عند باب القصر كان هناك خادم يصيح بإسم كل نبيل يأتي …

فجأة صاح بصوت عال وأكثر شدة …

" لقد وصل دوق المملكة داريوس الثاني "

عند سماع صراخ الخادم تحولت ملامح جميع النبلاء للجدية ومن بينهم الكونت التي تحولت ملامحه للبرودة الشديدة ناظرا للعربة القادمة حيث كان يحرسها جنود مدرعين بدروع فضية اللون …

توقفت العربة أمام باب القصر تحت وطأة صرخة الجنود …

" دوق المملكة داريوس الثاني حاضر ليقدم تعازيه الخالصة "…

بالنظر للعربة شديدة السوداء المزينة برسومات ونقوش ذهبية و قرمزية .. تجرها 6 أحصنة سوداء مزينة بدروع بنفس نقوش العربة و

لونها …

أعلى العربة يرفرف علم قرمزي مرسوم فيه رسمة طائر فينيق قرمزي اللون مع نيران ذهبية مشتعلة حوله …

تقدم أحد الجنود المدرعين وفتح باب العربة ..

في تلك اللحظة خرج فارس عظيم البنية و مدرع بدرع سوداء منقوش بالذهبي وبعد نزوله من العربة تحرك للجانب ووقف واضعا قبضة يده اليمنى على صدره …

بعد خروج الفارس خرج رجل لا تقل ضخامته عن ضخامة الفارس مرتديا جلبابا أسود منقوشا بالذهبي والقرمزي ومرسوما على ظهره نفس رسمة العلم …

عند رؤية ظهور الدوق داريوس كان الكونت هايديس لا يزال ينظر بملامح شديدة البرودة وتحدث عند رؤية الدوق يقترب منه خطوة بخطوة ..

" الدوق داريوس .. ما معنى كلماتك و مالذي تحاول إيصاله من خلال تقديم التعازي في حفل خطوبة إبنتي "

عند سماع كلمات الكونت الباردة الموجهة له فتح الدوق يديه وتحدث بإبتسامة ساخرة …

" هاهاها الكونت هايديس لم نلتقي منذ زمن وها أنت تحدثتي بوقاحة و دون تشريف .. ألست وقحا قليلا "

..

بسماع كلمات الدوق لم تختفي البرودة من ملامح الكونت لكنه ابتسم وتحدث ساخرا

" متأكد أني لست أكثر وقاحة منك "

في تلك اللحظة سحب الفارس الأسود خلف الدوق سيفه وصرخ بشدة

" وقح .. كيف تجرؤ على عدم إحترام الكونت "

ودون أن ينظر الكونت حتى للفارس الأسود تقدم الفارس كارلوس وسحب سيفه ماشيا بجانب الكونت وصرخ ردا على الفارس الأسود

" كيف يجرؤ مجرد فارس على التحدث للكونت بهذه الوقاحة .. "

في هذه اللحظة كانت الأجواء متوترة تماما حيث كان الدوق والكونت يحدقان ببعضهما برودة في حين إستل كلا الفارسان سيفيهما واندلعت هالة قاتلة منهما مستعدين للإنقضاض بشراسة في أي لحظة …

بعد ثوان من الوقوف بهذا الشكل تراجعت تعبيرات الدوق إلى الطبيعية و تحدث …

" إنسى الأمر .. مسرحية اليوم ليست لي … "

ورفع يده لتهدأت الفارس الأسود الذي أعاد سيفه لغمده وتراجعت نيته في القتل ..

وفعل الكونت نفس الشيء ..

حينها تحدث الدوق واضعا ابتسامة غريبة على وجهه أثناء مشيه لداخل القصر مارا بجانب الكونت ..

" إنه دور الشباب اليوم لاعتلاء المسرح " …

هكذا إنتهى المشهد المتوتر بين الدوق والكونت …

بعدها استمرت الأمور كما هي حيث كان الكونت يستقبل النبلاء …

مضت بالفعل ساعتين منذ بدأ استقبال النبلاء ومازال النبلاء يحضرون تلو الآخر ..

