بعد نزوله من الجبل وبالنظر حوله للأشجار العملاقة بدا الشاب مهيبا بالمنظر …

نظر حوله قليلا لدراسة أي أثار في المنطقة لكي يتحرك حسب ذلك …

إستمر الشاب في التجول حوله على مسافة صغيرة ملاحظا كل ما حوله ..

بعد بعض الوقت وجد أثار أقدام …

" أثار أقدام ذوات المخالب تبدو كآثار أقدام نوع من الكلبيات لكنها أكبر قليلا مقارنة بما أعرفه من أثارهم … حسنا علي التوقف عن النظر لهم كحيوانات فكل المخلوقات في هذا العالم تبدو مجرد وحوش شرسة ..

"

بقوله لذلك رفع الشاب رأسه وبدأ المشي باتجاه أثار الأقدام ممسكا السيف في إحدى يديه مع وضعية منخفضة قليلا …

بتتبع أثار الأقدام غير الشاب مساره عدة مرات مع التأكد من معرفة اتجاه العودة للكهف …

بعد المشي لبعض الوقت بدأت شم الشاب رائحة غريبة في الجو فتوقف

" رائحة دماء .. "

بقوله لذلك بدأ الشاب في النظر حوله ومراقبة محيطه بشكل دقيق .. استمر هكذا لبضع دقائق .. ثم هدأ الشاب من أنفاسه وخفض وضعيته وأكمل المشي بحذر متتبعا أثار الأقدام …

بعد دقائق من المشي بدأ الشاب في سماع صوت زمجرة متقطع من بعيد مع اشتداد رائحة الدماء …

" هذا صوت مفترس يأكل فريسته … رائع يبدو أني وجدت بأول هدف "

بقوله ذلك تباطأت خطوات الشاب وخفض وضعيه أكثر مع محاولة تخفيض وتيرة تنفسه لأقصى حد …

وبعد المشي لعشرات الأمتار … لاحظ الشاب هدفه … ثم تحرك قليلا إلى الجانب ليترك بينه وبين هدفه شجرة لتغطيه وإستمر في المشي ببطئ شديد …

بعد وصوله خلف الشجرة أخرج الشاب رأسه ونظر للهدف …

في المسافة وبعيد عنه بعشرين مترا ..يمكن للشاب أخيرا رؤية الهدف بوضوح … حيث بالإمكان رؤية ذئب رمادي بإرتفاع مترين يخفض نفسه ليأكل جثة وحش أكبر منه بمرتين ..

بالنظر للذئب أمامه كان الشاب مذهولا وخاصة مع وجود تلك الجثة التي لا يستطيع التعرف الى أي وحش تنتمي …

" يا إلهي يا له من ذئب ضخم … رؤيته في الواقع وقراءة وصفه في الكتاب مختلف تماما …

الناب الفضي أحد أكثر الوحوش مهارة في الصيد .. حسب وصف الكتاب فهو يملك أنيابا طويلة حادة جدا وتتميز بلونها الفضي .. ورغم انه يجب الحذر من مخالبه الحادة ورشاقته رغم حجمه إلا أن أكثر ما يميزه هو تلك الأنياب التي يحتاج قضمة واحدة صغيرة فقط لنبش قطعة لحم من فريستها. … وأخيرا حذره الشديد أثناء الصيد والقتال .. فهو يخفي نفسه جيدا وينتظر فرصته بهدوء … ورغم أنها وحوش اجتماعية إلا أنها تفضل الصيد بمفردها غالبا خاصة في النهار .. يا له من هدف جيد "

بعد تذكره لوصف الكتيب للذئب الذي أمامه … نمت إبتسامة الشاب كثيرا

" هيهيهي حان وقت الصيد … "

" بهذه المسافة سيكون من الصعب إغتياله لكن ليس ذلك ما أسعى له … ومع ذلك إنه أقوى مني بالفعل وهو أحد الوحوش المهيمنة والمطلقة ضمن وحوش المستوى الأول …

لذلك …"

بتحدثه مع نفسه حتى هذه النقطة خفض الشاب من جسده وأثنى ساقيه مع إمساك السيف بيده اليمنى بإحكام ووضع الأخرى على الأرض .. بهذه النقطة شد الشاب عضلات أرجله بقوة … ومتحدثا مع نفسه بسرعة

" سأحصل على ضربة حرجة أولا هيهيهي .. "

ثم فجأة إنطلق بسرعة نحو الذئب …

بالنسبة للذئب الذي كان يأكل فريسته فقد كان شديد الحذر لمحيطه .. ورغم أنه لم يلاحظ الشاب عند وصولج للشجرة إلا أنه بمجرد تحرك الشاب سمع الذئب حركته و شعر بنية القتل القادمة نحوه بسرعة …

طبعا لأن هذه الوحوش تصطاد لوحدها فهي شديدة الحذر و تتميز برشاقتها العالية .. ففي اللحظة التي شعر فيها بنية القتل نظر خلفه بسرعة وقفز متحركا إلى الجانب مراوغا هجوم الإنسان …

بالنسبة للشاب فإن قطع مسافة ال20 مترا فقط لم يستغرق سوى ثانية ونصف …

ففي النهاية أُعتبر الشاب أحدى أقوى المقاتلين الشاملين في عالمه بل محطما عدة أرقام قياسية في مختلف الرياضات …

ولكن رغم سرعته وتأكده أن الذئب سيراوغ إلا أن الشاب لا يزال مذهولا من سرعة ملاحظة الذئب له وردود فعله متهربا منه …

ففي اللحظة التي حرك فيها يديه لقطع بطن الذئب وجد أنه لن يصل لقطع بطنه …

وهكذا قام الشاب بتحويل قوة ذراعه بسرعة والتركيز على إصابة الساق الأمامية للذئب …

رغم مراوغة الذئب لهجوم الشاب إلا أنه لا يزال مقطوعا في ساقه تاركا جرحا سميكا يمكن رؤية العظام من خلاله …

بعد مراوغة الذئب إلى الجانب بعيدا بعدة أمتار بمجرد وضعه ساقه على الأرض شعر بالألم ورفعها غريزيا لكن تلك اللحظة كادت تكلفه حياته ..

ففي اللحظة التي وضع الذئب أرجله على الأرض تحرك الشاب إلى الجانب بسرعة نحو الذئب ثم قام بقطع مائل على رقبة الذئب …

ولأن الذئب لم يتوقع هجوما متتابعا تأخر رد فعله في القفز متراجعا ورغم تجنبه إلى أنه لا يزال مقطوعا أسفل الرقبة ببضع سنتيمترات …

2023/06/02 · 58 مشاهدة · 756 كلمة
jotiefares
نادي الروايات - 2024