بعد الغداء، ذهب سونغ شوهانغ لمتجر تأجيرِ الكُتب القريب لبعض نافذة القراءة.

يُحب قراءة الكتب في متجر الكُتب، ليس لتوفير سعر إستئجار الكُتب، لكن بسبب هوايتهِ الشخصة - أحبَ سونغ شوهانغ شعور القرفصةُ في الزاوية بين رفوف الكتب و القراءةُ مجانًا!

بالطبع، لتجنُبِ إزعاج المُديرة، سَيتأجرُ كتابًا أو إثنين بعد القراءةِ في المتجر لبعضِ الوقت - هو يؤمن بأن، كبشر، يجبُ علينا دائمًا أن نتركَ بعضَ المساحةِ للآخرين، و التوفير لتجنُبِ عدم كفايةِ المال! بهذهِ الطريقةِ، لن تنزعجَ المُديرة و تطردهُ.

في النهايةٍ، متجرُ تأجيرِ الكُتب الكبيرِ جدًا و بمثل تشكيلةِ الكُُتب العظيمة هذهِ - لا تقتصر فقط على الروايات - نادرةً حاليًا

لو وضعَ في القائمةِ السوداء، ربما لن يجدَ متجرِ كُتب أفضل في المنطقةِ المجاورةِ لكلية جيانغنان.

يُقالُ أنَ إسم الشخصِ مُهمًا جدًا. يُأسس الإسمُ المرء. سميَ سونغ شوهانغ بـ "كتاب" و هوَ أيضًا يُحبُ قراءةِ الكُتب، و حَريص على قراءةِ أيُ فئةٍ منَ الكُتب.

(م: شو في شوهانغ = كتاب)

حبَ قراءةِ كلِ أنواعِ الكُتب، سواءً الروايات، الأعمالُ الأدبية أو الكلاسِكية أو حتى أنواعًا مختلفة منَ النظرياتِ المملةِ التى تدفعُ الأشخاصَ للجنونِ من النظرة الأولى.

مؤخرًا، يقرأُ في أكثرِ الأوقات كُتبًا عن مهاراتِ قيادةِ السيارات و النصائحِ في في مَتجريِ الكُتب لأنهُ يُخططُ لِعُبورِ إختبارِ رُخصةِ القيادة في سنتهِ الأولى في الجامعةِ في وقتِ أن الدراسةِ مازالت ليست بهذا الثِقل. أيضًا الإختبار في الجامعة أرخصُ بكثير، مما يوفرُ له حوالى 7 أو 8 آلاف يوان.

(م: اليوان = عُملةَ الصين)

******

طار الوقتُ خلال القراءةِ.

في غمضةِ عين، أصبحَ الوقتُ حوالي الساعةِ الثالثةِ بعد الظُهر.

"مرَ الوقتُ بِسرعةٍ شديده... يجبُ علي العودةُ و أخذُ بعضَ بعضَ الطعام منَ السوبر ماركِت كوجباتِ ليلًا خفيفة للإستمتاعِ بقتال ليلةِ السبت"

(م: ليلةِ السبت = ليلةِ الخميس عندنا😉)

أمسكَ كتابًا بعشوائيةً وذهبَ بإتجاهِ منضدةِ التأجير ليُنجزَ إجراءاتِ التأجير.

المِنضدةُ عندَ مخرجِ الكتبة. الَظلةُ مُنكسِرةُ، لِذا تَدارت مُديرةِ المَتجر في الظل لتجنُبِ التَعرُضِ مباشرةً لأشِعةِ الشمس.

"الشَمسُ ساطعةُ، تبدو وكأنها في منتصفِ الصيف،" قالَ سونغ شوهانغ، وهو يحجبُ عينيهِ بيده، ينظرُ نحوَ السماءِ الصافيةِ بلا غيوم ويُعطي الكتاب لمُديرةُ المتجر.

مُديرةُ المتجر، تبدو وكأنها مصنوعةُُ من الماء، حسناء جنونبية نموذجية.

مثلَ شوهانغ، أحبت أيضًا القراءةَ. كلهُما يحملانِ دائمًا كتابًا ويقرأهِ طيلةُ اليوم. من طريقةُ لِبسُها، يُمكنُ للأشخاصِ القولَ أن مستوى معيشتُها رغيدة. وأنَ فتحَ متجرُ الكُتبِ هذا مُجردَ هوايةُُ شخصيةُُ.

في الأوقاتِ الطبيعيةِ، تجلسُ هناك تقرأُ الكُتب بهدوء، تبدو جميلةُ كلوحة، سارة للأعيُن. غيرَ العديدُ من الشبابِ العاديين فجأة هوايتِهم - حولوا أنفُسهُم من شبابٍا طائشين لمُحبي للكُتب عطوفين - فقط للإِستمتاعِ بهذا المشهدِ الخلاب قدرَ الإمكان.

لكن يُقال أنَ هذا المشهدُ الخلاب هو فقط وضعُها المُسالم...

