67 - وصول الأخبار الى القمة

خارج المدينة المركزية للمجال البشري, في الغابات حيث لا يتجرأ الناس على دخولها دون حراس مختصين.

بعيدًا عن الطرق الآمنه والثابته, مكان لم يمر به بشري طوال المئة سنة الماضية, كان هناك كوخ خشبي كبير الحجم.

على شرفه صغيرة في الخارج, جلست أمرأة بمظهر آثيري, لا يوجد أي بشري على قيد الحياة لا يستطيع التعرف عليها فورًا.

شخص من بين الأثنين الذين يوفرون الأمن والآمان للبشر كافة, والسبب الوحيد لعدم كون البشر عبيدًا لباقي الأجناس في هذه اللحظة.

أقوى ثاني مخلوق في الجنس البشري.

جلست على كرسي خشبي بسيط عند الشرفة, وتدفق شعرها إلى الخلف مثل شلالات لا تنتهي.

على الرغم من هويتها الغير عادية, إلا أنها لم تبدو أكثر من مجرد فتاة بشرية عادية الآن, مما زاد من سحرها أكثر وأكثر.

توهجت عينيها بضوء بنفسجي ساحر وهي تُحدق في الأوراق بين يديها. "الفوضى تأتي مُتجمعه.." نظرت إلى تقرير مجتمع الدمى الذي أُرسل اليها من جميع الأراضي البشرية.

"الناجين من تلك الحادثة من الشمال, الجنوب, الشرق والغرب جميعًا ينشرون الأمور بين أقربائهم ومعارفهم. لا يمكن السيطرة على الأخبار أبدًا."

تحدثت دافين بصوت عالي على الرغم من أن لا أحد كان حولها, أو هذا ما كان ظاهرًا للعين المجردة.

كانت مركزة للغاية في الأوراق بين يديها, بدا أن الزمن قد توقف حولها للحظة, معطيها الوقت الكافي لأن تقرأ بالوتيرة التي تريدها.

"هل هذا سيء بالضرورة؟" ظهر شخص ذو شعر أسود قصير من اللامكان, مجرد النظر اليه يستطيع أن يُحير عقل الناس الغير مستيقظين, بدت النظرة في عينيه خالية من المشاعر, ولكن ذلك توقف عندما نظر إلى دافين من الخلف.

كان خلف كرسيها في هذه اللحظة.

أمال رأسه قليلًا لقراءة التقرير, لم يستغرق الأمر منه وقتًا طويلًا.

"القوات الأجمالية التي نجت من مجتمع الدمى تعادل متوسط قوات عائلة ملكية. إلا يعوضنا هذا عن مجزرة موونهولد؟" سأل آمون بعد فترة.

سرعان ما ردت دافين. "قد تكون محقًا, ولكن أن كان كل شيء في هذه التقارير دقيقًا, فربما يكون الأمر أفضل من ما توقعناه حتى."

"هل تقصدين الأذرع الميكانيكية؟" سأل آمون, وضع يداه على مقابض الكرسي وبدأ يركز أكثر على الأوراق العديدة. شعرت دافين به خلفها.

"مساحة تخزين أكبر من المتوسط, ويمكن أستعمالها عن طريق المانا في الهواء وليس مانا المُستخدم. سيف آلي يمكن أعادة تركيبه أن كُسر, خطاف مصنوع من مواد غير موجوده في أراضينا, مدفع هوائي, والقدرة على اطلاق قوة أكبر من الخاصة بالمستخدم… هذا يبدو من وحي الخيال حقًا…"

"نعم." ردت دافين ثم أضافت: "الناجين من ذلك المكان هم 6,000 شخص, 2,000 منهم لديهم الذراع الميكانيكية, 1,500 منهم في الرتبة A-. يُقدر أن 400 منهم سوف يخترقون الرتبة A قريبًا."

"هذا كثير جدًا, ولكنه في صالحنا." تحدث آمون, وبدأ رأسه يقترب أكثر إلى الأوراق, وضعه فوق كتف دافين, التي لم يبدو عليها الأنزعاج.

"ولكن بالمقارنة, أُفضل أن نفكر بتلك الفاكهة المذكورة في التقرير - الفاكهة المقدسة." تحدثت دافين وأكمل آمون:

"صغيرة مثل العنب, ولكنها تستطيع تطوير جسد المستخدم إلى درجات خيالية, وذلك دون أي تأثيرات طويلة الأمد عدا الأدمان."

"الأدمان ليس بالمشكلة الكبيرة, سوف يجد نخبة العلماء في الأكاديمية حلًا في غضون أيام بسيطة أن تعاونوا." تحدثت دافين بثقة واضحة.

"فقط لو انني أكتشفت تلك الجزيرة قبل أن اصل إلى حدود جسدي…" عادت النظرات الخالية من المشاعر على وجه آمون, مما جعل دافين تعبس للحظة.

