كُنتُ الابن الذي يُقارن بوالدي في كُل شيء. وليس ذلك فحسب، بل لم أكُن أبلغُ حتى أطراف قدميه مُقارنةً بهِ. ولكن... هل كانَ ذلك خطئي؟
الطُهاة الذين أفنوا أعمارهم في الطبخ كانوا يُصابون باليأس حين يرون والدي، والمُقاتلون الذين قضوا حياتهم في التدريب يشعُرونَ بالعجز أمام تقنيات والدي، والكُتّاب الذين كرّسوا حياتهم للكتابة ينهارون حين يقرؤون ما يكتِبُه، والموسيقيون الذين عاشوا للموسيقى ينسونَ أنفاسهم عند سماع عزفهِ على الآلات الموسيقية. لم أكُن أنا من يُعاني النقص، بل كانَ هو من يفوقُ الجميع بامتياز.
> "نعم، ربما... يمكن تفسير الأمر هكذا."
كان ذلك صحيحًا. ربما كنت سأقبل بهذا الواقع... لو لم يكن غريبًا عني.
> - "همم... درجاتك ليست جيدة كما توقعت، لكن يبدو أنك بذلت جهدك."
لقد كنت دائمًا محط مقارنة.
> - "آه! إذن أنت ابنه!"
- "أوه، ولكن... لست وسيمًا مثله."
- "هيه، ماذا تقول أمام طفل!"
كان ذلك يحدث منذ طفولتي.
> - "آه، إذن لست جيدًا في الرياضة؟ هذا غير متوقع..."
- "مم... ولا تملك موهبة فنية أيضًا..."
أصدقائي، أساتذتي، وحتى أولئك الذين يأتون لرؤية والدي ويغادرون محطمين، جميعهم كانوا يقارنونني به.
> "أنت ابنه. لست غريبًا عنه بل ابنه حقًا، فكيف يكون الفارق بينكما شاسعًا إلى هذا الحد؟ أنت لا تشبهه إطلاقًا!"
هذا كان صحيحًا، وكانت تلك هي المشكلة.
لو كنت شخصًا آخر، لكان الناس سيعاملونني كإنسان مستقل، لكن للأسف (أو لحسن الحظ؟)، كان والدي بالفعل والدي الحقيقي. كانت المقارنة أمرًا لا مفر منه، بل ربما كنت سأفعل الشيء ذاته لو كنت مكانهم. لم يستطع من عرف والدي ورآني إلا أن يتساءل: "كيف أنجب هذا الرجل الفائق القدرات ابنا بهذه العادية؟" (مع أن وصف "عادي" غير دقيق لأني أمتلك قدرة غريبة).
وأولئك الذين يهتمون بي كانوا يصلون في النهاية إلى نتيجة مفادها أني ولد ذكي فطن، لكنهم يحكمون بأني لن أكون أفضل من والدي في أي مجال، لأنني لم أرث مواهبه.
لكن في الحقيقة، كان هناك شيء واحد أتفوق فيه على والدي.
> "لقد ربحت. كامل."
---
✦ في صالة الألعاب ✦
> "وووو! مذهل! 32 فوزًا متتاليًا!"
> "ما قصة هذا الفتى؟! هل يمكن حتى تحقيق مثل هذه السلسلة من الانتصارات في ألعاب القتال؟ والخصوم ليسوا مبتدئين أيضًا!"
> "اللعنة، كيف لي أن أفوز وهو يصد كل شيء كأنه يرى المستقبل؟ أنا أيضًا جيد في هذه اللعبة، لكني خسرت ثماني مرات!"
بينما كان من حولي مصدومين، شعرت أنا بالخجل أكثر من شعوري بالسعادة.
> "كوني جيدًا في هذا الشيء..."
نعم، أنا جيد في الألعاب. كنت ألعب لعبة قتال حينها، لكن في الحقيقة، كنت جيدًا في جميع أنواع الألعاب تقريبًا مهما كان نوعها.
> "لا، ربما عليّ القول بأني جيد في ألعاب الكمبيوتر فقط، فألعاب الطاولة لا أجيدها كثيرًا."
في ألعاب المحاكاة الإستراتيجية، كانت نسبة فوزي تتجاوز 98%، وبصراحة، لم أخسر أبدًا في ألعاب القتال إلا إن أردت ذلك عمدًا. لدرجة أني اضطررت للذهاب إلى "دايريم-دونغ" لمجرد أن أخسر مباراة واحدة. حتى في ألعاب التصويب (FPS) والألعاب الجماعية، كان معدل فوزي عاليًا رغم اعتمادها على الحظ في أعضاء الفريق.
قد تتساءل: "وكيف كنت متأكدًا هكذا؟"
> "لأني هزمت والدي فيها."
في البداية، كنت أربح خمس مباريات من أصل خمس، وبعد أسبوع، أربح أربعًا من خمس، ثم بعد أسبوع آخر، أربح ثلاث مباريات وأخسر اثنتين، وعندها قررت التوقف خوفًا من أن أخسر (لا تلومني، فلو خسرت الأمل في التفوق في هذا المجال، ربما أفقد الرغبة في العيش). لكن المهم، أني كنت دائمًا أربح حتى ذلك الوقت!
بالطبع، لو قلت: "لقد هزمت والدي في الألعاب، لذا يمكنني دخول الاحتراف بسهولة!" لاعتبرني الناس أحمق، لكن من يعرف والدي سيدرك أن الأمر مختلف.
