79 - عودة الشيطان 2

'هذا سيء…' فكر جين وهو ينظر إلى تبادل الأب وأبنه.

لا يفترض بالأمور أن تصبح هكذا, على الأطلاق. تحليلات كاسيان جميعها خاطئة, أطلاق سراح هذا الوحش لم يكن من المخطط فعله أبدًا.

كان جين شخصية مُعجزة, ولكنه لا يزال يشعر بالعجز أمام ليونيل الذي لم يعتد على جسده بعد.

حتى لوكاس لم يكن ذو فائدة ضده, لولا طبيعة مهارته لما استطاع الأستمرار ولو لثانية واحدة أمامه.

كان ليونيل في السابق قبل ازاله الختم مُجرد صَدفة فارغه مرمية وسط اللامكان, ولكنه البحر بالكامل الآن.

كان يجب أن يتوقعوا هذا, بعد كل شيء, كيف يمكن أن يُنجب لوسيوس ستارهولد أبنًا عديم الفائدة؟

لوسيوس ستارهولد, أب ماكسيموس, أوكتافيوس وليونيل. جد كاسيان, داريان ولوكاس.

جميع من أحتووا دمائه كانوا مثيرين للإعجاب, فكيف يمكن أن يكون ليونيل مختلفًا.

وعند مقارنة شخصياتهم به, من كان الأكثر شبهًا بذلك الوحش المُرعب هو ليونيل.

لو أن ليونيل كان في الواقع كما وصفه كاسيان في القصة, لتبرأ لوسيوس منه بينما لا يزال طفلًا.

أهتمام ماكسيموس بأخوته؟ تم ضربه منذ أن كان صغيرًا لكي يُبقي تلك السمة بنفسه.

سبب تفوق عائلة ستارهولد على باقي العوائل الملكية طوال السنوات ال80 الأخيرة؟ لوسيوس ستارهولد.

الشخص الذي حكم عائلة ستارهولد لأطول مُدة على الأطلاق؟ لوسيوس ستارهولد.

شخص مثل هذا, لن ينجب أبنًا عديم الفائدة على الأطلاق.

وبصفة ليونيل أبنه الأصغر والأخير, كان يقضي الوقت معه أكثر من أي شخص آخر.

ليونيل ستارهولد… من بحق الخالق قال أنه شخصٌ عادي؟

فقط لأنه وقع لمدة 24 سنة… هل نسيه الناس بالفعل؟

تَفجرت كُرة الفيتالوس الخاصة بلوكاس أخيرًا, حيث أن الطاقة التي دخلت فيها كانت خارج نطاق التحمل.

"تُريد أن تُنقذ أمك, صفة مثيرة للأعجاب. سوف أعطيك فرصة." لعب ليونيل بالرمح في يده وهو ينظر إلى لوكاس.

كانت الأبتسامة محفورة على وجهه كما لو أنه يلعب معهم, لقد خرج من ختمه للتو وهو في مزاج للهو بالفعل.

كما أنه كان مُتسعدًا للأعفاء عن الشخص الذي ختمه لأكثر من عشرين سنة, ماذا سوف يقول حتى؟

"جاريني." تحرك فجأة بسرعة غير منطقية, أستطاع جين تتبع حركاته قليلًا ولكنه كان بعيدًا للقيام برد فعل مناسب.

أمسك بكاثرين من عنقها, كانت قد فتحت عينيها ولا تزال غير مستوعبه لما يحدث.

لقد أستيقظت من غيبوبه, وأحاط بها أشخاص لا تعرفهم على الأطلاق.

لم تتعرف على ليونيل حتى, الذي تغير مظهره كثيرًا مُنذ اخر مرة.

ولكن عند رؤية الطغيان في عينه, تعرفت عليه أخيرًا.

"ماذا تفعل؟!" صرخت بصوت عالي وهي تضرب ذراعي ليونيل, ولكن بلا جدوى.

حراشف خضراء قد غطت جسده, ضرب تلك الحراشف كان مؤلمًا لها كضرب الحديد.

مجرد مجهودات عقيمة.

"لن أستخدم إلا قوة بشري عادي, سوف تختنق حتى الموت في غضون دقيقتين أو أقل, أَبعدني عنها, لن أتحرك او أرد عليك." تحدث بلهجة هادئة.

كما لو أنه يفعل شيء عادي, بينما كان يستمتع بنفسه وقد خرج للتو من عزلة عشرين سنة وأكثر.

في فراغ القلادة الأسود الذي حُبس فيه, لم يكن يقضي الوقت نائمًا فحسب, الأفكار والأشياء التي كان يقوم بها جعلت منه كيان مرعب أكثر من ما كان عليه حتى.

ظهر نصل في يد لوكاس, أخرجه من خاتمه الفضائي بوضوح, وبدأ يضرب ذراع والده به.

"حراشف الجورينيتش لا يمكن قطعها إلا بمعدن أقوى منها, مجهوداتك عقيمة." أبتسم ليونيل وهو ينظر إلى حركات أبنه.

لو أن لوكاس أستخدم شكل وحشه وأقوى الهجمات التي يملكها, فسوف يُسبب بعض الأضرار وحتى قطع يد والده.

ولكن أن فعل ذلك, فسوف يضر بلا شك بوالدته التي ليست بعيدة.

لذا, فإن الحل الوحيد هو الهجوم بطرق عادية.

"من الأفضل لك أن تعثر على سلاح أسطوري, لا تزال تملك دقيقة ونصف." لم تفارق أعين ليونيل وجه كاثرين الذي أصبح ازرقًا.

كان يحلم ويفكر بهذا المشهد أكثر من أي شيء آخر طوال العشرين سنة الماضية.

لم يكن يفكر بشيء أكثر من قتلها بشكل موحش.