بما أنهُ يوجدُ وضعُاً مُسالم، يَجبُ أن يوجد وضعُ PK أو وضعُاً عنيف آخر. ورغمَ ذلك، لم يرها شوهانغ في هذا الوضع مُنذ مجيئهُ لهُنا لنصفِ عام.

"حسنًا، تذكر أن تُعيدُ الكتابَ في يَومان. يوان لكُل يومٍا مُتأخر،" أكملت مُديرةُ المتجرِ الإجراءات و لوحت لهُ ليذهب.

بالرغمِ من أنهُم تقابلو فقط لنصفِ سنةِ، تأثرت جِدًا بهذا الشاب المُحبِ للقراءةِ في المتجر بِالمجان و بوقاحة لنصفِ يومًا على الأقلَ كُل مرة. لو لم يكُن هذا الشابُ ذكيًا كفاية لإستِئجار كتابًا أو إثنين بعض الأحيان إهتمامًا لعملِها، لكانت ستطردهُ بالمكنسةِ.

"شُكرًا،" أخذَ شوهانغ الكتابَ بإبتسامة، وعلى وشكِ الخروجِ من متجرِ الكُتب.

"بوووم!!!"

بعد ذَلك، صوتًا يصُمُ الأذان مثل الإنفجار.

خافَ كُل شخصًا في متجرِ الكُتب. شوهانغ، بقدم في الخارج، خسرَ الشعور بساقهِ و وجههِ!

"اللعنةُ!"

"أوتش، يايكس!"

"صاعقةُ من السماء؟"

"أوه، خُفتُ للموتِ!"

في متجرِ الكُتب، صُراخ، صياح، و تُسمعُ شتائم مستمرة.

نظرَ سون شوهانغ للسماءِ للتو ليجدَ أن السماءُ الصافيةُ تغيرت - تجمعت سحابةُ مداكنة ببطء و غطت جُزء صغيرًا من أُفق السماءِ في لحظة. يبدو أن عاصفةُ قادمةُ.

"يبدو أنها ستُمطر؟ جي، يُقال أن توقعاتِ الطقس كانت غيرُ موثوقة و الناسُ يفهمونها بالعكس. لو توقعَ أنه يومُاً مشمش، يجلبون معهم المِظلات. ظننتُ أنه الأمرَ تغيرَ في النهاية بعدَ كلِ تلكَ السنوات، لكن يبدو أنها ظلت كما هي." تحدثَ سونغ شوهانغ مع نفسهِ.

بل الأمرُ أسوءَ من قبل. في ذالكَ الوقت تستطيع فهمها بالعكس، لكن الأن، عليكَ الرهان في لو هي صحيحة أم لا.

واقِعًا في الأفكارِ العشوائيةِ، أخذ الكتاب الذي إستأجرهُ للتوِ و إستعد للعودة للمهجع قبلَ بدءِ الإمطار.

ورغم ذلك، بالضبط قبل أن يُقدمَ قدمهُ للخارجِ.

"بوووم..."

ضربت صاعقة آخرى، ملأت أُذنيهِ بالطنين.

أعادَ شوهانغ ساقهُ.

في الأُفق، تشوهتِ الغيومَ بغرابة و سقطَ برق كالثعابينِ من الغيوم، يرعدُ و يسحقُ، و يشكلُ شبكة من البرقِ في السماء.

رأى شوهانغ ضرباتِ الصواعقِ سابقًا، لكن لم يرى أبدًا صواعقَ بتلكَ الكثافةِ في حياته، تبدو وكأنها نهاية العالم تقترب. تجمعتِ الصواعقَ في السماءِ معًا، وشكلت أجزاء بدلَ الخيوط.

الرعد أيضًا مُختلف.

كان البرقُ في منطقةِ جيانغنان دائمًا صوت تكسيرًا عالي يتبعهُ سلسلة من أصداء الرعد. لكن الأن، يصدرُ أصوات كألعابِ النارية ممتلئة بالبارود، هدير، فرقعة، وطقطقة، لذلكَ الصوتُ عالي و صاخب لدرجة أنه حجبَ أصداء نفسهِ.

إذا أتى البرقُ ليُعاقبَ شخصًا فاسق، ما مدى الشرور التي فعلها ذلك الشخصُ ليجذبَ هذا البرق؟

(م: يوجد أساطير في الصين تقول أنهُ عندما يفعلُ شخصًا العديد من الأمور الشريرة لدرجة إغضابِ السماء سيأتي برق سماوي لمعاقبة و تحويلهِ لرماد.)

ما فاجئ شوهانغ، لم تنتشر سحابةُ الرعدِ الداكنةِ، بل ظلت في موضِعها في الأُفق، تهدرُ بعلو وتطقطق، بدون أي دلائل على الإنتشار لأي إتجاه.

إستمرَ هديرِ الرعد لحوالي عشرةِ أنفاس، طويلة بلا أي فواصل.

يبدو أن عاصفة رعدية أتية.

"حظي سيء!" تنهدَ سونغ شوهانغ وثم فكر، "ربما يجبُ أن أستمرَ في القراءة؟"

حتى لو جاءت عاصفة رعدية، سيأتي بسهولة، ويذهب بسهولة. لكن لو أمطرت أطولَ قليلًا، ربما يستطيعُ قراءةِ كتابًا آخر.

