توقف الشاب فجأة ناظرا إلى المسافة على يمينه بنظرات غريبة متحمسة …

في المسافة بالإمكان ملاحظة حيوان بني بإرتفاع المترين .. حيوان مؤلوف لم يره منذ وقت …

" غزال !! .. أيضا إنه غزال كبير .. وسمين " …

بقوله لذلك خفض الشاب المتحمس جسده وأخفى نفسه عن مجال رؤية الغزال وبدأ المشي نحوه بهدوء …

عند إقتراب الشاب كان قد اختبأ وراء أقرب شجرة للغزال ..

.. خافضا جسده و ممسكا بسيفه كرر الشاب نفس حركة الاندفاع وقام بهجوم قطع مائل على رقبة الغزال …

بالنسبة للغزال فهو بعيد المقارنة عن الذئب وليس لديه غريزة قتالية .. ففي اللحظة التي سمع فيها الصوت الخارج عن المألوف ورفع رأسه للنظر كان قد تم ذبحه بالفعل ولم يبقى إلى عموده الفقري الذي يمسكه … وبعد وقوفه لبضع ثوان سقط على الأرض متخبطا في حين تخرج الدماء منه …

ناظرا للغزال أمامه كانت عيون الشاب متمحسة بالفعل ..

" غزال غزال طعام .. لم آكل شيئا منذ وقت طويل ولم آكل لحم الغزال منذ زمن … إنه يوم سعدي هاهاها .."

… فجأة صمت الشاب وتحولت تعابيره إلى الجدية والحذر ونظر بإتجاه شجرة بعيد بعض الشيء

"أخرج لقد لاحظتك بالفعل .. "

بقوله لذلك وبعد ثوان خرج من خلف الشجرة التي ينظر لها رجل يرتدي ملابس رمادية تكسوها أوراق الأشجار حاملا قوسا في يده وسكينا مربوطا في حزام خصره … من ملابسه يمكن تمييزه بسهولة كصياد

ينظر الشاب والرجل لبعضهما البعض بنظرات مدروسة وحذرة …

ثم غير الصياد نظراته لجثة الغزال .. وبعد الصمت تحدث الصياد أولا

مشيرا إلى الغزال

" يا له من قطع مثالي قمت به … "

ثم عاد نظر الصياد للشاب وأكمل حديثه

" لا يبدو عليك كصياد ولكن أسلوب القطع الخاص بك مثالي … "

صمت الصياد قليلا ونظر إلى مظهر الشاب ثم أكمل

" ولا يبدو أنك من هذه المنطقة نظرا لملابسك … "

أراد الصياد إنهاء حديثه إلا أن الشاب قطعه وتحدث بصوت بارد قليلا

" إقطع الهراء .. ما الذي تريده ؟؟"

كان الصياد متفاجئا من حديث الشاب ونبرته لكنه إبتسم في المقابل وتحدث نبرة طبيعية مشيرا إلى الغزال المذبوح ..

" كنت ألاحق أثاره منذ بعض الوقت وقد اختبأت لأقترب منه بهدوء ولكنك سبقتني لصيده … "

" ماذا عن هذا سأشتريه منك .. زوجتي ترغب في أكل لحم غزال طازج … "

بسماع كلمات الصياد تحدث الشاب مباشرة

" أنا لا أبيع ولست مهتما بزوجتك .. هذا الغزال لي .. غادر "

بالنظر لتعبيرات الشاب أمامه كان الصياد عاجزا قليلا …

في حقيقة الأمر لم يرفض الشاب للسبب الذي قاله .. لكنه أراد اختبار حدود صبر الصياد في التعامل معه … حتى يرى كيف سيتعامل معه …

فما أراده الشاب في الوقت الحالي هو مصدر معلومات موثوق وليس مجرد شخص يرميه على أنفه …

بعد الصمت قليلا تحدث الصياد مرة أخرى ..

" أيها الشاب إسمعني … يمكنك بيع هذا الغزال عادة ب15 قطعة ذهبية في القرية وهو ليس بالأمر النادر لكن زوجتي تريد تناوله اليوم و طازجا كذلك …

سأمنحك 20 قطعة ذهبية مقابله .. ما رأيك ؟؟ أنا حقا بحاجة له "

بعد الإستماع لكلمات الصياد تظاهر الشاب بالتفكير قليلا ثم نظر إلى الصياد مرة أخرى وتحدث بنبرة أقل برودة …

" أخبرني أولا أين توجد قريتك "

بسماع كلمات الشاب أمامه كان الصياد واثقا أكثر أن الشاب ليس من هذه المنطقة .. ولهذا ازداد حذره في التعامل معه كي لا يعاديه أكثر .. ففي النهاية إن لم يحضر هذا الغزال الى زوجته اليوم فسوف يعيش في بؤس منزلي شديد خلال الأيام القادمة …

لهذا أصبح أكثر طبيعيا وتحدث بعفوية .. مشيرا إلى يمينه

" قريتي تتواجد بهذا الاتجاه بعيدا عنا بحوالي 30 كيلومترا .. "

ثم أشار خلف الشاب وأكمل

"يمكنك إيجادها بسهولة إن اتبعت مجرى النهر الموجود في الأمام هناك "

بعد الإستماع له نظر الشاب حوله لتحديد اتجاه الكهف الذي كان عليه ثم نظر إلى الصياد أمامه وتحدث …

" تعال دعنا نذهب إلى قريتك … سوف أتأكد من ثمن الغزال أولا … "

هكذا بسماع كلمات الشاب استرخى الصياد قليلا وبدأ بالسير باتجاه الشاب

وعند وصوله أول شيء قاله الشاب كان سيجعله يتعثر …

" الآن إحمل هذا الغزال ولنذهب إنطلاقا من النهر "

" ولكنه صيدك ولم أشتريه بعد لماذا علي حمله لأجلك !! "

" إن لم تكن تريده فلا داع إذهب في طريقك وسآكله هنا والآن "

بالإستماع لكلمات الشاب شعر الصياد أنه يريد ضربه بسبب وقاحته … ولكنه مع ذلك إستسلم وحمل الغزال على كتفه …

ففي النهاية إنه يفضل القيام بأعمال الآخرين على أن يواجه زوجته الغاضبة لأيام …

" لنذهب .. أرني الطريق "

هكذا توجه الشاب والصياد نحو النهر أولا ومن هناك انطلقا لنفس اتجاه مجراه …

2023/06/02 · 48 مشاهدة · 750 كلمة
jotiefares
نادي الروايات - 2024