كما قال تشوي جي سونغ، كان هان سي أون مخيفًا هذه الأيام.

وليس الأمر أنه كان يغضب بسهولة أو يُقال إنه حساس.

بل على العكس، كان ألطف بكثير وأكثر ودًّا من المعتاد.

ومع ذلك، فإن السبب الذي جعلهم يشعرون بالخوف منه، كان هو موقفه من التحضير للمسرح.

لأول مرة شعروا بأن الإنسان يمكنه أن ينغمس في أمر ما إلى هذا الحد.

وفي الوقت نفسه، تساءلوا إن كانوا قد عاشوا بهذه الطريقة من قبل.

لقد سبق لهم أن تدربوا بجد.

لكنهم لم يسبق لهم أن خاطروا بحياتهم من أجل ذلك.

أما هان سي أون، فقد راهن بحياته.

ورؤية هان سي أون بهذا الشكل عن قرب كان له تأثير إيجابي على أعضاء “ثلاثة أشهر ومئة يوم”.

“يا إلهي، أنتم حقًا قساة!”

قالت مدربة الغناء يو سونهوا هذا بعدما راقبتهم طويلاً، ثم نطقت بها أمام الكاميرا.

حتى المتدربون المعروفون بشدة بأسلوبهم يهربون أحيانًا، فهذه هي طبيعة نظام التدريب في شركة ليون الترفيهية .

لكنها لم تتوقع أن أعضاء “ثلاثة أشهر ومئة يوم”، الذين لم يسبق لهم خوض أي تجربة تدريب في شركة ـ باستثناء لي إي أون ـ سيتبعون النظام بهذه السلاسة.

بل إن هان سي أون كان، رغم جدول التدريب هذا، يستيقظ قبل الآخرين بساعتين.

وعندما سأله كو تاي هوان عما يفعله، قال إنه بحاجة إلى تعديل نبرة صوته.

ومع كل يوم، كان عرض هان سي أون يكتمل بهدوء شيئًا فشيئًا.

ورؤيته وهو يفعل ذلك، جعلهم يشعرون بأن…

“إذا عُرض على التلفاز، ألن يُحدث ضجة على الإنترنت؟”

“أظن ذلك أيضًا لكن ما يقلقني هو أن لا يكون على طراز الآيدولز تمامًا.”

“همم، هذا صحيح إذا جاء بعض المتخصصين في الكشف عن الفرق، فقد يُقال عنه كلام قد يقولون إنه يبدو كمن يردد ترهات الموسيقى الحقيقية.”

لكن تشوي جي سونغ هزّ رأسه بعد لحظة.

“لكن لو فكرت في الأمر، فالسبب هو أن تأثير <تحت ضوء الشارع > كان قويًا، أليس كذلك؟ أما البقية فكلها كانت أغانٍ لفِرَق سابقة.”

وهذا صحيح فعلًا.

“تزهر الزهور ”، و”فتى الكشافة ”، و”لم أمزح قط”

كلها كانت أغانٍ لفرق آيدول.

كما قال تشوي جي سونغ، ما كان قويًا للغاية فقط هو تأثير “تحت ضوء الشارع ”.

خصوصًا تلك النسخة المعاد توزيعها.

عندها، قاطعهم لي إي أون.

“عمّ تتحدثون؟”

“آه، كنا نتحدث عن كيف ستكون ردة فعل الناس بعد انتهاء عرض سي أون غدًا.”

“أعتقد أنهم سيعتبرونه مجنونًا… بمعنى جيد.”

“كنت أظن ذلك أيضًا.”

“على كل حال، لنذهب المخرج قال إن علينا التجمع.”

“واو، هل انتهت فترة الاستراحة بالفعل؟”

“نعم م هيا.”

كان ذلك قبل يومٍ واحد فقط من إقامة أول مهمة في الجولة الرئيسية من برنامج <سيأتي لاحقًا >.

***

شعر أعضاء “Drop Out” في البداية بشيء من القلق تجاه فكرة تكليف الملحن الأصلي لأغنية "أناني " بتوزيعها.

فالتلحين والتوزيع ليسا مجالين منفصلين تمامًا.

كثير من الملحنين المتميزين يكونون أيضًا موزعين بارعين.

لكن إذا اقتصرنا الحديث على الكيبوب، فهناك حالات كثيرة تبرز فيها الفجوة الكبيرة بين مهارات التلحين والتوزيع.

فحتى وإن كان اللحن الرئيسي جيد ، إلا أن هناك من يواجه صعوبة في تحويلها إلى صوت يتلاءم مع طابع الآيدولز الخاص.

ومع ذلك، أوكلت “Drop Out” مهمة توزيع "أناني " إلى ملحنها (زايون) بسبب…

“لنحاول الحصول على رقم زايون الشخصي.”