"الأمر ليس مهمًا على أي حال, لا تزال الأقوى حتى دون تلك الفاكهة." بدأت تغير الموضوع على الفور, آخر ما تريده هو أن يخرج عن نطاق السيطرة.

"أفترض أنكِ محقة… هل يجب أن أذهب في رحلة الى هناك؟" عم الصمت لبعض الوقت بعد أن تحدث آمون, مرت قطرات العرق على جبين دافين عندما سمعت كلماته.

"لا تستطيع أن تغادر المجال البشري تحت الظروف الحالية, لن يتجاهل العفاريت والأقزام ذلك. أحد مصادري أعلمتني أن كايسار أرسل أسطولًا بالفعل."

توقفت عيون آمون عن التجول حول الورقة, وبدأت تركز على وجه دافين بجانبه. "هل كنتِ تخفين الأمر عني؟" كان صوته هادئًا, ولكن المانا في المحيط بدأت تهتاج رعبًا.

"لا لا!, بالطبع لا!. كنت أخطط إلى أخبارك بالأمر في النهاية!" تحدثت دافين وحاولت الوقوف, ولكن رأس آمون فوق كتفها عجز عن تركها تتحرك إلى الأعلى.

كل طاقتها توقفت عندما لمسها, ولا أي قطرة من المانا يمكنها أن تؤذي هذا الشخص مهما كانت قوتها.

عائلات ملكية؟ أقزام؟ عفاريت؟ لو أجتمعوا جميعًا أمامه لن يستطيعوا خدشه حتى. ولذلك السبب, لا يمكن حتى لدافين التي ساوته مستوى أن تُعارض رأيه.

"أرى… أرسلي الأوامر إلى كايسار, أريد جزءً من مخزون الفاكهة الذي سوف يُحضره, وجميع المعلومات." عادت المانا المحيطة إلى طبيعتها عندما هدأ أخيرًا, وعاد إلى قراءة التقرير.

"ولكن ما يبدو لي أهم هو ذلك الشخص." أشارت دافين إلى فقرة معينة, وعقلها قد أرتاح أخيرًا.

تم وصف رجل أبيض الشعر, الشخص الذي حرر الجميع, تمت تسميته بالمُنقذ, المُحرر...

"جميع التقارير بشأنه كانت مماثله, كل شخص مدحه ومجده بلا أستثناء كما لو أنه ملك, بعض الرسامين بدأوا برسمه ونشره على شبكات التواصل بالفعل." . "عند تحليل أفعاله التي نُقلت الينا بالكلام, يمكننا أن نستنتج وجود علاقه بينه وبين مجتمع الدمى. أستطاع ألغاء حاجة الأيادي للزيت وأستبدلها بالمانا عن بعد, كما أنه عطل الحاجز الذي لم يتوقف لسنين طويلة."

بينما كانت دافين مشغوله بسرد أنجازاته, لم يستطع آمون إلا أن يسرح في محتويات الورقة وهو يتخيل المشهد الذي رأوه أولئك الناس.

"ما رأيكِ به؟ شخصيًا." سأل آمون, عبست دافين في نفس الثانية.

لقد مرت بأسئلة مشابهة من قبل, لا يوجد إلا جواب واحد.

مدح أي رجل أمام آمون لن يجلب إلا المشاكل.

"يمكنك أن تستخدمه بشكل جيد." استقرت في النهاية على ذلك الجواب.

"أن أراد هذا الشخص النمو ويزيد من مكانه, فهل سوف يقف ال6,000 في صفي, ام في صفه؟" سأل, أصبح السواد في عينيه أكثر من اللازم.

من الواضح أنه لم يكن راضيًا عما يراه.

"بين الشخص الذي يوفر الأمن لمليارات البشر, وشخص أنقذ بضعة آلآف, أرى أن الخيار واضح." أبتسمت دافين عندما رفعت وجهها, وقابلت آمون تمامًا.

"فلنذهب إلى الداخل.." قالت, وسرعان ما رد عليها آمون: "حسنًا.".

لم تعد تحتمل تهديده المستمر لها, سوف تعود لقراءة التقرير لاحقًا.

في الوقت الحالي, سوف تبذل قصارى جهدها لكي تهدئه, تُعيده إلى عقله. ثم تستطيع تقديم الأوامر لباقي العوائل الملكية لكيفية التعامل مع هذه المسألة.

على الرغم من انهم يملكون صلاحيه تحديد ما يحدث في أراضيهم, إلا أنها ارادت أن تتدخل في مثل هذه الامور على الأقل.

بمجرد أن دخلت دافين الكوخ بعد آمون وأغلقت الباب, توقفت عن التفكير على الفور.

'يجب أن أفعل بعض الأشياء حول تلك الأخبار…' كانت آخر افكارها قبل أن تغلق الباب.

=====

الديسكورد في خانة الدعم.

2024/02/21 · 326 مشاهدة · 1024 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024