شعر جو كي جونغ ببعض الارتباك.

فبينما أُعطي الطبل، والبيانو ، و البيس وقتًا لتدوير المقاطع وتنسيق الإيقاع فيما بينهم، لم يُمنح له ذلك الوقت.

ربما غنّى هان سي أون دون وعي منه، وقد استغرقه الإحساس.

لكن الأمر لم يكن مشكلة كبيرة.

فـجو كي جونغ هو المغني الأصلي وملحن أغنية <تحت ضوء الشارع >.

وبالنسبة له، يمكن تقبّل أي نوع من العزف داخل هذه الأغنية.

كان التوزيع الأصلي بسيطًا عمدًا، لكنه لا يليق بهذا المشهد.

فقد أطلق البيانو لحنًا حادًا للغاية بالفعل، ولو بقي الأداء على هذا النحو، فسيضيع صوته وسط ذلك.

من الأفضل إذًا أن تتنافس البيانو والغيتار معًا.

«هذه هي متعة العزف الارتجالي».

وبتلك الفكرة، عزف جو كي جونغ الغيتار كما لو كان مسحورًا بشيء ما، وهو يستمع إلى صوت هان سي أون:

ظلّ لم ينتشر لونه بالكامل

لماذا يكون… برتقاليًا؟

الطبل يحافظ بثبات على إيقاعه، و البيانو ينطلق أولًا، الغيتار ينافس البيانو ، و البيس يدعم جميع الأصوات من الخلف بقوة.

وفوق كل ذلك، يغطي صوت هان سي أون المشهد بالكامل.

كان جو كي جونغ ينغمس تدريجيًا في العزف، وهو يصغي للأصوات.

لا يعلم كيف حدث ذلك، لكن الصوت كان مثاليًا تمامًا.

وكأن الأربعة قد قرؤوا النوتة سلفًا وتدربوا معًا، فالتوازن كان مثاليًا.

وفوق كل هذا…

كان غناء هان سي أون جميلاً إلى درجة لا توصف.

واقفٌ – بلا حراك –

تحت ضوء الشارع ، بلون برتقالي

ولم يكن جو كي جونغ وحده من شعر بذلك.

حتى كانغ سوك وو، الذي كان يستمع شاردًا، فوجئ بشدة.

فهذه أغنية مختلفة تمامًا.

ليست النسخة الأصلية التي غنّاها جو كي جونغ، ولا حتى نسخة هان سي أون من <تحت ضوء الشارع >.

للتوضيح بدقة، كانت وكأنها أغنية هان سي أون، لكن بعزف جديد بالكامل، ومع ذلك، بدت وكأنها ترتدي ثوبها الأصلي تمامًا.

“جميلة…”

كانت أغنية تخترق القلب، كأنها همسة خرجت من أحدهم.

رغم أن طابعها يختلف قليلًا عن الأغاني الحديثة، فإن هذا النوع من الأغاني لا يتقادم مع الزمن.

وفي تلك الأثناء، وصلت الأغنية إلى ما قبل المقطع الرئيسي (PRE-HOOK).

وفي تلك اللحظة:

كووَانغ! كووَانغ!

ضرب هان سي أون البيانو بقوة، مطلقًا نغمة نشاز مقصودة.

أنت، وأنا –

تحت ضوء الشارع –!

توقّف الطبل و البيانو فجأة، لكن الغيتار والبيس لم يتوقّفا.

الفراغ الذي تركه الطبل والبيان. لم يدم أكثر من ثانية، لكنه كان وكأنه ينتظر شيئًا ما…

ينتظر مقطع رئيسي قوية تنفجر بعد هذا الصمت مباشرة.

ثم انطلق صوت هان سي أون:

نحن الاثنان –!

هنا –

هنا —

هنا ——!

كانت أغنية <تحت ضوء الشارع > مشهورة جدًا بالمقطع الرئيسي المحبوب

ولهذا السبب، لم يُغيّر هان سي أون كثيرًا في المقطع الرئيسي نفسه، فالتلاعب بهوية الأغنية لم يكن يُعدّ إعادة توزيع، بل مسًّا بجوهرها.

لكنّه صعّد توزيع النغمات خطوةً بخطوة، كما لو كان يصعد سلّمًا موسيقيًّا.

وفي الوقت نفسه، تخلّى عن طريقة الغناء الصارخة في النسخة الأصلية، وغنّى بصوتٍ صافٍ ونقي.

والنتيجة؟

ظهر مقطع رئيسي تُرضي عشاق النسخة الأصلية، ومع ذلك بدت أكثر أناقة وحداثة.

عند انفجار اللازمة بنقاء جعل القشعريرة تسري في الأجساد، كتم الحاضرون حماسهم بداخلهم.