بناءً على طلب من وكالتهم “دبليو إم الترفيهية ”.

“لقد باع أغانيه لفريقين فقط، نحن و(NOP).”

“أليست هذه الأغنية التي كنا نحن من أخذها رغم أن (NOP) كانت تضعها في الحسبان؟”

“لا، صحيح أن "أناني" كانت خيارهم الأول، لكنهم كانوا مهتمين أيضًا بأغنية أخرى اسمها If So وقد اشتروها.”

“وأيضًا استخدموها كأغنية رئيسية؟”

“نعم كعنوان رئيسي.”

لقد باع زايوان أغانيه كأغانٍ رئيسية لأهم فرقتين فتيان في الوقت الحالي.

وهذا يعني أن زايون ليس مجرد ملحن حقق ضربة حظ.

ورغم أنهم لا يزالون بحاجة إلى مراقبة مستمرة، إلا أن هناك احتمالاً كبيرًا أن يمتلك القدرة على تأليف أغانٍ جيدة باستمرار.

“لكن من تولّى الوساطة في البيع هو مدير قسم الـA&R في BVB الترفيهيه وهذا مقلق.”

“سيو سونغ هيون؟ أليس هذا اسمه؟”

“نعم، صحيح.”

كان أعضاء “Drop Out” على علم بأن شخصًا من شركة أخرى يُدعى سيو سونغ هيون هو من قاد التعاقد.

وكانت شركة WM تشارك أعضاء “Drop Out”، بصفتهم وجه الشركة، بالمعلومات بشكل نشط.

“لو كان ملحنًا جيدًا فعلًا، علينا أن نحصل على وسيلة للتواصل معه إنْ وكلنا إليه التوزيع، فسيخرج بشيءٍ على الأقل، حتى إن كان مجرد بريده الشخصي أو حسابه على أي منصة مراسلة.”

“صحيح.”

“وإذا لم يكن التوزيع جيدًا، فندفع له أجره ولا نستخدمه.”

لهذا السبب قررت فرقة “ Drop Out" تكليف زايون بتوزيع أغنية أناني …

“واو، ما هذا؟”

“جنون.”

ففي غضون أيام قليلة، تلقوا نتيجة بجودة مجنونة.

تم توزيع الأغنية بصوت يتناسب تمامًا مع “Drop Out”، بل وتم تحديد تقسيم الأدوار لكل عضو، مع تعليمات مفصّلة حول كيفية الأداء.

لكن ما كان مذهلًا أكثر من التوزيع هو الدليل الصوتي الذي احتوى على النسخة النهائية للأداء.

أناني كانت منذ البداية مرفقة بكلمات إنجليزية.

لم يكن واضحًا إن كان زايون هو من غنّى، لكن كانت هناك نسخة منزلية بجودة صوت رديئة.

ورغم رداءة الجودة، إلا أن الجميع كانوا يعتقدون أن الأداء جيد.

لكن النسخة التي أرسلها هذه المرة كانت ذات جودة لا تُصدّق.

لا حاجة لأي شيء آخر، فقد غنّى الأغنية بشكل رائع حقًا.

لم يكن يبدو أنه غنّى بطريقة متقنة أو محسوبة، لكن الأناقة التي تميز بها كانت خارقة للعقل.

“يمكننا إصدار هذه النسخة كما هي.”

“أعتقد أنه يمكننا استخدام هذه الكلمات نفسها.”

مهما أُرفِقت كلمات كورية، فلن تكون أفضل من نسخة الدليل هذه.

العيب الوحيد؟ ربما هو عدم وجود مقطع راب.

لكن في جزء الجسر، كان هناك قسم يُمكن غناؤه بأسلوب يشبه الراب، ما أعطى بعض الطمأنينة لمغني الراب في الفريق.

“هل نطلب منهم إصدار النسخة الإنجليزية؟”

“هل يُمكننا استخدام هذه الكلمات كما هي؟”

“على أي حال، الشركة ستدفع أجر الكلمات.”

“يعني أن زايون سيحصل على نسبة 4:4:2 كاملة (التوزيع التقليدي للأجور بين كلمات، لحن، توزيع) من النسخة الإنجليزية؟”

وبالإجماع، تمت الموافقة على نسخة التوزيع.

عندها بدأ أعضاء “Drop Out” يشعرون بالفضول.

حول هوية زايون.

“هل هو مبتدئ حقًا؟”

“ألا يغني بشكل رائع جدًا؟”

“الغناء جانب، لكن التوزيع دقيق للغاية هل هذا شيء يمكن لمبتدئ فعله؟”

“أنا أرى العكس، فالتلحين والتوزيع يمكن إنجازهما تقنيًا، لكن الغناء… لا يمكن تصديقه.”