في الداخل كان الكونت هايديس واقفا مع بعض معارفه من النبلاء للمحادثة وترك إستقبال بقية النبلاء للفارس كارلوس …

ففي السابق كان يعرف بالفعل أن الدوق داريوس قادم … ورغم أنه ليس على وفاق معه وعلاقتهم أشبه بالعداء ..

لكن الدوق يبقى رتبة أعلى منه في النهاية وهو بحاجة لإعطاء بعض الوجه واستقباله بنفسه …

غير ذلك لم يجتمع معه مرة أخرى …

على بعد بضع كيلومترات من القصر كان هناك موكب مهيب قادم بسرعة نحو القصر …

حيث يمكن رؤية العديد من الفرسان المدرعين بدروع ذهبية داكنة يركبون على حوامل وحشية تشبه التنانين وسط الفرسان هناك مركبة كبيرة تبدو وكأنها منزل متحرك مزينة بنقوش ذهبية وقرمزية ..

يرفرف فوقها علم مرسوم عليه تنين شرقي ذهبي اللون …

بالنسبة للعربة يجرها وحش أكبر من الحوامل الأخرى ب5 مرات …

داخل العربة …

يجلس فيها 3 أشخاص ..

الأمير الثالث كراتوس ..

وولي عهد المملكة ..

أما الشخص الثالث فقد بدا وكأنه شاب في بداية الثلاثينات من العمر يرتدي رداءا أبيض مطرز بنقوش خضراء مختلفة .. ولو نظرت جيدا يمكن أن النقوش تجتمع لتظهر رسمة تنين …

من ملامح الرجل ولباسه بالإمكان معرفة أنه غريب عن المملكة …

كان الصمت يخيم داخل العربة طيلة رحلتهم …

مع ذلك شعر ولي العهد بأن الجو غريب بعض الشيء لذلك في الأخير نطق سائلا الأمير الثالث …

" ما لي أراك عابسا يا أخي … هل حدث شيء بينك وبين الأب الملكي !؟ "

بسماع حديث ولي العهد فتح الأمير الثالث عينيه ونظر لولي العهد بنظرات مستائة وتحدث بهدوء

" لقد أمرني الأب الملكي أن لا أدخل في مشكلة غير قابلة للحل مع الكونت هايديس .. بل وأكثر من ذلك لقد أمرني أن لا أقاتل معه أو مع الفارس كارلوس بشكل شخصي حتى لو كنت واثقا "

سماع حديث الأمير الثالث كان ولي العهد مستغربا وسأل

" لماذا هذا !؟ حتى لو كان برتبة الكونت فإنه لا يزال من أعلن خطبة ابنته من شخص مجهول حتى بعد انتشار رغبتك في خطبتها في المملكة كلها وحتى أنك سألته عن الأمر شخصيا .. إنه الشخص الذي أهان الأسرة الملكية أولا ولا ضرر في جعله درسا لغيره "

حبك الأمير الثالث حاجبيه معا وقال

" لقد قلت له ذلك بالفعل لكنه كان أكثر استياءا وأخبرني أنني يجب أن لا أهين الكونت علنيا بأي شكل كان … بل و أمرني حتى أن لا أتحدث معه بقلة أدب "

كان ولي العهد متفاجئا قليلا من كلمات أبيهم الملكي وحينما أراد التحدث

نطق أخيرا الرجل الذي كان جالسا على الجانب …

" لابد أن هناك شيء بين أبيك وبين الكونت .. بما أنه أمرك فلا داعي لمخالفة أوامر أبيك … "

سماع كلمات الرجل كان الأمير مركزا ونظر إليه بنظرات محترمة وسأل

" إن كان الشيخ تشين يقول ذلك فلا بأس ..

لكنني بحاجة لقتل الشاب الذي تجرأ على خطبة لويس .. ماذا لو منعني الكونت من ذلك .. "

بسماع كلمات الأمير الثالث نظر إليه الشيخ تشين وأجاب

" إفعل ما تشاء مع الشاب وسوف أتعامل مع كل من يعارض أفعالك … ولنرى من يمكنه منعك "

ارتسمت ملامح خبيثة ومتحمسة على وجه الأمير كراتوس عند سماع كلمات الشيخ تشين وشكره

2023/06/18 · 37 مشاهدة · 965 كلمة
jotiefares
نادي الروايات - 2024