لو كان هذا حفلًا مباشرًا لصاحوا بكل قوتهم، لكن وجود الكاميرات جعلهم يتماسكوا.

لكن…

هنا –

هنا —

هنا ——!

وعندما ارتفعت الطبقة الصوتية مجددًا وانفجر المقطع الرئيسي مرة أخرى، لم يستطع أحدهم كبح انفعاله فأطلق تعبيرًا عن إعجابه بصوتٍ عالٍ.

وفي تلك اللحظة، تحوّل استوديو LB إلى ما يشبه قاعة حفلات حقيقية.

***

بعد انتهاء العرض الارتجالي، استدعاني جو كي جونغ إلى السطح.

“سيجارة؟”

“آه، لا، أنا لا أدخّن.”

التدخين من المحظورات المطلقة عند ضبط خامة الصوت.

لا، قولها بهذه الطريقة يبدو وكأنني سأدخّن بعد أن أنتهي من الضبط.

لكني، وبغض النظر عن أي شيء، لا أدخّن أبدًا.

حتى عندما فَسَدَت حالتي بسبب إدماني على الأدوية نتيجة مضادات الاكتئاب، كنت أتجنّب التدخين تحديدًا.

لا أعلم كم ألبومًا عليّ أن أُصدر كي أبيع مئتي مليون نسخة، لكن على الأقل يجب أن يكونوا عشرة.

ولذلك، العناية بحنجرتي هي أولويتي القصوى.

كنت أفكر بهذه الأمور حين نفث جو كي جونغ سحابة من دخان السجائر وفتح فمه:

“العزف اللي قبل قليل، كنتم متفقين عليه مسبقًا من دوني، صحيح؟”

“صحيح، سنباي أعتذر.”

“لا داعي للاعتذار… لكن، لماذا؟”

“أردتُ أن أُظهر للمنتج قوة الإقناع في الأغنية.”

صحيح.

العزف الذي قدمناه اليوم كان قد تم التدرب عليه منذ البارحة مع لي هيون سوك ولي يونغ ها.

“ألم تفكر في إعادة توزيع العزف الأصلي؟”

“أعتقد أن المنتج كانغ لن يحب ذلك.”

“آه، معك حق؟ قد يختلف ذلك عن الصورة التي كان يتخيلها المنتج…”

إن كان المنتج كانغ سوك وو قد لا يحب إعادة التوزيع الكامل، فالحل بسيط.

أجعله يُعجب به.

من خلال خبرتي مع عدد لا يُحصى من المخرجين، أدركت أن المخرجين أيضًا يتأثرون بأذواقهم الشخصية.

حتى لو ادّعوا أنهم يتخذون قراراتهم ببرود من أجل نسب المشاهدة، فإنهم، في النهاية، يريدون إظهار ما يحبونه، ويريدون حذف ما لا يعجبهم.

جو كي جونغ، الذي يملك حسًّا تجاريًا أعلى بكثير من لي هيون سوك، فهم ما أقصده مباشرة.

“هل المنتج يكره النسخ المعاد توزيعها تمامًا؟”

“في البث، غنّيت الأغنية بصوتي فوق نسختك الأصلية فقط إذا ظهرت نسختان مُعاد توزيعهما، ألن يتشتّت المشاهدون؟”

“بهذا المستوى، لا بأس لو تشتّتوا حتى إن ملامح المنتج بدت وكأنه أعجب بها.”

وكما قال جو كي جونغ، كان لدي شعور بأن المنتج كانغ سوك وو قد يسمح بنشر النسخة المُعاد توزيعها بالكامل.

فحتى لو لم يُصرّح بشيء، فقد بدا عليه الإعجاب بالأغنية في أكثر من لحظة.

“على أي حال، الأمور التجارية لا تعنيني كثيرًا… ما يثير فضولي حقًا هو كيف اندمجتُ مع العزف بتلك الطريقة.”

نحن الثلاثة عزفنا عزفًا متّفقًا عليه مسبقًا، بينما جو كي جونغ عزف ارتجاليًا.

ومع ذلك، عزف بالطريقة التي كنت أتمناها تمامًا.

ليس بدقة مئة بالمئة، لكن بنسبة ثمانين بالمئة تقريبًا.

لذا، من وجهة نظره، لا بد أن الأمر كان غريبًا.

فهو كان يعزف ارتجاليًا كما يظن، لكني كنت قد توقعت كل شيء مسبقًا.

“كيف فعلت ذلك؟”

الطريقة كانت أبسط مما يتوقع.

حلّلت أغنية <تحت ضوء الشارع >.

