لكن لم ينتهي الأمر بعد ففي اللحظة التي تراجع فيها الذئب مرة أخرى إختار الشاب اللحاق به بالتحرك لخطوتين صغيرتين ثم القفز مباشرة بحركة طعن نحو رأس الذئب …
..
ورغم تمتع الذئب بالرشاقة والحذر إلى أنه لم يحدث قط أن قاتل مع مخلوق يهاجم بهذا الشكل وإنتهى به الأمر في الأخير بالتعرض للطعن بين عينيه …
بالنظر لعيون الذئب الغير راغبة قبل موته سحب الشاب سيفه وهزه جانبا لتقطير الدماء ناظرا الى الذئب بإعجاب …
مع ذلك في اللحظة التي هز الشاب سيفه جانبا إنقض عليه بسرعة ذئب آخر من الخلف …
بالنسبة للذئب فقد كان يراقب القتال منذ اللحظة التي إنطلق في الشاب للهجوم وكان ينتظر فرصة لإستغلالها ومع ذلك لم يتوقع قط أن الإنسان الذي أمامه قد لاحظه بالفعل …
ففي اللحظة التي تحرك فيه الذئب وقفز مهاجم الشاب كان قد رآه من زاوية عينه ..
هناك خفض الشاب جسده لوضعية القرفصاء ثم قفز للخلف بشكل متواز مع الأرض ليقوم بقطع الذئب من منتصف صدره إلى أسفل بطنه وينتهي بالتدحرج إلى الخلف والعودة لوضعية الإستعداد ممسكا سيفه على الجانب …
في حين يلاحظ محيطه بحذر في حالة وجود مفترس آخر يتربص به …
بعد الوقوف هناك لمدة نصف دقيقة وتأكده بعدم وجود أي شيء آخر وقف الشاب من مكانه ونظر إلى جثة الذئب الثاني متحدثا …
" عشت في البراري أكثر منك فلا تتوقع نجاح التسلل علي "
…
بعد الإنتهاء من القتال انتقل الشاب الى الجثث أمامه … بعد ملاحظة جثة الذئبين وجثة فريسة الذئب المشوهة فكر قليلا
" هناك عدة أجزاء في ذئب الناب الفضي يمكن بيعها بثمن جيد من الأفضل أخدهم وتشريحهم لاحقا"
.. ثم أخذ حقيبته البعدية ولمس جثث الذئبين ووضعهما في الداخل …
…
هكذا أخذ الشاب جثتي الذئبين وبعد النظر حوله لتحديد اتجاه الكهف كي لا يضيع اتخذ مسار آخر وإبتعد عن مكان القتال …
…
هكذا استمر الشاب في التحرك بشكل دائري حول الجبل لإكتشاف محيطه .. لكن رغم ذلك وبعد مشيه لعدة ساعات لم يقابل أي فريسة أخرى …
وقف الشاب قليلا وفكر في نفسه ..
هكذا حول الجبل والتحرك بشكل أوسع .. من الأفضل أن أتخذ اتجاها واحدا وأسير مباشرة بعيدا عن الجبل … أيضا "
رفع الشاب رأسه ونظر إلى السماء من خلال الفراغات بين أوراق الشجر …
" كنت أتجول لساعات ولم تتحرك الشمس إلى قليلا … يبدو أن اليوم على هذا الكوكب أطول منه على الأرض … أحتاج إلى معرفة طرق حساب الوقت على هذا الكوكب "
…
هكذا حدد الشاب اتجاها واضعا موقع الكهف خلفه والجبال الهائلة في المسافة أمامه…
…
بعد المشي بحذر لبعض الوقت لازال لم يصادف الشاب أي وحش آخر وتوقع أنه لن يرى أي شيء آخر على مسافة طويلة ..
" يبدو أني بحاجة لتسريع وتيرتي مشيي أكثر … هذا خطير لكن أفضل من تضيبع الوقت "
هكذا بدأ الشاب المشي بسرعة ممسكا بسيفه في يده اليمنى وصخرة بحجم قبضة اليد في يده اليسرى …
. بعد عدة ساعات من المشي بدأ الشاب يلتقي ببعض المخلوقات من حين لآخر .. أحيانا يجد أفعى معلقة في جذع شجرة وأحيانا يرى طائرا يشبه البوم واقفا على جذع شجرة وأحيانا بعض القوارض والسحالي الصغيرة ..
" ازداد عدد المخلوقات التي أقابلها عن السابق … أيضا حتى عدد الأشجار العملاقة بدأ ينخفض مع وجود أشجار أصغر … "
بقوله لذلك صمت قليلا ملاحظا المحيط حوله بحذر أثناء مشيه
" على ذكر الأمر في السابق قاتلت ذئبين ورأيت جثة وحش آخر .. ربما خرجت من منطقة الوحوش !؟ لكن "
…
توقف الشاب فجأة ناظرا إلى المسافة على يمينه بنظرات غريبة متحمسة