وبما أن “Drop Out” فرقة تُنتج أعمالها بنفسها، كانوا يعرفون كم من الصعب أن تُنجز عملًا “ليس مبالغًا فيه ولا ناقصًا”.

ونادرًا ما يتمكن المبتدئون من تحقيق ذلك.

وفي النهاية، أرسل “شيدو”، القائد المعروف بلقب “آيدول الآيدولز”، رسالة إلى البريد الشخصي لزايون يعرض عليه لقاءً لتناول الطعام…

“تجاهلني.”

“تجاهلك؟ تجاهل رسالتك؟”

“ربما لم يرها بعد.”

“… بل قرأها وتجاهلها.”

تم تجاهله ببرود.

وما لم يكونوا يعرفونه هو أن زايون، أو بالأحرى هان سي أون، كان منشغلًا في التحضير لعرضه في سيأتي لاحقًا

***

دون أن تعلم كيف يُعامل إخوتها.

تشوي سيهي، التي كانت من المعجبين القدامى بفرقة “Drop Out”، نجحت هذه المرة أيضًا في التقدّم لحضور تسجيل برنامج “سيأتي لاحقًا ”.

سواء كان ذلك بسبب المنشور الذي كتبته بنفسها، أو نتيجة إطلاق حملة ترويجية واسعة، فقد كانت هناك منافسة ملحوظة هذه المرة ومع ذلك، لم تتجاوز نسبة التنافس 13 إلى 1، أي أن كل مقعد كان يتنافس عليه ثلاثة عشر شخصًا فقط أما تشوي سيهي، فكانت تملك الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه الطلبات، بل وكانت واثقة من نجاحها.

“لقد سبق لي أن تجاوزتُ منافسة كانت بنسبة 322 إلى 1 من أجل حضور Drop Out ’!”

ولم تأتِ بمفردها هذه المرة، بل كانت برفقة صديقة من معارف المعجبين.

“قلْتِ إنكِ ستشترين لي لحمًا مشويًا إن لم يكن الأولاد جيدين، أليس كذلك؟”

لكن، كما هو الحال دائمًا، لم تكن صديقتها تصدق ما كتبته تشوي في المنتدى كيف يمكن أن يكون هناك عشرة فتيان مميزين بهذا الشكل؟

“أعيديني .”

“آه، أقول لكِ إنهم جيدون حقًا.”

“مع ذلك، أعيديني .”

“حسنًا لكن إن وُجد من بينهم أولاد جيدون، فأنتِ من ستدفعين.”

“اتفقنا.”

ابتسمت صديقتها بسخرية في داخلها.

عبارة “أولاد جيدون” كم تبدو فارغة من المعنى؟

إن كنتِ من المعجبين بإحدى الفرق، فستقومين تلقائيًا بإضفاء تحسينات على الأعضاء: تحسينات تتعلق بالمستقبل، أو بالتجربة، أو بالقصة.

أما إن لم تكن الفرقة تهمكِ أصلًا، فإن معايير التقييم تصبح مجرد مقارنة بفرق الآيدول الموجودة أصلًا.

سواء كانت الفرقة “ثلاثة أشهر ومئة يوم” أو “Take Scene”، لا بد من المقارنة مع الفرق الأخرى.ج وحتى لو وُجد من بينهم أولاد جيدون فعلًا، فغالبًا لن يتجاوز عددهم الواحد.

وبينما كانت كل واحدة تفكر بطريقتها، أُعلن أخيرًا عن اكتمال دخول جمهور البرنامج البالغ عددهم 500 شخص.

لكن، هذا لا يعني أن العرض سيبدأ مباشرة.

فالحضور لتصوير مثل هذه البرامج الترفيهية يتطلب الانتظار لوقت طويل جدًا.

وهما تعرفان هذا الأمر جيدًا، ولذلك لم تتقدّما لطلب حضور في المقاعد الأمامية من نوع “ستاندينغ” (T) البالغ عددها 250 مقعدًا، بل اختارتا المقاعد الجانبية الـ250 المحيطة بها.

كم من الوقت مرّ؟

وأثناء انشغالهما بالهواتف في محاولة لقتل الملل، سُمع صوت هتاف خافت من الجمهور.

“أوه، أليس ذلك بلو؟”

“صحيح، وبجانبه تشوي داي هو.”

وكان هناك شخصان آخران لا يعرفان من هما، لكن شكلهما يوحي بأنهما من لجنة التحكيم.

وعندما صعدوا إلى المنصة، بدأ طاقم البرنامج بالتحرك بسرعة لتنظيم الجمهور والاستعداد للتصوير.

وكما لاحظت من المرة السابقة، فإن برنامج “سيأتي لاحقًا ” متساهل جدًا في ما يتعلق بالتسريبات.