ومن خلالها، استطعت أن أفهم كيف يربط جو كي جونغ بين الألحان، وما نوع التفكير الذي يتّبعه عند تأليف الكوردات.

وفي الوقت نفسه، استطعت أن ألتقط ما يعتبره جو كي جونغ المثالية في طريقة التأليف.

وبناءً على ذلك، قمت بتوجيه عزفه الارتجالي نحو الشكل الذي أريده.

بمعنى آخر، لم أكن أتوقع ما سيفعله، بل قدّمت له الطريق الذي يجب أن يسلكه.

ولأني كنت أخشى أن تتداخل أفكاره وتمنعه من العزف بشكل تلقائي، بدأت الغناء فجأة دون سابق إنذار.

بالطبع، هذا كله كان ممكنًا لأن جو كي جونغ مؤلف قديم الطراز، ويستخدم أساليب كلاسيكية في التأليف.

لكن مع ذلك، بدا أنه لم يقتنع تمامًا حتى بعد سماعه لتفسيري.

“هذا كل شيء؟”

وفي النهاية، دخّن سيجارتين متتاليتين، ثم أومأ برأسه ببطء.

“حسنًا، لا يمكن شرح ما يفعله العباقرة بالكلمات.”

“ليس الأمر كذلك، سونبي.”

“قلت إنك آيدول، أليس كذلك؟ سمعت أنك تصور حاليًا برنامج تحدي فرق.”

“صحيح.”

يبدو أنه لا يعرف بالضبط ما هو تنسيق برنامج سيأتي لاحقًا ، لكني لم أشرح له.

في تلك اللحظة، قال جو كي جونغ شيئًا لم أتوقّعه على الإطلاق:

“هل من الممكن أن تستمر فرقتكم؟”

“نعم؟”

“أنا نفسي أشعر بالغيرة، فكيف لا يشعر بها باقي الأعضاء؟”

“…….”

“إن لم يشعر أحدهم بالغيرة، فربما لا يملك موهبة على الإطلاق، أما إن شعر بها وكتمها، فربما لا يملك أي شغف أو طموح.”

“…….”

“أليس كذلك؟”

بصراحة، كنت أظن أن جو كي جونغ سيقول نفس الكلام الذي قاله لي هيون سوك.

مثل: لماذا موسيقي مثلك يعمل كآيدول؟

ألن يكون من الأفضل أن تعمل كمغنٍ منفرد، أو تمارس نوعًا آخر من الموسيقى؟ وما إلى ذلك.

أنا أتفهّم سبب قول لي هيون سوك لهذه الأمور.

فبعد الحديث معه، تبيّن لي أنه ليس شخصًا يكره الآيدولز أو يحمل أحكامًا مسبقة تجاههم.

لكنه يرى أن هناك فرقًا كبيرًا بين نوع الموسيقى التي يستطيع مغنٍ منفرد تقديمها، وتلك التي يمكن لفرقة آيدول تقديمها.

عندما تكون ضمن فريق، تصبح هوية الفريق أولى من هوية الفرد.

ولهذا، يجب عليك أداء موسيقى تُظهر الفريق جيدًا، بدلًا من موسيقى تُظهر ذاتك أنت.

وذلك ما كان يشعره بالأسف.

لكن، سؤال جو كي جونغ كان مختلفًا في وزنه.

سألني إن كان من الممكن أن تستمر الفرقة؟

بصراحة، لم أستطع الرد فورًا.

وليس ذلك بسبب أون سيمي رو، ولي إي أون، وكو تاي هوان، وتشوي جاي سونغ الذين التقيت بهم في سيأتي لاحقًا

صحيح أننا نشارك في البرنامج معًا، لكنني لا أعتبرهم حتى الآن أعضاء فريقي.

السبب الحقيقي في عجز لساني يعود إلى ماضٍ أقدم من ذلك.

ذكريات أصبحت الآن باهتة… أو بالأصح، حاولتُ أن أجعلها باهتة عمدًا.

في الحياة السادسة:

“هل الناس سيصدقون كلامنا، نحن الأربعة؟ أم كلامك أنت وحدك؟”

“سمعنا أنهم يشفقون علينا؟ يقولون إننا مجرد خدمٍ لهان سي أون.”

وفي الحياة السابعة:

“أنت حقًا شخص أناني، أيها الحقير.”

“لابد أنك سعيد، أليس كذلك؟ لأنك عبقري.”

“هل كان الأمر مزعجًا إلى هذا الحد أن نأخذ نحن الحثالة بضع فتات من الرز العالق على ملعقة العبقري؟”

ذلك هو السبب الذي جعلني أغادر إلى أمريكا، وأتجاهل تمامًا صناعة الكيبوب.

