمل هذه ليس أختياريًا." أكملت ليرا, من الواضح أن وجهة نظرها بشأن هذا المكان مميزة بعض الشيء.

"كيف أتيتِ الى هنا من الجزيرة العلوية, وكيف كانت؟" سألت عن ما يدور في خاطري, أن كان ما قالته صحيحًا فقد يكون كاسيان هنا يدور في أحد الشوارع. فن القتال الخاص به سوف يفيدنا كثيرًا خاصة أن أعطاه لجلبيرت.

"بصراحة, أُفَضِل المكان هنا أكثر بكثير,كنت مرعوبة في الجزيرة العلوية عند سماعي بجحيم هذه الشجرة, وأنه سيتم رميي فيه قريبًا.ولكنه يبدو أفضل مما توقعت"

أن كان هذا المكان يعتبر جيدًا مقارنة بالجزيرة العلوية, فلا أستطيع تخيل ما يمر به كاسيان بالأعلى… أن ينتهي الأمر بشخص مثله هناك مثير للشفقة حقًا..

"ربما يرجع هذا إلى حقيقة عدم أضطراركِ للعمل في الفندق, كيف يمكن أن يكون هذا المكان أفضل من أي شيء أخر؟" وجدت أنه من غير المنطقي تحدث ليرا عن الموضوع هكذا وهي لم تجرب هذا المكان بالكامل بعد, لا يحق لي أن أقول شيئًا بما أني لم أفعل أيضًا, ولكن هذه هي الحقيقة.

ندمت قليلًا عندما شعرت بتغير شديد في تعبيرها, عرفت أنها غاضبة دون أن أنظر اليها حتى, "مهما كان العمل شاقًا, ومهما أقتربت للموت هنا, فلا يوجد شيء أسوء من التعرض للإهانة المستمره في الأعلى, خاصة أن كنت أنثى مثلي.."

أرتجف صوت ليرا وهي تتكلم, أعتادت أن تكون هادئة ومرحة معي طوال الشهرين السابقين, رؤيتها هكذا جعلني أنصدم حقًا.

قبل أن أرد بالاعتذار, أكملت ليرا كلامها.

"بعد أستهلاكي وأهانتي لسنوات عديدة, والتلاعب بي عن طريق أساليبهم الإدمانية الخبيثة, ضربني الشخص المسؤول عني يوميًا. زادت الأضرار ذات يوم عن الحد وتعرضت لكسور في الفك السفلي.."

أشارت إلى أسنانها أثناء الكلام, كانت جميعها متضرره بشكل غريب ولا يمكن أصلاحه.

"أصبح من المستحيل علي أن أكل أي شيء لعدة أسابيع, تم تزويدي بالعديد من الموارد العلاجية التي تستطيع أن ترفع مستواي أيضًا, ولكن مثل هذه الأثار التي قللت من جاذبيتي أدت إلى التخلي عني.."

لم أتجرأ على النظر اليها بعد الآن, أستمررت في فحص الشارع بعيوني وأنا أفكر بعمق, وفكرت في ذكرياتي معها قبل هذه المحادثة.

لم تكن ليرا تأكل أبدًا أمام أي شخص آخر, غالبًا ما كانت تغطي الجزء السفلي من وجهها إما بقطعة قماش أو براحة يدها.

أحيانًا كانت صوت نقر يخرج من فمها, تتوقف عن الكلام فجأة وتغادر المكان..

حاولت أن أجد طريقة لتغيير الموضوع, ولكنها تحدثت قبل ذلك.

"في الواقع, نظام هذا المكان جيد جدًا, من فكر به عبقري بالتأكيد.. عبقري سادي." كلام مفاجئ حقًا سمعته من ليرا, أمرأة واجهت أغلب أهوال هذا المكان.

"أن تجاهلنا خرقهم لعشرين قانون تقريبًا, فإني أتفق معكِ.." حاولت تحسين المزاج ولكنه كان صعبًا جدًا, خاصة لشخص غير أجتماعي مثلي.

أنا حقًا لا أعرف كيف أتصرف مع وضعي الحالي, بدأت أصبح أكثر أنفتاحًا منذ أنضمامي لفرقة المقاومة, ولكني لا أزال أفتقر للخبرة إلى حد كبير.

"أخبرني جين, كيف كنت قبل أن تأتي إلى هذه الجزيرة؟"

تنهدت, تغير الموضوع أخيرًا.

"لا شيء خارج عن المألوف, كنت أتقاضى المال مقابل أفتعال بعض المشاكل, مهمة خطيرة أدت بي إلى هنا"

شعرت بنظرات ليرا الجانبية تحللني, لم أفعل شيئًا.

"قاتل رتبة A+ بخبرة قتالية عالية, أقوى ثاني شخص في الفرقة. مجرد مفتعل مشاكل؟"

أملت رأسي قليلًا وضحكت.

"مفتعل مشاكل خارج عن القانون, أنتهى بي الأمر بالأنضمام إلى أعدائي في النهاية, مجرد قصة طويلة بلا معنى" بحت بأشياء أكثر من اللازم, ربما تكون فكرة سيئة ولكني لم أندم.

"يبدو أنها قصة مثيرة حقًا, أتشوق إلى سماعها ليلًا مع الأخرين"

وضعت يدها على كتفي وعادت لمناقشة بعض الأشياء مع جلبيرت, لم أتحرك وبقيت أراقب الشارع من النافذة.

ماذا أفعل؟.

===========

رابط الديسكورد في خانة الدعم

ان كان هناك مجال لتحسين الرواية, أكتبوا في التعليقات.

2024/01/13 · 394 مشاهدة · 1297 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024