تدفقت الدموع من عينها وهي تنظر إلى ليونيل, الذي تحول جزئيًا إلى شكل الجورينيتش الخاص به.

تحرك نصل لوكاس في كل مكان, طاعنًا عيني لونيل, يداه, أقدامه… كل شيء, ولكنه في النهاية لم يخدشه حتى.

"دقيقة واحدة, سوف أعطيك تلميح, صلابتي تختفي عند مواجهة الحرارة." ضحك ليونيل وهو ينظر إلى وجه لوكاس.

أنه يعرف ماذا يفعل…

لوكاس لا يملك أي أشياء يمكنها توليد الحرارة… أظلم وجهه بشدة.

عندما فقد الأمل, بدأ ينظر نحو جين طالبًا المساعدة, ولكنه رفض التدخل.

على الرغم من أنه كان مُنزعجًا بشدة, إلا أنه لا يوجد شيء يمكنه فعله ببساطة. ربما…

صر جين على أسنانه, وأخرج جرعة من خاتم التخزين الخاص به.

كانت شيئًا وجده في خاتم التخزين الخاص بسيباستيان, نوع من الجرعات الغالية مثل الأسطورية الخاصة بالعلاج.

لم يسبق له أن رأى شيئًا كهذا من قبل, وخطط أن يستعملها في حالات عندما يكون في خطر.

ولكن الآن, شعر بالحاجة إلى أستخدامها.

جرعة أعادة ملئ المانا!

ما كان جين يراه أمامه الآن هو مجرد أعادة إلى ماضيه, ولكن بشكل أكثر وحشية.

بعد كل شيء, ما حدث معه كان عقوبة أفعاله, حتى وأن كانت لوانا مسؤولة جزئيًا, فهو لا يزال مُجرم أيضًا.

ولكن بالنسبة إلى لوكاس, فهو لم يفعل شيئًا خاطئًا.

فقد أباه للتو ببساطة, وولد دون أُم. وعندما أستيقظت الأخيرة, حاول الأول قتلها.

إلا يستطيع أن يعيش بعائلة طبيعية؟ بدأ لوكاس يندم لأول مرة أنه من دماء ملكية.

أسترجع جين مخزون المانا الخاص به أخيرًا, وأخرج سيوفه القصيرة من المخزون.

{التحويل}

فهم جين المانا بشكل عميق للغاية كشخص لم يفعل الكثير في حياته غير القتال.

أما بالنسبة للنيران, فقد كان مفهومها بسيطًا للغاية, مجرد الدراسة لوقت قصير كان كافيًا لها.

دون أي جُهد, نيران بدأت تُحيط يده, وذلك عن طريق التحويل.

والنيران لم تكن طبيعية أبدًا…

بشكل عام, يستطيع السحرة تكوين النيران عن طريق تمرير المانا بتسلسلات وتشاكيل معينة, مما يُحدد من قوتها وشكلها.

ولكن بالنسبة إلى جين, فقد تعدى جزء التسلسل تمامًا, وحول المانا مباشرة إلى نيران.

أنقى نيران في العالم…

"هذا…" لم يستطع ليونيل إلا أن يتفاجئ قليلًا عندما لاحظ جين.

"أنت نخبة أذن؟, كان يجب أن أدرك ذلك بالفعل!" ضحك قليلًا.

"يمكنك أن تنضم له, لا أمانع حقًا."

صر جين على أسنانه عندما رآى مدى أستخفاف ليونيل به.

"ولكن… قبولي لتدخلك لا يعني أني لن أرد عليك, ذلك الجزء يخص لوكاس فقط." بأبتسامه, فتح ليونيل فمه على نطاق واسع.

لم يكن شيء يستطيع بشري فعله أبدًا, فمه لوحده أصبح قادرًا على بلع آلة حرب كاملة.

"أيها أقوى؟ نيراني أم نيرانك؟" رن صوت ليونيل في المُحيط.

"انا لست ساحرًا." تحدث جين بشكل موجز, ثم أختفى وسط الضباب, ولا تزال النيران التي أشعلها تنتشر بوتيره مجنونة.

أصبح جلد ليونيل ناعمًا قليلًا عند التعرض لحرارتها, مما جعل سيوف لوكاس تُحرز بعض التقدم في قطع يده.

"عشر ثواني." نطق قبل أن ينفث نيرانه, حتى وهو يعلم أن جين قد أختفى من هناك بالفعل.

قبل أن يلاحظ, كان قد ظهر فوقه بالفعل.

{أندفاع الدم}

مهارة تُطور من جميع الخواص الجسدية للمستخدم, ولكن ذلك يؤدي إلى رفع حرارة الدم في الجسم بشكل سريع.

نظرًا إلى طبيعتها المُضرة, لم يستخدمها جين إلا عندما أحتاج إلى ذلك حقًا.

أخذ نفسًا عميقًا وهو يرفع سيوفه إلى الأعلى, ثم أنزلها بسرعة وقوة خارقة.

حرك ليونيل رأسه نحو جين ليشويه بنيرانه, ولكن طوق من الضباب ظهر حوله فجأة.

"لن أُقاتلك, أبقى مكانك رجاءً." تحدث جين عندما عبرت سيوفه أخيرًا عبر ذراع ليونيل, قاطعه آياها تمامًا.

"مُثير للأعجاب!" ارتفع صوت ليونيل في القصر.

ولكن بشكل غريب, تجددت يده ذات الحراشف الخضراء مرة أخرى وفي نفس الثانية, كما لو أنها لم تُقطع منذ البداية.

ولكن على الرغم من ذلك, فقد ترك كاثرين تسقط على الارض, للعيش.

=====

الديسكورد في خانة الدعم.

لا تنسوا التعليق.

2024/03/03 · 263 مشاهدة · 1176 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024