وذلك هو السبب أيضًا في أنني واصلت تأجيل تحديّ خوض تجربة الآيدول، رغم علمي أنني لن أستطيع بيع مئتي مليون نسخة من خلال GOTM.

ولهذا أيضًا، فإن هذا “الآيدول اللعين”…

سبق أن جربته.

هذه اللعنة التي بقيت في ذاكرتي كأبشع تجربة على الإطلاق.

“هان سي أون؟”

“…….”

“هان سي أون!”

“آه، نعم عذرًا، سرحت قليلًا.”

“يبدو أنني طرحت سؤالًا حساسًا أعتذر.”

“لا، لا بأس.”

نظر إلي جو كي جونغ بصمت، ثم غيّر الموضوع.

“إذا أردنا تسجيل نسخة التوزيع الجديدة، كيف سنقوم بجلسات العزف؟”

“كنت أنوي العزف بنفسي، لكنني لا أجيد العزف على الطبول، لذلك سأضطر إلى استدعاء عازف محترف أو استخدام أدوات افتراضية.”

جو كي جونغ: “هل يمكنني عزف الغيتار؟”

“أمم… بسبب تكلفة الإنتاج، لا أعلم إن كان بإمكاننا دفع أجر لك.”

جو كي جونغ (مبتسمًا): “سأفعلها مجانًا، الأغنية أعجبتني.”

ربما قالها جو كي جونغ لمواساتي، لكن بصراحة، أفضل أن أعزف بنفسي.

فهو يملك قاعدة كبيرة من المعجبين القدامى، وقد يُسهم ظهوره في إسكات أي انتقادات سلبية موجهة لاتجاه الريميك.

“شكرًا لك.”

“حسنًا سأسبقك بالنزول.”

فكرتُ في السؤال الذي طرحه جو كي جونغ بينما كنتُ لا أزال على سطح المبنى بعد مغادرته.

كان أعضاء فرقة GOTM هم من جعلوني أشعر بالراحة أكثر من أي أحد، لكن حتى أولئك، في بعض الأوقات، شعروا بالغيرة مني.

في الحقيقة، هذا كان السبب الأكبر في تغيّر أعضاء GOTM عدة مرات.

إذا كانت فرقة GOTM، التي امتلكت أفضل المواهب، قد شعرت بذلك، فماذا عن المتدربين في كوريا الذين يحلمون بأن يكونوا آيدولز؟

هل يوجد من يملك موهبة بارزة وعزيمة لا تنتهي ليواصل السعي نحو هدفه؟

وحتى إن وُجد مثل هذا الشخص، كم من الوقت سأحتاج لأجعله عضوًا في فريقي؟

لا أعلم.

لكن هناك شيء واحد متأكد منه.

“تبًّا…”

ما زلتُ أكره هذا الشيء الملعون المسمى بالآيدول.

في تلك اللحظة، اهتزّ الهاتف في يدي.

[السيد هان سي أون، دعنا نتحدث قليلًا عن إصدار الأغنية انزل بسرعة.]

كانت رسالة من المخرج كانغ سوك وو.

عندما عدتُ إلى استوديو LB، بدا أن المخرج كانغ قد راجع كامل تسجيل الحلقة السابقة.

قال: “فلنفعلها هكذا أنت تعلم أنك ستلتقي قريبًا بفرقة Take Scene، صحيح؟”

“نعم.”

“المهمة الأولى ستكون مباراة فردية بين الأعضاء الذين يشغلون نفس المركز في كل فريق.”

“بمعنى أن المغني الرئيسي يتنافس مع المغني الرئيسي، والمغني المساعد مع المغني المساعد، صحيح؟”

“صحيح تمامًا وفي تلك المباراة، دعنا نستخدم نسخة التوزيع الجديدة من تحت ضوء الشارع التي غنّيتها.”

إنها فكرة لا بأس بها.

صحيح أن غناء نفس الأغنية مرة أخرى فيه نوع من المخاطرة، لكن في هذه الحالة، لا بأس.

في المهمة السابقة لم أغنِّ سوى المقطع الأول، وتحت ضوء الشارع هي أغنية يشهد الجميع بأن مقطعها الأكثر إثارة هو الجزء الخاص بالكورس.

“مفهوم.”

“أرجو أن تبذل جهدك.”

“نعم، سأفعل ما بوسعي.”

صحيح… ليس الوقت المناسب بعد لتفعيل العودة بالزمن.

يجب أن أبذل كل ما أستطيع قبل ذلك.

تبادلتُ المصافحة مع المخرج كانغ سوك وو وأنا أفكر بذلك.

• نهـاية الفصل •

حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]

2025/07/22 · 21 مشاهدة · 1882 كلمة
Lolly
نادي الروايات - 2025