بالنظر للسماء كانت الشمس في منتصف السماء بالفعل …
للآن أمضى الشاب كينغ حوالي 8 أيام بحساب هذا الكوكب منذ قدومه إليه …
…
عند الوصول لساحة التدريب وكالعادة كان الجنود يتدربون بالفعل تحت مراقبة الفارس كارلوس و توجيهاته …
بعد إلقاء التحية عليهم ذهب الشاب بعيدا عن الجنود .. و جلس على كرسي خشبي …
أدخل الشاب يده داخل قميصه وأخرج الكتاب من حقيبته البعدية ..
…
حتى الآن كان الشاب حذرا بشأن إظهار حقيبته البعدية واستعمالها إمام الآخرين …
على الرغم من معرفته أنها ليست بالشيئ النادر جدا لكنها لا تزال ثمينة ومن الصعب الحصول على واحدة خاصة بالنسبة لمزارعي التشي المتجولين .. وأصعب من ذلك بالنسبة للسحرة الذي لا يستطيع سوى ساحر من الدائرة السابعة صناعتها …
ولهذا السبب أيضا يترك سيفه مربوطا على خصره بدل وضعه في الحقيبة البعدية …
أخرج الشاب الكتاب وفتحه وذهب مباشرة للجزء الذي يحتوي على التقنيات …
فخلال معاركه في الأيام الماضية كان الشاب مدركا جيدا أنه ورغم غرائزه القتالية المتفوقة فإن أكثر ما ساعده في القتال ضد زعيم المرتزقة والجندي سابقا هو التقنيات التي منحها له الرجل الغريب …
و لقول الحقيقة فقد فهم جيدا أنها تقنيات متفوقة …
ولهذا السبب تماما ورغم رفع زراعته وقوة جسده إلا أنه لم يكن يعتمد عليهم فقط لمجابهة الأمير ..
بل كان أكثر ثقة في التقنيات القتالية التي لديه …
وأكثر من ذلك فعندما كان يحاول الإختراق لعالم تكثيف التشي سابقا فشل رغم تكراره للأمر كثيرا …
وفقط من خلال قتاله الشديد مع الجندي تعلم كيف يستخدم ويتحكم في التشي الخاص به بشكل أفضل ما سمح له بالنجاح في إختراق عالم تكثيف التشي …
وهذا ما جعله يفكر متذكرا ..
' حتى عندما كنت على الأرض كنت أصل لاختناقات في تدريباتي من حين لآخر وفقط من خلال تغيير نوع التدريبات التي أقوم بها إلى تدريبات تحكم في الجسم مكنني الأمر بتجاوز الإختناقات .. وذاك ما جعلني أفكر في مفهوم معين على الأرض وهو مفهوم التأسيس …'
…
ما يقصده الشاب بمفهوم التأسيس أنه حينما يحصل شخص ما على مسدس ناري مثلا فقد زادت درجة خطورة هذا الشخص كثيرا فقط بحصوله على المسدس لكن تختلف درجة الخطورة الزائدة من شخص لآخر …
فعند الحصول على السلاح من قبل شخص لا يستطيع تجاوز تحقيق اصابة 100% الا ل6 أمتار كحد أقصى …
يختلف عن حصول شخص قادر على تحقيق اصابة 100% على مسافة 100 متر …
وهكذا بالنسبة للشخص الثاني ستكون له القابلية لإستعمال أسلحة أقوى وأفضل إن كان من السهل له التصويب بمسدس فقط .. عكس الشخص الأول …
..
' هكذا فإن الأمر ينطبق على زراعة التشي أيضا بل يبدو أنه أكثر تأثيرا وفائدة .. لذلك ما علي فعله الآن هو رفع مستوى انجازي للتقنيات إلى أقصى حد حتى يمكنني استعمال قوتي المكتسبة بكفاءة أكبر … '
…
بعد التفكير مليا قرر الشاب التركيز على تطوير تقنياته القتالية أكثر في المستقبل …
وهكذا بدأ أولا بتقنية التصلب …
…
بعد دراسة تفاصيل المستوى الأول من تقنية التصلب أعاد الشاب الكتاب الى حقيبته البعدية ونهض ثم اتخذ وضعية ركوب الحصان …
مركزا على النظر أمامه ولكن مستشعرا لجسده بدأت عيون الشاب تظهر سهوه عن العالم الخارجي تماما …
شيئا فشيئا بدأت هالة تشي تظهر حول جسده ..
في البداية كانت الهالة تغطي جلده فقط وكأنها بذلة .. ثم بدأت تتوسع شيئا فشيئا ..
في حين ذلك بدأ جسد الشاب بالإحمرار وانقبضت عضلات وانتفخت عروقه …
ومع ازدياد توسع هالته حتى بدأ يبدو وكأنه مشتعل بنيران عديمة اللون …
…
في المسافة إستشعر الفارس كارلوس هالة الشاب كينغ واستدار للنظر إليه .. تحولت ملامح الفارس للجدية مفكرا ' هل هذا هو الفرق بين مزارعي تشي وبيننا ؟؟ سرعة زيادة قوتهم مبالغ بها حقا ' …
…
بالنسبة للفارس فحتى هو نادرا ما يلتقي بمزارعي تشي … ورغم أنه محق بشأن حقيقة أن سرعتهم في رفع القوة أفضل منهم بكثير …
إلا أنه في الحقيقة ليس كل مزارعي التشي يمكنهم الزراعة بسرعة الشاب كينغ …
بل إن تميز المزارعين عن البقية يكمن في تأثير زراعة التشي على زيادة أعمارهم ما يمنحهم الوقت لرفع قوتهم بشكل مستمر وعدم القلق بشأن الوصول للشيخوخة بسرعة …
…
لا يزال الشاب كينغ مركزا على زراعته تماما ..
وفي حين أن هالته لم تكن تكبر و تتوسع مثل أول ما بدأ التدرب … إلا أنه على ما يبدو كانت تزداد كثافة …
استمر الشاب على ذلك الحال لمدة ساعتين … عندها عادت عيون الشاب لتركيزها على العالم الخارجي وانخفضت هالته حتى اختفت تماما ثم وقف وزفر بعمق …
' كان الأمر أسهل مما توقعت … لقد ساعد تدريب جسدي في السابق على رفع تأثير التقنية أكثر وقد وصلت بالفعل إلى نسبة اتقان 80% من المستوى الأول .. لا عجب أن الرجل الغريب إقترح علي زراعة كل من التشي والجسد معا '
بعد ذلك جلس الشاب متربعا على الأرض لإعادة ملئ التشي في الدانتيان الذي استهلكه كله تقريبا في تدريب تقنية التصلب ..