بعد ساعة فتح الشاب عينيه ثم أخرج الكتاب مرة أخرى ودرس تقنية القبضات المتصلبة …

بعد الإنتهاء وقف الشاب وعاد لوضعية ركوب الحصان …

' دعني انتهي من رفع مستوى تقنية التصلب أولا '

ومرة أخرى دخل الشاب حالة سهو عن العالم الخارجي مركزا تماما مع نفسه

في السابق توقف الشاب عن الزراعة فقط لأن كمية التشي في دانتيانه كانت على وشك النفاذ .. وبطبيعة الحال إن الإستهلاك الكلي للتشي الموجود في الدانتيان يؤدي إلى بعض الأضرار عليه وقد تصل في بعض الحالات الخطرة الى تراجع زراعة الفرد ويصبح بعدها التقدم أصعب نظرا لتضرره …

بعد ساعتين فتح الشاب عينيه منزعجا قليلا .. وحك رأسه متذمرا

" إختناق مرة أخرى … كما أنني لا أشعر أنه مشكلة تحكم في التشي .. الأمر يبدو كما لو أن كثافة التشي غير كافية ..ربما علي رفع زراعتي ؟؟ "

" هذا مزعج .. دعني أنتهي من التقنيات الأخرى أولا "

هكذا عاد الشاب لتجديد التشي في دانتيانه وبعد الإنتهاء بدأ في تعلم تقنية القبضات المتصلبة …

وإستمر الشاب على هذا الحال لتطوير تقنياته لمدة يوم كامل …

داخل القصر .. كانت الأمور نشطة بالفعل .. حيث كان يتم تزيين القصر والحدائق في الخارج بل حتى أن عدة فرق من الجنود كانوا يتجولون حول القصر …

في المسافة أسفل القصر الموجود على قمة هضبة خضراء .. تقع مدينة الولاية المحكومة من قبل الكونت ..

ازداد عدد الحراس للمراقبة ومنع أي جرائم أو حتى صراعات بسيطة… ويتم تنظيف وتزيين شوارع المدينة بالفعل بل وحتى تنظيف حي الفقراء وتوزيع ملابس جديدة وطعام لهم حيث كان الجميع ممتنا …

فرغم سياسة النبلاء في المملكة و عدم إهتمام الناس بالفقراء و رؤيتهم أحيانا كمجرد طفيليات إلا أنه بالنسبة للنبلاء رفيعي المستوى فإنهم يدركون أنه حتى الفقراء لا يزالون جزءا من شعب المملكة ويجب الإهتمام بهم لحد معين خاصة في المناسبات المختلفة حيث أن ذلك فرصة لإسعادهم وابقاءهم تحت السيطرة كي لا يسبب مشاكل لا داعي لها …

حتى الآن عرفت المملكة كلها بالفعل أن إبنة الكونت كان سيتم خطبتها .. لكن ما جعل الجميع في حيرة هو هوية خطيبها المجهولة بالنسبة لهم …

لكن لم يقل أحد شيئا بشأن ذلك لأنه وببساطة تم ارفاق وصف لخطيب ابنة الكونت أنه مزارع تشي ما جعل جميع الشباب الذي كانو معجبين بها وأرداوها لأنفسهم يطبقون أفواههم …

ففي النهاية يدرك الجميع أن مزارعي التشي هم القوى الكبرى في عالمهم ..

فقط في مكان معين كان شخص ما غاضبا وساخطا جدا من الخبر …

القصر الملكي .. في ساحة تدريب الجنود … كان هناك شاب أشقر الشعر و متناسق الجسم يملك نظرات باردة ومتغطرسة وترتسم على وجهه أثار الغضب …

كان الشاب يلهث قليلا …

أمام الشاب كان هناك 3 فرسان تملؤهم الإصابات وبالكاد يقفون على أقدامهم … وبالنظر للشاب أمامهم كانت تعلوا أعينهم نظرات الرهبة والإعجاب …

؛ تصفيق؛

فجأة إنطلق صوت تصفيق من خلف الشاب وكان صوته يزداد شيئا فشيئا وكأن المصفق يقترب خطوة بخطوة …بعد ثوان توقف التصفيق أخيرا وحيث توقف الصوت كان هناك شاب أشقر الشعر يرتدي رداءا فخما يرتديه الملوك فقط …

عند رؤية الشاب يصل حي الفرسان الثلاثة معا بإحترام …

" نرحب بولي العهد "

اومأ ولي العهد للفرسان الثلاثة ثم تحدث للشاب الذي لا يزال يعطيه بظهره …

" القتال ضد ثلاثة من الفرسان العظماء مع أخذ اليد العليا ضدهم .. مزارعي التشي لا يقهرون حقا …

و كم يسعدني وجود أخ مثلك …

صعود المملكة بات قاب قوسين أو أدنى"

بإنهاء كلامه كانت هناك ابتسامة ودية تعلو وجهه ..

