أما بالنسبة للكونت هايديس فقد أصبح غاضبا بجنون وفقد هدوءه لأول مرة منذ زمن طويل …

" اللعنة على هؤلاء الفراخ الملعونين .. ما الذي يقصدونه بفعلهم هذا .. هل يريدون إهانتي أم ماذا ؟؟؟ "

في مكتب الكونت كان كل من كبير الخدم والفارس كارلوس واقفين بصمت على الجانب ..

وبالنظر للكونت الغاضب أمامهم لم يجرؤوا على قول أي شيء .. ومع ذلك لم يكن حالهم أحسن من الكونت حيث أن ملامحهم كانت تظهر الغضب والاشمئزاز من الخبر …

بعد دقيقة من الغضب واللعن هدأ الكونت أخيرا ..

ثم نظر للفارس كارلوس وسأله

" مالذي يفعله الشاب كينغ الآن وهل أعلمته بالخبر !؟ "

عند رؤية الكونت يهدأ أخيرا وتحدثه معه عادت ملامح الفارس الطبيعية مرة أخرى وأجاب

" لا يزال يتدرب في الساحة .. ونعم لقد أخبرته بالفعل "

..

" و ماذا كانت إجابته "

مجيبا على سؤال الكونت بملامح غريبة أجاب الفارس كارلوس

" حسنا ..عندما أخبرته … أول رد فعل له كان إبتسامة ماكرة وباردة ثم أجاب علي بنبرة حماسية قائلا : هذا سيريحني من التفكير في كيفية استفزازه .. دعه يأتي .. سألعب معه قليلا هيهيهيهي … "

بسماع إجابة الفارس كان الكونت سعيدا قليلا وتحدث …

" طيب .. تعجبني جرأته … دعه يفعل ما يشاء "

ثم نظر لكبير الخدم وسأل

" هل إنتهت التجهيزات "

وأجاب كبير الخدم بسرعة

" نعم يا حضرة الكونت كل شيء جاهز "

" طيب يمكنك المغادرة "

بعد مغادرة كبير الخدم نظر الكونت للفارس وتحدث بنبرة هادئة وباردة

" عليك أن تستعد أيضا .. سيكون شيخ الطائفة الخارجي حاضرا على الأغلب وإن هزم كينغ الأمير سيحاول قتله بالتأكيد .. وطبعا سيتدخل شيخ الطائفة .. وفي أي حالة خطر على الشاب كينغ سنقوم بحمايته .. "

بعد صمت قليل بدأت تنطلق هالة سوداء بائسة ومظلمة من الكونت وتحولت ملامحه لتصبح أشبه بملامح وحش بري وأكمل التحدث بنبرة قاتلة وشديدة البرودة ..

" سأكون سعيدا بجعلهم يتذكرون مالذي يعنيه خطر إستفزازي "

بالنسبة للفارس عند رؤية تحول الكونت إعتلت نظرات متحمسة وخبيثة على وجهه …

في ساحة تدريب الجنود .. مر يوم بالفعل منذ بدأ تدريبات الشاب كينغ لرفع تقنياته …

على الجانب من الساحة كان الشاب يجلس متربعا على الأرض وهو في حالة تأمل … بعد لحظات فتح الشاب عينيه ووقف وتمدد ..

" هاااااااه … لا يهم كم أستغرق في الجلوس والتأمل لكن لا يمكنني التعود عليه أبدا … لولا حاجتي لرفع زراعتي لما جلست هكذا أبدا … "

بعد النظر حوله نظر الشاب للقصر وتوجه نحوه …

" لنرى كيف تسير التجهيزات … "

توجه الشاب نحو مكتب الكونت ومع ذلك لم يجده هناك لكنه إلتقى مع كبير الخدم وبعد القاء التحية سأله عن مكان الكونت …

" السيد الشاب . لقد غادرالكونت ونزل الى المدينة للقيام ببعض الأعمال .. "

عند سماع كلمات كبير الخدم سأل الشاب مرة بعد صمت قصير ..

" كم بقي على بدأ الحفل ووصول موكب الأمير !! "

عند سماع ذلك أجاب كبير الخدم

" سيبدأ الحفل في المساء اما موكب الأمير فسوف يصل في منتصف المساء تقريبا … "

اومأ الشاب برأسه ثم تحدث فجأة

" طيب .. سأذهب للاستحمام والنوم الآن .. أعلمني حينما يصل المساء "

سماع كلمات الشاب أومأ كبير الخدم بشكل غريزي لكنه فتح عينيه في مفاجأة وصدم مدركا للكلمات التي سمعها فقط عندما غادر الشاب ..

' هل هذا وقت للنوم حتى !؟ '

في المساء كان الكونت قد عاد بالفعل قبل مدة من المدينة وفي هذه اللحظة كان يستقبل النبلاء الذين قدموا لأجل حفل الخطوبة ..

مجموعة خلف مجموعة جاء النبلاء في عرباتهم الفاخرة …

هناك من جاء محملا بالهدايا مفعما بالحيوية ويبتسم بودية …

وهناك من جاء متحمسا مالئا الجو بكلمات و ضحكات السخرية والإستهزاء …

وهناك من دخل فقط بملامح جدية وباردة دون حتى إلقاء التحية …

..

بطبيعة الحال إستقبل الكونت من أتى بودية بردود فعل ودية .. ومن أتى ساخرا رد عليه بهدء وابتسامة باردة جعلتهم يصمتون للحظات حينها ..

وبطبيعة الحال لم ينظر حتى إلى أولئك الذين دخلوا دون إلقاء التحية ..

في النهاية كان الكونت واضحا بشأن علاقته مع نبلاء المملكة وليس منزعجا من تصرفاتهم قط …

ورغم أنه هناك حتى نبلاء برتبة ماركيز قد حضروا إلا أنه لا يزال يعامل الجميع كما يعاملونه غير مهتم برتبهم الأعلى منه …

وبطبيع

ة الحال لم يقل أي من هؤلاء النبلاء شيئا بشأن تصرفاته …

2023/06/18 · 31 مشاهدة · 701 كلمة
jotiefares
نادي الروايات - 2024