لذا عادَ لمتجرِ الكُتب و إستعدَ للجلوس في زاوية والقراءة مجددًا.

ورغم ذلك، وكأن شحصًا يمزحُ مع سونغ شوهانغ.

عندما إلتفَ وعاد لمتجرِ الكُتب، فورًا توقفَ صوتُ الرعد في أُذنيهِ!

تبددت الغيوم الداكنة المُنتشرة و ثعابين البرقِ الغاضبة من الأُفق في نفسِ الوقت! فقط وكأن يدًا عملاقة ترسُمُ على السماء، و ثم محت بعشوائية الغيومَ الداكنة و البرق كأنها غيرُ راضية عن اللوحة التي رسمتها.

أصبحتِ السماءُ صافية مرة آخرى، مع ضوء الشمسِ الساطعِ! و كأن ضربَ البرق و ثعابين البرق مجردُ هلوسة بصرية و سمعية.

تمتم شخصً في متجرِ الكُتب، "ماذا حدث؟"

"هل يوجدُ شخصً فاسق عوقبَ بالبرق حقًا؟"

خرافات! ما يسمى بالبرق مُجردَ ظاهرة طبيعية..."

في هذا الوقت، فتى صغير بجانبِ شوهانغ رفعَ رأسهُ، تحملُ يدهُ اليسري المانوا و يدهُ اليمنى مرفوعة نحو السماء. قال بصوتًا عال ثابت وجريء: "آه، أُريدُ أن لا تحجبَ السماءُ أبدًا عيناي، أُريدُ أن لا تدفنَ الأرضُ أبدًا قلبي! أريدُ أن تتلاشى الغيومَ الداكنة بلا أثر!"

نظرَ شوهانغ إليه، وزاية فمهِ ترتعش. يراهن بأنهُ عندما ينضُجَ ذلك الفتى، سيشعرُ بشدةِ الخجلِ عندما يتذكرُ ما فعلهُ اليوم. و تلكَ الذاكرةِ المحرجة ستطاردهُ طولَ حياته، بعد قضاءِ وقتًا طويل لنسيانها، ربما يومًا ما ستظهرُ من زاوية في رأسهِ، تدفعهُ للجنون فيصرُخَ، إذهب للجحيم، يا لهُ من عار! أو سيتمنى لو يرجعَ بالزمن ليضربَ ماضيهِ الأحمق.

هو يعرفُ هذا الشعور.

لكن لسببًا ما، عندما رأى سونغ شوهانغ هذا الفتى الصغير المُضحك، فكرَ فجأة في رفاقهِ الشونيبيو في مجموعة دردشة التسعِ محافظات رقم واحد.

"مدينة H، تجاوزُ كارثةِ البرق للمرحلة الثالثة ملكُ القتال."

ظهرت سجلاتُ الدردشةِ في رأسه.

قامَ بإعادة تحليل المكان الذي ظهرَ في البرق في الأُفق. تبدو منطقة العاصفةُ الرعدية وكأنها... حيثُ تقع مدينةُ H؟

حتى لو سونغ شوهانغ شخصًا غيرُ مبالي، شعرَ بذهنهِ يتجمدُ للحظات.

هل... هذا حقيقي؟

قالت توقعات الطقس أنه سيكونُ يومًا مشمس، لكن فجأة وجِدَ رعد غريب.

"هاهاها! كيف يمكن أنهُ حقيقي! كيف يمكن أن يوجد شيئًا مثلَ الكارثةِ السماوية في هذا العالم؟ بالتأكيد إنها صدفة!" فكرَ سونغ شوهانغ.

لكن، عندما برزت الفكرة، هو لا يستطيع إخراجِها من عقله - كيف يُمكنُ حدوث مثلَ هذهِ الصدفة في العالم؟ كان البرق كالثعابين غريبًا لدرجة أنهُ لم يبدو كظاهرة طبيعية.

مدينة H، تجاوزَ الكارثة... تلكَ الكلمات تتردد في عقلهِ.

هزَ رأسهُ بقوة، محاولًا لطردِ تلكَ الأفكارِ من عقله.

وجهة النظرةِ التى بناها في أولى 18 سنة من حياته تخبرهُ أن يؤمن بالعلم و رفضِ الخرافات، و أن غيوم البرق فقط ظاهرو طبيعية بدلَ كارثةِ البرق!

******

أسف على التأخير🙏، بدأتُ في الترجمةِ متأخرًا لذا تأخرَ الفصل😅، أتمنى أن يكونَ الفصل قد أمتعكم، وأتمنى أن أستطيع ترجمة الفصلِ السادس بنجاح لأنهُ الفصل النحس لي في الترجمة😞، لا تأخركم القراءةُ عنِ الصلاة، وشكرًا على المشاهدة.

2019/02/21 · 654 مشاهدة · 1310 كلمة
Mr.Otaku
نادي الروايات - 2024