> "آه، لقد خسرت."
"هاه... لقد فزت!!"
"أووووه!!"
في النهاية، خسرت ووقفت مبتعدًا عن مقعدي، وقد تركته يفوز عمدًا. لو لم أسمح لهم بالفوز، لاستمرت المباراة بلا نهاية. ولكي لا يبدو الأمر غريبًا، كنت أخسر أمام أفضل لاعب، ليبدو كأنه قادر على الفوز عليّ.
---
بعد اللعب، ابتعدت عن الزحام، وكان الفوز قد شغل الآخرين عني.
> "بالمناسبة، هذه الصالة رائعة. الأجهزة نظيفة وحديثة."
> "هل تظن أني أحضرتك هنا عبثًا؟ الأجهزة كثيرة، والألعاب الجديدة والكلاسيكية متاحة، لذلك هي مشهورة هذه الأيام. حتى الألعاب ذات التقنية العالية موجودة هنا."
كانت الصالات في الماضي تعج بالطلاب بعد المدرسة، أما الآن، فقليلون يأتون إليها، ومعظمهم يفضل مقاهي الإنترنت أو غرف البلايستيشن.
---
أثناء حديثي مع "بي جاي-سيوك"، كان هناك عنوان فوق رأسه "يريد أن يطلب منك شيئًا، بي جاي-سيوك"، مما جعلني أدرك أن مجيئه هنا لم يكن فقط للعب.
> "ما الذي تريده حقًا؟"
حاول تغيير الموضوع قائلاً:
> "أوه، هل سمعت عن المستجدين الجدد؟"
أجبته:
> "لا، لم أسمع شيئًا."
فقال:
> "لا تتفاجأ، أنت تعرف 'الورود التوأم' في مدرستنا، صحيح؟ الآن أصبحوا 'الورود الثلاثية'."
انتظرت إكمال حديثه، لكنه لم يضف شيئًا، فخيم الصمت بيننا للحظات.
> "...ماذا؟ أهذا ما أردت إخباري به؟"
صرخ قائلاً:
> "أيها الأحمق! كان عليك أن تتفاجأ! أصبحوا ثلاثيًا الآن! ثلاث! بينما المدارس الأخرى لا تملك حتى واحدة!"
شعرت بالحرج من انفعاله.
حقًا، ما شأني بهذا؟
في المدرسة، كان هناك لقب "الورود التوأم" للفتيات الأجمل، والآن أضيفت فتاة ثالثة فأصبحوا "الورود الثلاثية". كانت إحداهن "لي كيونغ-أون" المعروفة بلقب "قاتلة البشر"، والأخرى "هان مين-كيونغ" رئيسة مجلس الطلبة، المعروفة بكونها الأميرة الجليدية. أما الثالثة...
---
فجأة، اقتربت منا طالبة ترتدي زي المدرسة، بصوت خافت:
> "عذرًا، هل انتهيتما من الحديث؟"
كانت فتاة قصيرة القامة، بشعر مموج يصل إلى كتفيها، جميلة لدرجة لافتة.
حتى مع حرصي على الابتعاد عن الفتيات الجميلات حفاظًا على السلام، إلا أن جمالها كان لافتًا.
> "هاها، أهلًا." قال "جاي-سيوك"، وهو يلوح بيده، وفي تلك اللحظة شعرت بشيء مريب.
لا يمكن أن يكون "جاي-سيوك" يعرف طالبة مستجدة لم يمض على دخولها المدرسة يوم، ولو كان يعرف، لكنت علمت بذلك.
انحنت أمامه قائلة:
> "نعم، سينباي، آه، هل هذا الشخص هنا حقًا ابن الأستاذ 'كوان إيل-هان'؟"
تجمدت عند سماعي اسم والدي، ونظرت إلى "جاي-سيوك" بنظرة باردة:
> "هل... هل وشيتَ بي؟"
رفع كتفيه معتذرًا:
> "آسف."
تنهدت بعمق، وحاولت إخفاء انزعاجي حتى لا تلاحظ.
> "حسنًا... ما الأمر؟ هل أستطيع التحدث بلا ألقاب رسمية؟"
> "بالطبع، أنت سينباي."
> "شكرًا. إذن ما حاجتك؟ للمعلومية، إن كنت تريدين مقابلة والدي، فهذا مستحيل."
ردت ببراءة:
> "آه، لا أستطيع؟"
> إذن الأمر يتعلق بهذا حقًا.
وقف "جاي-سيوك" متوترًا بجانبي وقال:
> "هيا، فقط ساعدها هذه المرة."
> "والدي نفسه زار النوادي الرسمية وقال لهم ألا يزعجوني."
> "لكنها لا تنتمي لأي نادٍ معجبين، وهي تقول إن لديها أمرًا مع والدك."
سألتها:
> "حقًا؟"
قالت بابتسامة:
> "في الحقيقة، أنا لست على معرفة شخصية به، لكن أختي عملت معه سابقًا، وطلبت مني إيصال شيء له، وأردت أيضًا سؤاله عن أمر ما."
رفعت نظري فوق رأسها للتحقق، فأنا أُلقب بـ"كاشف الكذب" لسبب.
لكن النتيجة كانت صادمة:
> "برج السحر الأعظم، قسم حواجز الحماية"
"الفتاة الساحرة، كانغ بو-رام."
> "..."
> "رجاءً... لا تفعلي هذا."