" أليس كذلك أيها الأخ كراتوس "

نعم و ببساطة الشاب ذو النظرات الباردة الذي قاتل ضد 3 فرسان عظماء هو الأمير الثالث للمملكة كراتوس …

عند انتهاء ولي العهد من الحديث إلتفت كراتوس أخيرا ونظر إليه بنفس النظرات الباردة وسأل

" هل علمت هوية مزارع التشي الذي سيخطب لويس وما علاقته بها؟! "

بسماع كلمات الأمير كراتوس اختفت ابتسامة ولي العهد وتحدث بهدوء …

" قيل أن الكونت أحضره الى القصر مغمى عليه ومصاب بشدة ولولا شفاء لويس له لكان مات قبل وصولهم للقصر … وبعد بضع أيام من العيش في القصر أعلن الكونت أنهما معجبان ببعضهما ويريدان الزواج ..

…"

صمت ولي العهد بعد ذلك حتى سأله الأمير كراتوس

" وهل من خبر عن مستوى زراعته أو قوته !؟ "

ابتسم ولي العهد مرة أخرى وتحدث ساخرا

" قيل أنه تحدى جندي هالة فضية أثناء تدريبه وكان قتالهم متساويا حتى أوقفهم الفارس كارلوس في النهاية من خلال تلقي هجماتهم بيديه "

عند سماع اجابة ولي العهد أصبحت ملامح الأمير كراتوس أكثر برودة وغضبا وتحدث بنبرة باردة منخفضة …

" مجرد مزارع ضعيف يريد أخذ امرأتي مني !؟ "

صر الأمير على أسنانه بغضب وقال بنبرة قاتلة …

" سأقوم بسلخ هذا الوغد حيا "

ثم نظر لولي العهد وسأل

" هل تم تجهيز الموكب ؟؟ "

" نعم لقد إنتهينا ولهذا قد جئت الى هنا لإعلامك بالأمر .. "

بسماع إجابة ولي العهد ارتسمت ابتسامة خبيثة وباردة على وجه الأمير كراتوس وقال

" هذا جيد .. الآن قم بنشر خبر ذهابي لأخذ إبنة الكونت هايديس كامرأة لي وأنه سيتم سجن وتعذيب كل من يعارض ذلك "

بسماع كلمات الأمير كراتوس أصبحت نظرات الفرسان الثلاثة في الخلف منزعجة وأقل إحتراما للأمير لكنهم لم يجرؤوا على التعبير عن ذلك ..

أما بالنسبة لولي العهد فقد ضحك قليلا فقط وقال مبتسما ..

" يبدو أنك تريد التسبب لنا بمتاعب مع الأب الملكي تعرف أنه سيكون غاضبا بشأن الأمر "

عند سماع كلمات ولي العهد رد عليه الأمير بصوت هادئ ونظرات باردة ..

" لا تقلق بشأن ذلك سأتحدث لأبي عن الأمر … أيضا .. لم تتم خطوبتهم بعد لذلك لن يكون هناك مشكلة إن فقد حياته بطريقة ما قبل ذلك "

عند سماع تأكيد أخي استدار ولي العهد وتوجه نحن القصر أثناء تحدثه..

" كما يحب أخي الأصغر .. اذهب للاستحمام وتغيير ملابسك .. سنتحرك خلال ساعة … "

وهكذا بعد تفاجئ المملكة بخبر حفل خطوبة لويس ابنة الكونت هايديس من مزارع تشي … إنفجر خبر آخر بسرعة وهو الإعلان عن انطلاق موكب الأمير الثالث برفقة ولي العهد من أجل التقدم لخطبة لويس …

ما إدى ألا صدمة الكثير من الناس في المملكة وحتى الممالك المجاورة …

بل وجعل الكثير من الأشخاص متحمسين لإنطلاق حدث ممتع كهذا …

مما أدى إلا تحرك العديد الأشخاص المتوجهين نحو ولاية الكونت هايديس .. ليس إلا لمشاهدة العرض الممتع الذي سيحصل …

بل أكثر من ذلك هو حماسة أعداء الكونت هايديس بمصيبته وانضمامهم للحشد رغبة في اهانته والإنتقام منه بل وكسب ود الأمير الثالث وولي العهد …

2023/06/15 · 33 مشاهدة · 1046 كلمة
jotiefares
نادي الروايات - 2024