حتى أولئك الذين جلبوا كاميرات لم يُطلب منهم سوى الانتباه كي لا تظهر في البث فقط.

أما بقية التعليمات فاقتصرت على عدم رفع تسجيلات مصورة للعرض نفسه.

سلوك متساهل إلى حدّ غريب من برنامج منافسة يُفترض أن يكون صارمًا حيال التسريبات…

«آه… هذا لأن الإقصاء لا يشمل الأفراد، بل يشمل الفرق بأكملها.»

بما أن “سيأتي لاحقًا ” قائم على نظام المنافسة بين الفرق، فإن الإقصاء لا يحدث إلا في الجولات النهائية.

ولذلك قد يعتقد القائمون على البرنامج أن جذب الاهتمام وتكوين قاعدة جماهيرية في البداية أهم من التكتّم.

وإلا، فقد يكون الأمر ببساطة نابعًا من قلقهم من قلة شعبية البرنامج.

وأثناء انشغال تشوي سيهي بهذه الأفكار، بدأ التصوير أخيرًا.

مقدم البرنامج هو “بلو”، وهو آيدول من الجيل الأول وقد نجح الآن كمقدم تلفزيوني.

لا تعلم كيف جرى التخطيط للحلقة، لكن افتتاحية بلو كانت سريعة للغاية.

لم يكن هناك أي تقديم للبرنامج، ولا حتى تعارف بالأعضاء.

كل ما فعله هو التأكيد مرارًا على أن عرض اليوم سيكون عبارة عن منافسة بين أعضاء الفريقين الذين يؤدون نفس الدور.

ولم يُعرض حتى مقطع تمهيدي

ما هذه الفوضى؟ هل يتوقعون من الجمهور أن يتفاعل بهذه الطريقة؟

لهذا السبب، لا يُعتمد على قنوات الكيبل ذات الخبرة الإنتاجية المحدودة.

وبينما كانت تشوي سيهي تنقر لسانها انزعاجًا، رفع بلو يده وأشار إلى اليسار.

“ثلاثة أشهر ومئة يوم!”

في تلك اللحظة، ظهر خمسة شبان على الجانب الأيسر من المسرح باستخدام المصعد الأرضي.

وبما أن هذه هي المرة الثانية التي تحضر فيها تشوي سيهي تصوير برنامج “سيأتي لاحقًا ”، فقد كانت تعرف جميعهم.

لكن معظم الجمهور يشاهدهم للمرة الأولى.

ومع ذلك…

انطلقت من الجمهور صيحات لا بأس بها.

ليس لأن الجمهور لطيف أو متسامح…

بل بسبب لي إي أون الذي ظهر على الشاشة.

“يا إلهي… ما هذا؟”

هزّت تشوي سيهي رأسها موافقة على تعبير صديقتها المنبهرة.

ذلك الوجه… ضربة قاضية فعلًا.

يُثير التساؤل حقًا لماذا لم يحصل على وقت ظهور أكثر حتى الآن.

“نضيف نقطة إلى رصيد اللحم المشوي؟”

“لا، نقطتين.”

“ألم أقل لكِ؟”

“واو… إنه وسيم فعلًا أعترف.”

ابتسمت تشوي سيهي بسعادة بعد اعتراف صديقتها، لكنها في الواقع كانت عيناها تتابعان هان سي أون أكثر من لي إي أون.

هل ذلك بسبب طريقة تفاعله مع الجمهور؟

بطبيعة الحال، هان سي أون يملك ملامح جميلة هو الآخر.

بشرة ناصعة، وملامح حادة، وتلك الهالة الهشة والخطيرة التي توحي بأنه قد يتحطم في أي لحظة — تمامًا ما يناسب ذوقها.

لكن، حين يوضع بجانب لي إي أون، فهو لا يملك نفس الجاذبية التي تسلب الأنظار على الفور.

«هل السبب في الأجواء التي يبعثها؟»

وبينما كانت تشوي سيهي تميل برأسها حيرة، أشار بلو هذه المرة إلى اليمين:

“Take Scene!”

حينها، تعالت صيحات أعلى بكثير من تلك التي صدرت عند إعلان “ثلاثة أشهر ومئة يوم”.

وربما كان السبب أن بعض أعضاء “Take Scene” قد ظهروا مسبقًا في محتويات خاصة بشركة ليون الترفيهية ، لذلك بدأ بعض الحضور برفع لافتات بأسمائهم.

وهكذا، اكتمل صعود أعضاء الفريقين العشرة إلى خشبة المسرح.

• نهـاية الفصل •

حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]

2025/07/29 · 16 مشاهدة · 1923 كلمة
Lolly
نادي الروايات - 2025